فصل: ست وسبعين وثلائمائة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان وتقليب أحوال الإنسان وتاريخ موت بعض المشهورين من الأعيان **


 تسع وستين وثلاثمائة

فيها توفي الشيخ الكبير أبو عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري شيخ الصوفية نزيل صور شيخ الشام في وقته‏.‏

وفيها توفي الإمام الكبير أبو سهل الصعلوكي‏:‏ محمد بن سليمان النيسابوري الفقيه شيخ الشافعية بخراسان‏.‏

قال فيه الحاكم‏:‏ أبو سهل الصعلوكي الشافعي اللغوي المفسر النحوي المتكلم المفتي الصوفي خير زمانه وبقية أقرانه‏.‏‏"‏ ولد ‏"‏ سنة تسعين ومائتين واختلف إلى ابن خزيمة ثم إلى أبي علي الثقفي وناظر وبرع وسمع من أبي العباس السراج وطبقته ولم يبق موافق ولا مختلف إلا أفر بفضله وتقدمه‏.‏

وحضره المشايخ مرة بعد أخرى ودرس وأفتى في نيسابور وأصفهان وبلاد شتى وقال الصاحب بن عباد‏:‏ ما رأى أبو سهل مثل نفسه ولا رأينا مثله‏.‏

قلت‏:‏ لأبي سهل مناقب كثيرة وفضائل شهيرة ذكرت شيئاً منها في ‏"‏ الشاش المعلم شاوش كتاب المرهم ‏"‏‏.‏

وفي السنة المذكورة توفي النقاش المحدث الحافظ غير المقرىء‏.‏

 سنة سبعين وثلاثمائة

فيها رجع عضد الدولة من همدان فلما قرب من بغداد بعث إلى الخليفة الطائع لله أن يتلقاه فما وسعه التخفف لضعف الخلفاء حينئذ وقوة المملوك المتصرفين في البلدان‏.‏

وما جرت عادة بذلك قط أي بلقاء الخلفاء لهم قال قبل دخوله من تكلم أو دعا له قتل‏.‏

فما نطق مخلوق‏.‏

قلت‏:‏ هكذا أطلق بعضهم ولم يبين من هو القابل ذلك منهما هل نهى عضد الدولة أن يدعى للخليفة أو نهى الخليفة أن يدعى لعضد الدولة‏.‏

في ذلك احتمالان آخران‏:‏ أحدهما أن يكون نهى الخليفة عن الدعاء لنفسه خوفاً أن يغار عضد الدولة ويظهر منه غيظ وغضب‏.‏

والثاني أن يكون الناهي هو عضد الدولة نهى أن يدعى له تواضعاً للخليفة‏.‏

والله أعلم بحقيقة ذلك أيهما كان هو الناهي عن أن يدعى لنفسه‏.‏

فقد أحسن في ذلك‏.‏وفي السنة المذكورة توفي شيخ الحنفية ببغداد الفقيه أحمد بن علي صاحب أبي الحسن الكرخي وإليه انتهت رئاسة المذهب‏.‏وكان مشهوراً بالزهد والدين عرض عليه قضاء القضاة فامتنع‏.‏

وله عدة مصنفات‏.‏

وفيها توفي محمد بن الحسن بن رشيق المصري‏.‏

وفيها توفي النحوي اللغوي صاحب التصانيف وشيخ أهل الأدب‏:‏ الحسين بن أحمد الهمداني المعروف بابن خالويه دخل بغداد وأدرك جلة من العلماء مثل ابن الأنباري وابن مجاهد المقرىء وأبي عمر والزاهد وابن دريد وقرأ على السيرافي وانتقل إلى الشام واستوطن حلب وصار بها أحد أفراد الدهر في كل قسم من أقسام الأدب وكانت الرحلة إليه من الآفاق‏.‏

وآل حمدان يكرمونه ويدرسون عليه ويقتبسون منه وهو القائل‏:‏ دخلت يوماً على سيف الدولة فلما مثلت بين يديه قال لي‏:‏ اقعد ولم يقل‏:‏ اجلس‏.‏فتبينت بذلك إعلاقه بأهداب الأدب واطلاعه على أسرار كلام العرب‏.‏

قال ابن خلكان وإنما قال ابن خالويه هذا لأن المختار عند أهل الأدب أن يقال للقائم اقعد وللنائم والساجد اجلس‏.‏

وعلله بعضهم بأن القعود هو الانتقال من العلو إلى السفلى ولهذا قيل لمن أصيب برجله مقعد‏.‏

والجلوس هو الانتقال من السفل إلى العلو‏.‏

ولهذا قيل‏:‏ لنجد جلساً لارتفاعها وقيل لمن أتاها‏:‏ جالس وقد جلس منه قول مروان بن الحكم لما كان والياً بالمدينة يخطب الفرزدق‏:‏ قل للفرزدق والسفاهة كاسمها إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس أي اقصد الجلسا وهي بحذو هذا البيت من جملة أبيات وهذا كله في غير موضعه لكن للكلام شجون‏.‏

ولابن خالويه المذكور كتاب كبير في الأدب سماه ‏"‏ كتاب ليس ‏"‏ وهو يدل على اطلاع عظيم فإن مبني الكلام من أوله إلى آخره على أنه ليس في كلام العرب كذا‏.‏

وله كتاب لطيف سماه ‏"‏ الآل ‏"‏ وذكر في أوله أن الآل ينقسم إلى خمسة وعشرين قسماً وما اقتصر فيه وذكر فيه الأئمة الأثني عشر وتاريخ مواليدهم ووفاتهم وأمهاتهم والذي دعاه إلى ذكرهم أنه قال في جملة أسام الآل وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم بنو هاشم‏.‏

وله ‏"‏ كتاب الاشتقاق ‏"‏ و ‏"‏ كتاب الجمل في النحو ‏"‏ و ‏"‏ كتاب القراءات ‏"‏ ‏"‏ كتاب إعراب ثلاثين سورة من الكتاب العزيز ‏"‏ و ‏"‏ كتاب المقصور والممدود ‏"‏ ‏"‏ كتاب المذكر والمؤنث ‏"‏ و ‏"‏ كتاب الألقاب ‏"‏ و ‏"‏ كتاب شرح مقصورة ابن دريد ‏"‏ و ‏"‏ كتاب الأسد ‏"‏ وغير ذلك ولابن خالويه المذكور مع أبي الطيب المتنبي المذكور مجالس ومباحث عند سيف الدولة وقد تقدم في ترجمة المتنبي بعض ما جرى بينه وبينه في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة حتى غضب المتنبي وارتحل إلى كافور الإخشيذي صاحب مصر‏.‏

ولابن خالويه شعر حسن ومنه على ما نقله الثعالبي في كتاب ‏"‏ اليتيمة ‏"‏‏:‏ إذا لم يكن صدر المجالس سيداً فلا خير فيمن صدرته المجالس وكم قائل‏:‏ مالي رأيتك راجلاً فقلت له‏:‏ من أجل أنك فارس وفيها توفي الإمام العلامة صاحب المصنفات الكبار الجليلة المقدار ‏"‏ كتهذيب اللغة ‏"‏ وغيره‏:‏ اللغوي النحوي الشافعي‏:‏ أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي الأزهري بقي في أسر القرامطة مدة طويلة وكان متفقاً على فضله وثقته ودرايته وورعه‏.‏

وروى عن أبي العباس ثعلب وغيره‏.‏

وأدرك ابن دريد ولم يرو شيئاً واحداً عن نفطويه وعن ابن السراج النحوي‏.‏

وكان قد رحل وطوف في أرض المغرب في طلب اللغة فخالط قوماً يتكلموا بطباعهم البدوية ولا يكاد يوجه في منطقهم لحن أو خطأ فاحش فاستفاد من محاورتهم ومخاطبة بعضهم بعضاً ألفاظا ونوادر كثيرة وقع أكثرها في ‏"‏ كتاب التهذيب ‏"‏ وسبب مخالطته لهم أنه كان قد أسرته القرامطة وكان القوم الذين وقع في سهمهم عرباً نشؤوا في البادية ينقون مساقط الغيث ويرعون الغنم ويعيشون بألبانها‏.‏وكان جامعاً لأشتات اللغات مطلعاً على أسرارها ودقائقها‏.‏

وتهذيبه المذكور أكثر من عشر مجلدات وله تصنيف في غريب الألفاظ التي يستعملها الفقهاء من اللغة المتعلقة بالفقه‏.‏

وفيها توفي الحافظ أبو بكر محمد بن جعفر البغدادي الملقب غندر ‏"‏ بضم الغيم المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة في آخره راء ‏"‏ المحدث المشهور رحال جوال توفي بأطراف خراسان غريباً سمع بالشام والعراق ومصر والجزيرة‏.‏

وفيها توفي الإمام المتكلم في الأصول صاحب التصانيف الكثيرة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن مجاهد الطائي صاحب الشيخ الإمام أبه الحسن الأشعري وليس بابن مجاهد المقرىء‏.‏

وعنه أخذ القاضي أبو بكر الباقلاني وكان ديناً صيناً خيراً ذا تقوى‏.‏

 إحدى وسبعين وثلاثمائة

فيها توفي الإمام الجامع الخبر النافع ذو التصانيف الكبار في الفقه والأخبار‏:‏ أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني الحافظ الفقيه الشافعي المعروف بالجرجاني وكان حجة كثير العلم حسن الدين‏.‏

وفيها توفي شيخ المالكية بالمغرب‏:‏ أبو محمد عبد الله بن إسحاق القيرواني‏.‏

قال القاضي وفيها توفي الإمام الكبير الفقيه الشهيد الزاهد‏:‏ أبو زيد محمد بن أحمد المروزي الشافعي كان من الأئمة الأجلاء حسن النظر مشهورا بالزهد حافظاً للمذهب وله فيه وجوه غريبة روى الصحيح عن الفربري وحدث بالعراق ودمشق ومكة وسمع منه الحافظ أبو الحسن الدارقطني ومحمد بن أحمد المحاملي قال أبو بكر البزار‏:‏ عاد الفقيه أبو زيد من نيسابور إلى مكة فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه يعني خطبته وكان في أول أمره فقيراً ثم أقبلت عليه الدنيا في آخر عمره وقد تساقطت أسنانه وبطلت حاسة الجماع فيقول مخاطباً للنعمة‏:‏ لا بارك الله فيك ولا أهلاً بك ولا سهلاً أقبلت حيث لا ناب ولا نصاب‏.‏

ومات بمرو في رجب وله تسعون سنة‏.‏

قال الحاكم‏:‏ كان من أحفظ الناس لمذهب الشافعي وأحسنهم نظراً وأزهدهم في الدنيا‏.‏

وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي‏:‏ هو صاحب أبي إسحاق المروزي أخذ عنه أبو بكر القفال المروزي وفقهاء مرو‏.‏

وفيها توفي الشيخ الكبير العارف أبو عبد الله محمد بن خفيف الشيرازي شيخ إقليم فارس صاحب الأحوال والمقامات‏.‏

قال الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي‏:‏ هو اليوم شيخ المشايخ تاريخ الزمان لم يبق للقوم أقدم منه سناً ولا أتم حالاً متمسك بالكتاب والسنة فقيه على مذهب الشافعي‏.‏

كان من أولاد الأمراء وتزهد‏.‏

توفي ثالث رمضان وله خمس وتسعون سنة وقيل عاش مائة وأربع سنين‏.‏

 اثنتين وسبعين وثلاثمائة

فيها توفي عضد الدولة ابن الملك ركن الدولة وهو أول من خوطب ب ‏"‏ شاهنشاه ‏"‏ في الإسلام وأول من خطب له على المنابر ببغداد بعد الخليفة وكان أديباً فاضلاً محباً للفضلاء مشاركاً في فنون من العلم وله صنف أبو علي الفارسي ‏"‏ الإيضاح ‏"‏ و ‏"‏ التكملة ‏"‏ في النحو وقصده الشعراء من البلاد كالمتنبي وأبي الحسن السلامي ومدحوه بالمدائح الحسنة‏.‏وكان شيعياً غالياً شهماً مطاعاً حازماً ذكياً متيقظاً مهيباً سفاكاً للدماء له عيون كثيرة تأتيه بأخبار البلاد القاصية وليس في بني عمه مثله وكان قد طلب حساب ما يدخله في العام فإذا هو ثلاثمائة ألف ألف وعشرون ألف درهم وجدد مكوساً ومظالم‏.‏

ولما نزل به الموت كان يقول‏:‏ ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه‏.‏

وله أشعار ومنها قوله في قصيدة هذه الأبيات التي لم يفلح بعدها‏:‏ ليس شرب الروح إلا في المطر وغناء من جوار في السحر مبرزات الكأس من مطلعها ساقيات الراح من فاق البشر عضد الدولة وابن ركنها ملك الأملاك غلاب القدر نعوذ بالله من غضب الله ومن مثل هذا القول‏.‏

وممن حكى هذه الأبيات عنه أبو منصور الثعالبي في كتاب ‏"‏ يتيمة الدهر ‏"‏ وإليه ينسب المارستان العضدي ببغداد غرم عليه مالاً عظيماً قيل وليس في الدنيا مثل تزيينه وهو الذي أظهر قبر علي رضي الله تعالى عنه بزعمه بالكوفة وبنى عليه المشهد ودفن فيه‏.‏

وللناس في هذا القبر اختلاف كثير وأصخ ما قيل فيه أنه مدفون بقصر الإمارة بالكوفة كرم الله وجهه ومما يمدح الشعراء عضد الدولة قول المتنبي في قصيدة له‏:‏ أروح وقد ختمت على فؤادي بحبك أن يحل به سواكا ومنها‏:‏ فلو أني استطعت غضضت طرفي فلم أنظر به حتى أراكا وقول السلامي‏:‏ وبشرت آمالي بملك هو الورى ودار في الدنيا ويوم هو الدهر وقد أخذ هذا المعنى القاضي الأرجاني في قوله‏:‏ ولكن أين الثرى من الثريا وكذلك هذا المعنى موجود في قول المتنبي‏:‏ هي الغرض الأقصى ورؤيتك المنى ومنزلك الدنيا وأنت الخلائق لكنه ما استوفاه فإنه ما تعرض لذكر اليوم الذي جعله السلامي وهو الدهر ومع هذا فليس له طلاوة بيت السلامي الذي هو السحر الحلال‏.‏

في السنة المذكورة أو في غيرها من عشر الثمانين توفي الإمام الكبير الفقيه الشافعي الشهير إمام مرو ومقدم الفقهاء الشافعية في زمانه ومكانه أبو عبد الله محمد بن أحمد الفارسي المروزي الخضري ‏"‏ بكسر الخاء وسكون الضاد المعجمتين وبالراء ‏"‏ وكان من أعيان تلامذة أبي بكر القفال المروزي أقام بمرو ناشراً فقه الشافعي وكان يضرب به المثل في قوة الحفظ وقلة النسيان وله في المذهب وجوه غريبة نقلها الخراسانيون عنه‏.‏

وروي عن الشافعي رضي الله‏.‏

تعالى عنه صحيح لدلالة الصبي على القبلة وقال معناه‏:‏ أن يدل على قبلة تشاهد في الجامع فأما موضع الاجتهاد فلا يقبل‏.‏

وذكر الإمام أبو الفتوح العجلي في كتاب شرح ‏"‏ مشكلات الوجيز والوسيط ‏"‏ إن الإمام أبا عبد الله الخضري المذكور سئل عن قلامة ظفر المرأة هل يجوز للرجل الأجنبي النظر إليها‏.‏

فأطرق طويلاً ساكتاً وكانت تحته ابنه الشيخ أبي علي ‏"‏ الشبوي ‏"‏ بفتح الشين المعجمة والموحدة فقالت له‏:‏ لم تفكر قد سمعت أبي يقول في جواب هذه المسألة‏:‏ إن كانت من قلامة أظفار اليدين جاز النظر إليها وإن كانت من أظفار الرجلين لم يجز لأنها عورة‏.‏

ففرح الخضري وقال‏:‏ لو لم أستفد من اتصالي بأهل العلم إلا هذه المسألة لكانت كافية‏.‏

انتهى كلام أبي الفتوح العجلي‏.‏

وقال أبو العباس ابن خلكان‏:‏ هذا التفصيل بين اليدين والرجلين فيه نظر فإن أصحابنا قالوا‏:‏ اليدان ليستا بعورة في الصلاة فأما بالنسبة إلى نظر الأجنبي فما نعرف بينهما فرقاً‏.‏انتهى كلام ابن خلكان‏.‏

قلت‏:‏ كلام ابن خلكان المذكور ليس بصواب من وجهين‏:‏ أحدهما قوله‏:‏ قالوا اليدان ليستا بعورة ولم يقل‏:‏ الكفان‏.‏

والثاني قوله‏:‏ ما يعرف بينهما فرقاً فإنه وإن كان لم يطلع على الفرق وما في ذلك من الخلاف فإنه قال ذلك على وجه الاعتراض وكان حقه أن لا يقول مثل هذا إلا بعد اطلاعه على كلام الأصحاب فالمسألة منصوص عليها‏.‏

قال الإمام الرافعي‏:‏ النظر إلى وجه الأجنبية وكفيها إن خاف الناظر فيه خرام وإن لم يخف فوجهان‏.‏

قال أكثر الأصحاب لا سيما المتقدمون‏.‏

لا يحرم بقول الله تعالى ‏"‏ ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ‏"‏ سورة النور‏:‏ الآية 31 وهو مفسر بالوجه والكفين لكن يكره قال ذلك الشيخ أبو حامد وغيره‏.‏

والثاني يحرم قاله الاصطخري وأبو علي الطبري واختاره الشيخ أبو محمد والإمام وبه قطع صاحب المهذب ووجهه الروياني باتفاق المسلمين على منع النساء من الخروج سافرات وبأن النظر مظنة الفتنة وهو مدركة الشهوة فاللائق بمحاسن الشرع سد الباب والإعراض عن تفاصيل الأحوال كالخلوة بالأجنبية‏.‏

انتهى كلام الإمام الروياني‏.‏

قلت‏:‏ وقد علم من هذا بما حكته زوجة الخضري عن أبيها صواب على الوجه الأول والله أعلم‏.‏

 ثلاث وسبعين وثلاثمائة

في أولها ظهرت وفاة عضد الدولة‏.‏

وكانت قد أخفيت حتى أحضروا ولده صمصام الدولة فجلس للعزاء ولطموا عليه في الأسواق أياماً وجاء الطائع إلى صمصام الدولة فعزاه ثم ولاه الملك وعقد له لوائين ولقبه شمس الدولة وبعد أيام جاء الخبر بموت مؤيد الدولة أخي عضد الدولة‏.‏

ولد بجرجان وولي مملكته أخوه فخر الدولة الذي وزر له إسماعيل بن عباد‏.‏

وفيها القحط الشديد ببغداد وبلغ حساب الغرارة الشامية أربعمائة درهم‏.‏

قلت وقد بلغت الغرارة الحجازية بمكة إلى هذه القيمة المذكورة وهي نحو من ثلث الشامية في سنة ست وستين وسبع مائة‏.‏

وفيها توفي الأمير أبو الفتح الصنهاجي نائب المعز العبيدي على المغرب‏.‏

وكان محمود السيرة حسن السياسة ولي القيروان اثنتي عشرة سنة وكانت له أربعمائة سرية يقال أنه ولد‏:‏ له في فرد يوم سبعة عشر ولداً‏.‏

وكان استخلاف المعز له عندما توجه إلى الديار المصرية في سنة إحدى وستين وثلاثمائة وأوصاه بأمور كثيرة وأكد عليه في فعلها ثم قال‏:‏ إن نسيت ما أوصيتك به فلا تنس ثلاثة أشياء‏:‏ إياك أن ترفع الجبايا عن أهل البادية والسيف عن البربر ولا تول أحداً من إخوتك وبني عمك فإنهم يرون أنهم أحق بهذا الأمر منك وافعل مع أهل الحاضرة خيراً‏.‏

وأمر بالسمع والطاعة له‏.‏

وفيها توفي الشيخ الكبير العارف بالله الشهير‏:‏ أبو عثمان المغربي الصوفي سعيد بن سلم قال‏:‏ هكذا ‏"‏ ابن سلم ‏"‏‏.‏

ذكر في بعض النسخ وفي بعضها ‏"‏ ابن سلام ‏"‏ بزيادة ألف بعد اللام نزيل نيسابور‏.‏

قال الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي‏:‏ لم نر مثله في علو الحال وصون الوقت‏.‏

وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله سمعت الأستاذ أبا بكر بن فورك رحمه الله يقول‏:‏ كنت عند أبي عثمان المغربي حين قرب أجله فلما تغير عليه الحال أشرنا على علي بالسكوت ففتح الشيخ أبو عثمان عينيه وقال‏:‏ لم لا يقول على شيء‏.‏

فقلت لبعض الحاضرين‏:‏ سلوه وقولوا‏:‏ علام يسمع المستمع فإني أحتشمه في هذه الحالة فسألوه فقال‏:‏ إنما يسمع من حيث يسمع‏.‏

ومن كلامه رضي الله تعالى عنه‏:‏ التقوى هي الوقوف على الحدود لا يقصر فيها ولا يتعداها وقال‏:‏ من أثر صحبة الأغنياء على مجالسة الفقراء ابتلاه الله تعالى بموت القلب‏.‏

قلت‏:‏ وقد سمعت من أهل العلم والفضل بيتين في مدح سعيد بن سلم لا أدري‏:‏ أهو هذا المذكور أو غيره وقد تضمنا لمدح عظيم بالغ وهما‏:‏ ألا قل لساري الليل لا تخش ضلة سعيد بن سلم ضوء كل بلاد لنا سيد أربى على كل سيد جواد حثى في وجه كل جواد قلت‏:‏ وقوله‏:‏ حتى في وجه كل جواد‏:‏ يحتمل معنيين‏:‏ أحدهما وهو الأظهر والله أعلم أنه بمعنى‏:‏ حثى التراب في وجهه معناه حقره‏.‏

والثاني‏:‏ أن يكون جاد على كل جواد وحثى في وجهه من المال ما يراد‏.‏لما أمليت هذين الوجهين ذكر بعض من حضرني من الأصحاب أنه يحتمل معنى ثالثاً وهو أن الجواد السابق من الخيل إذا سبق حثى التراب بحافره في وجه المسبوق‏.‏

وهو معنى حسن غريب يحتمل أن قائله مصيب‏.‏

وفيها توفي الفضل بن جعفر الرجل الصالح المؤذن بدمشق‏:‏ أبو القاسم التميمي‏.‏

فيها توفي العلامة أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن خشكا الحنفي الحاكم بنيسابور‏.‏

وفيها توفي خطيب الخطباء أبو يحيى عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل ابن نباتة ‏"‏ بضم النون وبالموحدة وفتح المثناة من فوق بعد الألف ‏"‏ الفارقي اللخمي العسقلاني المولد المصري الدار مصنف الخطب المشهورة‏.‏

ولي خطابة حلب‏.‏

لسيف الدولة كان إماماً في علوم الأدب ورزق السعادة في خطبه التي وقع الإجماع على أنه ما عمل مثلها وفيها دلالة على غزارة علمه وجودة قريحته‏.‏

وذكروا أنه سمع على المتنبي بعض ديوانه في خدمة سيف الدولة وكان سيف الدولة كثير الغزوات فلهذا أكثر من خطب الجهاد ليحض الناس ويحثهم على الجهاد‏.‏

كان رجلاً صالحاً ورأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو في المقابر فأشار بيده إلى القبور وقال‏:‏ كيف قلت يا خطيب كيف قلت يا خطيب‏:‏ لا يخبرون بما إليه آلوا ولو قدروا على المقاد لقالوا قد شربوا من الموت كأساً مرة فلم يفقدوا من أعمالهم ذرة والى عليهم الدهر إليه برة أن لا يجعل لهم إلى دار الدنيا كرة كأنهم لم يكونوا للعيون قرة ولم يعهدوا في الأحياء مرة أسكتهم الله الذي أنطقهم وأبادهم الذي خلقهم وسيجددهم كما خلقهم ويجمعهم كما فرقهم‏.‏

ثم نقل صلى الله عليه وآله وسلم في فيه فاستيقظ من منامه على وجهه أثر نور وبهجة لم يكن قبل‏.‏

وقص رؤياه على الناس وقال‏:‏ سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً‏.‏

وعاش بعد ذلك ثمانية عشر يوماً لا يستطعم طعاماً ولا شراباً من أجل تلك التفلة وبركتها‏.‏

وهذه الخطبة التي فيها هذه الكلمات‏:‏ تعرف بالمناسبة لهذه الواقعة‏.‏

وذكر بعضهم أنه ولد في سنة خمسين وثلاثمائة وتوفي في السنة المذكورة أعني سنة أربع وسبعين وثلاثمائة‏.‏

وعن بعضهم أنه قال‏:‏ رأيت الخطيب ابن نباتة في المنام بعد موته وقلت له‏:‏ ما فعل الله تعالى بك‏.‏

فقال‏:‏ رفع لي ورقة وفيها سطران بالأحمر‏.‏

وهما‏:‏ قد كان أمن لك من قبل ذا واليوم أضحى لك أمنان والصفح لا يحسن عن محسن وإنما يحسن عن جان‏.‏قال‏:‏ فانتبهت من النوم وأنا كررهما‏.‏

وفيها توفي تميم بن معز بن المنصور بن القائم بن المهدي كان أبوه صاحب الديار المصرية والمغرب وهو الذي بنى القاهرة‏.‏

وكان تميم المذكور فاضلاً شاعراً ماهراً لطيفاً ظريفاً ولم يل المملكة لأن ولاية العهد كانت لأخيه العزيز تولاها بعد أبيه‏.‏

وللعزيز أيضاً أشعار جيدة ذكرها أبو منصور الثعلبي في اليتيمة‏.‏

ومن شعر تميم المذكور‏:‏ أما والذي لا يملك الأمر غيره وهو بالسر المكتم أعلم وفي كل ما تبكي العيون أقله وإن كنت منه دائماً أتبسم ومنه‏:‏ وما أم خشف ظل يوماً وليلة ببلقية بيداء ظمآن صاديا تهيم فلا تدري إلى أين تنتهي مولهة خبرى تجوب الفيافيا أضر بها حر الهجير فلم تجد لغلتها من بارد الماء ساقيا فلما عنت من خشفها انعطفت له فألفته ملهوف الجوانح طاويا فأوجع مني يوم شدت حمولهم ونادى منادي الحي أن لا تلاقيا ولما توفي غسله القاضي أبو محمد بن النعمان وكفنه في ستين ثوباً وحضر أخوه العزيز الصلاة عليه‏.‏

قلت‏:‏ قد قدمت في سنة سبع وأربعين ترجمة تميم بن المعز وليس هو هذا بل ذلك حميري وأفقه‏.‏

هذا في اسمه واسم أبيه قد تشبهان فلهذا انتبهت عليه‏.‏

والمتقدم هو الممدوح بالبيتين المتقدمين في ترجمته أعني قول ابن رشيق في أولهما أصح وفي آخرهما عن كف الأمير تميم‏.‏

وفيها توفي أبو مسلم ابن مهران الحافظ العابد العارف عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران البغدادي‏.‏

رحل إلى البلدان منها خراسان والشام والجزائر وبخارى وصنف المسند ثم تزهد وانقبض عن الناس وجاور بمكة‏.‏

وكان يجتهد أن لا يظهر للمحدثين ولا لغيرهم‏.‏

قال ابن أبي الفوارس‏:‏ صنف أشياء كثيرة وكان ثقة زاهداً ما رأينا مثله‏.‏وفيها توفي الإمام الشهير الفقيه الكبير أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله الداركي الشافعي نزيل نيسابور ثم بغداد‏.‏

انتهى إليه معرفة المذهب قال أبو حامد الأسفراييني‏:‏ ما رأيت أفقه منه وقال غيره‏:‏ كان صاحب وجه في المذهب تفقه على أبي إسحاق المروزي وحدث عن جده لأمه الحسن بن محمد الداركي‏.‏

ودارك من قرى أصفهان‏.‏

وفيها توفي الأبهري القاضي أبو بكر التميمي صاحب التصانيف وشيخ المالكية العراقيين‏.‏

سئل أن يلي قضاء القضاة فامتنع رحمه الله تعالى‏.‏

 ست وسبعين وثلائمائة

فيها وقع قتال بين الديلم وكانوا تسعة عشر ألفاً وبين الترك وكانوا ثلاثة آلاف فانهزمت الديلم وقتل منهم نحو ثلاثة آلاف وكانوا مع صمصام الدولة وكانت الترك مع أخيه شرف الدولة فخفوا به وقدموا به بغداد فأتاه الخليفة الطائع طائعاً يهنئه ثم خفي خبر صمصام الدولة فلم يعرف‏.‏

وفيها توفي الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي البلخي‏.‏

سمع الكثير وخرج لنفسه معجماً وحدث بصحيح البخاري عن الفربري‏.‏

وفيها توفي الواعظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان الصوفي الرازي‏.‏

 سبع وسبعين وثلاثمائة

فيها رفع شرف الدولة عن العراق مظالم كثيرة فمن ذلك أنه رد على الشريف أبي الحسين محمد بن عمر جميع أملاكه وكان مبلغها في العام ألفي ألف وخمسمائة درهم وكان الغلاء ببغداد دون الوصف‏.‏

وفيها توفي الإمام النحوي أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي اشتغل ببغداد ودار البلاد وأقام بحلب عند سيف الدولة ابن حمدان‏.‏

وكان إمام وقته في علم النحو وجرت بينه وبين المتنبي مجالس ثم انتقل إلى بلاد فارس وصحب عضد الدولة وتقدم عنده وعلت منزلته حتى قال عضد الدولة‏:‏ أنا غلام أبي علي في النحو‏.‏وصنف له ‏"‏ كتاب الإيضاح والتكملة ‏"‏ في ويحكى أنه كان يوماً في ميدان شيراز يساير عضد الدولة فقال له‏:‏ أنصب المستثنى في قولنا قام القوم إلا زيداً فقال الشيخ‏:‏ بفعل مقدر‏.‏

فقال له‏:‏ كيف تقديره‏.‏

فقاد‏:‏ أستثني زيداً فقال عضد الدولة‏:‏ هلا رفعته وقررت الفعل امتنع زيد‏.‏

فانقطع الشيخ وقال‏:‏ الجواب ميداني ثم إنه لما رجع إلى منزله وضع في ذلك كلاماً وحمله إليه فاستحسنه‏.‏

وذكر في كتاب الإيضاح أنه بالفعل المتقدم تقويه إلا‏.‏

وحكى أبو القاسم بن أحمد الأندلسي قال‏:‏ جرى ذكر الشعر بحضرة أبي علي وأنا حاضر فقال‏:‏ إني لا أغبطكم على قول الشعر فإن خاطري لا يوافقني على قوله مع تحقيقي العلوم التي هي من مواده فقال له رجل‏:‏ فما قلت قط شيئاً منه فقال‏:‏ ما أعلم أن لي شعراً إلا ثلاثة أبيات وذكرها في السبب ولم أذكرها أنا في هذا الكتاب لأنه أبدى فيه عيباً وذماً وهو‏:‏ ‏"‏ في الشرع نور ووقار ‏"‏ كما ورد به في حديث النبي صلى الله عليه واله وسلم في قصة إبراهيم عليهما أفضل الصلاة والتسليم‏.‏

وذكر بعض المؤرخين أنه ذكر له إنسان في المنام أن لأبي علي مع فضائله شعراً حسناً‏.‏

وأنشده في المنام منها هذا البيت‏:‏ الناس في الخير لا يرضون عن أحد فكيف ظنك يسمو الشر أو ساموا من كان مرعى عزمه وهمومه روض الأماني لم يزل مهزولا لأن عضد الدولة كان يحب هذا البيت وينشده كثيراً وعدوا له من المصنفات عدة كتب وفضله أشهر من أن يذكر وكانت وفاته ببغداد وقبره في الشونيزية‏.‏

وفيها توفيت أمة الواحد ابنة القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي حفظت القرآن والفقه والنحو والفرائض وغيرها من العلوم وبرعت في مذهب الإمام الشافعي وكانت تفتي مع أبي علي بن أبي هريرة‏.‏

وفيها توفي ابن لؤلؤ الوراق أبو الحسن علي بن محمد الثقفي البغدادي الشيعي وكان ثقة يحدث بالآخرة‏.‏

وفيها توفي أبو الحسن الأنطاكي علي بن محمد المقرىء الفقيه الشافعي‏.‏

دخل الأندلس ونشر بها العلم وقال ابن الفرضي‏:‏ أدخل الأندلس علماً جماً وكان رأساً في القراءات لم يتقدمه فيها أحد‏.‏

وفيها توفي الحافظ الغطريفي محمد بن أحمد بن الحسين بن القاسم بن السري بن الغطريف الجرجاني الرباطي‏.‏فيها توفي الشيخ الكبير شيخ الصوفية وصاحب كتاب ‏"‏ اللمع في التصوف ‏"‏ أبو نصر السراج عبد الله بن علي الطوسي‏.‏

وفيها توفي الحافظ صاحب التصانيف وأحد أئمة الحديث أبو أحمد الحاكم محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري‏.‏روى عن ابن خزيمة وعبد الله بن زيدان محمد بن الفيض الغساني وغيرهم وأكثر الترحال وكتب ما شاء الله‏.‏

قال الحاكم ابن البيع‏:‏ أبو أحمد الحافظ إمام عصره صنف على الصحيحين وعلى جامع الترمذي وألف ‏"‏ كتاب الكنى ‏"‏ و ‏"‏ كتاب العلل ‏"‏ و ‏"‏ كتاب الشروط ‏"‏ و ‏"‏ المخرج على المزني ‏"‏ وولي قضاء الشاش ثم قضاء طوس ثم قدم نيسابور ولزم مسجده وأقبل على العبادة والتصنيف وكف بصره قبل موته بسنتين رحمة الله عليه‏.‏

 تسع وسبعين وثلاثمائة

فيها وفي التي تليها اشتد البلاء وعظم الخطب ببغداد بأمر العبادين صاروا حزبين ووقعت بينهم حروب واتصل القتال بين أهل الكرخ وباب البصرة وقتل طائفة ونهبت أموال الناس وتواترت الفتن وأحرق بعضهم دروب بعض‏.‏

وفيها توفي شرف الدولة سلطان بغداد ابن السلطان عضد الدولة الديلمي وكان فيه خير وقلة ظلم وكان موته بالاستسقاء ولي بعده أخوه أبو نصر‏.‏

وفيها توفي الإمام العالم المتكلم أحد أئمة الأشعرية الكبار في وقته وعنه أخذ أبو علي بن شاذان‏:‏ محمد بن أحمد أبو جعفر الجوهري البغدادي النقاش‏.‏

وفيها توفي أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي الإشبيلي شيخ العربية بالأندلس وصاحب التصانيف‏.‏

وأدب المؤيد بالله ولد المستنصر كان واحد عصره في علم النحو وحفظ اللغة أخبر أهل زمانه بالإعراب والمعاني والنوادر إلى علم السير والأخبار يكن مثله في وقته‏.‏

وله كتب تدل على وفور علمه منها مختصر ‏"‏ كتاب العين ‏"‏ و ‏"‏ كتاب طبقات النحويين واللغويين ‏"‏ في المشرق والأندلس من زمن أبي الأسود الدؤلي إلى زمنه وعدة كتب أخرى وتولى قضاء أشبيلية وكان كثيراً ما ينشد‏:‏ الفقر في أوطاننا غربة والمال في الغربة أوطان والأرض شيء كلها واحد والناس إخوان وجيران والزبيدي بضم الزاي وفتح الموحدة وسكون المثناة من تحت وبعدها دال مهملة نسبة إلى زبيد واسمه منبه بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج بفتح الميم وسكون الذال المعجمة وكسر الحاء المهملة وبعدها جيم وهو في الأصل اسم أكمة حمراء باليمن ولد عليها مالك بن رد فسمي باسمها ثم كثر ذلك في تسمية العرب حتى صاروا يسمون بها ويجلونه علماً على المسمى وقطعوا النظر عن تلك الأكمة‏.‏

وزبيد قبيلة كبيرة باليمن وكذا مذحج‏.‏