فصل: تمصير البصرة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتوح البلدان (نسخة منقحة)



.تمصير البصرة:

859- حدثني علي بن المغيرة الأثرم، عن أبي عبيدة قال: لما نزل عتبة بن غزوان الخريبة كتب إلى عمر ابن الخطاب يعلمه نزوله إياها وأنه لابد للمسلمين من منزل يشتون به إذا شتوا، ويكنسون فيه إذا انصرفوا من غزوهم.
فكتب إليه أن اجمع أصحابك في موضع واحد. وليكن قريبا من الماء والمرعى. واكتب إلي بصفته.
فكتب إليه: إني وجدت أرضا كثيرة القضبة في طرف البر إلى الريف، ودونها مناقع ماء فيها قصباء.
فلما قرأ الكتاب قال: هذه أرض نضرة قريبة من المشارب والمراعى والمحتطب. وكتب إليه أن أنزلها الناس. فأنزلهم إياها. فبنوا مساكن بالقصب. وبنى عتبة مسجدا من قصب وذلك في سنة (14). فيقال إنه تولى اختطاط المسجد بيده.
ويقال اختطه محجر بن الادرع البهزى من سليم.
ويقال اختطه نافع بن الحارث بن كلدة حين خط داره.
ويقال بل اختطه الأسود بن سريع التميمي وهو أول من قضى فيه.
فقال له مجاشع ومجالد ابنا مسعود: رحمك الله! شهرت نفسك.
فقال: لا أعود.
وبنى عتبة دار الإمارة دون المسجد، في الرحبة التي يقال لها اليوم رحبة بني هاشم.
وكانت تسمي الدهناء. وفيها السجن والديوان. فكانوا إذا غزوا نزعوا ذلك القصب وحزموه ووضعوه حتى يرجعوا من الغزو. فإذا رجعوا أعادوا بناءه. فلم تزل الحال كذلك. ثم إن الناس اختطوا، وبنو المنازل.
وبنى أبو موسى الأشعري المسجد ودار الإمارة بلبن وطين، وسقفها بالعشب، وزاد في المسجد.
وكان الامام إذا جاء للصلاة تخطاهم إلى القبلة على حاجر.
فخرج عبد الله بن عامر ذات يوم من دار الإمارة يريد القبلة، وعليه جبة خز دكناء.
فجعل الاعراب يقولون: على الأمير جلد دب.
860- وحدثني أبو محمد الثوري، عن الأصمعي قال: لما نزل عتبة بن غزوان الخريبة ولد بها عبد الرحمن بن أبي بكرة. وهو أول مولود بالبصرة. فنحر أبوه جزورا أشبع منها أهل البصرة.
ثم لما استعمل معاوية بن أبي سفيان زيادا على البصرة زاد في المسجد زيادة كثيرة، وبناه بالآجر والجص، وسقفه بالساج، وقال: لا ينبغي للامام أن يتخطى الناس.
فحول دار الإمارة من الدهناء إلى قبلة المسجد.
فكان الإمام يخرج من الدار في الباب الذي في حائط القبلة.
وجعل زياد حين بنى المسجد ودار الإمارة يطوف فيهما وينظر إلى البناء ثم يقول لمن معه من وجوه أهل البصرة: أترون خللا؟ فيقولون: ما نعلم بناء أحكم منه.
فقال: بلى هذه الأساطين التي على كل واحدة منها أربعة عقود لو كانت أغلظ من سائر الأساطين.
وروى عن يونس بن حبيب النحوي قال: لم يؤت من تلك الأساطين قط تصديع ولا عيب.
861- وقال حارثة بن بدر الغدانى، ويقال: بل قال ذلك البعيث المجاشعى:
بنى زياد لذكر الله مصنعة ** من الحجارة لم تعمل من الطين

لولا تعاور أيدي الانس ترفعها ** إذا لقلنا من أعمال الشياطين

862- وقال الوليد بن هشام بن قحذم: لما بنى زياد المسجد جعل لصفته المقدمة خمس سوار.
وبنى منارته بالحجارة.
وهو أول من عمل المقصورة.
ونقل دار الإمارة إلى قبلة المسجد.
وكان بناؤه إياها بلبن وطين، حتى بناها صالح بن عبد الرحمن السجستاني مولى بني تميم، في ولايته خراج العراق لسليمان بن عبد الملك، بالآجر والجص.
وزاد فيه عبيد الله بن زياد وفى مسجد الكوفة.
وقال: دعوت الله أن يرزقني الجهاد ففعل، ودعوته أن يرزقني بناء مسجدي الجماعة بالمصرين ففعل، ودعوته أن يجعلني خلفا بن زياد ففعل.
863- وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: لما بنى زياد المسجد أتي بسواريه من جبل الأهواز. وكان الذي تولى أمرها وقطعها الحجاج بن عتيك الثقفي وابنه. فظهر له مال. فقيل: حبذا الإمارة ولو على الحجارة. فذهبت مثلا.
قال: وبعض الناس يقول إن زيادا رأى الناس ينفضون أيديهم إذا تربت وهم في الصلاة، فقال: لا آمن أن يظن الناس على طول الأيام أن نفض الأيدى في الصلاة سنة.
فأمر بجمع الحصى وإلقائه في المسجد.
فاشتد الموكلون بذلك على الناس وتعنتوهم وأروهم حصى انتقوه.
فقالوا: ايتونا بمثله على مقاديره وألوانه وارتشوا على ذلك.
فقال القائل: حبذا الإمارة ولو على الحجارة.
وقال أبو عبيدة: كان جانب المسجد الشمالي متزويا لأنه كانت هناك دار لنافع بن الحارث بن كلدة. فأبى ولده بيعها.
فلما ولى معاوية عبيد الله بن زياد البصرة قال عبيد الله لأصحابه: إذا شخص عبد الله بن نافع إلى أقصى ضيعته فأعلموني ذلك.
فشخص إلى قصره الأبيض الذي على البطيحة.
فأخبر عبيد الله بذلك.
فبعث الفعلة فهدموا من تلك الدار ما سوى به تربيع المسجد.
وقدم ابن نافع، فضج إليه من ذلك.
فارضاه بأن أعطاه بكل ذراع خمسة أذرع.
وفتح له في الحائط خوخة إلى المسجد.
فلم تزل الخوخة في حائطه حتى زاد المهدي أمير المؤمنين في المسجد.
فأدخلت الدار كلها فيه، وأدخلت فيه أيضا دار الإمارة في خلافة الرشيد رحمه الله.
وقال أبو عبيدة: لما قدم الحجاج بن يوسف العراق أخبر أن زيادا ابتنى دار الإمارة بالبصرة.
فأراد أن يزيل اسمه عنها، فهم ببنائها بجص وآجر.
فقيل له: إنما تزيد اسمه فيها ثباتا وتوكدا. فهدمها وتركها.
فبنيت عامة الدور حولها من طينها ولبنها وأبوابها.
فلم تكن بالبصرة دار إمارة حتى ولى سليمان بن عبد الملك.
فاستعمل صالح ابن عبد الرحمن على خراج العراق.
فحدثه صالح حديث الحجاج وما فعل في دار الإمارة.
فأمره بإعادتها.
فأعادها بالآجر والجص على أساسها، ورفع سمكها.
فلما ولى عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، وولى عدي بن أرطاة الفزاري البصرة، أراد عدي أن يبنى فوقها غرفا.
فكتب إليه عمر: هبلتك أمك يا بن أم عدي! أيعجز عنك منزل وسع زيادا وآل زياد؟ فأمسك عدي عن إتمام تلك الغرف وتركها.
فلما ولى سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس البصرة لأبي العباس أمير المؤمنين بنى على ما كان عدي رفعه من حيطان الغرف بناء بطين، ثم تركه وتحول إلى المربد فنزله.
فلما استخلف الرشيد أدخلت الدار في قبلة المسجد، فليس للأمراء بالبصرة دار إمارة.
864- وقال الوليد بن هشام بن قحذم: لم يزد أحد في المسجد بعد ابن زياد حتى كان المهدي.
فاشترى دار نافع بن الحارث بن كلدة الثقفي، ودار عبيد الله بن أبي بكرة، ودار ربيعة بن كلدة الثقفي، ودار عمرو بن وهب الثقفي، ودار أم جميل الهلالية التي كان من أمرها وأمر المغيرة بن شعبة ما كان، ودورا غيرها، فزادها في المسجد، أيام ولى محمد بن سليمان بن علي البصرة.
ثم أمر هارون أمير المؤمنين الرشيد عيسى بن جعفر بن المنصور، أيام ولايته البصرة، أن يدخل دار الإمارة في المسجد ففعل.
80- وقال الوليد بن هشام: أخبرني أبى، عن أبيه، وكان يوسف بن عمر ولاه ديوان جند العرب، قال: نظرت في جماعة مقاتلة البصرة أيام زياد فوجدتهم ثمانين ألفا.
ووجدت عيالهم مائة ألف وعشرين ألف عيل.
ووجدت العرب مقاتلة الكوفة ستين ألفا وعيالهم ثمانين ألفا.
865- وحدثني محمد بن سعيد، عن الواقدي في إسناده قال: كان عتبة بن غزوان مع سعد بن أبي وقاص فكتب إليه عمر: أن أضرب قيروانك بالكوفة.
ووجه عتبة بن غزوان إلى البصرة. فخرج في ثمانمائة، فضرب خيمة من أكسية، وضرب الناس معه. وأمده عمر بالرجال.
فلما كثروا بنى رهط منهم سبع دساكر من لبن. منها بالخريبة اثنتان، وبالزابوقة واحدة، وفى بني تميم اثنتان، وفى الأزد اثنتان. ثم إن عتبة خرج إلى الفرات بالبصرة فافتتحه. ثم رجع إلى البصرة.
وكان سعد يكاتب عتبة، فغمه ذلك. فاستأذن عمر في الشخوص إليه. فلحق به واستخلف المغيرة بن شعبة. فلما قدم المدينة شكا إلى عمر تسلط سعد عليه.
فقال له: وما عليك أن تقر بالامارة لرجل من قريش له صحبة وشرف؟ فأبى الرجوع.
وأبى عمر إلا رده. فسقط عن راحلته في الطريق فمات في سنة (16).
وكان محجر بن الادرع اختط مسجد البصرة ولم يبنه.
فكان يصلى فيه غير مبنى.
فبناه عتبة بقصب، ثم بناه أبو موسى الأشعري، وبنى بعده.
866- حدثني الحسين بن علي بن الأسود العجلي قال: ثنا يحيى بن آدم قال: ثنا أبو معاوية، عن الشيباني، عن محمد بن عبد الله الثقفي قال: كان بالبصرة رجل يكنى أبا عبد الله ويقال له نافع، فكان أول من افتلا الفلاة بالبصرة، فأتى عمر فقال له: إن بالبصرة أرضا ليست من أرضي الخراج ولا تضر بأحد من المسلمين.
فكتب له أبو موسى إلى عمر بذلك. فكتب له عمر إليه أن يقطعه إياها.
867- وحدثنا سعيد بن سليمان قال: ثنا عباد بن العوام.
عن عوف الاعرابي قال: قرأت كتاب عمر إلى أبي موسى: إن أبا عبد الله سألني أرضا على شاطئ دجلة يفتلى فيها خيله.
فإن كانت في غير أرض الجزية ولا يجزأ إليها ماء الجزية فأعطه إياها.
وقال عباد: بلغني أنه نافع بن الحارث بن كلدة طبيب العرب.
868- وقال الوليد بن هشام بن قحذم: وجدت كتابا عندنا فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم.
من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى المغيرة بن شعبة.
سلام عليك.
فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو.
أما بعد فإن أبا عبد الله ذكر أنه زرع بالبصرة في أمارة ابن غزوان، وافتلى أولاد الخيل حين لم يفتلها أحد من أهل البصرة، وإنه نعم ما رأى.
فأعنه على زرعه وعلى خيله.
فإني قد أذنت له أن يزرع.
وآته أرضه التي زرع، إلا أن تكون أرضا عليها الجزية من أرض الأعاجم أو يصرف إليها ماء أرض عليها الجزية.
ولا تعرض له إلا بخير.
والسلام عليك ورحمة الله.
وكتب معيقيب بن أبي فاطمة في صفر سنة (17).
وقال الوليد بن هشام: أخبرني عمي، عن ابن شبرمة أنه قال: لو وليت البصرة لقبضت أموالهم.
لأن عمر ابن الخطاب لم يقطع بها أحدا إلا أبا بكرة ونافع بن الحارث.
ولم يقطع عثمان بالبصرة إلا عمران بن حصين وابن عامر، أقطعه داره، وحمران مولاه.
قال: وقد أقطع زياد عمران قطيعة أيضا فيما يقال.
869- وقال هشام بن الكلبي: أول دار بنيت بالبصرة دار نافع ابن الحارث، ثم دار معقل بن يسار المزني.
وكان عثمان بن عفان أخذ دار عثمان بن أبي العاصي الثقفي وكتب أن يعطى أرضا بالبصرة.
فأعطى أرضه المعروفة بشط عثمان بحيال الأبلة.
وكانت سبخة فاستخرجها وعمرها.
وإلى عثمان بن أبي العاصي ينسب باب عثمان بالبصرة.
870- قالوا: كان حمران بن أبان للمسيب بن نجبة الفزاري.
أصابه بعين التمر، فابتاعه منه عثمان بن عفان وعلمه الكتاب، واتخذه كاتبا.
فوجد عليه لأنه كان وجهه للمسألة عما رفع على الوليد بن عقبة بن أبي معيط، فارتشى منه وكذب ما قيل فيه.
فتيقن عثمان صحة ذلك بعد.
فوجد عليه وقال: لا يساكننى أبدا.
وخيره بلدا يسكنه غير المدينة.
فاختار البصرة.
وسأله أن يقطعه بها دارا، وذكر ذرعا كثيرا.
فاستكثره عثمان وقال لابن عامر: أعطه دارا مثل بعض دورك. فأقطعه داره التي بالبصرة.
871- قالوا: ودار خالد بن طليق الخزاعى القاضى كانت لأبي الجراح القاضى صاحب سجن ابن الزبير.
اشتراها له سلم بن زياد لأنه هرب من سجن الزبير.
872- قال ابن الكلبي: سكة بني سمرة بالبصرة كان صاحبها عتبة ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف.
ومسجد عاصم نسب إلى عاصم أحد بنى ربيعة بن كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة.
ودار أبى نافع بالبصرة نسبت إلى أبي نافع مولى عبد الرحمن بن أبي بكرة.
873- وقال القحذمي: كانت دار أبى يعقوب الخطابى لسحامة بن عبد الرحمن بن الأصم الغنوي مؤذن الحجاج.
وهو ممن قاتل مع يزيد بن المهلب.
فقتله مسلمة بن عبد الملك يوم العقر.
وهي إلى جانب دار المغيرة ابن شعبة.
874- قالوا: ودار طارق نسبت إلى طارق بن أبي بكرة. وقبالتها خطة الحكم بن أبي العاصي الثقفي. ودار زياد بن عثمان كان عبيد الله بن زياد اشتراها لابن أخيه زياد بن عثمان. وتليها الخطة التي منها دار بابة بنت أبي العاصي. وكانت دار سليمان بن علي لسلم بن زياد، فغلب عليها بلال بن أبي بردة أيام ولايته البصرة لخالد بن عبد الله، ثم جاء سليمان بن علي فنزلها.
875- قالوا: وكانت دار موسى بن أبي المختار مولى ثقيف لرجل من بني دارم.
فأراد فيروز حصين ابتياعها منه بعشرة آلاف.
فقال: ما كنت لأبيع جوارك بمائة ألف.
فأعطاه عشرة آلاف وأقر الدار في يده.
876- وقال أبو الحسن: أراد الدارمي بيع داره فقال: أبيعها بعشرة آلاف درهم خمسة آلاف ثمنها وخمسة آلاف لجوار فيروز. فبلغ فيروز ذلك فقال: أمسك عليك دارك. وأعطاه عشرة آلاف درهم. ودار ابن تبع نسبت إلى عبد الرحمن بن تبع الحيرى. وكان على قطائع زياد. وكان دمون من أهل الطائف. فتزوج أبو موسى ابنته، فولدت له أبا بردة. ولدمون خطة بالبصرة. وله يقول أهل البصرة: الرفاء والبنون، وخبز وكمون، في بيت الدمون.
877- وقال القحذمي وغيره: كان أول حمام اتخذ بالبصرة حمام عبد الله بن عثمان بن أبي العاصي الثقفي، وهو موضع بستان سفيان بن معاوية الذي بالخريبة، وعند قصر عيسى بن جعفر.
ثم الثاني حمام فيل مولى زياد.
ثم الثالث حمام مسلم بن أبي بكرة في بلالاباذ.
وهو الذي صار لعمرو بن مسلم الباهلي.
فمكث البصرة دهرا وليس بها إلا هذه الحمامات.
878- وحدثني المدائني قال: قال أبو بكرة لابنه مسلم: يا بنى! والله ما تلى عملا وما أراك تقصر عن إخوتك في النفعة.
فقال: إن كتمت على أخبرتك.
قال: فإني أفعل.
قال: فإني اغتل من حمامى هذا في كل يوم ألف درهم، وطعاما كثيرا.
ثم إن مسلما مرض، فأوصى إلى أخيه عبد الرحمن بن أبي بكرة وأخبره بغلة حمامه.
فأفشى ذلك واستأذن السلطان في بناء حمام.
وكانت الحمامات لا تبتنى بالبصرة إلا بإذن الولاة.
فأذن له.
فاستأذن عبيد الله ابن أبي بكرة فأذن له، واستأذن الحكم بن أبي العاصي فأذن له.
واستأذن سياه الاسوارى فأذن له.
واستأذن الحصين بن أبي الحر العنبري فأذن له.
واستأذنت ريطه بنت زياد فأذن لها.
واستأذنت لبابة بنت أوفى الجرشي فأذن لها في حمامين: أحدهما في أصحاب القباء والآخر في بني سعد.
واستأذن المنجاب بن راشد الضبي فإذن له.
وأفاق مسلم بن أبي بكرة من مرضه وقد فسدت عليه غلة حمامه.
فجعلن يلعن عبد الرحمن ويقول: ماله قطع الله رحمه!.
879- قالوا: وكان فيل حاجب زياد ومولاه ركب معه أبو الأسود الدئلى وأنس بن زنيم، وكان على برذون هملاج، وهما على فرسى سوء قطوفين.
فأدركهما الحسد.
فقال أنس: أجزي أبا الأسود.
قال: هات.
فقال:
لعمر أبيك ما حمام كسرى ** على الثلثين من حمام فيل

فقال أبو الأسود:
وما إرقاصنا حول الموالى ** بسنتنا على عهد الرسول

وقال أبو مفرغ لطلحة الطلحات، وهو طلحة بن عبد الله بن خلف:
تمنيني طليحة ألف ألف ** لقد منيتنى أملا بعيدا

فلست لماجد حر ولكن ** لسمراء التي تلد العبيدا

ولو أدخلت في حمام فيل ** وألبست المطارف والبرودا

وقال بعضهم وقد حضرته الوفاة:
يا رب قائلة يوما وقد لغبت ** كيف الطريق إلى حمام منجاب

يعنى حمام المنجاب بن راشد الضبي.
وقال عباس مولى بنى أسامة:
ذكرت البند في حمام عمرو ** فلم أبرح إلى بعد العشاء

وحمار بلج نسب إلى بلج بن نشبة السعدى الذي يقول له زياد:
ومحترس من مثله وهو حارس
880- وقال هشام بن الكلبي: قصر أوس بالبصرة نسب إلى أوس ابن ثعلبة بن رقى أحد بني تيم الله بن ثعلبة بن عكابة. وهو من وجوه من كان بخراسان. وقد تقلد بها أمورا جسيمة. وهو الذي مر بتدمر فقال في صنميها:
فتاتي أهل تدمر خبرانى ** ألما تسأما طول القيام

فكائن مر من دهر ودهر ** لأهلكما وعام بعد عام

وقصر أنس نسب إلى أنس بن مالك الأنصاري خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي بنى منارة بنى أسيد حسان بن سعد منهم.
والقصر الأحمر لعمرو بن عتبه بن أبي سفيان، وهو اليوم لآل عمر بن حفص بن قبيصة بن أبي صفرة.
وقصر المسيرين كان لعبد الرحمن بن زياد.
وكان الحجاج سير عيال من خرج مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي إليه، فحبسهم فيه.
وهو قصر في جوف قصر، ويتلوه قصر عبيد الله بن زياد، وإلى جانبه جوسق.
881- قال القحذمي: وقصر النواهق هو قصر زياد.
سماه الشطار بذلك.
وقصر النعمان كان للنعمان بن صهبان الراسبى الذي حكم بين مضر وربيعة أيام مات يزيد بن معاويه.
قال: وزاد عبيد الله بن زياد للنعمان بن صهبان في قصره هذا.
فقال: بئس المال هذا يا أبا حاتم! إن كثر الماء غرقت، وإن قل عطشت.
فكان كما قال. قل الماء فمات كل من ثم.
وقصر زربى نسب إلى زربى مولى عبد الله بن عامر.
وكان قيما على خيله.
فكانت الدار لدوابه.
وقصر عطية نسب إلى عطية الأنصاري.
ومسجد بني عباد نسب إلى بني عباد بن رضاء بن شقرة بن الحارث بن تميم بن مر.
وكانت دار عبد الله بن خازم السلمي لعمته دجاجة أم عبد الله بن عامر.
فأقطعته إياها.
وهو عبد الله بن خازم بن أسماء بن الصلت.
وهي دجاجة بنت أسماء.
882- وحدثني المدائني، عن أبي بكر الهذلي والعباس بن هشام، عن أبيه، عن عوانة قالا: قدم الأحنف بن قيس على عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في أهل البصرة.
فجعل يسألهم رجلا رجلا والأحنف في ناحية البيت في بت لا يتكلم.
فقال له عمر: أما لك حاجة؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين.
إن مفاتح الخير بيد الله، وإن إخواننا من أهل الأمصار نزلوا منازل الأمم الخالية بين المياه العذبة والجنان الملتفة، وإنا نزلنا سبخة نشاشة لا يجف نداها ولا ينبت مرعاها. ناحيتها من قبل المشرق البحر الاجاج، ومن قبل المغرب الفلاة، فليس لنا زرع ولا ضرع، تأتينا منافعنا وميرتنا في مثل مرئ النعامة.
يخرج الرجل الضعيف فيستعذب الماء من فرسخين، وتخرج المرأة لذلك فتربق ولدها كما يربق العنز يخاف بادرة العدو وأكل السبع.
فإلا ترفع خسيستنا وتجبر فاقتنا نكن كقوم هلكوا.
فألحق عمر ذرارى أهل البصرة في العطاء، وكتب إلى أبي موسى يأمره أن يحتفر لهم نهرا.
883- فحدثني جماعة من أهل العلم قالوا: كان لدجلة العوراء- وهي دجلة البصرة- خور، والخور طريق للماء لم يحفره أحد يجرى فيه ماء الأمطار إليها، ويتراجع ماؤها فيه عند المد، وينضب في الجزر. وكان طوله قدر فرسخ.
وكان لحده مما يلي البصرة غور وسعة تسمى في الجاهلية الاجانة، وسمته العرب في الإسلام الجزارة.
وهو على مقدار ثلاثة فراسخ من البصرة بالذرع الذي يكون به نهر الأبلة كله أربعة فراسخ، ومنه يبتدئ النهر الذي يعرف اليوم بنهر الاجانة.
فلما أمر عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أبا موسى الأشعري أن يحتفر لأهل البصرة نهرا، ابتدأ الحفر من الاجانة وقاده ثلاثة فراسخ، حتى بلغ به البصرة.
فصار طول نهر الأبلة أربعة فراسخ.
ثم إنه انطم منه ما بين البصرة وبثق الحيرى، وذلك على قدر فرسخ من البصرة.
وكان زياد بن أبي سفيان واليا على الديوان وبيت المال من قبل عبد الله ابن عامر بن كريز، وعبد الله يومئذ على البصرة من قبل عثمان بن عفان.
فأشار على ابن عامر أن ينفذ حفر نهر الأبلة من حيث انطم حتى يبلغ به البصرة.
وكان يريث ذلك ويدافع به.
فلما شخص ابن عامر إلى خراسان واستخلف زيادا أقر حفر أبى موسى الأشعري على حاله.
وحفر النهر من حيث انطم حتى بلغ به البصرة.
وولى ذلك عبد الرحمن بن أبي بكرة.
فلما فتح عبد الرحمن الماء جعل يركض فرسه والماء يكاد يسبقه.
وقدم ابن عامر من خراسان فغضب على زياد وقال: إنما أردت أن تذهب بذكر النهردونى.
فتباعد ما بينهما حتى ماتا.
وتباعد بسببه ما بين أولادهما.
فقال يونس بن حبيب النحوي: أنا أدركت ما بين آل زياد وآل ابن عامر متباعدا.
884- وحدثني الأثرم، عن أبي عبيدة قال: قاد أبو موسى الأشعري نهر الأبلة من موضع الاجانة إلى البصرة.
وكان شرب الناس قبل ذلك من مكان يقال له دير قاووس، فوهته في دجلة، فوق الأبلة بأربعة فراسخ يجرى في سباخ، لا عمارة على حافاته.
وكانت الأرواح تدفنه.
قال: ولما حفر زياد فيض البصرة بعد فراغه من إصلاح نهر الأبلة قدم ابن عامر من خراسان فلامه وقال: أردت أن تذهب بشهرة هذا النهر وذكره.
فتباعد ما بينهما وبين أهلهما بذلك السبب.
885- وقال أبو عبيدة كان احتفاره الفيض من لدن دار فيل مولى زياد وحاجبه إلى موضع الجسر.
886- وروى محمد بن سعد، عن الواقدي وغيره أن عمر بن الخطاب أمر أبا موسى بحفر النهر الآخر، وأن يجريه على يد معقل بن يسار المزني، فنسب إليه.
887- وقال الواقدي: توفي معقل بالبصرة في ولاية عبيد الله بن زياد البصرة لمعاوية.
888- وقال الوليد بن هشام القحذمي وعلي بن محمد بن أبي سيف المدائني: كلم المنذر بن الجاورد العبدي معاوية بن أبي سفيان في حفر نهر ثار.
فكتب إلى زياد فحفر نهر معقل.
فقال قوم: جرى على يد معقل بن يسار.
فنسب إليه.
889- وقال آخرون: بل أجراه زياد على يد عبد الرحمن بن أبي بكرة أو غيره.
فلما فرغ منه وأرادوا فتحه بعث زياد معقل بن يسار ففتحه تبركا به، لأنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال الناس: نهر معقل.
فذكر القحذمي أن زيادا أعطى رجلا ألف درهم وقال له: أبلغ دجلة وسل عن صاحب هذا النهر من هو؟ فإن قال لك رجل إنه نهر زياد فأعطه الالف، فبلغ دجلة ثم رجع فقال: ما لقيت أحدا إلا يقول نهر معقل.
فقال زياد: {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء}.
890- قالوا ونهر دبيس نسب إلى رجل قصار يقال له دبيس كان يقصر الثياب عليه.
وبثق الحيرى نسب إلى نبطى من أهل الحيرة، ويقال كان مولى لزياد.
891- قالوا: وكان زياد لما بلغ بنهر معقل قبته التي يعرض فيها الجند رده إلى مستقبل الجنوب حتى أخرجه إلى أصحاب الصدقة بالجبل.
فسمى ذلك العطف نهر دبيس.
وحفر عبد الله بن عامر نهره الذي عند دار فيل.
وهو الذي يعرف بنهر الأساورة.
وقال بعضهم: الأساورة حفروه.
ونهر عمرو نسب إلى عمرو بن عتبة بن أبي سفيان ونهر أم حبيب نسب إلى أم حبيب بنت زياد.
وكان عليه قصر كثير الأبواب فسمى الهزاردر.
892- وقال علي بن محمد المدائني: تزوج شيرويه الاسوارى مرجانة أم عبيد الله بن زياد.
فبنى لها قصرا فيه أبواب كثيرة، فسمى هزاردر.
وقال أبو الحسن: قال قوم: سمى هزاردر لأن شيرويه اتخذ في قصره ألف باب.
وقال بعضهم: نزل ذلك الموضع ألف أسوار في ألف بيت، أنزلهم كسرى فقيل هزاردر.
ونسب نهر حرب إلى حرب بن سلم بن زياد.
وكان عبد الأعلي بن عبد الله بن عبد الله بن عامر ادعى أن الأرض التي كانت عليه كانت لابن عامر، وخاصم فيها حربا.
فلما توجه القضاء لعبد الأعلى أتاه حرب فقال له: خاصمتك في هذا النهر، وقد ندمت على ذلك.
وأنت شيخ العشيرة وسيدها، فهو لك.
فقال عبد الأعلي بن عبد الله: بل هو لك.
فانصرف حرب، فلما كان العشى جاء موالى عبد الأعلى ونصحاؤه فقالوا: والله ما أتاك حرب حتى توجه لك القضاء عليه.
فقال: والله لا رجعت فيما جعلت له أبدا.
والنهر المعروف بيزيدان نسب إلى يزيد بن عمر الاسيد صاحب شرطة عدي بن أرطاة.
وكان رجل أهل البصرة في زمانه.
893- وقالوا: أقطع عبد الله بن عامر بن كريز، عبد الله بن عمير بن عمرو بن مالك الليثي وهو أخوه لامه دجاجة بنت أسماء بن الصلت السلمية ثمانية آلاف جريب.
فحفر لها النهر الذي يعرف بنهر ابن عمير.
894- قالوا: وكان عبد الله بن عامر حفر نهر أم عبد الله دجاجة، وتولاه غيلان بن خرشة الضبي.
وهو النهر الذي قال حارثه بن بدر الغدانى لعبد الله بن عامر، وقد سايره: لم أر أعظم بركة من هذا النهر.
يستقى منه الضعفاء من أبواب دورهم، ويأتيهم منافعهم فيه إلى منازلهم، وهو مغيض لمياههم.
ثم إنه ساير زيادا بعد ذلك في ولايته فقال: ما رأيت نهرا شرا منه، ينز منه دورهم، ويبعضون له في منازلهم، ويغرق فيه صبيانهم.
وروى قوم أن غيلان بن خرشة القائل.
وهذا والأول أثبت.
ونهر سلم نسب إلى سلم بن زياد بن أبي سفيان.
وكان عبد الله بن عامر حفر نهرا تولاه نافذ مولاه، فغلب عليه فقيل نهر نافذ.
وهو لآل الفضل بن عبد الرحمن بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب.
895- قال أبو اليقظان: أقطع عثمان بن عفان العباس بن ربيعة بن الحارث دارا بالبصرة، وأعطاه مائة ألف درهم.
وكان عبد الرحمن بن عباس يلقب رائض البغال لجودة ركوبه لها.
وتابعه الناس بعد هرب ابن الأشعث إلى سجستان، فهرب من الحجاج.
وطلحتان نهر طلحة بن أبي نافع مولى طلحة بن عبيد الله.
ونهر حميدة نسب إلى امرأة من آل عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب ابن عبد شمس يقال لها حميدة.
وهي امرأة عبد العزيز بن عبد الله بن عامر.
وخيرتان لخيرة بنت ضمرة القشيرية امرأة المهلب.
ولها مهلبان.
كان المهلب وهبه لها.
ويقال: بل كان لها فنسب إلى المهلب.
وهي أم أبي عيينة ابنه.
وجبيران لجبير بن حية.
وخلفان قطيعة عبد الله بن خلف الخزاعى أبى طلحة الطلحات.
طليقان لآل عمران بن حصين الخزاعي من ولد خالد بن طليق بن محمد ابن عمران.
وكان خالد ولي قضاء البصرة.
896- وقال القحذمي: نهر مرة لابن عامر، ولى حفره له مرة مولى أبي بكر الصديق فغلب على ذكره.
897- وقال أبو اليقظان وغيره: نسب نهر مرة إلى مرة بن أبي عثمان مولى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وكان سريا.
سأل عائشة أم المؤمنين أن تكتب له إلى زياد وتبدأ به في عنوان كتابها..فكتبت له إليه بالوصاية به وعنونته: إلى زياد بن أبي سفيان من عائشة أم المؤمنين.
فلما رأى زياد أنها قد كاتبته ونسبته إلى أبي سفيان سر بذلك وأكرم مرة وألطفه.
وقال للناس: هذا كتاب أم المؤمنين إلى فيه وعرضه عليهم ليقرؤا عنوانه.
ثم أقطعه مائة جريب على نهر الأبلة، وأمره فحفر لها نهرا، فنسب إليه.
وكان عثمان بن مرة من سراة أهل البصرة، وقد خرجت القطيعة من أيدي ولده وصارت لآل الصفاق بن حجر بن بجير العقوى من الأزد.
898- قالوا: ودرجاه جنك من أموال ثقيف، وإنما قيل له ذلك لمنازعات كانت فيه.
وجنك بالفارسية صخب.
أنسان نسب إلى أنس بن مالك في قطيعة من زياد.
نهر بشار نسب إلى بشار بن مسلم بن عمرو الباهلي أخي قتيبة.
وكان أهدى إلى الحجاج فرسا فسبق عليه.
فأقطعه سبعمائة جريب، ويقال أربعمائة جريب.
فحفر لها النهر.
ونهر فيروز نسب إلى فيروز حصين، ويقال إلى باشكار كان يقال له فيروز.
وقال القحذمي: نسب إلى فيروز مولى ربيعة بن كلدة الثقفي.
ونهر العلاء نسب إلى العلاء بن شريك الهذلي، أهدى إلى عبد الملك شيئا أعجبه فأقطعه مائة جريب.
ونهر ذراع نسب إلى ذراع النمري من ربيعة.
وهو أبو هارون بن ذراع.
ونهر حبيب نسب إلى حبيب بن شهاب الشامي، التاجر في قطيعة من زياد، ويقال من عثمان.
ونهر أبي بكرة نسب إلى أبي بكرة بن زياد.
899- وحدثني العقوى الدلال قال: كانت الجزيرة بين النهرين سبخة، فأقطعها معاوية بعض بنى إخوته.
فلما قدم الفتى لينظر إليها أمر زياد بالماء فأرسل فيها.
فقال الفتى: إنما أقطعنى أمير المؤمنين بطيحة لا حاجة لي فيها.
فابتاعها زياد منه بمائتي ألف درهم، وحفر أنهارها.
وأقطع منها روادان لرواد ابن أبي بكرة.
ونهر الراء صيدت فيه سمكة تسمى الراء فسمى بها.
وعليه أرض حمران الذي أقطعه إياها معاوية.
ونهر مكحول نسب إلى مكحول بن عبيد الله الاحمسي، وهو ابن عم شيبان صاحب مقبرة شيبان بن عبد الله، الذي كان على شرطة ابن زياد.
وكان مكحول يقول الشعر في الخيل، فكانت قطيعة من عبد الملك بن مروان.
900- وقال القحذمي: نهر مكحول نسب إلى مكحول بن عبد الله السعدى، وقال القحذمي: شط عثمان اشتراه عثمان بن أبي العاصي الثقفي من عثمان ابن عفان بمال له بالطائف.
ويقال إنه اشتراه بدار له بالمدينة فزادها عثمان بن عفان في المسجد.
وأقطع عثمان بن أبي العاصي أخاه حفص بن أبي العاصي حفصان.
وأقطع أبا أمية بن أبي العاصي أميتان.
وأقطع الحكم بن أبي العاصي حكمان.
وأقطع أخاه المغيرة مغيرتان.
قال: فكان نهر الارحاء لأبي عمرو بن أبي العاصي الثقفي.
901- وقال المدائني: أقطع زياد في الشط الجموم، وهي زيادان.
وقال لعبد الله بن عثمان: إني لا أنفذ إلا ما عمرتم.
وكان يقطع الرجل القطيعة ويدعه سنتين، فإن عمرها وإلا أخذها منه.
فكانت الجموم لأبي بكرة ثم صارت لعبد الرحمن بن أبي بكرة.
أزرقان نسب إلى الازرق بن مسلم، مولى بني حنيفة.
ونسب محمدان إلى محمد بن علي بن عثمان الحنفي.
زيادان نسب إلى زياد مولى بنى الهيثم، وهو جد مؤنس بن عمران بن جميع بن يسار، وجد عيسى بن عمر النحوي وحاجب بن عمر لأمهما.
ونهر أبي الخصيب نسب إلى أبي الخصيب مرزوق، مولى المنصور أمير المؤمنين.
ونهر الأمير بالبصرة حفره المنصور ثم وهبه لابنه جعفر.
فكان يقال نهر أمير المؤمنين، ثم قيل نهر الأمير، ثم ابتاعه الرشيد وأقطع منه وباع.
ونهر ربا للرشيد، نسب إلى سورجي.
والقرشي، كان عبيد الله بن عبد الأعلى الكريزي، وعبيد الله بن عمر ابن الحكم الثقفي واختصما فيه، ثم اصطلحا على أن أخذ كل واحد منهما نصفه.
فقيل القرشى والعربي.
والقندل خور من أخوار دجلة سده سليمان بن علي، وعليه قطيعة المنذر ابن الزبير بن العوام.
وفيه نهر النعمان بن المنذر صاحب الحيرة. أيام كسرى وكان هناك قصر للنعمان.
ونهر مقاتل نسب إلى مقاتل بن جارية بن قدامة السعدى. وعميران نسب إلى عبد الله بن عمير الليثي. وسيحان كان للبرامكة، وهم سموه سيحان. والجوبرة صيد فيها الجوبرة، فسميت بذلك.
حصينان لحصين بن أبي الحر العنبري.
عبيدلان لعبيد الله بن أبي بكرة.
عبيدان لعبيد بن كعب النميري.
منقذان لمنقذ بن علاج السلمي.
عبد الرحمانان كان لأبي بكرة بن زياد، فاشتراه أبو عبد الرحمن مولى هشام.
ونافعان لنافع بن الحارث الثقفي.
وأسلمان لاسلم بن زرعة الكلابي.
وحمرانان لحمران بن أبان مولى عثمان.
وقتيبتان لقتيبة بن مسلم.
وخشخشان لآل الخشخاش العنبري.
902- وقال القحذمي: نهر البنات بنات زياد، أقطع كل بنت ستين جريبا.
وكذلك كان يقطع العامة.
وقال: أمر زياد عبد الرحمن بن تبع الحميرى، وكان على قطائعه، أن يقطع نافع بن الحارث الثقفي ما مشى.
فمشى فانقطع شسعه، فجلس فقال: حسبك.
فقال: لو علمت لمشيت إلى الأبلة.
فقال: دعني حتى أرمى بن علي.
فرمى بها حتى بلغت الاجانة.
سعيدان لآل سعيد بن عبد الرحمن بن عباد بن أسيد.
وكانت سليمانان قطيعة لعبيد بن قسيط صاحب الطوف أيام الحجاج.
فرابط بها رجل من الزهاد يقال له سليمان بن جابر، فنسبت إليه.
وعمران لعمر بن عبد الله بن معمر التميمي.
وفيلان لفيل مولى زياد.
وخالدان نسب إلى خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أميه.
نهر يزيد الاباضي وهو يزيد بن عبد الله الحميرى.
المسمارية قطيعة مسمار مولى زياد.
وله بالكوفة ضيعة.
قال القحذمي: وكان بلال بن أبي بردة الذي فتق نهر معقل في فيض البصرة.
وكان قبل ذلك مكسورا يفيض إلى القبة التي كان زياد يعرض فيها الجند.
واحتفر بلال نهر بلال، وجعل على جنبتيه حوانيت، ونقل إليها السوق، وجعل ذلك ليزيد بن خالد القسرى.
903- قالوا: وحفر بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة المرغاب، وسماه باسم مرغاب مرو.
وكانت القطيعة التي فيها المرغاب لهلال بن أحوز المازني، أقطعه إياها يزيد بن عبد الملك، وهي ثمانية آلاف جريب.
فحفر بشير المرغاب والسواقى والمعترضات بالتغلب، وقال: هذه قطيعة لي.
وخاصمه حميري بن هلال، فكتب خالد بن عبد الله القسرى إلى مالك بن المنذر بن الجارود، وهو على أحداث البصرة: أن خل بين الحميرى وبين المرغاب، وأرضه.
وذلك أن بشيرا أشخص إلى خالد، فتظلم، فقبل قوله.
وكان عمرو بن يزيد الأسيدي يعنى بحميرى ويعينه.
فقال لمالك بن المنذر: أصلحك الله! ليس هذا خل إنما هو حل بين حميري وبين المرغاب.
قال: وكانت لصعصعة بن معاوية، عم الأحنف، قطيعة بحيال المرغاب، وإلى جنبها.
فجاء معاوية بن صعصعة بن معاوية معينا لحميري.
فقال بشير: هذا مسرح إبلنا وبقرنا وحميرنا ودوابنا وغنمنا.
فقال معاوية: أمن أجل ثلط بقرة عقفاء، وأتان وديق، تريد أن تغلبنا على حقنا؟ وجاء عبد الله بن أبي عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسيد فقال: أرضنا وقطيعتنا.
فقال له معاوية: أسمعت بالذى تخطى النار فدخل اللهب في استة؟ فأنت هو.
904- قالوا: وكانت سويدان لعبيد الله بن أبي بكرة قطيعة مبلغها أربعمائة جريب.
فوهبها لسويد بن منجوف السدوسي.
وذلك أن سويدا مرض، وعاده ابن أبي بكرة، فقال له: كيف تجدك؟ قال صالحا إن شئت.
قال: قد شئت فما ذاك؟ قال: إن أعطيتني مثل الذي أعطيت ابن معمر فليس على بأس.
فأعطاه سويدان فنسبت إليه.
905- قال المدائني: حفر يزيد بن المهلب نهر يزيد في قطيعة لعبيد الله بن أبي بكرة.
فقال لبشير بن عبيد الله: اكتب لي كتابا بأن هذا النهر في حقي.
قال: لا، ولئن عزلت لأخاصمنك.
جبران لآل كلثوم بن جبر.
نهر ابن أبي برذعة نسب إلى أبي برذعة بن عبيد الله بن أبي بكرة.
والمسرقانان قطيعة لآل أبي بكرة، وأصلها مائة جريب، فمساح المنصور ألف جريب.
فأقروا في أيدي آل أبي بكرة منها مائة، وقبضوا الباقي.
قطيعة هميان لهميان بن عدي السدوسى.
كثيرا لكثير بن سيار.
بلا لأن لبلال بن أبي بردة.
كانت القطيعة لعباد بن زيد فاشتراها.
شبلان لشبل بن عميرة بن يثربى الضبي.
نهر سلم نسب إلى سلم بن عبيد الله بن أبي بكرة النهر الرباحى نسب إلى رباح مولى آل جدعان سبخة عائشة إلى عائشة بنت عبد الله بن خلف الخزاعي.
906- قالوا: واحتفر كثير بن عبد الله السلمي، وهو أبو العاج عامل يوسف بن عمر الثقفي على البصرة، نهرا من نهر ابن عتبة إلى الخستل، فنسب إليه.
نهر أبي شداد نسب إلى أبي شداد مولى زياد.
بثق سيار لفيل مولى زياد، ولكن القيم عليه كان سيار مولى بنى عقيل فغلب عليه.
أرض الاصبهانيين شراء من بعض العرب.
وكان هؤلاء الأصبهانيون قوما أسلموا وهاجروا إلى البصرة.
ويقال إنهم كانوا من الأساورة الذين صاروا بالبصرة.
ودار ابن الأصبهاني بالبصرة نسبت إلى عبد الله بن الاصبهاني، وكان له أربعمائة مملوك، لقى المختار مع مصعب وهو على ميمنته.
907- حدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن بعض آل الاهتم قال: كتب يزيد بن عبد الملك إلى عمر بن هبيرة: انه ليست لامير المؤمنين بأرض العرب خرصة، فسر على القطائع فخذ فضولها لأمير المؤمنين.
فجعل عمر يأتي القطيعة فيسأل عنها، ثم يمسحها.
حتى وقف على أرض فقال: لمن هذه؟ فقال صاحبها: لي.
فقال: ومن أين هي لك؟ فقال:
ورثناهن عن أباء صدق ** ونورثها إذا متنا بنينا

قال: ثم إن الناس ضجوا من ذلك فأمسك.
قالوا: صلتان نسب إلى الصلت بن حريث الحنفي وقاسمان قطيعة القاسم بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، ورثه اياه أخوه عون ونهر خالدان الاجمة لآل خالد بن أسيد وآل أبي بكرة ونهر ماسوران كان فيه رجل شرير يسعى بالناس ويبحث عليهم فنسب النهر إليه.
والماسور بالفارسية الجرئ الشرير جبيران أيضا قطيعة جبير بن أبي زيد من بني عبدالدار.
معقلان قطيعة معقل بن يسار من زياد، وولده يقولون من عمر ولم يقطع عمر أحدا على النهرين.
جندلان لعبيد الله بن جندل الهلالي نهر التوت قطيعة عبد الله بن نافع بن الحارث الثقفي.
909- وقال القحذمي: كان نهر سليمان بن علي لحسان بن أبي حسان النبطي.
والنهر الغوثى كان عليه صاحب مسلحة يقال له غوث، فنسب إليه.
وقال بعضهم: جعل مغيثا للمرغاب فسمى الغوث.
ذات الحفافين على نهر معقل ودجلة، كانت لعبد الرحمن بن أبي بكرة، فاشتراها عربي التمار مولى أمة الله بنت أبي بكرة.
نهر أبى سبرة الهذلي قطيعة.
حربانان قطيعة حرب بن عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاصي.
قطيعة الحباب؟ حباب بن يزيد المجاشعى.
نهر جعفر كان لجعفر مولى سلم بن زياد، وكان خراجيا.
بثق شيرين نسب إلى شيرين امرأة كسرى بن هرمز.
910- وقال القحذمي والمدائني: كانت مهلبان التي تعرف في الديوان بقطيعة عمر بن هبيرة لعمر بن هبيرة.
أقطعه إياها يزيد بن عبد الملك حين قبض مال يزيد بن المهلب وإخوته، وولده.
وكانت للمغيرة بن المهلب، وفيها نهر كان زادان فروخ حفره، فعرف به.
وهي اليوم لآل سفيان بن معاوية ابن يزيد بن المهلب، رفع إلى أبي العباس أمير المؤمنين فيها فأقطعه إياها، فخاصمه آل المهلب في أمرها، فقال: كانت للمغيرة.
فقالوا: نجيز ذلك.
مات المغيرة بن المهلب قبل أبيه، فورثت ابنته النصف، فلك ميراثك من أمك.
ورجع الباقي إلى أبيه، فهو بين الورثة.
قال: وللمغيرة ابن؟ قالوا: ومالك ولابن المغيرة؟ أنت لا ترثه، إنما هو خالك.
فلم يعطهم شيئا، وهي ألف وخمسمائة جريب.
كوسجان نسب إلى عبد الله بن عمرو الثقفي الكوسج.
وقال المدائني: كانت كوسجان لأبي بكرة.
فخاصمه أخوه نافع، فخرجا إليها وكل واحد منهما يدعيها.
وخرج إليها عبد الله بن عمرو الكوسج.
فقال لهما: أراكما تختصمان فحكماني.
فحكماه.
فقال: قد حكمت بها لنفسي.
فسلماها له.
قال: ويقال إنه لم يكن للكوسج شرب.
فقال لأبي بكرة ونافع: اجعلا لي شربا بقدر وثبة.
فأجاباه إلى ذلك.
فيقال إنه وثب ثلاثين ذراعا.
911- قالوا: وبالفرات أرضون أسلم أهلها عليها حين دخلها المسلمون، وأرضون خرجت من أيدي أهلها إلى قوم مسلمين بهبات وغير ذلك من أسباب الملك، فصيرت عشرية وكانت خراجية.
فردها الحجاج إلى الخراج، ثم ردها عمر بن عبد العزيز إلى الصدقة، ثم ردها عمر بن هبيرة إلى الخراج.
فلما ولى هشام بن عبد الملك رد بعضها إلى الصدقة.
ثم إن المهدي أمير المؤمنين جعلها كلها من أراضي الصدقة.
وقال: جعفران كان لام جعفر بنت مجزأة بن ثور السدوسي امرأة أسلم صاحب أسلمان.
912- قال القحذمي: حدثني أرقم بن إبراهيم أنه نظر إلى حسان النبطي يشير من الجسر، ومعه عبد الأعلي بن عبد الله، بجوز كل شيء من حد نهر الفيض لولد هشام بن عبد الملك.
فلما بلغ دار عبد الأعلى رفع الذرع.
فلما كانت الدولة المباركة قبض ذلك أجمع، فوقف أبو جعفر الجبان، فيما وقف على أهل المدينة.
وأقطع المهدي العباسة ابنته امرأة محمد بن سليمان الشرقي عبادان قطيعة لخمران بن أبان مولى عثمان من عبد الملك بن مروان.
وبعضها فيما يقال من زياد.
وكان حمران من سبي عين التمر، يدعى أنه من النمر بن قاسط.
فقال الحجاج ذات يوم، وعنده عباد بن حصين الحبطي: ما يقول حمران؟ لئن انتمى إلى العرب ولم يقل إن أباه أبى وإنه مولى لعثمان لأضربن عنقه.
فخرج عباد من عند الحجاج مبادرا، فأخبر حمران بقوله.
فوهب له غربى النهر، وحبس الشرقي.
فنسب إلى عباد بن الحصين.
913- وقال هشام بن الكلبي: كان أول من رابط بعبادان عباد بن الحصين.
قال: وكان الربيع بن صبح الفقيه، وهو مولى بني سعد، جمع مالا من أهل البصرة، فحصن به عبادان ورابط فيها- والربيع يروى عن الحسن البصري، وكان خرج غازيا إلى الهند في البحر فمات، فدفن في جزيرة من الجزائر في سنة مائة وستين.
914- قال القحذمي: خالدان القصر، وخالدان هبساء، كانا لخالد ابن عبد الله بن خالد بن أسيد.
وخالدان ليزيد بن طلحة الحنفي، ويكنى أبا خالد.
قال: ونهر عدي كان خورا من نهر البصرة، حتى فتقه عدي بن أرطاة الفزاري عامل عمر بن عبد العزيز من بثق شيرين.
قال: وكان سليمان أقطع يزيد بن المهلب ما اعتمل من البطيحة.
فاعتمل الشرقي، والجبان، والخست، والريحيه، ومغيرتان، وغيرها، فصارت حوزا، فقبضها يزيد بن عبد الملك، ثم أقطعها هشام ولده، ثم حيزت بعده.
قال القحذمي: وكان الحجاج أقطع خيرة بنت ضمرة القشيرية امرأة المهلب عباسان.
فقبضها يزيد بن عبد الملك، فأقطعها العباس بن الوليد بن عبد الملك.
ثم قبضت، فأقطعها أبو العباس أمير المؤمنين سليمان بن علي.
قال: وكانت القاسمية مما نضب عنه الماء، فافتعل القاسم بن سليمان مولى زياد كتابا ادعى أنه من يزيد بن معاوية بإقطاعه إياها.
الخالدية لخالد بن صفوان بن الاهتم.
كانت للقاسم بن سليمان.
المالكية لمالك بن المنذر بن الجارود.
الحاتمية لحاتم بن قبيصة بن المهلب.
915- حدثني جماعة من أهل البصرة قالوا: كتب عدي بن أرطاة إلى عمر بن عبد العزيز، وأمر أهل البصرة أن يكتبوا في حفر نهر لهم.
فكتب إليه وكيع بن أبي سود التميمي: إنك إن لم تحفر لنا نهرا فما البصرة لنا بدار.
ويقال إن عديا التمس في ذلك الإضرار ببهز بن يزيد بن المهلب فنفعه.
قالوا: فكتب عمر يأذن له في حفر نهر. فحفر نهر عدي، وخرج الناس ينظرون إليه.
فحمل عدي الحسن البصري على حمار كان عليه وجعل يمشى.
916- قالوا: ولما قدم عبد الله بن عمر بن عبد العزيز عاملا على العراق من قبل يزيد بن الوليد أتاه أهل البصرة فشكوا إليه ملوحة مائهم، وحملوا إليه قارورتين في إحداهما ماء من ماء البصرة، وفى الأخرى ماء من ماء البطيحة.
فرأى بينهما فصلا.
فقالوا: إنك إن حفرت لنا نهرا شربنا من هذا العذب.
فكتب بذلك إلى يزيد.
فكتب إليه يزيد: إن بلغت نفقة هذا النهر خراج العراق ما كان في أيدينا، فأنفقه عليه.
فحفر النهر الذي يعرف بنهر ابن عمر.
وقال رجل ذات يوم في مجلس ابن عمر: والله إني أحسب نفقة هذا النهر تبلغ ثلاثمائة ألف أو أكثر.
فقال ابن عمر: لو بلغت خراج العراق لأنفقته عليه.
917- قالوا: وكانت الولاة والاشراف بالبصرة يستعذبون الماء من دجلة.
ويحتفرون الصهاريج.
وكان للحجاج بها صهريج معروف يجتمع فيه ماء المطر.
وكان لابن عامر وزياد وابن زياد صهاريج يبيحونها الناس.
918- قالوا: وبنى المنصور رحمه الله بالبصرة في دخلته الأولى قصره الذي عند الحبس الأكبر، وذلك في سنة اثنتين وأربعين ومائة.
وبنى في دخلته الثانية المصلى بالبصرة.
وقال القحذمي: الحبس الأكبر إسلامى.
قالوا: ووقف محمد بن سليمان بن علي ضيعة له على أحواض اتخذها بالبصرة، فغلتها تنفق على دواليبها وإبلها ومصلحتها.
919- وحدثني روح بن عبد المؤمن، عن عمه أبى هشام، عن أبيه قال: وفد أهل البصرة على ابن عمر بن عبد العزيز بواسط.
فسألوه حفر نهر لهم، فحفر لهم نهر ابن عمر.
وكان الماء الذي يأتي نزرا قليلا.
وكان عظم ماء البطيحة يذهب في نهر الدير.
فكان الناس يستعذبون من الأبلة، حتى قدم سليمان بن علي البصرة واتخذ المغيثة وعمل مسنياتها على البطيحة.
فحجز الماء عن نهر الدير وصرفه إلى نهر ابن عمر.
وأنفق على المغيثة ألف ألف درهم.
فقال: شكا أهل البصرة إلى سليمان ملوحة الماء وكثرة ما يأتيهم من ماء البحر.
فسكر القندل فعذب ماؤهم.
قال: واشترى سليمان بن علي موضع السجن من ماله في دار ابن زياد، فجعله سجنا، وحفر الحوض الذي في الدهناء، وهي رحبة بني هاشم.
920- وحدثني بعض أهل العلم بضياع البصرة قال: كان أهل الشعيبية من الفرات جعلوها لعلي بن أمير المؤمنين الرشيد في خلافه الرشيد، على أن يكونوا مزارعين له فيها، ويخفف مقاسمتهم.
فتكلم فيها فجعلت عشرية من الصدقة، وقاسم أهلها على ما رضوا به، وقام له بأمرها شعيب بن زياد الواسطي الذي لبعض ولده دار بواسط على دجلة، فنسبت إليه.
921- وحدثني عدة من البصريين منهم روح بن عبد المؤمن قالوا: لما اتخذ سليمان بن علي المغيثة أحب المنصور أن يستخرج ضيعة من البطيحة، فأمر باتخاذ السبيطية.
فكره سليمان بن علي وأهل البصرة ذلك، واجتمع أهل البصرة إلى باب عبد الله بن علي، وهو يومئذ عند أخيه سليمان هاربا من المنصور، فصاحوا: يا أمير المؤمنين! انزل إلينا نبايعك.
فكفهم سليمان وفرقهم، وأوفد إلى المنصور سوار بن عبد الله التميمي ثم العنزي، وداود بن أبي هند مولى بنى بشير، وسعيد بن أبي عروبة، واسم أبى عروبة بهران، فقدموا عليه ومعهم صورة البطيحة، فأخبروه أنهم يتخوفون أن يملح ماؤهم.
فقال: ما أراه كما ظنتم.
وأمر بالإمساك.
ثم إنه قدم البصرة فأمر باستخراج السبيطية فاستخرجت له.
فكانت منها أجمة لرجل من الدهاقين يقال له سبيط.
فحبس عنه الوكيل الذي قلد القيام بأمر الضيعة واستخراجها بعض ثمنها وضربه، فلم يزل على باب المنصور يطالب بما بقى له من ثمن أجمته، ويختلف في ذلك إلى ديوانه، حتى مات.
فنسبت الضيعة إليه بسبب أجمته، فقيل السبيطية.
922- وقالوا: قنطرة قرة بالبصرة نسبت إلى قرة بن حيان الباهلي، وكان عندها نهر قديم ثم اشترته أم عبد الله بن عامر فتصدقت به مغيضا لأهل البصرة.
وابتاع عبد الله بن عامر السوق فتصدق به.
923- قالوا: ومر عبيد الله بن زياد يوم نعى يزيد بن معاوية على نهر أم عبد الله، فإذا هو بنخل فأمر به فعقر، وهدم حمام حمران بن أبان، وموضعه اليوم يعمل فيه الرباب.
924- قالوا: ومسجد الحامرة نسب إلى قوم قدموا اليمامة عجم من عمان.
ثم صاروا منها إلى البصرة على حمير، فأقاموا بحضرة هذا المسجد.
وقال بعضهم: بنوه ثم جدد بعد.
925- وحدثني على الأثرم، عن أبى عبيدة، عن أبي عمرو بن العلاء قال: كان قيس بن مسعود الشيباني على الطف من قبل كسرى، فهو اتخذ المنجشانية على ستة أميال من البصرة.
وجرت على يد عضروط يقال له منجشان، فنسبت إليه.
قال: وفوق ذلك روضة الخيل كانت مهارته ترعى فيها.
926- وقال ابن الكلبي: نسب الماء الذي يعرف بالحوءب إلى الحوءب بنت كلب بن وبرة.
وكانت عند مر بن أد بن طابخة.
ونسب حمى ضريه إلى ضرية بنت ربيعة بن نزار، وهي أم حلوان بن عمران ابن الحاف بن قضاعة.
قالوا: نسب حلوان إلى حلوان هذا.