فصل: كور فارس وكرمان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتوح البلدان (نسخة منقحة)



.كور فارس وكرمان:

954- قالوا: كان العلاء بن الحضرمي، وهو عامل عمر بن الخطاب على البحرين، وجه هرثمة بن عرفجة البارقي، من الأزد، ففتح جزيرة في البحر مما يلي فارس.
ثم كتب عمر إلى العلاء أن يمد به عتبة بن فرقد السلمي ففعل.
ثم ولى عمر عثمان بن أبي العاصي الثقفي البحرين وعمان فدوخهما واتسقت له طاعة أهلهما، وجه أخاه الحكم بن أبي العاصي في البحر إلى فارس، في جيش عظيم من عبد القيس والأزد وتميم وبنى ناجية وغيرهم، ففتح جزيرة ابركاوان.
ثم صار إلى توج، وهي من أرض أردشير خره ومعنى اردشير خرة بهاء أردشير وفي رواية أبي مخنف أن عثمان بن أبي العاصي نفسه قطع البحر إلى فارس، فنزل توج ففتحها، وبنى بها المساجد، وجعلها دارا للمسلمين، وأسكنها عبد القيس وغيرهم.
فكان يغير منها على أرجان وهي متاخمة لها.
ثم إنه شخص عن فارس إلى عمان والبحرين لكتاب عمر إليه في ذلك، واستخلف أخاه الحكم.
وقال غير أبي مخنف: إن الحكم فتح توج وأنزلها المسلمين من عبد القيس وغيرهم سنة تسع عشرة.
955- وقالوا: إن شهرك مرزبان فارس وواليها أعظم ما كان من قدوم العرب فارس، واشتد عليه، وبلغته نكايتهم وبأسهم وظهورهم على كل من لقوه من عدوهم.
فجمع جمعا عظيما وسار بنفسه حتى أتى راشهر من أرض سابور، وهي بقرب توج، فخرج إليه الحكم بن أبي العاصي وعلى مقدمته سوار بن همام العبدي.
فاقتتلوا قتالا شديدا.
وهناك واد قد وكل به شهرك رجلا من نقابه في جماعة، وأمره أن لا يجتازه هارب من أصحابه إلا قتله.
فأقبل رجل من شجعاء الأساورة موليا من المعركة.
فأراد الرجل قتله.
فقال له: لا تقتلني فإنما نقاتل قوما منصورين، الله معهم.
ووضع حجرا فرماه ففلقه، ثم قال: أترى هذا السهم الذي فلق الحجر؟ والله ما كان ليخدش بعضهم لو رمى به.
قال: لا بد من قتلك.
فبينا هو في ذلك إذ أتاه الخبر بقتل شهرك.
وكان الذي قتله سوار ابن همام العبدي، حمل عليه فطعنه فأذراه عن فرسه، وضربه بسيفه حتى فاظت نفسه.
وحمل ابن شهرك على سوار فقتله، وهزم الله المشركين، وفتحت راشهر عنوة، وكان يومها، في صعوبته وعظيم النعمة على المسلمين فيه، كيوم القادسية.
وتوجه بالفتح إلى عمر بن الخطاب عمرو بن الأهتم التيمي، فقال:
جئت الامام بإسراع لأخبره ** بالحق من خبر العبدي سوار

أخبار أروع ميمون نقيبته ** مستعمل في سبيل الله مغوار

وقال بعض أهل توج: إن توج مصرت بعد مقتل شهرك.
والله أعلم.
956- قالوا: ثم إن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، كتب إلى عثمان ابن أبي العاصي في إتيان فارس. فخلف على عمله أخاه المغيرة ويقال: هو حفص ابن أبي العاصي. وكان جزلا. وقدم توج فنزلها. فكان يغزو منها ثم يعود إليها.
وكتب عمر إلى أبي موسى وهو بالبصرة يأمره أن يكانف عثمان بن أبي العاصي ويعاونه.
فكان يغزو فارس من البصرة ثم يعود إليها.
وبعث عثمان بن أبي العاصي هرم بن حيان العبدي إلى قلعة يقال لها شبير ففتحها عنوة بعد حصار وقتال.
وقال بعضهم: فتح هرم قلعة الستوج عنوة، وأتى عثمان خره من سابور ففتحها وأرضها، بعد أن قاتله أهلها، صلحا على أداء الجزية والخراج ونصح المسلمين.
وفتح عثمان بن أبي العاصي كازرون من سابور وغلب على أرضها.
وفتح عثمان النوبندجان من سابور أيضا وغلب عليها.
واجتمع أبو موسى وعثمان بن أبي العاصي في آخر خلافة عمر، رضي الله عنه، ففتحا أرجان صلحا على الجزية والخراج.
وفتحا شيراز وهي من أرض أردشير خره على أن يكونوا ذمة يؤدون الخراج، إلا من أحب منهم الجلاء، ولا يقتلوا ولا يستعبدوا.
وفتحا سينيز من أرض أردشير خره، وترك أهلها عمارا للأرض.
وفتح عثمان حصن جنابا بأمان.
وأتى عثمان بن أبي العاصي درابجرد، وكانت شادروان علمهم ودينهم، وعليها الهربذ، فصالحه الهربذ على مال أعطاه إياه، وعلى أن أهل درابجرد كلهم أسوة من فتحت بلاده من أهل فارس.
واجتمع له جمع بناحية جهرم ففضهم، وفتح أرض جهرم.
وأتى عثمان فسا، فصالحه عظيمها على مثل صلح درابجرد.
ويقال أن الهربذ صالح عنها أيضا.
وأتى عثمان بن أبي العاصي مدينة سابور في سنة ثلاث وعشرين ويقال في سنة أربع وعشرين، قبل أن تأتي أبا موسى ولايته البصرة من قبل عثمان ابن عفان، فوجد أهلها هائبين للمسلمين.
ورأى أخو شهرك في منامه كأن رجلا من العرب دخل عليه فسلبه قميصه.
فنخب ذلك قلبه، فامتنع قليلا ثم طلب الأمان والصلح.
فصالحه عثمان على أن لا يقتل أحدا ولا يسبيه، وعلى أن تكون له ذمة، ويعجل مالا.
ثم إن أهل سابور نقضوا وغدروا.
ففتحت في سنة ست وعشرين عنوة، فتحها أبو موسى، وعلى مقدمته عثمان بن أبي العاصي.
957- وقال معمر بن المثنى، وغيره: كان عمر بن الخطاب أمر أن يوجه الجارود العبدي سنة اثنتين وعشرين إلى قلاع فارس.
فلما كان بين خره وشيراز تخلف عن أصحابه في عقبة هناك سحرا لحاجته، ومعه اداوة، فأحاطت به جماعة من الأكراد فقتلوه. فسميت تلك العقبة عقبة الجارود.
958- قالوا: ولما ولى عبد الله بن عامر بن كريز البصرة من قبل عثمان ابن عفان بعد أبى موسى الأشعري، سار إلى اصطخر في سنة ثمان وعشرين، فصالحه ماهك عن أهلها. ثم خرج يريد جور، فلما فارقها نكثوا وقتلوا عامله عليهم. ثم لما فتح جور كر عليهم ففتحها.
959- قالوا: وكان هرم بن حيان مقيما على جور. وهي مدينة اردشير خره.
وكان المسلمون يعانونها ثم ينصرفون عنها، فيعانون اصطخر، ويغزون نواحى كانت تنتقض عليهم.
فلماذا نزل ابن عامر بها قاتلوه، ثم تحصنوا، ففتحها بالسيف عنوة، وذلك في سنة تسع وعشرين.
وفتح ابن عامر أيضا الكاريان وفشجاتن، وهي الفيشجان من درابجرد، ولم تكونا دخلتا في صلح الهربذ، وانتقضتا.
960- وحدثني جماعة من اهل العلم أن جور غزيت عدة سنين، فلم يقدر عليها، حتى فتحها ابن عامر.
وكان سبب فتحها أن بعض المسلمين قام يصلي ذات ليلة، وإلى جانبه جراب له فيه خبز ولحم، فجاء كلب فجره وعدا به، حتى دخل المدينة من مدخل لها خفي، فألظ المسلمون بذلك المدخل حتى دخلوا منه وفتحوها.
961- قالوا: ولما فرغ عبد الله بن عامر من فتح جور، كر على أهل اصطخر وفتحها عنوة بعد قتال شديد ورمي بالمجانيق.
وقتل بها من الأعاجم أربعين ألفا، وأفنى أكثر أهل البيوتات ووجوه الأساورة، وكانوا قد لجأوا إليها.
وبعض الرواة يقول: إن ابن عامر رجع إلى اصطخر حين بلغه نكثهم ففتحها.
ثم صار إلى جور وعلى مقدمته هرم بن حيان ففتحها.
962- وروى الحسن بن عثمان الزيادي أن أهل اصطخر غدروا في ولاية عبد الله بن عباس رضي الله عنهما العراق لعلي رضي الله عنه ففتحها.
963- وحدثني العباس بن هشام، عن أبيه، عن أبي مخنف قال: توجه ابن عامر إلى اصطخر، ووجه على مقدمته عبيد الله بن معمر التيمي.
فاستقبله أهل اصطخر برامجرد فقاتلهم، فقتلوه، فدفن في بستان برامجرد.
وبلغ ابن عامر الخبر فأقبل مسرعا حتى واقعهم، وعلى ميمنته أبو برزة نضلة بن عبد الله الأسلمي، وعلى ميسرته معقل بن يسار المزني، وعلى الخيل عمران بن الحصين الخزاعى، وعلى الرجال خالد بن المعمر الذهلي.
فقاتلهم فهزمهم، حتى أدخلهم اصطخر.
وفتحها الله عنوة فقتل فيها نحوا من مائة الف.
وأتى درابجرد ففتحها، وكانت منتقضة، ثم وجه إلى كرمان.
964- حدثني عمر الناقد قال: ثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن عاصم الاحول، عن فضيل بن زيد الرقاشى قال: حاصرنا شهرياج شهرا جرارا، وكنا ظننا أنا سنفتحها في يومنا، فقاتلنا أهلها ذات يوم ورجعنا إلى معسكرنا، وتخلف عبد مملوك منافرا ظنوه.
فكتب لهم أمانا ورمى به إليهم في سهم.
قال: فرحنا للقتال وقد خرجوا من حصنهم فقالوا: هذا أمانكم! فكتبنا بذلك إلى عمر.
فكتب الينا: إن العبد المسلم من المسلمين ذمته كذمتهم، فلينفذ أمانه. فأنفذناه.
965- وحدثني القاسم بن سلام قال: ثنا أبو النضر، عن شعبة، عن عاصم، عن الفضيل قال: كنا مصافي العدو بسيراف.
ثم ذكر نحو ذلك.
966- وحدثنا سعدوية قال: ثنا عباد بن العوام، عن عاصم الاحوال، عن الفضيل بن زيد الرقاشى قال: حاصر المسلمون حصنا. فكتب عبد أمانا ورمى به إليهم في مشقص.
فقال المسلمون: ليس أمانه بشيء.
فقال القوم: لسنا نعرف الحر من العبد.
فكتب بذلك إلى عمر.
فكتب: إن عبد المسلمين منهم، ذمته ذمتهم.
967- وأخبرني بعض أهل فارس أن حصن سيراف يدعى سوريانج.
فسمته العرب شهرياج.
وبفسا قلعة تعرف بخرشة بن مسعود من بني تميم، ثم من بنى شرقة، كان مع ابن الأشعث فتحصن في هذه القلعة، ثم أو من فمات بواسط.
له عقب بفسا.