فصل: باب ذكر حسن المجالسة وواجب حقها:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مكارم الأخلاق للخرائطي



.باب ذكر حسن المجالسة وواجب حقها:

661- حدثنا عمر بن شبة، حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حدثنا حسين بن عبد الله بن ضميرة، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المجالس بالأمانة».
662- حدثنا حماد بن الحسن الوراق، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ذئب، عن عبد الرحمن بن عطاء، عن عبد الملك بن جابر بن عتيك، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا حدث الرجل بحديث، ثم التفت، فهو أمانة».
663- حدثنا علي بن داود القنطري، حدثنا عمرو بن خالد الحراني، حدثنا عيسى بن يونس، عن مجالد، عن الشعبي، أن العباس بن عبد المطلب، قال لابنه عبد الله: يا بني، أرى أمير المؤمنين يدنيك؛ فاحفظ مني خصالا ثلاثا: لا تفشين له سرا، ولا يسمعن منك كذبا، ولا تغتابن عنده أحدا سمعت أبا العباس محمد بن يزيد المبرد، ينشد:
وأحلام عاد لا يخاف جليسهم ** إذا نطق العوراء غرب لسان

إذا حدثوا لم يخش سوء استماعهم ** وإن حدثوا أدوا بحسن بيان

664- حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا عبد الله بن نافع، عن ابن أبي ذئب، عن ابن أخي جابر بن عبد الله، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس: مجلس يسفك فيه دم حرام، ومجلس يستحل فيه فرج حرام، ومجلس يستحل فيه مال من غير حله».
665- حدثنا عبد الله بن أبي سعد، حدثنا عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن سعد المدني، حدثنا المجمع بن يعقوب الأنصاري، عن أبيه، قال: إن كانت حلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتشك حتى تصير كالإسوار، وإن مجلس أبي بكر منها الفارغ ما يطمع فيه أحد من الناس، فإذا جاء جلس ذلك المجلس، وأقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه، وألقى إليه حديثه، وسمع الناس، وطلع العباس، فتزحزح له أبو بكر من مجلسه، فعرف السرور في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لتعظيم أبي بكر العباس.
666- حدثنا علي بن حرب، حدثنا القاسم بن يزيد، حدثنا سفيان، عن طارق بن عبد الرحمن، عن الشعبي، وجاءه شاب من آل جرير بن عبد الله، فألقى له وسادة، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه».
667- حدثنا عيسى بن أبي حرب، حدثنا يحيى بن أبي بكير، عن أبي بكر بن عياش، حدثنا عمر بن محمد، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يقوم أحدكم من مجلسه لأحد، لكن تفسحوا، وتوسعوا».
668- حدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو معاوية الضرير، حدثنا عمرو بن عثمان الليثي، عن عبد الرحمن بن السائب، عن ابن عباس، قال: أكرم الناس علي جليسي، إن الذباب ليقع عليه؛ فيؤذيني.
669- حدثنا أبو يوسف بن إسحاق القلوسي، حدثنا محمد بن عباد، حدثنا محمد بن سليمان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: سمعت ابن عباس، يقول: إن أكرم الناس علي جليسي.
670- حدثنا أبو منصور نصر بن داود الصاغاني، حدثنا أبو سلمة التبوذكي، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا أبو شهاب، قال: جلست إلى سعيد بن جبير، فلم يلبث أن عظمت حلقته، فبدت له حاجة، فقال: أتأذنون؟ فإن لي حاجة، إنكم جلستم إلي، ولو كنت أنا جلست إليكم لم أبال أن لا أكون أستأذن.
671- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، حدثنا رواد بن الجراح العسقلاني، حدثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن مكحول، قال: كان عمر بن الخطاب يحدث الناس، فإذا تثاءبوا وملوا، أخذ بهم في غراس الشجر.
672- حدثنا علي بن داود القنطري، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث، حدثني أسامة بن زيد، أنه سمع أبا حازم، وحفص بن عبيد الله بن أنس، يقولان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحدث أصحابه عن أمر الآخرة، فإذا رآهم قد كسلوا، فعرف ذلك فيهم، أخذ بهم في بعض أحاديث الدنيا، حتى إذا نشطوا وأقبلوا، أخذ بهم في حديث الآخرة.
673- حدثنا علي بن حرب، قال: قال عبد الله بن إدريس، عن أشعث، عن كردوس، قال: قال عبد الله بن مسعود: إن للقلوب نشاطا، وإن لها تولية وإدبارا، فحدثوا الناس ما أقبلوا عليكم.
674- حدثنا نصر بن داود الصاغاني، حدثنا أبو سلمة التبوذكي، حدثنا أبو هلال الراسبي، عن قتادة، قال: الكلام يشبع منه، كما يشبع من الطعام.
675- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، حدثنا الهيثم بن خارجة، حدثنا محمد بن حمير، عن النجيب بن السري، قال: قال علي بن أبي طالب: أجموا هذه القلوب، واطلبوا لها طرف الحكمة؛ فإنها تمل كما تمل الأبدان.
676- حدثنا نصر بن داود الصاغاني، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا المسعودي، عن الأعمش، عن أبي وائل، أن يزيد بن معاوية مر على أناس من أصحاب عبد الله بن مسعود، فقال: ما تنتظرون؟ قالوا: خروج عبد الله قال: فإني أذهب إليه، فإن كان ثم فسيخرج معي فأتاه، فخرج معه، فأتاهم، فوقف عليهم، وقال: لأخبر بمكانكم، فما يمنعني من الخروج إليكم إلا كراهة أن أملكم، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتخولنا بالموعظة كراهية السآمة علينا.
677- حدثنا عمر بن شبة، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن الأعمش، قال: سمعت أبا وائل، يقول: قال عبد الله بن مسعود: إني لأخبر بمكانكم، فيمنعني من الخروج إليكم خشية أن أملكم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة في الأيام خشية السآمة علينا.
678- حدثنا علي بن حرب، حدثنا القاسم بن يزيد الجرمي، حدثنا سفيان الثوري، عن عبد العزيز بن قرير، عن محمد بن سيرين، قال: لا تكرم أخاك بما يشق عليه.
679- حدثنا يوسف بن عمران الرقي، حدثنا عبد الله بن خبيق، حدثنا عبد الله بن ضريس، قال: قال إبراهيم بن أدهم: كنا إذا سمعنا الشاب يتحدث في المجلس أيسنا من خيره.
680- حدثنا علي بن داود القنطري، حدثنا عمرو بن خالد الحراني، حدثنا عيسى بن يونس، عن عمران بن حدير، قال: سمعت أبا مجلز، يقول: إذا جلس إليك رجل يتعمدك، فلا تقم حتى تستأذنه.
681- حدثنا أحمد بن يحيى بن مالك السوسي، حدثنا عبد المنعم بن إدريس، حدثني أبي، عن البختري بن هلال، قال: قال أسماء بن خارجة: ما جلس إلي رجل قط إلا رأيت الفضل علي حتى يقوم من عندي.
682- حدثنا حبيش بن سعيد الواسطي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبو صفوان نصر بن يزيد، عن حفص بن غياث، عن معبد بن خالد، عن جده، أنس قال: دخل جرير بن عبد الله البجلي على النبي صلى الله عليه وسلم، فضن الناس مجالسهم، فلم يوسع له أحد، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بردته، فألقاها إليه، فقال: «اجلس عليها يا جرير». وتلقاه بوجهه ونحره، فقبلها، وردها على ظهره، وقال: أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتني فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه، فقال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فإذا أتاه كريم قوم فليكرمه»، قالها ثلاثا.
683- سمعت أبا العباس محمد بن يزيد المبرد، يقول: قال سعيد بن العاص: لجليسي علي ثلاث خصال: إذا أقبل وسعت له، وإذا جلس أقبلت عليه، وإذا حدث سمعت منه.
684- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، حدثنا سعيد بن عبد الله بن دينار، حدثنا الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أكرمه أخوه المسلم، فليقبل كرامته؛ فإنما هي كرامة الله عز وجل؛ فلا تردوا على الله كرامته».
685- سمعت أبا العباس محمد بن يزيد المبرد يقول: ما رأيت أكرم مجالسة من العتبي، كان يؤذى فيحتمل، وما سمعته متبرما بجليس قط إلا مرة؛ فإنه كان قد أغري به رجل يؤذيه ضروبا من الأذى، يقطع كلامه، ويعترض في أحاديثه، ويسيء الأدب على جلسائه قال: فتمثل العتبي يوما بقول العباس بن الأحنف: أما والذي أسرى بليل بعبده وأنزل فرقانا وأوحى إلى النحل لقد ولدت حواء منك بلية علي أقاسيها وثقلا من الثقل.
686- حدثنا عمر بن شبة، قال: سمعت يزيد بن هارون، يقول: استراح الأضراء قالوا: لم يا أبا خالد؟ قال: لأنهم لا يرون ثقيلا.
687- سمعت أبا موسى عمران بن موسى المؤدب يقول: يروى عن الحسن، أنه قال: إذا جالست فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الاستماع، كما تعلم حسن القول، ولا تقطع على أحد حديثه.
688- حدثنا الحسين بن داود العطار، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا عبد الله بن خبيق، قال: سمعت يوسف بن أسباط، قال: سمعت محمد بن النضر الحارثي، يقول: أول العلم الصمت، ثم الاستماع له، ثم العمل به، ثم الحفظ له، ثم النشر له.

.باب ما يستحب من التواضع في المجلس وغيره:

689- سمعت أبا موسى عمران بن موسى يقول: يروى عن كعب الأحبار، أنه دخل على عمر بن الخطاب وهو جالس على فراشه، وتحت الفراش حصير، وعن يمينه وشماله وسادتان، فقال له عمر: اجلس يا أبا إسحاق وأشار إلى الوسادة، فنحاها كعب، وجلس دونها، ثم قال: إن فيما أوصى به سليمان بن داود عليه السلام: أن لا تغشى السلطان حتى يملك، ولا تقعد عنه حتى ينساك، واجعل بينك وبينه مجلس رجل أو اثنين، فعسى أن يأتي من هو أخص بذلك المجلس منك، فتزال عنه، فيكون زيادة له، ونقصانا عليك.
690- حدثنا أبو حفص عمر بن محمد النسائي، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت سليمان الداراني، يقول: اطلع الله عز وجل في قلوب الآدميين، فلم يجد فيهم قلبا أشد تواضعا من قلب موسى عليه السلام، فخصه منه بالكلام لتواضعه.