فصل: ذكر تمصير الكوفة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتوح البلدان (نسخة منقحة)



.ذكر تمصير الكوفة:

698- حدثني محمد بن سعد قال: حدثنا محمد بن عمر الواقدي، عن عبد الحميد بن جعفر وغيره ان عمر بن الخطاب كتب إلى سعد بن أبي وقاص يأمره أن يتخذ للمسلمين دار هجرة، وأن لا يجعل بينه وبينهم بحرا. فأتى الأنبار وأراد أن يتخذها منزلا.
فكثر على الناس الذباب، فتحول إلى موضع آخر فلم يصلح، فتحول إلى الكوفة فاختطها وأقطع الناس المنازل، وأنزل القبائل منازلهم، وبنى مسجدها وذلك في سنة سبع عشرة.
699- وحدثني علي بن المغيرة الأثرم قال: حدثني أبو عبيدة معمر بن المثنى، عن أشياخه، قال: وأخبرني هشام بن الكلبي، عن أبيه ومشايخ الكوفيين:
قالوا: لما فرغ سعد بن أبي وقاص من وقعة القادسية وجه إلى المدائن. فصالح أهل الرومية وبهرسير.
ثم افتتح المدائن وأخذ أسبانبر وكردبنداذ عنوة فأنزلها جنده فاحتووها. فكتب إلى سعد أن حولهم فحولهم إلى سوق حكمة. وبعضهم يقول حولهم إلى كويفة دون الكوفة.
وقال الأثرم: وقد قيل التكوف الاجتماع. وقيل أيضا إن المواضع المستديرة من الرمل تسمى كوفانى. وبعضهم يسمى الأرض التي فيها الحصباء مع الطين والرمل كوفة.
قالوا: فأصابهم البعوض، فكتب سعد إلى عمر يعلمه أن الناس قد بعضوا وتأذوا بذلك.
فكتب إليه عمر: إن العرب بمنزلة الابل لا يصلحها إلا ما يصلح الابل، فارتد لهم موضعا عدنا، ولا تجعل بينى وبينهم بحرا.
وولى الاختطاط للناس أبا الهياج الأسدي عمرو بن مالك بن جنادة.
ثم إن عبد المسيح بن بقيلة أتى سعدا وقال له: أدلك على أرض انحدرت عن الفلاة وارتفعت عن المباق.
فدله على موضع الكوفة اليوم. وكان يقال لها سورستان.
فلما انتهى إلى موضع مسجدها أمر رجلا فغلا بسهم قبل مهب القبلة فأعلم على موقعه، ثم غلا بسهم آخر قبل مهب الشمال وأعلم على موقعه، ثم غلا بسهم قبل مهب الجنوب وأعلم على موقعه، ثم غلا بسهم قبل مهب الصبا فأعلم على موقعه.
ثم وضع مسجدها ودار امارتها في مقام الغالى وما حوله، وأسهم لنزار وأهل اليمن بسهمين على أنه من خرج بسهمه أولا فله الجانب الايسر، وهو خيرهما.
فخرج سهم أهل اليمن فصارت خططهم في الجانب الشرقي، وصارت خطط نزار في الجانب الغربي من وراء تلك العلامات.
وترك ما دونها فمناء للمسجد ودار الإمارة. ثم إن المغيرة بن شعبة وسعه، وبناه زياد فأحكمه، وبنى دار الإمارة.
وكان زياد يقول: انفقت على كل أسطوانة من أساطين مسجد الكوفة ثمانى عشرة مائة.
وبنى فيها عمرو بن حريث المخزومي بناء.
وكان زياد يستخلفه على الكوفة إذا شخص إلى البصرة.
ثم بنى العمال فيها فضيقوا رحابها وأفنيتها.
قال: وصاحب زقاق عمرو بالكوفة بنو عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة.
700- وحدثني وهب بن بقية الواسطي قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن داود ابن أبي هند، عن الشعبي قال: كنا- يعنى أهل اليمن- اثني عشر ألفا.
وكانت نزار ثمانية آلاف. ألا ترى أنا أكثر أهل الكوفة، وخرج سهمنا بالناحية الشرقية فلذلك صارت خططنا بحيث هي.
701- وحدثني علي بن محمد المدائني، عن مسلمة بن محارب وغيره، قالوا: زاد المغيرة في مسجد الكوفة وبناه، ثم زاد فيه زياد.
وكان سبب إلقاء الحصى فيه وفى مسجد البصرة أن الناس كانوا يصلون فإذا رفعوا أيديهم وقد تربت، نفضوها.
فقال زياد: ما أخوفني أن يظن الناس على غابر الأيام أن نفض الأيدي سنة في الصلاة.
فزاد في المسجد ووسعه، وأمر بالحصى فجمع وألقى في صحن المسجد.
وكان الموكلون بجمعه يتعنتون الناس ويقولون لمن وظفوه عليه: إيتونا به على ما نريكم، وانتقوا منه ضروبا اختاروها.
فكانوا يطلبون ما أشبهها، فأصابوا مالا.
فقيل: حبذا الإمارة ولو على الحجارة.
وقال الأثرم، قال أبو عبيدة: إنما قيل ذلك لأن الحجاج بن عتيك الثقفي أو ابنه تولى قطع حجارة أساطين مسجد البصرة من جبل الأهواز، فظهر له مال، فقال الناس: حبذا الإمارة ولو على الحجارة.
وقال أبو عبيدة: وكان تكويف الكوفة في سنة ثمانية عشرة.
قال: وكان زياد اتخذ في مسجد الكوفة مقصورة ثم جددها خالد ابن عبد الله القسرى.
702- وحدثني حفص بن عمر العمرى قال: حدثني الهيثم بن عدي الطائى قال: أقام المسلمون بالمدائن واختطوها، وبنوا المساجد فيها.
ثم إن المسلمين استوخموها واستوبؤها، فكتب بذلك سعد بن أبي وقاص إلى عمر.
فكتب إليه عمر أن ينزلهم منزلا غربيا.
فارتاد كويفة ابن عمر.
فنظروا فإذا الماء محيط بها.
فخرجوا حتى أتوا موضع الكوفة اليوم فانتهوا إلى الظهر، وكان يدعى خد العذراء، ينبت الخزامى والاقحوان والشيح والقيصوم والشقائق، فاختطوها.
703- وحدثني شيخ من الكوفيين أن ما بين الكوفة والحيرة كان يسمى الملطاط.
قال: وكانت دار عبد الملك بن عمير للضيفان. أمر عمر أن يتخذ لمن يرد من الآفاق دارا، فكانوا ينزلونها.
704- وحدثني العباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن أبي مخنف، عن محمد بن إسحاق قال: اتخذ سعد بن أبي وقاص بابا مبوبا من خشب، وخص على قصره خصا من قصب.
فبعث عمر بن الخطاب محمد بن مسلمة الأنصاري حتى أحرق الباب والخص.
وأقام سعدا في مساجد الكوفة فلم يقل فيه إلا خير.
705- وحدثني العباس بن الوليد النرسي وإبراهيم العلاف البصري قالا: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة أن أهل الكوفة سعوا بسعد بن أبي وقاص إلى عمر وقالوا: إنه لا يحسن الصلاة.
فقال سعد: أما أنا فكنت أصلى بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أخرم عنها، أركد في الاوليين وأحذف في الاخريين. فقال عمر: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق.
فأرسل عمر رجالا يسألون عنه بالكوفة، فجعلوا لا يأتون مسجدا من مساجدها إلا قالوا خيرا وأثنوا معروفا، حتى أتوا مسجدا من مساجد بنى عبس، فقال رجل منهم يقال له أبو سعدة: أما إذا سألتمونا عنه فإنه كان لا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية.
قال: فقال سعد: اللهم إن كان كاذبا فأطل عمره وأدم فقره واعم بصره وعرضه للفتن.
قال عبد الملك: فأنا رأيته بعد يتعرض للاماء في السكك، فإذا قيل له: كيف أنت يا أبا سعدة؟ قال: كبير مفتون أصابتني دعوة سعد.
قال العباس النرسي في غير هذا الحديث: إن سعدا قال لأهل الكوفة: اللهم لا ترض عنهم أميرا ولا ترضهم بأمير.
706- وحدثني العباس النرسي قال: بلغني أن المختار بن أبي عبيد أو غيره قال: حب أهل الكوفة شرف وبغضهم تلف.
707- وحدثني الحسن بن عثمان الزيادي قال: حدثنا إسماعيل بن مجالد، عن أبيه، عن الشعبي أن عمرو بن معدي كرب الزبيدى وفد على عمر بن الخطاب بعد فتح القادسية، فسأله عن سعد وعن رضاء الناس عنه فقال: تركته يجمع لهم جمع الذره، ويشفق عليهم شفقة الأم البرة. أعرابي في نمرته، نبطى في جبايته. يقسم بالسوية، ويعدل في القضية، وينفذ بالسرية.
فقال عمر: كأنكما تقارضتما الثناء- وقد كان سعد كتب يثني على عمرو-.
قال: كلا يا أمير المؤمنين! ولكني أنبيت بما أعلم.
قال: يا عمرو! أخبرني عن الحرب.
قال: مرة المذاق، إذا قامت على ساق. من صبر فيها عرف، ومن ضعف عنها تلف.
قال: فأخبرني عن السلاح، قال: سل يا أمير المؤمنين عما شئت منه.
قال: الرمح.
قال: أخوك وربما خانك.
قال: فالسهام.
قال: رسل المنايا تخطي وتصيب.
قال: فالترس.
قال ذاك المجن عليه تدور الدوائر.
قال: فالدرع.
قال مشغلة للفارس متعبة للراجل، وإنها لحصن حصين.
قال: والسيف؟ قال: هناك ثكلتك أمك.
فقال عمر: بل ثكلتك أمك.
فقال عمرو: الحمى أضرعتنى إليك. قال: وعزل عمر سعدا وولى عمار بن ياسر. فشكوه وقالوا: ضعيف لا علم له بالسياسة. فعزله. وكانت ولايته الكوفة سنة وتسعة أشهر.
فقال عمر: من عذيري من أهل الكوفة! إن استعملت عليهم القوي فجروه، وإن وليت عليهم الضعيف حقروه.
ثم دعى المغيرة بن شعبة فقال: إن وليتك الكوفة أتعود إلى شيء مما قرفت به؟ فقال: لا. وكان المغيرة حيت فتحت القادسية صار إلى المدينة، فولاه عمر الكوفة، فلم يزل عليها حتى توفي عمر.
ثم إن عثمان ابن عفان ولاها سعدا، ثم عزله وولى الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو ابن أميه، فلما قدم عليه قال له سعد: إما أن تكون كست بعدي أو أكون حمقت بعدك.
ثم عزل الوليد وولى سعد بن العاصي بن سعيد ابن العاصي بن أمية.
708- وحدثني أبو مسعود الكوفي، عن بعض الكوفيين قال: سمعت مسعر بن كدام يحدث قال: كان مع رستم يوم القادسية أربعة آلاف يسمون جند شهانشاه.
فاستأمنوا على أن ينزلوا حيث أحبوا، ويحالفوا من أحبوا، ويفرض لهم في العطاء.
فأعطوا الذي سألوه.
وحالفوا زهرة ابن حوية السعدى من بني تميم، وأنزلهم سعد بحيث اختاروا، وفرض لهم في ألف ألف، وكان لهم نقيب منهم يقال له ديلم، فقيل حمراء ديلم.
ثم إن زيادا سير بعضهم إلى بلاد الشام بأمر معاوية، فهم بها يدعون الفرس.
وسيرا منهم قوما إلى البصرة فدخلوا في الأساورة الذين بها.
قال أبو مسعود: والعرب تسمى العجم الحمراء، ويقولون: جئت من حمراء ديلم، كقولهم جئت من جهينة وأشباه ذلك.
قال أبو مسعود: وسمعت من يذكر أن هؤلاء الأساورة كانوا مقيمين بإزاء الديلم، فلما غشيهم المسلمون بقزوين أسلموا على مثل ما أسلم عليه أساورة البصرة، وأتوا الكوفة فأقاموا بها.
709- وحدثني المدائني قال: كان أبرويز وجه إلى الديلم فأتى بأربعة آلاف.
وكانوا خدمه وخاصته، ثم كانوا على تلك المنزلة بعده وشهدوا القادسية مع رستم.
فلما قتل وانهزم المجوس اعتزلوا وقالوا: ما نحن كهؤلاء، ولا لنا ملجأ، وأثرنا عندهم غير جميل، والرأي لنا أن ندخل معهم في دينهم فنعز بهم. فاعتزلوا.
فقال سعد: ما لهؤلاء؟ فأتاهم المغيرة بن شعبة فسألهم عن أمرهم فأخبروه بخبرهم وقالوا: ندخل في دينكم.
فرجع إلى سعد فأخبره، فأمنهم فأسلموا، وشهدوا فتح المدائن مع سعد، وشهدوا فتح جلولاء، ثم تحولوا فنزلوا الكوفة مع المسلمين.
710- وقال هشام بن محمد بن السائب السكلبى: جبانة السبيع نسبت إلى ولد السبيع بن سبع بن صعب الهمداني.
وصحراء أثير نسبت إلى رجل من بني أسد يقال له أثير.
ودكان عبد الحميد نسب إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عامل عمر بن عبد العزيز على الكوفة.
وصحراء بنى قرار نسبت إلى بني قرار ابن ثعلبة بن مالك بن حرب بن طريف بن النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد ابن ربيعة بن نزار.
قال: وكانت دار الروميين مزبلة لأهل الكوفة تطرح فيها القمامات والكساحات، حتى استقطعها عنبسة بن سعيد بن العاصي من يزيد بن عبد الملك، فأقطعه إياها، فنقل ترابها بمائة ألف وخمسين ألف درهم.
710- وقال أبو مسعود: سوق يوسف بالحيرة نسب إلى يوسف بن عمر ابن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي ابن عم الحجاج بن يوسف بن الحكم ابن أبي عقيل، وهو عامل هشام على العراق.
711- وأخبرني أبو الحسن علي بن محمد وأبو مسعود قالا: حمام أعين نسب إلى أعين مولى سعد بن أبي وقاص.
وأعين هذا هو الذي أرسله الحجاج ابن يوسف إلى عبد الله بن الجارود العبدي من رستقاباذ حين خالف وتابعه الناس على إخراج الحجاج من العراق ومسألة عبد الملك تولية غيره، فقال له حين أدى الرسالة: لولا أنك رسول لقتلتك.
712- قال أبو مسعود: وسمعت أن الحمام قبله كان لرجل من العباد يقال له جابر أخو حيان الذي ذكره الاعشى، وهو صاحب مسناة جابر بالحيرة، فابتاعه من ورثته.
713- وقال ابن الكلبي: وبيعة بني مازن بالحيرة لقوم من الأزد من بنى عمرو بن مازن من الأزد، وهم من غسان. قال: وحمام عمر نسب إلى عمر بن سعد بن أبي وقاص.
714- قالوا: وشهارسوج بجيلة بالكوفة إنما نسب إلى بني بجلة، وهم ولد مالك بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور. وبجلة أمهم وهي غالبة على نسبهم. فغلط الناس فقالوا بجيلة. وجبانة عرزم نسبت إلى رجل يقال له عرزم كان يضرب فيها اللبن، ولبنها ردى فيه قصب وخزف، فربما وقع الحريق بها فاحترقت الحيطان.
715- وحدثني ابن عرفه قال: حدثني إسماعيل بن عليه، عن ابن عون أن إبراهيم النخعي أوصى أن لا يجعل في قبره لبن عرزمى. وقد قال بعض أهل الكوفة: إن عرزما هذا رجل من بنى نهد. وجبانة بشر نسبت إلى بشر بن ربيعة بن عمرو بن منارة بن قمير الخثعمي الذي يقول:
تحن بباب القادسية ناقتي ** وسعد بن وقاص على أمير

716- قال أبو مسعود: وكان بالكوفة موضع يعرف بعنترة الحجام. وكان أسود. فلما دخل أهل خراسان الكوفة كانوا يقولون: حجام عنترة. فبقى الناس على ذلك. وكذلك حجام فرج، وضحاك رواس، وبيطار حيان. ويقال: رستم، ويقال: صليب، وهو بالحيرة.
717- وقال هشام بن الكلبي: نسبت زرارة إلى زرارة بن يزيد ابن عمرو بن عدس، من بنى البكاء بن عامر بن صعصعة. وكانت منزله، وأخذها منه معاوية بن أبي سفيان. ثم أصفيت بعد حتى أقطعها محمد بن الأشعث ابن عقبة الخزاعى.
قال: ودار حكيم بالكوفة في أصحاب الانماط نسبت إلى حكيم بن سعد ابن ثور البكائى.
وقصر مقاتل بن حسان بن ثعلبة بن أوس بن إبراهيم بن أيوب بن محروق أحد بنى امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم.
قال: والسوادية بالكوفة نسبت إلى سواد بن زيد بن عدي ابن زيد الشاعر العبادي.
وجده حماد بن زيد بن أيوب بن محروق.
وقرية أبى صلابة التي على الفرات نسبت إلى صلابة بن مالك بن طارق ابن جبر بن همام العبدي.
وأقساس مالك نسبت إلى مالك بن قيس بن عبد هند بن لجم أحد بنى حذافة بن زهر بن إياد بن نزار.
ودير الأعور لرجل من إياد من بني أمية بن حذاقة، كان يسمى الأعور، وفيه يقول أبو دؤاد الايادي:
ودير يقول له الرائدو ** ن ويل أم دار الحذاقى دارا

ودير قرة نسب إلى قرة أحد بني أمية بن حذاقة، وإليهم ينسب دير السوا، والسوا العدل كانوا يأتونه فيتناصفون فيه. ويحلف بعضهم لبعض على الحقوق. وبعض الرواة يقول: السوا امرأة منهم. قال: ودير الجماجم لاياد، وكانت بينهم وبين بنى بهراء بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة وبين بنى القين بن جسر بن شيع الله بن وبرة بن تغلب بن حلوان ابن عمران بن الحاف حرب، فقتل فيها من إياد خلق، فلما انقضت الوقعة دفنوا قتلاهم عند الدير. وكان الناس بعد ذلك يحفرون، فخرج جماجم، فسمى دير الجماجم. هذه رواية الشرقي بن القطامى.
718- وقال محمد بن السائب الكلبي: كان مالك الرماح بن محرز الايادي قتل قوما من الفرس ونصب جماجمهم عند الدير، فسمى دير الجماجم.
ويقال إن دير كعب لاياد، ويقال لغيرهم. ودير هند لام عمرو بن هند، وهو عمرو بن المنذر بن ماء السماء. وأمه كندية.
ودار قمام بنت الحارث بن هانئ الكندي، وهي عند دار الأشعث ابن قيس.
قال: وبيعة بني عدي نسبت إلى بني عدي بن الذميل من لخم.
719- قالوا: وكانت طيزناباذ تدعى ضيزناباذ.
فغيروا اسمها.
وإنما نسبت إلى الضيزن بن معاوية بن العبيد السليحي.
واسم سليح عمر بن طريف ابن عمران بن الحاف بن قضاعة.
وربة الخضراء النضيرة بنت الضيزن.
وأم الضيزن جيهلة بنت تزيد بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
قال: والذي نسب إليه مسجد سماك بالكوفة سماك بن مخرمة بن حمين الأسدي من بنى الهالك بن عمرو بن أسد، وهو الذي يقول له الاخطل:
إن سماكا بنى مجدا لاسرته ** حتى الممات وفعل الخير يبتدر

قد كنت أحسبه قينا وأخبره ** فاليوم طير عن أثوابه الشرر

وكان الهالك أول من عمل الحديد، وكان ولده يعيرون بذلك، فقال سماك للاخطل: ويحك ما أعياك؟ أردت أن تمدحني فهجوتني.
وكان هرب من علي بن أبي طالب من الكوفة ونزل الرقة.
720- قال ابن الكلبي: بالكوفة محلة بني شيطان، وهو شيطان بن زهير بن شهاب بن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة من تميم.
وقال ابن الكلبي: موضع دار عيسى بن موسى التي يعرف بها اليوم كان للعلاء بن عبد الرحمن بن محرز بن حارثة بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف.
وكان العلاء على ربع الكوفة أيام ابن الزبير. وسكة ابن محرز تنسب إليه.
وبالكوفة سكة تنسب إلى عميرة بن شهاب بن محرز بن أبي شمر الكندي الذي كانت أخته عند عمر بن سعد بن أبي وقاص، فولدت له حفص بن عمر.
وصحراء شبث نسبت إلى شبث بن ربعي الرياحي من بني تميم.
721- قالوا: ودار حجير بالكوفة نسبت إلى حجير بن الجعد الجمحي.
وقال: بئر المبارك في مقبرة جعفى نسبت إلى المبارك بن عكرمة بن حميري الجعفي.
وكان يوسف بن عمر ولاه بعض السواد.
ورحى عمارة نسبت إلى عمارة بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو ابن أمية.
وقال جبانة سام نسبت إلى سالم بن عمار بن عبد الحارث أحد بنى دارم ابن نهار بن مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن.
وبنو مرة بن صعصعة ينسبون إلى أمهم سلول بنت ذهل بن شيبان.
722- قالوا: وصحراء البردخت نسبت إلى البردخت الشاعر الضبي، واسمه علي بن خالد.
723- قالوا: ومسجد بنى عنز نسب إلى بني عنز بن وائل بن قاسط.
ومسجد بنى جذيمة نسب إلى بني جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد.
ويقال إلى بني جذيمة بن رواحة العبسي، وفيه حوانيت الصيارفة.
قال: وبالكوفة مسجد نسب إلى بني المقاصف بن ذكوان بن زبينة ابن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان، ولم يبق منهم أحد.
قال: ومسجد بني بهدلة نسب إلى بني بهدلة بن المثل بن معاوية من كندة.
قال: وبئر الجعد بالكوفة نسب إلى الجعد مولى همدان.
قال: ودار أبي أرطاة نسبت إلى أرطاة بن مالك البجلي.
قال: ودار المقطع نسبت إلى المقطع بن سنين الكلبي ابن خالد بن مالك.
وله يقول ابن الرقاع:
على ذي منار تعرف العين شخصه ** كما يعرف الاضياف دار المقطع

قال: وقصر العدسيين في طرف الحيرة لبنى عمار بن عبد المسيح بن قيس ابن حرملة بن علقمة بن عدس الكلبي.
نسبوا إلى جدتهم عدسة بنت مالك ابن عوف الكلبي، وهي أم الرماح والمشظ ابني عامر المذمم.
724- وحدثني شيخ من أهل الحيرة قال: وجد في قراطيس هدم قصور الحيرة التي كانت لآل المنذر أن المسجد الجامع بالكوفة بنى ببعض نقض تلك القصور، وحسبت لأهل الحيرة قيمة ذلك من جزيتهم.
725- وحدثني أبو مسعود وغيره قال: كان خالد بن عبد الله بن أسد ابن كرز القسرى من بجيلة، بنى لامه بيعة هي اليوم سكة البريد بالكوفة.
وكانت أمه نصرانية.
قال: وبنى خالد حوانيت أنشأها وجعل سقوفها آزاجا معقودة بالآجر والجص.
وحفر خالد النهر الذي يعرف بالجامع.
واتخذ بالقرية قصرا يعرف بقصر خالد.
واتخذ أخوه أسد بن عبد الله القرية التي تعرف بسوق أسد.
وسوقها ونقل الناس إليها، فقيل سوق أسد.
وكان العبر الآخر ضيعة عتاب بن ورقاء الرياحي، وكان معسكره حين شخص إلى خراسان واليا عليها عند سوقه هذا.
726- قال أبو مسعود: وكان عمر بن هبيرة بن معية الفزاري أيام ولايته العراق أحدث قنطرة الكوفة، ثم أصلحها خالد بن عبد الله القسرى واستوثق منها.
وقد أصلحت بعد ذلك مرات.
قال: وقال بعض أشياخنا: كان أول من بناها رجل من العباد من جعفى في الجاهلية، ثم سقطت فاتخذ في موضعها جسر، ثم بناها في الإسلام زياد بن أبي سفيان، ثم ابن هبيرة، ثم خالد بن عبد الله، ثم يزيد ابن عمر بن هبيرة، ثم أصلحت بعد بني أمية مرات.
727- حدثني أبو مسعود وغيره قالوا: كان يزيد بن عمر بن هبيرة بنى مدينة بالكوفة على الفرات ونزلها ومنها شيء يسير لم يستتم.
فأتاه كتاب مروان يأمره باجتناب مجاورة أهل الكوفة فتركها.
وبنى القصر الذي يعرف بقصر ابن هبيرة بالقرب من جسر سورا.
فلما ظهر أمير المؤمنين أبو العباس نزل تلك المدينة واستتم مقاصير فيها، وأحدث فيها بناء، وسماها الهاشمية.
فكان الناس ينسبونها إلى ابن هبيرة على العادة، فقال: ما أرى ذكر ابن هبيرة يسقط عنها.
فرفضها وبنى بحيالها المدينة الهاشمية.
ثم اختار نزول الأنبار، فبنى بها مدينته المعروفة، فلما توفي دفن بها.
واستخلف أبو جعفر المنصور فنزل المدينة الهاشمية بالكوفة، واستتم شيئا كان بقى منها، وزاد فيها بناء وهيأها على ما أراد، ثم تحول منها إلى بغداذ.
فبنى مدينته، ومصر بغداد وسماها مدينة السلام، وأصلح سورها القديم الذي يبتدئ من دجلة وينتهى إلى الصراط.
وبالهاشمية حبس المنصور عبد الله بن حسن ابن حسن بن علي بن أبي طالب بسبب ابنيه محمد وإبراهيم، وبها قبره.
وبنى المنصور بالكوفة الرصافة، وأمر أبا الخصيب مرزوقا مولاه فبنى له القصر المعروف بأبي الخصيب على أساس قديم.
ويقال إن أبا الخصيب بناه لنفسه، فكان المنصور يزوره فيه.
وأما الخورنق فكان قديما فارسيا بناه النعمان بن امرئ القيس- وهو ابن الشقيقة بنت أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان- لبهرام جور بن يزدجرد ابن بهرام بن سابور ذي الاكتاف.
وكان بهرام جور في حجره.
والنعمان هذا الذي ترك ملكه وساح، فذكره عدي بن زيد العبادي في شعره.
فلما ظهرت الدولة المباركة أقطع الخورنق إبراهيم بن سلمة أحد الدعاة بخراسان، وهو جد عبد الرحمن بن إسحاق القاضى، كان بمدينة السلام في خلافة المأمون والمعتصم بالله رحمهما الله، وكان مولى للرباب.
وإبراهيم أحدث قبة الخورنق في خلافة أبى العباس، ولم تكن قبل ذلك.
728- وحدثني أبو مسعود الكوفي قال: حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي، عن مشايخ من أهل الكوفة أن المسلمين لما فتحوا المدائن أصابوا بها فيلا، وقد كانوا قتلوا ما لقيهم قبل ذلك من الفيلة.
فكتبوا فيه إلى عمر.
فكتب إليهم أن بيعوه إن وجدتم له مباعا.
فاشتراه رجل من أهل الحيرة، فكان عنده يريه الناس ويجلله ويطوف به في القرى، فمكث عنده حينا.
ثم إن أم أيوب بنت عمارة بن عقبة بن أبي معيط، امرأة المغيرة بن شعبة- وهي التي خلف عليها زياد بعده- أحبت النظر إليه، وهي تنزل دار أبيها.
فأتى به ووقف على باب المسجد الذي يدعى اليوم باب الفيل.
فجعلت تنظر إليه، ووهبت لصاحبه شيئا وصرفته، فلم يخط إلا خطا يسيرة حتى سقط ميتا. فسمى الباب باب الفيل.
وقد قيل إن الناظرة إليه امرأة الوليد بن عقبة بن أبي معيط.
وقيل إن ساحرا أرى الناس أنه أخرج من هذا الباب فيلا على حمار، وذلك باطل.
وقيل إن الاجانة التي في المسجد حملت على فيل وأدخلت من هذا الباب فسمى باب الفيل.
وقال بعضهم: إن فيلا لبعض الولاة اقتحم هذا الباب فنسب إليه.
والخبر الأول أثبت هذه الاخبار.
729- وحدثني أبو مسعود قال: جبانة ميمون بالكوفة نسبت إلى ميمون مولى محمد بن علي بن عبد الله، وهو أبو بشر بن ميمون صاحب الطاقات ببغداد، بالقرب من باب الشام.
وصحراء أم سلمة نسبت إلى أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم امرأة أبى العباس.
وحدثني أبو مسعود قال: أخذ المنصور أهل الكوفة بحفر خندقها، وألزم كل امرئ منهم للنفقة عليه أربعين درهما.
وكان ذاما لهم لميلهم إلى الطالبيين وإرجافهم بالسلطان.
730- وحدثنا الحسين بن الأسود قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن جابر، عن عامر قال: كتب عمر إلى أهل الكوفة: رأس العرب.
731- وحدثنا الحسين قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن نافع بن جبير بن مطعم قال قال عمر: بالكوفة وجوه الناس.
732- وحدثنا الحسين وابراهيم بن مسلم الخوارزمي قالا: حدثنا وكيع، عن يونس ابن أبي إسحاق، عن الشعبي قال: كتب عمر إلى أهل الكوفة: إلى رأس الإسلام.
733- وحدثنا الحسين بن الأسود قال: حدثنا وكيع، عن قيس بن الربيع، عن شمر بن عطية قال قال عمر، وذكر الكوفة فقال: هم رمح الله وكنز الايمان وجمجمة العرب، يحرسون ثغورهم ويمدون أهل الأمصار.
734- وحدثنا أبو نصر التمار قال: حدثنا شريك بن عبد الله بن أبي شريك العامري، عن جندب، عن سلمان قال: الكوفة قبة الإسلام، يأتي على الناس زمان لا يبقى مؤمن إلا وهو بها أو يهوى قلبه إليها.