فصل: تسع وخمسين وثلاثين ومائة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان وتقليب أحوال الإنسان وتاريخ موت بعض المشهورين من الأعيان **


 سبع وخمسين وثلاث مائة

لم يحج الركب فيها لفساد الوقت وموت للسلاطين في الشهور الماضية‏.‏

وفيها توفي الحافظ صاحب التصانيف أبو سعيد النخعي البسري‏.‏

وفيها توفي المتقي لله أحمد بن الموفق العباسي المخلوع المسمول العينين توفي في السجن وكانت خلافته أربع سنين وكان فيه صلاح وكثرة صلاة وصيام ولم يكن يشرب وفي خلافته انهدمت القبة الخضراء المنصورية التي كانت فخر بني العباس‏.‏

وفيها توفي الحافظ المحدث عمر بن جعفر البصري رحمه الله‏.‏

وفيها توفي أبو فراس الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان ابن عم سيف الدولة‏.‏

قال الثعالبي في وصفه‏:‏ كان فرد دهره وشمس عصره أدباً وفضلاً وكرماً ومجداً وبلاغة وبراة وفروسية وشجاعة وشعره مشهور سائر بين الحسن والجودة والسهولة والجزالة والعذوبة‏.‏

والفخامة والحلاوة ومعه ذو الطبع وسمة الظرف وعزة الملك ولم تجتمع هذه الخلال قبله إلا في شعر عبد الله بن المعتز‏.‏

وأبو فراس يعد أشعر منه عند أهل الصنعة ونقدة الكلام‏.‏

وكان ابن عباد يقول بدىء الشعر بملك وختم بملك يعني امرىء القيس وأبا فراس‏.‏

وكان المتنبي يشهد له بالتقدم والتبريز ويتحامى جانبه ولا يمتري لمماراته ولا يجتزي لمجازاته وإنما لم يمدحه ومدح من دونه من آل حمدان إعظاماً وإجلالاً لا إغفالاً وإخلالاً وكان سيف الدولة يعجب جداً بمحاسن أبي فراس ويميزه بالإكرام على سائر قومه ويستصحبه في غزواته ويستخلفه في أعماله‏.‏

وكانت الروم أسرته في بعض وقائعها وهو جريح قد أصابه سهم بقي نصله في فخذه وأقام في الأسر أربع سنين في قسطنطينية وأسرته الروم مرة قبلها وذهبوا إلى قلعة يجري الفرات تحتها ويقال أنه ركب فرسه وركض برجله فأهوى به من أعلى الحصن إلى الفرات‏.‏

وقيل أنه لما مات سيف الدولة عزم على التغلب على حمص فاتصل خبره بأبي المعالي بن سيف الدولة وغلام لأبيه فأنفذ إليه من قاتله فأخذ وقد ضرب ضربات فمات في الطريق وقيل‏:‏ بل مات من حرب بينه وبين موالي أسرته وقال بعضهم‏:‏ كان أبو فراس خال أبي المعالي فقلعت أم أبي المعالي عينها لما بلغها وفاته وقيل‏:‏ بل لطمت وجهها فقلعت عينها‏.‏

وقيل‏:‏ بل قتله غلام سيف الدولة ولم يعلم أبو المعالي فلما بلغه الخبر شق عليه‏.‏

والله تعالى أعلم أي ذلك كان‏.‏

وله ديوان شعر من جملته قوله‏:‏ قد كنت عدتي التي أسطو فيها ويدي إذا اشتد الزمان وساعدي فرميت منك بضد ما أملته والمرء يشرب بالزلال البارد وله‏:‏ أساء فزادته الإساءة حظوة حبيب على ما كان منه حبيب يعددني الواشون منه ذنوبه ومن أين للوجه المليح ذنوب ونحن أناس لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر تهون علينا في المعالي نفوسنا ومن خطب الحسناء لم يغلها المهر وله‏:‏ كانت مودة سلمان له نسباً ولم يكن بين نوح وابنه رحم ثمان وخمسين وثلاث مائة فيها كان خروج الروم من الثغور فأغاروا وقتلوا وسبوا ووصلوا إلى حمص وعظم المصائب وجاءت المغاربة مع القائد جوهر المغربي وأخذوا ديار مصر وأقام الدعوة لبني عبيد الرافضة مع أن الدعوة بالعراق في هذه المدة رافضية وشعارهم قائم يوم عاشوراء ويوم الغدير وستأتي قصة القائد جوهر المذكور إن شاء الله تعالى‏.‏

وفيها توفي ناصر الدولة الحسن بن أبي الهيجا عبد الله بن حمدان التغلبي صاحب الموصل‏.‏

وكان أخوه سيف الدولة يتأدب معه لسنة ومنزلته عند الخلفاء وكان هو كثير المحبة لسيف الدولة فلما توفي حزن عليه ناصر الدولة وتغيرت أحواله وضعف عقله فبادره ولده أبو ثعلب الغضنفر عمدة الدولة فحبسه في حصن السلامة ومنعه من التصرف وقام بالمملكة وفيها توفي أبو القاسم زيد بن علي العجل العجلاني الكوفي شيخ الإقراء ببغداد‏.‏وفيها توفي محدث دمشق محمد بن إبراهيم القرشي الدمشقي وكان ثقة مأموناً جواداً مفضلاً أخرج له الحافظ ابن منده ثلاثين جزءاً‏.‏

 تسع وخمسين وثلاثين ومائة

فيها توفي الفقيه الإمام الشافعي أحمد بن محمد المعروف بابن القطان أخذ الفقه عن ابن سريج ثم من بعده عن أبي إسحاق المرزوي وأخذ عنه العلماء وله مصنفات في أصول الفقه وفروعه انتهت إليه الرياسة‏.‏

وفيها توفي الفقيه مسند أصفهان أحمد بن بندار السفار وأحمد بن يوسف بن خلاد النصيبيني‏.‏

وفيها توفي المحدث الحجة أبو علي بن الصواف البغدادي قال الدارقطني‏:‏ ما رأت عيناي مثله ومثل آخر بمصر‏.‏

 ستين وثلاث مائة

فيها لحق المطيع فالج أبطل نصفه وأثقل لسانه‏.‏

وأقامت الشيعة عاشوراء باللطم والعويل وفيها توفي جعفر بن الكثامي بضم الكاف وبعدها مثلثة الذي ولي دمشق للباطنية وهو أول نائب وليها لبني عبيد وكان أحد قواد المعز العبيدي وكان قد سار إلى الشام فأخذ الرملة ثم دمشق بعد أن حاصر أهلها أياماً ثم قدم لحربه الحسن بن أحمد القرمطي الذي تغلب قبله على دمشق وكان جعفر مريضاً فأسره القرمطي وقتله‏.‏

وكان رئيساً جليل القدر ممدوحاً‏.‏

وفيه يقول أبو القاسم محمد بن هانىء الأندلسي الشاعر المشهور‏:‏ كانت مساءلة الركبان تخبرني عن جعفر بن فلاح طيب الخبر حتى التقينا فلا والله ما سمعت أذني بأحسن مما قد رأى بصري قلت‏:‏ وبعضهم يرويه بأطيب وبعضهم يقول عن أحمد بن سعيد أعني‏:‏ الممدوح والناس يقولون هما لأبي تمام‏.‏

قال ابن خلكان‏:‏ هو غلط بل هما لمحمد بن هانىء المذكور وقال يرويهما عن أحمد بن سعيد وداود وليس كذلك بل عن جعفر بن فلاح‏.‏

انتهى‏.‏

وفيها توفي الحافظ العلم مسند العصر أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني في ذي القعدة بأصبهان وله مائة سنة وعشرة أشهر وكان ثقة صدوقاً واسع الحفظ بصيراً بالعلل والرجال والأبواب كثير التصانيف‏.‏

وأول سماعاته بطبرية ثم رحل إلى القدس ثم إلى حمص وجبلة ومدائن الشام‏.‏

وحج ودخل اليمن ورد إلى مصر ثم رحل إلى العراق وأصفهان وفارس‏.‏

وروى عن أبي زرعة الدمشقي وغيره من تلك الطبقة‏.‏

وفيها توفي الحافظ أبو عمرو بن مطر النيسابوري وكان متعففاً قانعاً باليسير يحيي الليل ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويجتهد في متابعة السنة‏.‏

وفيها توفي الآجري محمد بن الحسين البغدادي الفقيه المحدث كان صالحاً عابداً‏.‏

روى عن جماعة منهم أبو شعيب الحراني وأحمد بن يحيى الحلواني والفضل بن محمد الجندي ‏"‏ بفتح الجيم والنون ‏"‏ وخلق كثير‏.‏

وصنف في الحديث والفقه كثيراً وروى عنه جماعة من الحفاظ منهم‏:‏ أبو نعيم الأصفهاني صاحب كتاب ‏"‏ حلية الأولياء ‏"‏ جاور بمكة وتوفي بها‏.‏

وقيل أنه لما دخلها أعجبته فقال‏:‏ اللهم ارزقني الإقامة بها سنة وسمع هاتفاً يقول له‏:‏ بل ثلاثين سنة فعاش بها ثلاثين سنة ثم توفي رحمه الله‏.‏

وفيها توفي أبو القاسم بن أبي يعلى الهاشمي الشريف لما أخذ العبيديون دمشق ثم قام هذا الشريف وقام معه أهل الغوطة والسبات واستفحل أمره في ذي الحجة سنة تسع وخمسين وطرد عن دمشق متوليها ولبس السواد وأعاد الخطبة لبني العباس فلم يلبث إلا أياماً حتى جاء عسكر المغاربة وحاربوا أهل دمشق وقتل بين الفريقين جماعة ثم هرب الشريف في الليل وصالح أهل البلد العسكر وأسر الشريف عند تدمر أسره جعفر بن فلاح على جمل وبعث به إلى مصر‏.‏

وفيها توفي الشيخ العارف أبو الحسن بن سالم البصري وكان له أحوال ومجاهدات وعنه أخذ الأستاذ الشيخ العارف أبو طالب المكي صاحب القوت وأبو الحسن المذكور آخر أصحاب شيخ الشيوخ العارفين سهل بن عبد الله التستري وفاة‏.‏

وفيها توفي الوزير أبو الفضل محمد بن الحسين المعروف بابن العميد‏.‏

كان وزير‏.‏

ركن الدولة ابن بويه وكان متوسعاً في علوم الفلسفة والأجرام وإمام الأدب والترسل فلم يقاربه فيه أحد في زمانه وكان كامل الرئاسة جليل المقدار‏.‏

ومن بعض أتباعه الصاحب ابن عباد ولأجل صحبته قيل له‏:‏ الصاحب وكانت له في الرئاسة اليد البيضاء وفي براعته في الكتابة قيل‏:‏ بدأت الكتابة بعبد الحميد وختمت بابن العميد‏.‏

وقصده جماعة من مشاهير الشعراء بالمدائح منهم المتنبي مدحه بقصيدته التي أولها‏:‏ باد هواك صبرت أو لا تصبرا وبكاك إن لم يجر دمعك أو جرى وقلت وفي إعراب قافية هذا البيت وقع بحث وحاصله أن الألف هنا منقلبة عن نون التأكيد الخفيفة‏.‏فأعطاه ثلاثة آلاف دينار‏.‏

ولما مات ابن العميد رتب ركن الدولة مكانه ابنه ذا الكتابتين‏:‏ أبا الفتح علياً وكان جليلاً نبيلاً ثرياً‏.‏

ثم قبض عليه ركن الدولة في آخر الأمر وصادره حتى بلغة عتاب العذاب‏.‏

نسأل الله تعالى العافية من غرور الدنيا وما فتنت به كل مصاب‏.‏

وفيها توفي الحافظ أبو محمد الرامهرمزي والجابري عبد الله بن جعفر الموصلي‏.‏

وفيها توفي أبو عبد الرحمن‏:‏ عبد الله بن عمر المروزي الجوهري محدث مرو‏.‏

وفيها توفي أبو جعفر الدراوردي محمد بن عبد الله بن بردة‏.‏

حدث بهمدان‏.‏