فصل: وَأَما حديث أَنَسٍ:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العلل المتناهية في الأحاديث الواهية



.حديث في السعي في إبطال الحقوق:

- أَخبرنا أَبُو مَنصُور القَزازُ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكرٍ أَحمد بن عَلِي الخَطِيبُ، قال: أَخبرنا أَبُو القاسِمِ عُبَيدُ الله بن مُحَمد النَّجارُ، قال: أَخبرنا عُبَيدُ الله بن مُحَمد بنِ سُلَيمانَ المَخرَمِيُّ، قال: حَدَّثنا إِبراهيم بن عَبدِ الله بنِ أَيُّوبَ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن بَكارِ بنِ الرَّيانِ، قال: حَدَّثنا إِبراهيم بن زِيادٍ القُرَشِيُّ، عَن خُصَيفٍ، عَن عِكرِمَةَ، عَن ابنِ عَباسٍ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال: «مَن أَعانَ عَلَى باطِلٍ لَيَدحَضَ بِباطِلِهِ حَقًّا فَقَد بَرِئَ مِن ذِمَّةِ الله وذِمَّةِ رَسُولِهِ، ومَن مَشَى إِلَى سُلطانِ الله فِي الأَرضِ لِيُذِلَّهُ أَذَلَّ اللَّهُ رَقَبَتَهُ يَومَ القِيامَةِ، أَو قال: إِلَى يَومِ القِيامَةِ، مَعَ ما يَدَّخِرُ لَهُ مِن خِزيٍ يَومَ القِيامَةِ، وسُلطانُ الله فِي الأَرضِ كِتابُ الله وسُنَّةُ نَبِيِّهِ، ومَنِ استَعمَلَ رَجُلا وهو يَجِدُ غَيرَهُ خَيرًا مِنهُ وأَعلَمَ منه بكتاب الله وسنة نبيه، فقد خان الله ورسوله وجميع المؤمنين، ومن ولي مِن أَمرِ المُسلِمِينَ شَيئًا لَم يَنظُرِ اللَّهُ لَهُ فِي حاجَةٍ حَتَّى يَنظُرَ فِي حَوائِجِهِم، ويُؤَدِّيَ إِلَيهِم حُقُوقَهُم، ومَن أَكَلَ دِرهَمًا رِبًا كان عَلَيهِ مِثلُ إِثمِ سِتٍّ وثَلاثِينَ زِنيَةٍ فِي الإِسلامِ، ومَن نَبَتَ لَحمه مِن سُحتٍ فالنارُ أَولَى به».
قال الخطيب: إِبراهِيم بن زياد فِي حديثه نكرة.
وقال يَحيَى بن مَعِين: لا أعرفه.

.حديث في إثم الكاذب في يمينه:

- رَوَى غالِبُ بن حَبِيبٍ اليَشكُرِيُّ، عَن حَفصِ بنِ عُمر بنِ أَبِي طَلحَةَ الأَنصارِيِّ، عَن عَمِّهِ، عَن أَنَسِ بنِ مالِكٍ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ أَحجارًا قَبلَ أَن يَخلُقَ السَّماواتِ والأَرضَ بِأَلفَي عامٍ، ثُمَّ أَمَرَ أَن يُوقَدَ عَلَيها أَعَدَّها لإِبلِيسَ ولِفِرعَونَ ولِمَن حَلَفَ بِاسمِهِ كاذِبًا».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ.
قال أَبُو حاتِمٍ الرازي: غالب مجهول.
وقال ابن حِبَّان: كان يروي المناكير عن المشاهير فبطل الاحتجاج به.

.حديث في ذكر يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- رَوَى يَعقُوب بن مُحَمد الزُّهرِيُّ، عَن يَزِيدَ بنِ أَبِي زِيادٍ، عَن مُحَمد بنِ هِلالٍ، عَن أَبِيه، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: «كانت يَمِينٌ يَحلِفُ بِها رَسول الله صلى الله عليه وسلم: لأَنِّي أَستَغفِرُ اللَّهَ».
قال المُؤَلِّفُ: وهذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أَحمَد بن حنبل: يعقوب لا يساوي شيئًا.
قال علي، ويحيى: يزيد بن أَبِي زياد لا يحتج بحديثه.
وقال النسائي: متروك الحديث.

.حديث في دفع إثم الحالف بإخلاصه في التوحيد:

- أَخبرنا ابن الحُصَينِ، قال: أَخبرنا ابن المُذهِبِ، قال: أَخبرنا أَحمد بن جَعفر، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن أَحمد، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قال: حَدَّثنا عَفانُ، قال: حَدَّثنا حَمادُ بن سَلَمَةَ، عَن عَطاءِ بنِ السائِبِ، عَن أَبِي يَحيَى، عَن ابنِ عَباسٍ، أَنَّ رَجُلَينِ اختَصَما إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المُدَّعِيَ البَيِّنَةَ، فَلَم يَكُن لَهُ بَيِّنَةٌ، فاستَحلَفَ بِالله الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هو، فَقال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكَ قَد حَلَفتَ، ولَكِن غَفَرَ اللَّهُ لَكَ بِإِخلاصِكَ قَولَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ».
قال المُؤَلِّفُ: أَبُو يَحيَى مجهول، وعطاء اختلط فِي آخر عمره.
قال يحيى: لا يحتج بحديثه.

.كتاب الأحكام السلطانية:

.حديث في ذكر الولاة:

- أَنبَأَنا عَبد الوَهابِ بن المُبارَكِ، قال: أَخبرنا مُحَمد بن المُظَفَّرِ، قال: أَخبرنا العَتِيقِيُّ، قال: أَخبرنا يُوسُفُ بن الدَّخِيلِ، قال: حَدَّثنا العُقَيلِيُّ، قال: حَدَّثنا هارُونُ بن العَباسِ العَباسِيُّ، قال: حَدَّثنا سَوارُ بن عَبدِ الله القاضِي، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن مُعاوِيَةَ الزُّبَيرِيُّ، عَن هِشامِ بنِ عُروَةَ، عَن أَبِيه، عَن عائِشَةَ، قالت: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الوالِيَ الشَّهمَ، ويَبغَضُ الرَّكاكَةَ»، ورُبَّما قال «الرَّكَكَةَ» .
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ أصل له.
قال العُقَيلي: عَبد الله بن مُعاوِيَة يحدث عن هشام بمناكير لا أصل لها.
وقال البُخارِيّ: منكر الحديث.

.حديث في أن الخلافة بالمدينة:

- رَوَى يَحيَى بن مَعِينٍ، عَن هُشَيمٍ، عَن العَوامِ بنِ حَوشَبٍ، عَن سُلَيمانَ بنِ أَبِي سُلَيمانَ، عَن أَبِيه، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «الخِلافَةُ بِالمَدِينَةِ والمُلكُ بِالشامِ».
قال المُؤَلِّفُ: وهذا لا يصح.

.حديث في خروج الأمر من قريش:

- رَوَى إِسماعِيلُ بن عَياشٍ، عَن حُرَيزِ بنِ عُثمانَ، عَن راشِدِ بنِ سَعدٍ، عَن أَبِي حَيٍّ، عَن ذِي مِخمَرٍ ابنِ أَخِي النَّجاشِيِّ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان هَذا الأَمرُ فِي حِميَرَ، فَنَزَعَهُ اللَّهُ مِنهُم، وسَيَعُودُ إِلَيهِم».
قال المُؤَلِّفُ: ورواه بقية، عن حريز، فقال فِيهِ: فنزعه الله منهم فجعله فِي قريش وسيعود إليهم.
وهذا حديث منكرٌ وإسماعيل بن عياش قد ضعفوه وكذلك بقية، وكان بقية يدلس ويروي عن الضعفاء.

.حديث في النظر المفزع إِلى المسلم:

- أَخبرنا القَزازُ، قال: أَخبرنا أَحمد بن عَلِي، قال: أَخبرنا أَبُو طالِبٍ عُمر بن إِبراهِيم، قال: أَخبرنا عِيسَى بن حامِدٍ القاضِي، قال: حَدَّثَنِي سُهَيلُ بن إِبراهِيم المَروَزِيُّ، قال: حَدَّثنا مُشرِفُ بن أَبانَ، قال: حَدَّثنا عَمرُو بن جَرِيرٍ البَجَلِيُّ، عَن مُحَمد بنِ عَمرٍو، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن نَظَرَ إِلَى أَخِيهِ المُسلِمِ نَظرَةً مُخِيفَةً مِن غَيرِ حَقٍّ أَخافَهُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ يَومَ القِيامَةِ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ.
قال الدارقطني: عمرو بن جرير متروك.

.حديث لاَ طاعة في معصية:

- أَنبَأَنا مُحَمد بن عَبدِ المَلِك، قال: أَنبَأَنا الجَوهَرِيُّ، عَن الدارَقُطنِيِّ، قال: رَوَى عَلِيُّ بن قَرِينٍ، عَن هُشَيمٍ، عَن مُغِيرَةَ، عَن شِباكٍ، عَن إِبراهِيم، عَن عَبدِ الله، عَن النَّبِيِّ صَلى الله عَليه وسَلمَ قال: لا طاعة لمخلوق فِي معصية اللَّه.
قال الدارقطني: علي بن قرين ضعيف، والصحيح أنه موقوف.

.حديث في أن قلوب الملوك بيد الحق عز وجل:

- أَنبَأنا ابن ناصِرٍ، قال: أَخبرنا أَبُو غالِبٍ الباقِلانِيُّ، قال: حَدَّثنا البَرقانِيُّ، قال: حَدَّثنا الدارقُطني، قال: رَوَى وهبُ بن راشِدٍ، عَن مالِكِ بنِ دِينارٍ، عَن خلاسِ بنِ عَمرٍو، عَن أَبِي الدَّرداءِ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّه تَعالَى يَقُولُ: أَنا اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ أَنا مَلِكُ المُلُوكِ، قُلُوبُ المُلُوكِ بِيَدِي، فَإِنِ العِبادُ أَطاعُونِي حَوَّلتُ قُلُوبَ مُلُوكِهِم بِالرَّأفَةِ والرَّحمَةِ، وإِنِ العِباد عَصَونِي»، الحديث.
قال الدارقطني: وهب بن راشد ضعيف جدًا متروك الحديث ولا يصح هَذا الحديث مرفوعًا.
قال: فرواه جَعفَر بن سُلَيمان، عن مالك بن دينار، أنه قرأ فِي الكتب هَذا الكلام وهو أشبه بالصواب.

.كتاب ذم العاصي:

.حديث في أن ولد الزنا شر الثلاثة:

- أَخبرنا ابن الحُصَينِ، قال: أَخبرنا ابن المُذهِبِ، قال: أَخبرنا أَحمد بن جَعفر، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن أَحمد، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قال: حَدَّثنا خَلَفُ بن الوَلِيدِ، قال: حَدَّثنا خالِدٌ، عَن سُهَيلٍ، عَن أَبِيه، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولَدُ الزِّنا شَرُّ الثَّلاثَةِ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ، وخالد لا يعرف من هو.
- وقَد أَخبرنا ابن الحُصَينِ، قال: أَخبرنا ابن الْمُذهِبِ، قال: أَخبرنا أَحمد بن جَعفر، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن أَحمد، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قال: حَدَّثنا أَسوَدُ بن عامِرٍ، قال: حَدَّثنا إِسرائِيلُ، قال: حَدَّثنا إِبراهيم بن إِسحاقَ، عَن إِبراهِيم بنِ عُبَيد بنِ رِفاعَةَ، عَن عائِشَةَ، قالت: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «هو شَرُّ الثَّلاثَةِ إِذا عَمِلَ بِعَمَلِ أَبَوَيهِ، يَعنِي: ولَدَ الزِّنا».

.حديث في النهي عن مجالسة المردان:

فيه: عن أبي هريرة، وأنس بن مالك.

.فأما حديث أبي هريرة:

- فأَخبرنا مُحَمد بن عَبدِ المَلِك، قال: أَخبرنا إِسماعِيلُ بن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا عَلِيُّ بن مُحَمد بنِ حاتِمٍ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن عَبدِ الحَكَمِ القَطرِيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو حَفصٍ عُمر بن عَمرٍو الطَّحانُ، قال: حَدَّثنا سُفيان الثَّورِيُّ، عَن الأَعمش، عَن أَبِي صالِحٍ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَملَئُوا أَعيُنَكُم مِن أَولادِ الأَغنِياءِ، فَإِنَّ فِتنَتَهُم أَشَدُّ مِن فِتنَةِ العَذارَى».

.وَأَما حديث أَنَسٍ:

- فَأَخبرنا أَبُو مَنصُور القَزازُ، قال: أَخبرنا أَحمد بن عَلِي بنِ ثابتٍ، قال: أَخبرنا أَبُو طالِبٍ عُمر بن إِبراهِيم الفَقِيهُ، قال: أَخبرنا مُحَمد بن العَباسِ الخَزازُ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن خَلَفِ بنِ المَرزَبانِ، إِجازَةً، وحَدَّثناهُ مُحَمد بن عُبَيد الله بنِ حُرَيثٍ الكاتِبُ عَنهُ، حَدَّثَنِي أَحمد بن هِشامٍ الحَربِيُّ، قال: حَدَّثنا عَلِيُّ بن داوُدَ المَروَزِيُّ، قال: حَدَّثنا عَبد الرَّحمَن بن واقِدٍ، عَن عَمرِو بنِ أَزهَرٍ، عَن أَبانَ، عَن أَنَسٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تُجالِسُوا أَبناءَ المُلُوكِ، فَإِنَّ الأَنفُسَ تَشتاقُ إِلَيهِم ما لا تَشتاقُ إِلَى الجَوارِي العَواتِقِ».
قال المصنف: هذان حديثان لا يصحان عن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلمَ، وإنما هَذا كلام بعض السلف.
وفِي إسناد حديث أَبِي هُرَيرَة: عُمَر بن عمرو.
قال ابن عدي: حدث بالبواطيل عن الثقات وهو فِي عداد من يضع الحديث.
وأما حديث أنس:
فقال أحمد: أحاديث أبان مناكير.
وقال ابن حِبَّان: لا يحتج به.
وفيه: عمرو بن الأزهر.
قال أَحمَد: كان يضع الحديث.
وقال النسائي: متروك.
وقال الدارقطني: كذاب.
وفيه: عَبد الرَّحمَن بن واقد.
قال ابن عدي: حدث بالمناكير عن الثقات وكان يسرق الحديث.

.حديث في ثواب من عشق وكتم:

- أَخبرنا عَبد الرَّحمَن بن مُحَمد، قال: أَخبرنا أَحمد بن عَلِي، وأَخبرنا إِبراهيم بن دِينارٍ، قال: أَخبرنا أَبُو عَلِي بنِ نَبهانَ، قال: أَخبرنا الحَسن بن الحُسَينِ بنِ دُوما، قال: أَخبرنا أَحمد بن نَصرٍ الذارِعُ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن مَحمُودٍ الأَنبارِيُّ، قال: حَدَّثنا سُوَيدُ بن سَعِيدٍ، قال: حَدَّثنا عَلِيُّ بن مسهرٍ، عَن أَبِي يَحيَى القَتاتِ، عَن مُجاهِدٍ، عَن ابنِ عَباسٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن عَشَقَ وكَتَمَ وعَفَّ فَماتَ فَهو شَهِيدٌ».
طَرِيقٌ آخَرُ:
- أَخبرنا أَبُو مَنصُور القَزازُ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكرٍ الخَطِيبُ، قال: حَدَّثنا المُؤَمِّلُ بن أَحمد الصَّفارُ، قال: حَدَّثنا عُمر بن إِبراهِيم الكِتانِيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو القاسِمِ بن بُكَيرٍ التَّمِيمِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن زَكَرِيا، قال: حَدَّثنا سُوَيدُ بن سَعِيدٍ، عَن عَلِي بنِ مُسهِرٍ، عَن أَبِي يَحيَى القَتاتِ، عَن مُجاهِدٍ، عَن ابن عَباسٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن عَشَقَ فَعَفَّ وكَتَمَ ثُمَّ ماتَ ماتَ شَهِيدًا».
طَرِيقٌ ثالِثٌ:
- أَخبرنا المُبارَكُ بن عَلِي، قال: أَخبرنا عَلِيُّ بن مُحَمد العَلافُ، قال: حَدَّثنا عَبد المَلِك بن مُحَمد بنِ بِشرانَ، قال: أَخبرنا أَحمد بن إِبراهِيم الكِندِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن جَعفر الخَرائِطِيُّ، قال: حَدَّثنا يَعقُوب بن عِيسَى مِن ولَدِ عَبدِ الرَّحمَن بنِ عَوفٍ، عَن ابنِ نَجِيحٍ، عَن مُجاهِدٍ، عَن ابنِ عَباسٍ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَن عَشَقَ فَعَفَّ فَماتَ فَهو شَهِيدٌ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما الطريقان الأولان: فمدارهما على سُوَيد بن سَعِيد.
قال ابن حِبَّان: من روى مثل هَذا عن علي بن مسهر يجب مجانبة روايته.
وقال يَحيَى بن مَعِين: لو كان لي فرس ورمح لكنت أغزو سُوَيد بن سَعِيد.
قال الدارقطني: كان سُوَيد لما كبر يقرأ عليه حديث فِيهِ بعض النكارة فيجيزه.
قالُوا: هَذا الحديث البلية فِيهِ مِمَّن روى عن سُوَيد وهو مُحمد بن زكريا، وكان يضع الحديث البلية.
وقال المُؤَلِّفُ: قلت: قد راوَه عن سُوَيد جماعة، منهم: أَحمَد بن محمود الأنباري، وصدقة بن مُوسَى، والقاسم بن أَحمَد وإبراهيم بن جَعفَر، وأبو العَباس بن مسروق، والحسن بن علي الأشناني، وداود الأصبهاني، فَما انفرد ابن زكريا بِذَلِك.
وأما الطريق الثالث:
فقال أَحمَد بن حنبل: يعقوب ليس بِشيءٍ.
وأبو يَحيَى القتات قد ضعفوه.

.حديث في النهي عن احتقار الذنب:

فيه: عن ابن عمر، وعمرو بن العاص، وأبي هريرة.

.وأَما حديث ابن عمر:

- فَأَنبَأَنا عَبد الوَهابِ بن المُبارَكِ، قال: أَخبرنا مُحَمد بن المُظَفَّرِ، قال: أَخبرنا العَتِيقِيُّ، قال: أَخبرنا يُوسُفُ بن أَحمد، قال: حَدَّثنا العُقَيلِيُّ قال: حدثنا محمد بن موسى النهرتيري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي طاهر الأذني، قال: حَدَّثنا مُوسى بن سُلَيمانَ الواسِطِيُّ، قال: حَدَّثنا غالِبُ بن عُبَيد الله، عَن مُجاهِدٍ، عَن ابنِ عُمر، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَنظُر إِلَى صِغَرِ الخَطِيئَةِ، انظُر مَن عَصَيتَ».

.وَأَما حديث عَمرٍو:

- فَأَخبرنا مُحَمد بن عَبدِ الباقِي بن أَحمد، قال: أَخبرنا حَمدُ بن أَحمد، قال: أَخبرنا أَبُو نُعَيمٍ الحافِظُ، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن مُحَمد بنِ جَعفر، وأَخبرنا مُحَمد بن عَبدِ المَلِك، قال: أَخبرنا إِسماعِيلُ بن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: أَخبرنا أَبُو أَحمد ابن عَدِيٍّ، قالاَ: حَدَّثنا عُمر بن الحَسَنِ الحَلَبِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن كامِلٍ الزَّياتِ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن إِسحاقَ العُكاشِيُّ، قال: حَدَّثَنِي الأَوزاعِيُّ، قال: حَدَّثنا حَسانُ بن عَطِيَّةَ، قال: سَمِعتُ أَبا كَبشَةَ، يَقُولُ: سَمِعتُ عَمرَو بنَ العاصِ، يَقُولُ: سَمِعتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تَنظُرُوا إِلَى صِغَرِ الذُّنُوبِ، ولَكِنِ انظُرُوا عَلَى مَنِ اجتَرَأتُم».

.وَأَما حديث أَبِي هُرَيرَةَ:

- أَخبرنا عَبد الأَوَّلِ بن عِيسَى، قال: أخبرنا عَبد الله بن مُحَمد الأَنصارِيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو الفَضلِ مُحَمد بن أَحمد الكِسائِيُّ، أَنَّ الحُسَينَ بنَ أَحمد بنِ إِسحاقَ، أَخبَرَهُم، قال: حَدَّثنا، قال: حَدَّثنا عَبد بن جامِعِ بنِ زِيادٍ الحُلوانِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن مَروانَ، قال: حَدَّثنا داوُدُ بن سُلَيمانَ بنِ عَمرٍو، عَن الأَعمش، عَن أَبِي صالِحٍ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: كان مِن مَواعِظِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لا تَنظُر إِلَى صِغَرِ الخَطِيئَةِ، ولَكِنِ انظُر إِلَى عَظَمَةِ مَن تَعصِي».
قال المُؤَلِّفُ: هَذِهِ الأحاديث ليست من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هِيَ كلام بلال بن سعد، أَخبرنا أَبُو بَكر بن أَبِي طاهر البزار، قال: أَخبرنا الحَسَن بن علي الجوهري، قال: أخبرنا علي بن مُحمد بن لؤلؤ، قال: حَدَّثنا حَمزَة بن الكاتب، قال: حَدَّثنا نعيم بن حَماد، قال: حَدَّثنا ابن المُبارَك، عن الأوزاعي، عن بلال بن سعد، قال: «لا تنظر إلى الخطيئة ولكن انظر من عصيت».
قال المُؤَلِّفُ: فهذا مشهور من كلام بلال بن سعد، وإنما رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذابون.
فأما حديث ابن عُمَر:
ففيه: غالب بن عُبَيد الله.
قال يَحيَى: ليس بثقة.
قال ابن حِبَّان: يروي المعضلات عن الثقات لا يجوز الاحتجاج به.
وأما حديث عمرو:
ففيه: مُحمد بن إِسحاق العكاشي، وهو الَّذِي تفرد به وقد سبق ذكره فِي كتابنا وأنه كذاب.
وقال الدارقطني: يضع الحديث.
وأما حديث أَبِي هُرَيرَة:
ففيه: سُلَيمان بن عمرو، وهو أبو داوُد النخعي، وقد سبق فِي كتابنا أن أَحمَد بن حنبل قال: هو كذاب.
وقال مرة: كان يضع الحديث.
وكذلك قال يَحيَى: هو مِمَّن يعرف بالكذب ووضع الحديث.

.حديث في ذم الكذب:

- أَخبرنا ابن خَيرُونَ، عَن الجَوهَرِيِّ، عَن الدارَقُطنِيِّ، عَن أَبِي حاتم ابن حِبَّان، قال: حَدَّثنا الحَسن بن سُفيان، قال: حَدَّثنا يَحيَى بن مُوسَى، قال: حَدَّثنا عَبد الرَّحِيمِ بن هارُونَ الغَسانِيُّ، عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ أَبِي رَوادٍ، عَن نافِعٍ، عَن ابنِ عُمر، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ العَبد إِذا كَذَبَ تَباعَدَ عَنهُ المَلَكُ مِيلا مِن نَتَنِ ما جاءَ به».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ، وعبد العَزِيز يروي نسخة موضوعة منها هَذا الحديث وكان يحدث بها توهمًا لا تعمدًا فسقط الاحتجاج به.

.حديث في أن الشهوة معجونة في طين آدم:

- أَخبرنا إِسماعِيلُ بن أَحمد، قال: حَدَّثنا ابن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: أَخبرنا أَبُو أَحمد ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن الحَسَنِ المَصرِيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو عاصِمٍ، قال: حَدَّثنا سُفيان وشُعبَةُ، عَن سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ، عن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «الهَوَى والبَلاءُ والشَّهوَةُ مَعجُونَةٌ بِطِينِ آدَمَ».
قال الدارقطني: المَصرِيّ كذاب.
وقال ابن حِبَّان: يضع الحديث.

.حديث في بيان متى يطبع على القلب:

- أَنبَأَنا عَبد الوَهابِ بن المُبارَكِ، قال: أَخبرنا مُحمدٌ المُظَفَّرُ، قال: أَخبرنا العَتِيقِيُّ، قال: أَخبرنا يُوسُفُ بن أَحمد، قال: أَخبرنا مُحَمد بن عَمرٍو الحافِظُ، قال: حَدَّثنا إِدرِيسُ بن عَبدِ الكَرِيمِ، قال: حَدَّثنا إِسحاقُ بن حَسانَ، قال: حَدَّثنا سُليمان بن مُسلِمٍ أَبُو المُعَلَّى الخُزاعِيُّ، عَن سُلَيمانَ التَّيمِيِّ، قال: حَدَّثَنِي نافِعٌ، عَن ابنِ عُمر، عَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إن الطابَعُ مُعَلَّقٌ بِقائِمِ العَرشِ، فَإِذا انتُهِكَتِ الحُرمَةُ، واجتُرِئَ عَلَى الرَّبِّ، وعُمِلَ بِالمَعاصِي، بَعَثَ اللَّهُ إِلَيهِ الطابَعَ فَيَطبَعُ عَلَى قَلبه، فَلا يَعقِلُ بَعدَ ذَلِكَ شَيئًا».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسليمان بن مُسلِم مجهول.
قال العُقَيلي: ولا يعرف هَذا الحديث إلا به ولا يتابع عليه.
وقال ابن حِبَّان: سُلَيمان يروي عن التيمي ما ليس من حديثه، لا يحل الرواية عَنهُ إلا على سبيل الاعتبار.

.حديث في الافتخار بالآباء المشركين:

- روى أَبُو بكر بن عياش، عن حميد الكندي، عن عبادة بن نسي، عن أبي ريحانة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من انتسب إِلى تسعة آباء كفار يبتغي بذلك الفخر والرياء فهو عاشرهم في النار».
قال المؤلف هذا حديث لاَ يَصِحُّ، وحميد مجهول وعبادة لم يدرك أبا ريحانة.

.حديث في القدح في نسب الباغي:

- رَوَى سَهلُ الأَعرابِيُّ، عَن بِلالِ بنِ أَبِي بُردَةَ، عَن أَبِيه، عَن أَبِي مُوسَى، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَبغِي عَلَى الناسِ إِلاَّ ابن بَغِيَّةٍ أَو فِيهِ عِرقٌ مِنها».
قال ابن حِبَّان: سهل منكر الرواية لا يقبل ما انفرد به.

.حديث في ذم البغي:

فيه: عن ابن عمر، وأنس.

.أما حديث ابن عمر:

- أَخبرنا إِسماعِيلُ بن أَحمد، قال: أَخبرنا إِسماعِيلُ بن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: حَدَّثنا أَبُو أَحمد ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن أَحمد بنِ بُخَيتٍ، قال: حَدَّثنا الحَسن بن ناصِحٍ، قال: حَدَّثنا رَوحُ بن الفَرَجِ القَطانُ، قال: حَدَّثنا إِسماعِيلُ بن يَحيَى، قال: حَدَّثنا ابن أَبِي ذِئبٍ، عَن نافِعٍ، عَن ابنِ عُمر، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَو بَغَى جَبَلٌ عَلَى جَبَلٍ لَخَرَّ الجَبَلُ الَّذِي بُغِيَ عَلَيهِ».
قال ابن عدي: هَذا حديث باطل عن ابن أَبِي ذئب، لم يروه غير إِسماعِيل، وكان يحدث عن الثقات بالأباطيل.
وقال ابن حِبَّان: كان يروي الموضوعات عن الثقات لا يحل الرواية عَنهُ.

.وَأَما حديث أَنَسٍ:

- فَأَنبَأَنا مُحَمد بن عَبدِ المَلِك، قال: أَنبَأَنا الجَوهَرِيُّ، عَن الدارَقُطنِيِّ، عَن أَبِي حاتم ابنِ حِبَّان، قال: كَتَبنا عَن أَبِي بَكرٍ أَحمد بنِ مُحَمد بنِ الفَضلِ القَيسِيِّ، عَن سُفيان بنِ عُيَينَةَ، عَن الزُّهرِيِّ، عَن أَنَسٍ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال: «لَو بَغَى جَبَلٌ عَلَى جَبَلٍ لَجَعَلَهُ اللَّهُ دَكًّا».
قال أَبُو حاتم: كتبت عَنهُ نحو خَمسِمِائَةِ حديث كلها موضوعة، ولعله قد وضع على الأئمة أكثر من ثلاثة آلاف حديث.

.حديث في ذم الغيب:

- أَنبَأَنا عَبد الوَهابِ بن المُبارَكِ، قال: أَخبرنا مُحَمد بن المُظَفَّرِ، قال: أَخبرنا العَتِيقِيُّ، قال: حَدَّثنا يُوسُفُ بن أَحمد، قال: حَدَّثنا العُقَيلِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن زَكَرِيا البَلخِيُّ، قال: حَدَّثنا بِشرُ بن آدَمَ ابنِ بِنتِ أَزهَرَ السِّمانُ، قال: حَدَّثنا عَمارُ بن عَلثَمٍ، عَن أُمَّهِ أُمِّ سَعِيدٍ بِنتُ الأَسوَدِ المُحارِبِيُّ، عَن أُمِّها، أَنَّها أَخبَرَتها، «أَنَّها دَخَلَت عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَسَأَلَتها عَن الغِيبَةِ، فَأَخبَرَتها أُمُّ سَلَمَةَ أَنَّها أَصبَحَت يَومَ الجُمُعَةِ وغَدا رَسول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلاةِ، فَزارَتها جارَةٌ لَها مِن نِساءِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فاغتابَتا وضَحِكَتا، فَلَم تَبرَحا عَلَى حديثهِما مِنَ الغِيبَةِ حَتَّى أَقبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُنصَرِفًا مِنَ الصَّلاةِ، فَلَما سَمِعَتا صَوتَهُ سَكَتَتا حَتَّى قامَ بِفِناءِ البَيتِ فَأَلقَى طَرَفَ رِدائِهِ عَلَى أَنفِهِ، ثُمَّ قال: أُفٍّ، اخرُجا فاستَقِيئا، ثُمَّ تَطَهَّرا بِالماءِ، فَخَرَجَت أُمُّ سَلَمَةَ فَفَعَلَتِ الَّذِي أَمَرَها مِنَ الاستِيقاءِ، فَقاءَت لَحمًا كَثِيرًا قَد أَصَلَ، فَلَما رَأَت كَثرَةَ اللَّحمِ تَذَكَّرَت أَحدَثَ لَحمٍ أَكَلَتهُ، فَوَجَدَتهُ فِي أَوَّلِ جُمعَتَينِ مَضَتا، أُهدِيَ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم عُضوٌ، فَنَهَشَت بَعضَهُ، فَسَأَلَها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَن ما قاءَت فَأَخبَرَتهُ، فَقال: ذاكَ لَحمٌ ظَلَلتِ تَأكُلِينَهُ فَلا تَعُودِي أَنتِ ولا صاحِبَتُكِ لِما ظَلَلتُما فِيهِ مِنَ الغِيبَةِ، فَأَخبَرَتها صاحِبَتُها أَنَّها قاءَت مِثلَ الَّذِي قاءَت مِنَ اللَّحمِ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال العُقَيلي: وعمار عن أمها إسناد مجهول، ولا يتابع عليه.

.حديث في غيبة الفاجر:

- أَخبرنا يَحيَى بن عَلِي المَدِينِيُّ، قال: أَخبرنا أَبُو الحُسَينِ مُحَمد بن عَلِي بنِ المُهتَدِيِّ، قال: أَخبرنا عَلِيُّ بن عُمر السُّكَّرِيُّ، قال: حَدَّثنا الحَسن بن أَحمد بنِ حَفصٍ الحُلوانِيُّ، قال: حَدَّثنا قطنُ بن إِبراهِيم النَّيسابُورِيُّ، وأَخبرنا عَبد الوَهابِ بن المُبارَكِ، قال: أَخبرنا عاصِمُ بن الحَسَنِ، قال: أَخبرنا أَبُو عُمر بن مَهدِيٍّ، قال: حَدَّثنا عُثمانُ بن أَحمد الدَّقاقُ، قال: حَدَّثنا حَنبَلُ بن إِسحاقَ، قال: حَدَّثنا عَبد الجَبارِ بن عاصِمٍ، وأَخبرنا عَبد الرَّحمَن بن مُحَمد، قال: أَخبرنا أَبُو بَكرٍ الخَطِيبُ، قال: أَخبَرَنِي عَبد العَزِيزِ بن عَلِي، قال: حَدَّثنا أَبُو بَكرٍ مُحَمد بن القاسِمِ بنِ الحَسَنِ المُؤَدَّبُ، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن سُلَيمانَ بنِ أَشعَثَ، قال: حَدَّثنا سَلَمَةُ بن شَبِيبٍ، وأَخبرنا عَبد الرَّحمَن بن مُحَمد، قال: أَخبرنا أَحمد بن عَلِي الحافِظُ، قال: أَخبرنا عُثمانُ بن مُحَمد بنِ يُوسُفَ العَلافُ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن عَبدِ الله الشافِعِيُّ، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن الحَسَنِ الحَرانِيُّ، قال: حَدَّثنا عَبد الجَبارِ بن عاصِمٍ، وَأَخبرنا أَبُو مَنصُور القَزازُ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكر بن ثابتٍ، قال: أَخبَرَنِي أَحمد بن عُمر بنِ رَوحٍ، قال: أَخبرنا أَحمد بن إِبراهِيم بنِ الحَسَنِ البَزارُ، قال: حَدَّثنا أَبُو عَبدِ الله البَرزاطِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن عَبدِ المَلِك، وأَخبرنا القَزازُ، قال: أَخبرنا أَحمد بن عَلِي، قال: أَخبرنا أَبُو القاسِمِ عَبد الرَّحمَن بن مُحَمد السَّراجُ، قال: أَخبرنا أَبُو مَنصُور مُحَمد بن القاسِمِ الصَّبغِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن سَعِيدٍ الجَلابُ، وأَخبرنا عَلِيُّ بن مُحَمد بنِ خَونٍ، قال: أَخبرنا أَبُو مُحَمد بنِ أَبِي عُثمانَ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكرِ بن عُبَيدٍ، قال: حَدَّثنا عَبد الجَبارِ وأَنبَأَنا عَبد الوَهابِ، قال: أَخبرنا مُحَمد بن مُظَفَّرٍ، قال: حَدَّثنا العَتِيقِيُّ، قال: حَدَّثنا يُوسُفُ بن أَحمد، قال: حَدَّثنا العُقَيلِيُّ، قال: حَدَّثنا بُسر بن مُوسَى الأَسَدِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن مُقاتِلٍ المَروَزِيُّ، وأَنبَأَنا زاهِرُ بن طاهِرٍ، قال: أَنبأنا أَبُو بَكرٍ البَيهَقِيُّ، قال: أَخبرنا أَبُو عَبدِ الله الحاكِمُ، قال: حَدَّثنا أَبُو عَبدِ الله مُحَمد بن يَعقُوب الحافِظُ وأَبُو الطَّيِّبِ مُحَمد بن عَبدِ الله الشَّعِيرِيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو شُجاعٍ أَحمد بن مَخلَدٍ الصَّيدَلانِيُّ، وَأَنبَأَنا زاهِرٌ قال: أَنبَأَنا البَيهَقِيُّ، قال: أَخبرنا الحاكِمُ، قال: حَدَّثنا أَبُو بَكرٍ مُحَمد بن جَعفر المُزَكِّيُّ، قال: حَدَّثنا عَلِيُّ بن سَعِيدِ بنِ عَبدِ الله العَسكَرِيُّ، قال: حَدَّثنا عَبد الحَقِّ بن وهبٍ العَلافُ، وسَمعانُ بن حَسانَ الواسِطِيانِ، قالاَ: حَدَّثنا مُوسَى بن إِسماعِيل، قالُوا كُلُّهُم: حَدَّثنا الجارُودُ بن يزيد، قال: حَدَّثنا بَهزٌ، وأَنبَأَنا زاهِرُ بن طاهِرٍ، قال: أَنبَأَنا البَيهَقِيُّ، قال: أَخبرنا الحاكِمُ أَبُو عَبدِ الله، قال: حَدَّثنا أَبُو مَنصُور مُحَمد بن القاسِمِ العَتَكِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن أَشرَشَ، قال: حَدَّثنا سُليمان بن عِيسَى، قال: حَدَّثنا سُفيان الثَّورِيُّ، عَن بَهزٍ، وأَنبَأَنا مُحَمد بن عَبدِ المَلِك، قال: أَنبَأَنا أَحمد بن عَلِي بنِ ثابتٍ، قال: أَخبرنا عَلِيُّ بن طَلحَةَ المُقرِئُ، قال: أَخبرنا صالِحُ بن أَحمد بنِ مُحَمد الهَمَذانِيُّ، قال: حَدَّثنا القاسِمُ بن بُندارٍ، قال: حَدَّثنا الحَسن بن بَردادٍ، قال: حَدَّثنا عُثمانُ بن عَبدِ الله المَغرِبِيُّ، قال: حَدَّثنا عِيسَى بن واقِدٍ الإِسكَندَرانِيُّ، قال: حَدَّثنا بهز بن حكيم، عَن أَبِيه، عَن جَدِّهِ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَتُرعُونَ عَن ذِكرِ الفاجِرِ؟ اذكرُوا بِما فِيهِ يَحذَرهُ الناسُ».
وقال العَلافُ: يَعرِفُهُ الناسُ.
وقال الصَّيدَلانِيُّ: كَي يَعرِفهُ الناسُ ويَحذَرهُ الناسُ.
وقال الجَلابُ: مَتَى يَعرِفُهُ الناسُ.
قال أَبُو جَعفَر العقيلي: ليس له من حديث بهز أصل، ولا من حديث غيره، ولا يتابع عليه الجارود من طريق يثبت.
قال أَبُو بَكر الخطيب: قد رُوِيَ من طرق عن بهز ليس فيها ما يثبت، والمحفوظ أن الجارود تفرد به.
قال المُؤَلِّفُ: قلت: وكان أَبُو أسامة يرمي الجارود بالكذب.
وقال يَحيَى: ليس بِشيءٍ.
وقال أَبُو حاتم الرازي: كذاب لاَ يُكتَبُ حديثهُ.
وقال الدارقطني: متروك.
وقال أَبُو حاتم ابن حِبَّان: لم يروه عن بهز إلا الجارود، والجارود يروي ما لا أصل له عن الثقات، وقدم إلى نيسابور سُلَيمان بن عِيسَى السجزي، فَقِيل له: إن الجارود يروي عن بهز هَذا الحديث، فقال: حَدَّثنا سُفيان الثوري، عن بهز فصار حديثه، وسليمان بن عِيسَى يؤلف فِي الروايات، واتصل هَذا الخبر بعمرو بن الأزهر الحراني وكان مطلق اللسان فرواه عن بهز، واتصل بالعلاء بن بشر فرواه عن ابن عيينة، عن بهز وقلب متنه، ورواه شيخ من أَهل الأيلة رَأَيته وكان غير حافظ للسانه، عن أَبِي الأشعث، عن معتمر، عن بهز، والخبر فِي أصله باطل، وهذه الطرق كلها بواطيل لا أصول لها.
قال المُؤَلِّفُ: وهذا آخر كلام ابن حِبَّان.
وقال الدارقطني: هَذا حديث الجارود عن بهز وضعه عليه وسرقه منه عمرو بن الأزهر فحدث به عن بهز، وعمرو كذاب وسرقه منه سُلَيمان بن عِيسَى، وكان دجالاً، فرواه عن الثوري، عن بهز، وسرقه شيخ يعرف بالعلاء بن بشر فرواه عن سُفيان بن عيينة، عن بهز، وابن عيينة لم يسمع من بهز شيئًا، وغير لفظه وأتى بمعناه فقال: ليس للفاسق غيبة، أخبرنا ابن خيرون، قال: أَخبرنا ابن مسعدة، قال: أَخبرنا حَمزَة بن يوسف، قال: أخبرنا ابن عدي، قال: حَدَّثنا العَباس بن أَحمَد البرقي، قال: حَدَّثنا مُعاوِيَة بن يَحيَى، قال: حَدَّثنا العلاء بن بشر، قال: حَدَّثنا سُفيان بن عيينة، عن بهز بن حكيم، عن أَبِيه، عن جَدّه، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: «ليس للفاسق غيبة».
قال أبو عبد الله الحاكم: وهذا أيضا غير صحيح ولا معتمد، سمعت أَبا عَبد الله بن يعقوب يقول: كان أَبُو بَكر الجارودي إذا مر بقبر جَدّه يقول: يا أبتِ لو لم تحدث بحديث بهز بن حكيم لزرتك.
قال الحاكم: وأنا أخشى أن يكون الجارود دخل له حديث في حديث، فقد حدث عن بهز بأحاديث مستقيمة.
وقال: هَذا الحديث لم يحدث به عن بهز بن حكيم محدث معتمد، وقد دخل لِمحمد بن شاذل الهاشمي حديث فِي حديث، فحدث عن عمرو بن زرارة، عن مُعاذِ بن مُعاذِ، عن بهز وهو أيضًا باطل.
- أَخبرنا أَبُو مَنصُور القَزازُ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكر بن ثابتٍ، قال: أَخبرنا القاضِي أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بن عَبدِ الله بنِ الهاشِمِيِّ، قال: حَدَّثنا عَبد العَزِيزِ بن مُحَمد بنِ الواثِقِ بِالله، قال: حَدَّثنا أَبُو الحَسَنِ أَحمد بن سَعِيدٍ الدِّمَشقِيُّ، قال: حَدَّثنا هِشامُ بن عَمارٍ، وأَخبرنا إِسماعِيلُ بن أَحمد، قال: أَخبرنا إِسماعِيلُ بن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: حَدَّثنا ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا طَرِيفُ بن عُبَيد الله، قال: حَدَّثنا عَلِيُّ بن الجَعدِ، قالاَ: حَدَّثنا الرَّبِيعُ بن بَدرٍ، قال: حَدَّثنا أَبانُ، عَن أَنَسٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن أَلقَى جِلباب الحَياءِ عَن وجهِهِ فَلا غِيبَةَ لَهُ».
قال المُؤَلِّفُ: قلت: وهذا الحديث من جنس ما سبق، وفيه متروكان، الرَّبِيع وأبان.

.حديث في ذم الحقد:

- رَوَى مُطَّرَحُ بن يَزِيدَ، عَن عُبَيد الله بنِ زَحرٍ، عَن عَلِي بنِ يَزِيدَ، عَن القاسِمِ، عَن أَبِي أُمامَةَ، عَن ابنِ مَسعُودٍ، عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: «رُفِعَ أَعمالُ بَنِي آدَمَ، فَتُعرَضُ عَلَى الله فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَينِ مِنها يَومُ الخَمِيسِ ويَومُ الاثنَينِ، فَيَغفِرُ لِلمُستَغفِرِينَ، ويَرحَمُ المُتَرَحِّمِينَ، وتَرَكَ أَهلَ الحِقدِ بِحِقدِهِم».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ.
قال يَحيَى: مطرح وعبيد الله ليسا بشَيءٍ.
قال النسائي: علي بن يزيد متروك.
وأما القاسم:
فقال أَحمَد: منكر الحديث، روى عن علي أعاجيب، وما أراها إلا من قبل قاسم.

.حديث في تحريم المزمار والطنبور:

- أَخبرنا إِسماعِيلُ بن أَحمد، قال: حَدَّثنا إِسماعِيلُ بن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: حَدَّثنا أَبُو أَحمد ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا إِسحاقُ بن إِبراهِيم بنِ يُونُسَ، وأَحمد بن حَفصٍ السَّعدِيُّ، قالاَ: حَدَّثنا أَحمد بن عِيسَى المَصرِيُّ، قال: حَدَّثنا إِبراهيم بن اليَسَعِ المَكِّيُّ، عَن هِشامِ بنِ عُروَةَ، عَن أَبِيه، عَن عائِشَةَ، قالت: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وجَلَّ بِنَفيِ الطُّنبُورِ والمِزمارِ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث صحيح.
فأما أَحمَد بن عِيسَى:
فكان يَحيَى بن مَعِين يحلف أنه كذاب.
وأما إِبراهِيم بن اليسع:
فقال الدارقطني: متروك الحديث.

.حديث في الشطرنج:

فيه: عن واثلة، وأبي هريرة.

.فَأَما حديث واثلة:

- فَأَنبَأََنا ابن خَيرُونَ، قال: أَنبَأَنا الجَوهَرِيُّ، عَن الدارَقُطنِيِّ، عَن أَبِي حاتم ابنِ حِبَّان، قال: حَدَّثنا ابن زُهَيرٍ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن صالِحٍ القَنادُ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن الحَجاجِ، قال: حَدَّثنا خِذامُ بن يَحيَى، عَن مَكحُولٍ، عَن واثِلَةَ بنِ الأَسقَعِ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إن لِلَّهِ عَزَّ وجَلَّ فِي كُلِّ يَومٍ ثَلاثُمِئَةٍ وسِتِّينَ نَظرَةً، لا يَنظُرُ فِيها إِلَى صاحِبِ الشاهِ، يَعنِي: الشِّطرَنجَ».

.وَأَما حديث أَبِي هُرَيرَةَ:

- فَرَوَى أَبُو هَمامٍ، عَن مطهرِ بنِ الهَيثَمِ، عَن مُوسَى بنِ عُلَيِّ بنِ رَباحٍ، عن أبيه، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، «أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِقَومٍ يَلعَبُونَ بِالشَّطَرَنجِ، فَقال: ما هَذِهِ الكُوبَةُ، أَلَم أَنهَ عَن ثَمَنِها؟ لَعَنَ اللَّهُ مَن يَلعَبَ بِها».
قال المُؤَلِّفُ: هذان حديثان لا أصل لهما.
أما الأول: فمحمد بن الحجاج يُقالُ له المصغر.
قال أَحمَد بن حنبل: قد تركت حديثه.
وقال يَحيَى: ليس بثقة.
وقال النسائي، ومسلم بن الحجاج، والدارقطني: متروك.
وقال ابن حِبَّان: لا يحل الرواية عَنهُ.
وأما الثاني:
فقال ابن حِبَّان: مطهر يأتي عن مُوسَى بما لا يتابع عليه وعن غيره من الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات.

.حديث في ذم الغناء:

- أَخبرنا عَبد الله بن عَلِي المُقرِئُ، ومُحَمد بن ناصِرٍ، قالاَ: أَخبرنا طَرادُ بن مُحَمد، قال: أَخبرنا ابن بِشرانَ، قال: حَدَّثنا ابن صَفوانَ، قال: حَدَّثنا أَبُو بَكرِ بن أَبِي الدُّنيا قال: حَدَّثنا أَبُو خَيثَمَةَ، قال: حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَن رَقَبَةَ بنِ مَصقَلَةَ، عَن عُبَيد الله الأَفرِيقِيِّ، عَن القاسِمِ الشامِيِّ، عَن أبي أُمامَةَ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَحِلُّ بَيعُ المُغَنِّياتِ، ولا تَعلِيمُهُنَّ، ولا تِجارَةٌ فِيهِنَّ، وقال: ثَمَنُهُنَّ حَرامٌ».
- أَخبرنا الكَرُوخِيُّ، قال: أَخبرنا الأَزدِيُّ والغُورَجِيُّ، قالا: أَخبرنا ابن أَبِي الجَراحِ، قال: أَخبرنا ابن مَحبُوبٍ، قال: حَدَّثنا التِّرمِذِيُّ، قال: حَدَّثنا قُتَيبَةُ، قال: حَدَّثنا بَكرُ بن مُضَرٍ، عَن عُبَيد الله بنِ زَحرٍ، عَن عَلِي بنِ يَزِيدَ، عَن القاسِمِ، عَن أَبِي أُمامَةَ، عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَبِيعُوا القَيناتِ، ولا تَشتَرُوهُنَّ، ولا تُعَلِّمُوهُنَّ، ولا خَيرَ فِي تِجارَةٍ فِيهِنَّ، وثَمَنُهُنَّ حَرامٌ، فِي مِثلِ هَذا أُنزِلَت هَذِهِ الآيَةُ: {وَمِنَ الناسِ مَن يَشتَرِي لَهوَ الحديث لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ الله}».
- أَخبرنا ابن الحُصَينِ، قال: أَخبرنا ابن المُذهِبِ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن جَعفر، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن أَحمد، قال: حَدَّثنا أَبِي، قال: حَدَّثنا يَزِيدُ، قال: أَخبرنا فَرَجُ بن فَضالَةَ، عَن عَلِي بنِ يَزِيدَ، عَن القاسِمِ، عَن أَبِي أُمامَةَ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ بَعَثَنِي رَحمَةً وهُدًى لِلعالَمِينَ، وأَمَرَنِي أَن أَمحَقَ المَزامِيرَ والكَفاراتِ، يَعنِي: البَرابِطَ والمَعازِفَ والأَوثانَ الَّتِي كانت تُعبَدُ فِي الجاهِلِيَّةِ، وأَقسَمَ رَبِّي بِعِزَّتِهِ لا يَشرَبُ عَبدٌ مِن عَبِيدِي جُرعَةً مِن خَمرٍ إِلاَّ أَسقَيتُهُ مَكانها مِن حَمِيمِ جَهَنَّمَ مُعَذَّبًا، أَو مَغفُورًا لَهُ، ولا يسقيها صبيا صغيرا إلا أسقيته مكانها من حميم جهنم معذبا أو مغفورا له، لا يَدَعها عَبدٌ مِن عَبِيدِي مِن مَخافَتِي إِلاَّ أَسقَيتَها إِياهُ مِن حَظِيرَةِ القُدسِ، ولا يَحِلُّ بَيعُهُنَّ ولا شِراؤُهُنَّ ولا تَعلِيمُهُنَّ ولا تِجارَةٌ فِيهِنَّ، وأَثمانُهُنَّ حَرامٌ، يَعنِي لِلمُغَنِّياتِ».
حديث آخَرُ فِي ذَلِكَ:
- أَخبرنا عَبد الله ومُحمدٌ، قالاَ: أَخبرنا طَرادٌ، قال: أَخبرنا ابن بِشرانَ، قال: حَدَّثنا ابن صَفوانَ، قال: حَدَّثنا أَبُو بَكرِ بن أَبِي الدُّنيا، قال: حَدَّثنا صالِحُ بن عَبدِ الله التِّرمِذِيُّ، قال: حَدَّثنا جَعفَرُ بن سُلَيمانَ، عَن لَيثِ بنِ أَبِي سُلَيمٍ، عَن عَبدِ الرَّحمَن بنِ سابِطٍ، عَن عائِشَةَ، قالت: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ تَعالَى حَرَّمَ القَينَةَ، وبَيعَها، وثَمَنَها، وتَعلِيمَها، والاستِماعَ إِلَيها، ثُمَّ قَرَأَ: {ومِنَ الناسِ مَن يَشتَرِي لَهوَ الحديث}».
قال المُؤَلِّفُ: هَذِهِ الأحاديث ليس فيها شيء يصح.
أما الأول:
فَإِن القاسم: ليس بِشيءٍ.
قال ابن حِبَّان: كان يروي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعضلات.
وقال أَحمَد: هو منكر الحديث، حدث عَنهُ علي بن يزيد أعاجيب وما أراها إلا من قبل القاسم.
وأما الأفريقي: فهو عُبَيد الله بن زحر.
قال يَحيَى: ليس بِشيءٍ.
وقال ابن حِبَّان: يروي الموضوعات عن الأثبات.
قال: وإِذا اجتمع فِي حديث عُبَيد الله بن زحر، وعلي بن يزيد والقاسم لم يكن متن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم.
وأما الحديث الثاني:
فَإِن علي بن زَيد:
قال فِيهِ أَحمَد، ويحيى: ليس بِشيءٍ.
وقد أضيف إليه فرج بن فضالة.
قال ابن حِبَّان: لا يحل الاحتجاج به.
وأما القاسم، فقد قدمنا فِيهِ آنفًا.
وأما الحديث الثالث:
فقد سبق فِي كتابنا أن ليث بن أَبِي سليم متروك.
قال ابن حِبَّان: اختلط فِي آخر عمره فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ويأتي عن الثقات ما ليس من حديثهم.
حديث آخَرُ:
- أَنبَأَنا إِسماعِيلُ، قال: أَخبرنا ابن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا أَبُو عَمرٍو الفارِسِيُّ، قال: أَخبرنا ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا أَبُو يَعلَى، قال: حَدَّثنا عَبادُ بن مُوسَى، قال: حَدَّثنا عَبد الرَّحمَن بن عَبدِ الله، عَن أَبِيه، عَن سَعِيدِ بنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الغِناءُ يُنبِتُ النِّفاقَ فِي القَلبِ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ.
قال أَحمَد: لا يساوي حديث عَبد الرَّحمَن شيئًا، حرقناه.
وقال يَحيَى: ليس بِشيءٍ.
وقال النسائي، والدارقطني: متروك.
حديث آخَرُ:
- رَوَى رَجُلٌ مِن أَهلِ حَلَبٍ، عَن المُبارَكِ، عَن مالِكِ بنِ المُنكَدِرِ، عَن أَنَسٍ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَن جَلَسَ إِلَى قَينَةٍ صُبَّ فِي أُذُنِهِ الآنُكُ يَومَ القِيامَةِ».
قال أَحمَد بن حنبل: هَذا حديث باطل.