فصل: باب فضل العفو عن الناس:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مكارم الأخلاق للطبراني



.باب فضل الرحمة ورقة القلب:

40- ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، ثنا أحمد بن خالد الوهبي، ثنا محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا يضع الله الرحمة إلا على رحيم»، قلنا: يا رسول الله كلنا رحيم قال: «ليس الذي يرحم نفسه وأهله خاصة، ولكن الذي يرحم المسلمين».
41- ثنا يحيى بن عبد الباقي الأذني، ثنا هارون بن داود النجار الطرسوسي، ثنا خالد بن عمرو الأموي، ثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عبد الله الصنابحي، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: إن كنتم تريدون رحمتي فارحموا خلقي».
42- ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما يرحم الله من عباده الرحماء».
43- ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لا يرحم الناس لا يرحمه الله».
44- ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثني جعفر بن حميد، ثنا الوليد بن أبي ثور، عن زياد بن علاقة، أن جريرا، حدثه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لا يرحم لا يرحم، ومن لا يغفر لا يغفر له».
45- ثنا محمد بن عبد الله مطين، ثنا أبو كريب، ثنا عثمان بن سعيد، ثنا أبو وكيع، عن أبي إسحاق، عن أبي ظبيان، عن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه أهل السماء».
46- ثنا يحيى بن عثمان، وأبو الزنباع روح بن الفرج البصريان قالا: ثنا عبد الله بن محمد الفهمي، ثنا عبد الله بن وهب، ثني يحيى بن عبد الله بن سالم، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن علي، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة بن عبد الله، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء».
47- ثنا بشر بن موسى، ثنا الحسن بن موسى، ثنا حريز بن عثمان، عن حبان بن زيد الشرعبي، عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم».
48- ثنا أحمد بن القاسم بن مساور، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي، ثنا عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة فلم تجد مكانا تدنو منه، فقام رجل فجلست فقضت حاجتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لم فعلت هذا؟» قال: رحمتها قال: «رحمك الله».
49- ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، ثنا علي بن الجعد، ثنا عدي بن الفضل، عن يونس بن عبيد، عن معاوية بن قرة، عن أبيه قال: قال رجل: يا رسول الله إني لآخذ الشاة لأذبحها فأرحمها، فقال: «والشاة إن رحمتها رحمك الله».

.باب فضل كظم الغيظ:

50- ثنا المقدام بن داود، ثنا أسد بن موسى، ثنا ابن لهيعة، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كظم غيظا وهو قادر على أن ينتقم دعاه الله على رءوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين أيتهن شاء».
51- ثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، ثنا أبي علي بن عاصم، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تجرع عبد جرعة أفضل من جرعة غيظ كظمها ابتغاء مرضاة الله عز وجل».
52- ثنا عبدان، ثنا إبراهيم بن المستمر، ثنا شعيب بن بيان الصفار، ثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم: مر بقوم يصطرعون، فقال: «ما هذا؟»، فقالوا: يا رسول الله فلان الصريع لا ينتدب له أحد إلا صرعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على من هو أشد منه؟ رجل ظلمه رجل فكظم غيظه فغلبه، وغلب شيطانه، وغلب شيطان صاحبه».
53- ثنا عبدان، ثنا إبراهيم، ثنا شعيب، ثنا عمران، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم» قالوا: ومن هو أبو ضمضم؟ قال: «رجل كان إذا أصبح يقول: اللهم إني قد وهبت نفسي وعرضي، فلا يشتم من شتمه، ولا يظلم من ظلمه، ولا يضرب من ضربه».
54- ثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الغني بن سعيد الثقفي، ثنا موسى بن عبد الرحمن الصغاني، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، وعن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس: في قوله {والكاظمين الغيظ} : يريد الرجل يتناولك بلسانه وأنت تقدر أن ترد عليه فتكظم غيظك عنه، فلا ترد عليه شيئا.

.باب فضل العفو عن الناس:

55- ثنا أحمد بن عمرو القطواني، ثنا أبو سلمة يحيى بن خلف الجوباري، ثنا الفضل بن يسار، عن غالب القطان، عن الحسن، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا وقف العباد للحساب ينادي مناد: ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة، ثم ينادي الثانية: ليقم من أجره على الله، فيقال: ومن ذا الذي أجره على الله، فيقول: العافون عن الناس، فقام كذا وكذا فدخلوها بغير حساب».
56- ثنا أحمد بن عبد الوهاب، ثنا أبو المغيرة، ثنا معان بن رفاعة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن عقبة بن عامر قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي وقال: «يا عقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟» قلت: نعم قال: «تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك».
57- ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا حجاج بن نصير، ثنا أبو أمية، عن إسحاق بن يحيى الأنصاري، عن عبادة بن الصامت، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يشرف له البنيان، وترفع له الدرجات فليعف عمن ظلمه، وليعط من حرمه، وليصل من قطعه».
58- ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا إبراهيم بن حميد الطويل، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله الجدلي قال: سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: لم يكن فاحشا ولا متفحشا، ولا سخابا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة مثلها، ولكن يعفو ويصفح.
59- ثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر (ح) وحدثنا عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا حماد بن زيد، عن معمر، والنعمان بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط، إلا أن يضرب بها في سبيل الله، وما انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه إلا أن تنتهك حرمات الله فينتقم لله، وما سئل شيئا قط فمنعه إلا أن يكون مأثما فإنه كان أبعد الناس منه، وما خير بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما.
60- ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا إسحاق بن محمد الفروي، ثنا مالك بن أنس، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أقال نادما عثرته أقاله الله عز وجل عثرته يوم القيامة».
61- ثنا بكر بن سهل الدمياطي، ثنا نعيم بن حماد، ثنا أبو بكر بن نافع، مولى ابن عمر قال: سمعت أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، يقول: سمعت عمرة بنت عبد الرحمن تقول: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم ما لم تبلغ حدا».
62- ثنا فضيل بن محمد الملطي، ثنا موسى بن داود الضبي، ثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجافوا عن عقوبة ذي المروءة، وهو ذو الصلاح».
63- ثنا يحيى بن أيوب المصري، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنا محمد بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما نقصت صدقة من مال قط، ولا زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، ولا تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل».
64- ثنا ورد بن أحمد بن لبيد البيروتي، ثنا صفوان بن صالح، ثنا الوليد بن مسلم، عن مروان بن جناح قال: من كان عفوه قريبا ممن أساء إليه فذاك الذي تقوم به الدنيا.
65- ثنا محمد بن عبدة المصيصي، ثنا أبو توبة الربيع بن نافع، ثنا محمد بن مهاجر، عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال: طوبى لعبد يوف الحق حيث لا يعرفه الناس، يعرفه الله رضوانه، وذلك في زمان لا ينجو فيه إلا كل عبد نومة، قلوبهم مصابيح الدجى، يفتح الله لهم أبواب الجنة، وينجيهم من كل غبراء مظلمة.

.باب ما جاء في نصيحة المسلمين:

66- ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو همام الدلال، ثنا هشام بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة»، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين ولعامتهم».
67- ثنا أحمد بن النضر العسكري، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي، ثنا روح بن عبد الواحد، ثنا خليد بن دعلج، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمنون نصحة بعضهم لبعض يوادون وإن تفرقت ديارهم، والمنافقون غششة بعضهم لبعض وإن اجتمعت ديارهم».
68- ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثني أبي، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية، عن غالب القطان قال: قال بكر بن عبد الله المزني: لو انتهيت إلى هذا المسجد، وهو غاص بأهله فسئلت عن خيرهم، لقلت لسائلي: أتعرف أنصحهم له، فإن عرفه، قلت: إنه خيرهم، وعرفت أن أغشهم لهم شرهم ولكني أخاف على خيرهم وأرجو لشرهم، هكذا السنة.
69- ثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، عن حسين المعلم، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
70- ثنا المقدام بن داود، ثنا أسد بن موسى، ثنا ابن لهيعة، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه: أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان؟ فقال: «إن أفضل الإيمان أن تحب لله وتبغض لله، وتعمل لسانك في ذكر الله» قال: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: «وأن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك، وأن تقول خيرا أو تصمت».

.باب فضل سلامة الصدر وقلة الغل للمسلمين:

71- ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، ثنا سلمة بن رجاء، عن صالح المري، عن الحسن، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أبدال أمتي لم يدخلوا الجنة بالأعمال، ولكن يدخلوها برحمة الله، وسخاوة النفس، وسلامة الصدر، والرحمة لجميع المسلمين».
72- ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، ثنا عبد الرزاق (ح) أنا معمر، عن الزهري، أخبرني أنس بن مالك قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة» قال: فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه، قد علق نعليه في يده الشمال فسلم فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا فطلع ذلك الرجل على مثل حالته الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي الثلاث فعلت فقال: نعم قال أنس: فكان عبد الله يحدث أنه بات معه ثلاث ليال فلم يره من يقوم الليل شيئا غير أنه إذا تعار وانقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم إلى صلاة الفجر قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا، فلما مضت الثلاث وكدت أن أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله إنه لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرة، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مرات: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة» فطلعت الثلاث مرات، فأردت أن آوي إليك فأنظر ما عملك، فأقتدي بك، فلم أرك تعمل كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما هو إلا ما رأيت قال: فانصرفت عنه، فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أحمل في نفسي على أحد من المسلمين غشا، ولا أحسده على ما أعطاه الله إياه، فقال عبد الله: هذه التي بلغتك، وهي التي لا نطيق.
73- ثنا أبو حصين القاضي، ثنا أحمد بن يونس، ثنا إسرائيل، عن أبي يحيى القتات، عن إياس بن معاوية بن قرة قال: كان أفضلهم عندهم أسلمهم صدورا، وأقلهم غيبة.
74- ثنا إبراهيم بن هشام البغوي، ثنا الصلت بن مسعود الجحدري قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: سمعت ابن تليق يقول: قيل لكعب الحبر: ما نائم مغفور له وقائم مشكور له؟ فقال: رجل قام من الليل فدعا لأخيه بظهر الغيب وهو نائم، فغفر الله للنائم بدعاء القائم وشكر للقائم نصيحته للنائم.