فصل: باب ما يستحب للمرء عند دخوله منزله، وعند خروجه من القول:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مكارم الأخلاق للخرائطي



.باب ما يستحب للمرء عند دخوله منزله، وعند خروجه من القول:

830- حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان، حدثنا محمد بن همام الحلبي، حدثنا ابن أبي الصلت إسماعيل بن شهاب، عن مروان بن سالم بن عبد الله، عن أبي عمرو، مولى جرير، عن جرير، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قرأ: {قل هو الله أحد} حين يدخل منزله نفت الفقر عن أهل ذلك البيت، ونفعت الجيران».
831- حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا سعد بن عبد الحميد، حدثنا إبراهيم بن يزيد الكناني، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أحدكم بيته، فلا يجلس حتى يصلي ركعتين؛ فإن الله تعالى جاعل له من ركعتيه خيرا».

.باب ما يستحب للمرء من السلام قبل الكلام:

832- حدثنا نصر بن داود الصاغاني، حدثنا الواقدي، حدثنا أبو الطيب هارون السرخسي، عن عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بدأ بالسؤال قبل السلام، فلا تجبه حتى يبدأ بالسلام».

.باب ما يستحب من حسن الصحبة في السفر:

833- حدثنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي، حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: صحب عبد الله بن مسعود قوم من أهل الذمة، فلما أرادوا أن يفارقوه أتبعهم السلام، وقال: حق الصحبة.
834- حدثنا سعدان بن يزيد البزار، حدثنا عبد الله بن ضرار بن عمرو، عن أبيه، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن من السنة إذا كان القوم سفرا، أن تكون نفقتهم جميعا سواء، فإن ذلك أطيب لأنفسهم، وأحسن لأخلاقهم».
835- حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عمارة بن زاذان الصيدلاني، حدثنا مكحول يعني الأزدي، وليس بالشامي قال: قال الحسن: لا تصحبن رجلا يكرم عليك، فيفسد ما بينك وبينه يعني في السفر.

.باب ما يستحب للرجل إذا كان مسافرا أن يسرع الرجعة إلى أهله عند فراغه:

836- حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا عثمان بن عمر بن فارس، أنبأنا مالك بن أنس، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنما السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم نومه وطعامه، فإذا قضى أحدكم حاجته، فليعجل الرجوع إلى أهله».

.باب ما يستحب للمرء من الرد عن عرض أخيه المسلم:

837- حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، وأحمد بن ملاعب، قالا: حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن ابن أبي الدرداء، عن أبيه، قال: نال رجل من رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرد عنه رجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من رد عن عرض أخيه كان له حجابا من النار».
838- حدثنا نصر بن داود الصاغاني، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا ليث، عن شهر بن حوشب، قال: كنت عند أم الدرداء رضي الله عنهما، فشتم رجل رجلا وهو غائب عنه، فنصرته، فشتمني، وأم الدرداء رضي الله عنها قاعدة، فلم تغير قال: فغضبت، فجلست، فقالت: ما لشهر لا يجيبني؟ قلت: أيتها، وقد شتم فلان فلانا، فنصرته، فشتمني، فلم تقل شيئا فقالت: ما منعني إلا أني قد فرحت له بما قسم له، إن أبا الدرداء رضي الله عنه حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من امرئ مسلم يرد عن عرض أخيه، إلا كان حقا على الله عز وجل أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة».
839- حدثنا سعدان بن يزيد، وأبو بدر عباد بن الوليد الغبري قالا: حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد، عن عبد الله بن عبيد، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ذكر عنده أخوه المسلم، فنصره؛ نصره الله بها في الدنيا والآخرة».
840- حدثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا الحارث بن سريج، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ذكر عنده أخوه بظهر الغيب، وهو يقدر على أن ينصره، فنصره، نصره الله في الدنيا والآخرة».
841- حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى بن مالك السوسي، حدثنا أبو بلال الأشعري، حدثنا أبو منقذ الأشعري، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حمى عرض أخيه المسلم في الدنيا، بعث الله تعالى له ملكا يوم القيامة يحميه من النار».
842- حدثنا محمد بن يونس الكديمي، حدثنا أبو عاصم النبيل، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من ذب عن لحم أخيه بالغيبة، كان حقا على الله أن يعيذه من النار».
843- حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث بن سعد، حدثنا يحيى بن سليم بن زيد، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع إسماعيل بن بشر مولى ابن مغالة يقول: سمعت جابر بن عبد الله، وأبا طلحة بن سهل رضي الله عنهما يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من امرئ ينصر مسلما في موطن ينتهك فيه من عرضه، وتستحل حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ خذل مسلما في موطن ينتهك فيه حرمته، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته».

.باب ما يستحب للمرء من التحبب إلى خيار الناس واستجلاب موداتهم:

844- حدثنا عيسى بن أبي حرب الصفار، حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي، حدثنا أشعث بن براز، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأس العقل بعد الإيمان بالله عز وجل التودد للناس».
845- حدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي حصين، عن القاسم بن عبد الرحمن، قال: قال عمر بن الخطاب: إذا رزقك الله ود امرئ مسلم، فتمسك به.
846- حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد، حدثنا منهال بن حماد السراج، حدثنا سليمان العجلي، عن بديل بن ورقاء، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عليك بإخوان الصدق، فكس في اكتسابهم؛ فإنهم زين في الرخاء، وعدة عند البلاء.
847- حدثنا أحمد بن منصور بن يسار الرمادي، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا زهير وهو ابن محمد التميمي، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل».
848- حدثنا علي بن زيد الفرائضي، حدثنا موسى بن داود، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل».
849- حدثنا علي بن زيد الفرائضي، حدثنا إبراهيم بن مهدي، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن مالك بن دينار رضي الله عنه أنه قال لختنه مغيرة: يا مغيرة، أبصر كل أخ لك، وصاحب لك، وصديق لا تستفيد منه في دينك خيرا، فانبذ عنك صحبته؛ فإنما ذلك عدو ووبال، يا مغيرة، الناس أشكال، الحمام مع الحمام، والغراب مع الغراب، والصعو مع الصعو، وكل مع شكله.
850- أنشدني علي بن داود الرقي:
كل من كان لا يؤاخيك في اللـ ** ـه فلا ترج أن يدوم إخاؤه

إن خير الإخوان من كان في اللـ ** ـه له دام وده وصفاؤه

851- حدثنا جعفر بن عامر البزار، حدثنا أحمد بن مجاهد، حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن بلال بن سعد رضي الله عنه قال: أخ لك، كلما لقيك وضع في كفك دينارا.
852- حدثنا علي بن حرب، حدثنا محمد بن فضيل المرازي، حدثنا معمر بن سليمان الرقي، عن فرات بن سلمان، عن ميمون بن مهران، قال: رجلان لا تصحبهما: صاحب مأكل سوء، وصاحب بدعة.
853- حدثنا حميد بن الربيع الخزاز، حدثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: لا تصاف قاطع رحم؛ فإن الله لعنه في آيتين من القرآن: آية في الرعد قوله تبارك وتعالى: {ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار}، وآية في سورة محمد صلى الله عليه وسلم قوله: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم}.
854- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، حدثنا أبو عبيد، صاحب لنا، حدثنا ابن أبي الزرقاء، عن عبد الله بن المبارك رضي الله عنه، عن الأوزاعي، عن هشام بن حجار، عن بلال بن سعد رضي الله عنه قال: من سبقك إلى الود، فقد استرقك بالشكر.
855- حدثنا علي بن حرب، حدثنا محمد بن يعلى، حدثنا موسى بن عبيدة، عن من أخبره قال: «قال لقمان لابنه: يا بني، من لا يملك لسانه يندم، ومن يكثر المراء يشتم، ومن يصاحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يصاحب الصالح يغنم».
856- حدثني أحمد بن جعفر، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا يحيى بن بكير، قال: قال سليمان بن يسار: تودد الناس واستعطافهم نصف الحلم.
857- حدثنا علي بن حرب، حدثنا سعيد أحسبه ابن عامر قال: قال الحسن: يا ابن آدم، رب أخ لك لم تلده أمك قال أبو بكر: وقيل لبعض الحكماء: أيهما أحب إليك، أخوك أم صديقك؟ قال: إنما أحب أخي إذا كان لي صديقا.
858- حدثنا أبو الفضل العباس بن الفضل الربعي، حدثنا العباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن أبي مخنف، عن مسلم الأعور، عن حبة العرني، عن علي بن أبي طالب، قال: القريب من قربته المودة، وإن بعد نسبه، والبعيد من باعدته العداوة وإن قرب نسبه، ألا لا شيء أقرب إلى شيء من يد إلى جسد، وإن اليد إذا فسدت قطعت، وإذا قطعت حسمت قال أبو بكر: وقيل لبعض الحكماء: أي شيء هو أعظم عند النفوس قدرا، وهي عليه أشد تفجعا؟ قال: فقد خل مشاكل، وقرب شكل موافق وقيل لبعض الحكماء: ما أقرب شيء؟ قال: الأجل. قيل: فما أبعد شيء؟ قال: الأمل. قيل: فما أوحش شيء؟ قال: الموت. قيل: فما أسر شيء؟ قال: الصاحب المواتي.
859- حدثنا أبو موسى عمران بن موسى المؤدب قال: سئل بعض الحكماء: ما شريطة الصديق؟ قال: أن يساعدك على جميع أمرك، ويظهر الحسن عنك، ويذيعه لك، ويستر القبيح عليك، ويدفعه عنك، ويهجنه عندك، ويعرفك عيوبك، ويستنزلك برفق منها، ويخبرك بمحاسنك، ويحثك على الزيادة منها، يفي لك عند النائبة، ويشركك في المصيبة، فإذا فعل ذلك، فهو الصديق الودود قال أبو بكر: قيل لبعض الحكماء: أي سفر أطول؟ قال: من كان في طلب صاحب يرضاه.
860- وأنشدني محرز بن الفضل الرازي:
لا ترضين من الصديق ** بكيف أنت ومرحبا بك

حتى تجرب ما لديه ** بحاجة إن لم تكن لك

فإذا وجدت فعاله ** كمقاله فبه تمسك

861- وأنشدني ابن الدولابي:
كل امرئ يوما سيقضي نحبه ** إن كره الموت وإن أحبه

ما الحر إلا من يواسي صحبه ** ولا الفتى إلا المطيع ربه

862- حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: صحب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوم من أهل الذمة، فلما أرادوا أن يفارقوه أتبعهم السلام، وقال: حق الصحبة.