فصل: (1/50) باب ما جاء في الخلوق

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار



.[1/50] باب ما جاء في الخلوق

220 - عن أنس قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتزعفر الرجل»، وفي أخرى «نهى عن التزعفر» يعني للرجال، أخرجه الجماعة، وقال الترمذي: ومعنى كراهية التزعفر للرجال: أن يتطيبوا به.
221 - وعن أنس «أن رجلًا دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه أثر صُفرة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلما يواجه رجلًا في وجهه بشيء يكرهه، فلما خرج، قال: لو أمرتم هذا أن يغسل عنه هذا؟» أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي، وفي إسناده مقال.
222 - وعن الوليد بن عقبة قال: «لمّا فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم، فيدعو لهم بالبركة، ويمسح رءوسهم، فجيء بي إليه وأنا مخلّق، فلم يمسني من أجل الخلوق» رواه أبو داود بإسناد ضعيف.
223 - وعن أبي هريرة قال: «جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعليه ردع من خلوق، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: اذهب فانهكه، ثم أتاه، فقال: اذهب فانهكه، ثم أتاه، فقال: اذهب فانهكه، ثم لا تعد» أخرجه النسائي.
224 - وأخرجه الترمذي من حديث يعلى بن مرة.
225 - وعن عمّار بن ياسر قال: «قدمت على أهلي من سفر قد تشققت يداي فخلقوني بزعفران، فغدوت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه، فلم يرد عليّ» زاد في رواية: «ولم يرحب بي، وقال: اذهب فاغسل عنك هذا، فذهبت فغسلته، ثم جئته وقد بقي عليّ منه ردع، فسلمت عليه فردّ عليّ ولم يُرحب بي، وقال: اذهب فاغسل هذا عنك، فذهبت فغسلته حتى أنقيته، فجئت فسلمت عليه، فرد عليّ السلام ورحب بي، وقال: إن الملائكة لا تحضر جنازة الكافر بخير، ولا المتضمخ بزعفران ولا الجنب» رواه أبو داود بإسناد ضعيف، وفي رواية له: «ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوق، والجنب إلا أن يتوضأ» وإسناده منقطع.
226 - وعن أبي موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يقبل الله صلاة رجل في جسده شيء من خلوق» رواه أبو داود بإسناد فيه مقال.
قوله: «الخلوق» بالخاء المعجمة ضرب من الطيب له لون أحمر أو أصفر.
قوله: «يستجمر» أي: يتبخر و«الألوة» العود، و«غير مطراة» أي: غير مخلوطة، و«الذكارة» الطيب الذي لا لون له.

.[1/51] باب ما جاء في الإطلاء بالنورة

227 - وعن أم سلمة «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا طلى بدأ بعورته فطلاها بالنورة، وسائر جسده أَهْلُهُ» رواه ابن ماجه، قال الحافظ ابن كثير في كتابه الذي ألفه في الحمام: إن إسناد هذا الحديث جيد، وقال في "المواهب": رجاله ثقات، وكذا في "الفتح"، وللحديث شواهد يتقوى بمجموعها للاحتجاج به.

.أبواب صفة الوضوء

.[1/52] باب وجوب النية

228 - عن عمر بن الخطاب قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه» رواه الجماعة.

.[1/53] باب التسمية في الوضوء

229 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» رواه أحمد وأبو داود والطبراني والحاكم، وقال: صحيح الإسناد، وليس كما قال، فإنه رواه عن يعقوب بن سلمة الليثي عن أبيه عن أبي هريرة، ويعقوب لم يسمع من أبيه، وأبوه لم يسمع من أبي هريرة، قاله البخاري.
230 - ولأحمد وابن ماجه من حديث أبي سعيد مثله وفي إسناده مقال.
231 - وعن رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب عن جدته عن أبيها سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» رواه الترمذي بإسناد ضعيف، واللفظ له وابن ماجه والبيهقي، وفي الباب أحاديث كثيرة في أسانيدها مقال، وقال البخاري: أحسن شيء في هذا الباب حديث رباح، يعني حديث سعيد بن زيد، وسئل إسحاق بن راهويه أي حديث أصح في التسمية؟ فذكر حديث أبي سعيد، قلت: وبمجموع الأحاديث يرتقي الحديث إلى درجة الحسن لغيره.
232 - ويشهد له حديث أبي هريرة عنه - صلى الله عليه وسلم -: «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أجذم» أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وأبو عوانة والدارقطني وابن حبان، وحسنه ابن الصلاح وغيره، وسيأتي في أبواب صلاة الجمعة، وقال ابن سيد الناس في "شرح الترمذي": لا يخلو هذا الباب من حسن صريح وصحيح غير صريح. انتهى. وقال المنذري: إن الأحاديث في هذا الباب تتعاضد بكثرة طرقها، وتكتسب قوة. انتهى.

.[1/54] باب ما جاء في غسل اليدين قبل المضمضة وتأكيده لنوم الليل

233 - عن أوس بن أوس الثقفي قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – توضأ فاستوكف ثلاثًا، أي: غسل كفيه» رواه أحمد والنسائي، ورجال إسناد النسائي ثقات إلا حميد بن مسعدة فهو صدوق.
234 - وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده حتى يغسلها ثلاثًا، فإنه لا يدري أين باتت يده» رواه الجماعة غير أن ذكر العدد ليس للبخاري، وفي لفظ للترمذي وابن ماجه: «إذا استيقظ أحدكم من الليل» وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
235 - وعن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا استيقظ أحدكم من منامه، فلا يُدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات، فإنه لا يدري أين باتت يده، أو أين طافت يده» رواه الدارقطني وحسنه.

.[1/55] باب المضمضة والاستنشاق

236 - عن عثمان بن عفان «أنه دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثلاث مرات فغسلها، ثم أدخل يمينه في الإناء فتمضمض واستنشق واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ويديه إلى المرفقين ثلاث مرات، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه ثلاث مرات إلى الكعبين، ثم قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قال: من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلّى ركعتين لا يُحدّث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه» متفق عليه.
237 - وعن علي رضي الله عنه «أنه دعا بوضوء فتمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى، ففعل هذا ثلاثًا، وقال: هذا طهور نبي الله - صلى الله عليه وسلم -» رواه أحمد والنسائي، والحديث إسناده لا بأس به.
238 - وعن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا توضأ أحدكم، فليجعل في أنفه ماء، ثم لينتثر» متفق عليه.
239 - وعنه قال: «أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بالمضمضة والاستنشاق» رواه الدارقطني، وقال: لم يسنده عن حماد غير هدبة، قلت: وهدبة ثقة أخرج له البخاري ومسلم، فزيادة الرفع منه مقبولة.
قوله: «استنثر» الاستنثار: إخراج الماء من الأنف بعد الاستنشاق.

.[1/56] باب ما جاء في الفصل بين المضمضة والاستنشاق وأنهما بغرفة واحدة

240 - عن طلحة بن مُصَرِّف عن أبيه عن جده، قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يَفْصل بين المضمضة والاستنشاق» أخرجه أبو داود بإسناد ضعيف.
241 - وعن علي رضي الله عنه في صفة الوضوء: «ثم تمضمضص واستنثر من الكف الذي يأخذ منه الماء» أخرجه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح.
242 - ولابن حبان والحاكم مثله من رواية ابن عباس، وقال: صحيح الإسناد على شرط الشيخين.
243 - وعن عبد الله بن زيد في صفة الوضوء: «ثم أدخل - صلى الله عليه وسلم - يده فمضمض واستنشق من كف واحدة يفعل ذلك ثلاثًا» متفق عليه، وفي لفظ للبخاري ومسلم من حديثه: «أنه - صلى الله عليه وسلم - أدخل يده في التور فمضمض وانتثر ثلاث مرات من غرفة واحدة»، وقد ورد ما يدل على أنها ثلاث غرفات من حديثه في لفظ للبخاري: «ثم أدخل يده في الإناء، فمضمض واستنشق ثلاث مرات من ثلاث غرفات» قلت: والظاهر جواز الصفتين.

.[1/57] باب ما جاء في تأخيرهما على غسل الوجه واليدين

244 - عن المقدام بن معد يكرب قال: «أُتِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوضوء، فتوضأ فَغَسَلَ كفيه ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل ذراعيه ثلاثًا ثلاثًا، ثم تمضمض واستنشق ثلاثًا ثلاثًا، ثم مسح برأسه وأذنيه ظَاهِرِهِمَا وَبَاطِنِهِمَا» رواه أبو داود وأحمد، وزاد «وغسل رجليه ثلاثًا ثلاثًا» وأخرجه الضياء في "المختارة"، وقال في شرح "المنتقى": إسناده صالح.
245 - وعن العباس بن يزيد عن سفيان بن عيينة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ بن عفراء قال: «أتيتها، فأخرجت إليّ إناءً، فقالت: في هذا كنتُ أُخرج الوَضُوء لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيبدأ فيغسل يديه قبل أن يدخلهما ثلاثاً، ثم يتوضأ فيغسل وجهه ثلاثًا، ثم تمضمض واستنشق ثلاثًا ثلاثًا، ثم يغسل يديه، ثم يمسح برأسه مُقبلًا ومُدبرًا، ثم يغسل رجليه» قال العباس بن يزيد: هذه المرأة التي حَدّثتْ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه بدأ بالوجه قبل المضمضة والاستنشاق، وقد حدث أهل بدر منهم عثمان وعلي، أنه بدأ بالمضمضة والاستنشاق قبل الوجه، والناس عليه. رواه الدارقطني، وفي إسناده مقال، وأخرجه أحمد وأبو داود، وفي إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل، وفيه مقال، وقال في "الميزان": حديثه في رتبة الحسن، وقال المنذري: وأخرجه الترمذي مختصرًا، وقال: هذا حديث حسن، وحديث عبد الله بن زيد أصح من هذا وأجود إسنادًا، وأخرجه ابن ماجه، وقال: حديث حسن. انتهى.

.[1/58] باب المبالغة في الاستنشاق والاستنثار وتأكيده عند القيام من النوم

246 - عن لَقِيْط بن صَبِرَة قال: «قلت: يا رسول الله! أخبرني عن الوضوء، قال: أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا» رواه الخمسة، وصححه الترمذي، وقال: إن البخاري صححه، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبغوي وابن سيد الناس في "شرح الترمذي"، وفي الباب أحاديث.
247 - وعن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «استنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثًا» رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم، وصححه ابن القطان والحاكم وابن الجارود.
248 - وعن عبد الله بن زيد «أنه - صلى الله عليه وسلم - تمضمض واستنشق من ثلاث غُرفات» رواه مسلم.
249 - وعن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا استيقظ أحدكم من منامه، فليستنثر ثلاث مرات، فإن الشيطان يبيت على خياشيمه» متفق عليه.

.[1/59] باب ما جاء في صفة الوضوء وخروج الخطايا من كل عضو

250 - عن عمرو بن عَبَسَة قال: «قلت: يا رسول الله! حدثني عن الوضوء، قال: ما منكم من رجل يقرب وَضُوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا فيه وخياشيمه مع الماء، ثم إذا غسل وجهه كما أمر الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح برأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء» أخرجه مسلم، ورواه أحمد وقال فيه: «ثم يمسح رأسه كما أمر الله، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين كما أمر الله».
251 - وعن ابن عباس: «أنه توضأ فغسل وجهه، فأخذ غرفة ماء فتمضمض واستنشق، ثم أخذ غرفة من ماء فجعل بها هكذا أضافها إلى يده الأخرى فغسل بها وجهه، ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليسرى، ثم مسح برأسه، ثم أخذ غرفة من ماء فرش بها على رجله اليمنى حتى غسلها، ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها رجله اليسرى، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ» رواه البخاري.
قوله: «خرت خطاياه» أي: سقطت.

.[1/60] باب ما جاء في تخليل اللحية

252 - عن عثمان «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخلل لحيته في الوضوء» رواه ابن ماجه والترمذي وصححه أيضًا ابن خزيمة، وقال البيهقي: قال البخاري: إنه حسن، وقال الترمذي: قال البخاري: إنه أصح شيء في الباب، وقال الحاكم: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان، وأخرجه أحمد والدارقطني والبزار والنسائي.
253 - وعن أنس: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا توضأ أخذ كفًا من ماء، فأدخله تحت حنكه، فخلل به لحيته، وقال: هكذا أمرني ربي عز وجل» رواه أبو داود، وفي إسناده مقال؛ لكن قد رُوي من طُرق كثيرة صحح بعضها الترمذي والحاكم وابن القطان، والباقية وإن كانت ضعيفة فبعضها يُقوي بعضًا.
254 - وأخرج لها شاهدًا أحمد والحاكم من حديث عائشة، قال الحافظ: وإسناده حسن.
قوله: «تحت حنكه» الحنك: باطن أعلى الفم الأسفل من طرف مقدم اللحيين.

.[1/61] باب ما جاء في تعاهد الماقين والناصية وغيرهما من غضون الوجه بزيادة ماء

255 - عن أبي أمامة أنه وصف وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى قال: «وكان يتعاهد الماقين» رواه أحمد، قال في "مجمع الزوائد": إسناده حسن.
256 - وعن ابن عباس: «أن عليًا قال: يابن عباس! ألا أتوضأ لك وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم -، قلت: بلى. فداك أبي وأمي، قال: فوضع إناء، فغسل يديه، ثم تمضمض واستنشق واستنثر، ثم أخذ بيديه فصك بهما وجهه وألقم إبهاميه ما أقبل من أذنيه، قال: ثم عاد في مثل ذلك ثلاثًا، ثم أخذ كفًا بيده اليمنى فأفرغها على ناصيته، ثم أرسلها تسيل على وجهه، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثًا، ثم يده الأخرى مثل ذلك، وذكر بقية الوضوء» رواه أحمد وأبو داود بنحوه، وقال المنذري: في هذا الحديث مقال، وقال الترمذي: سألت محمد بن إسماعيل عنه فضعفه، وقال: ما أدري ما هذا.
قوله: «الماقين» هما مخصر العينين.

.[1/62] باب ما جاء في غسل اليدين مع المرفقين وإطالة الغُرَّة

257 - عن عثمان أنه قال: «هلّم أتوضأ لكم وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فغسل وجهه ويديه حتى مس أطراف العضدين، ثم مسح برأسه، ثم أمرَّ بيديه على أذنيه ولحييه، ثم غسل رجليه» رواه الدارقطني، وفي إسناده محمد بن إسحاق وقد عنعن، وقال الحافظ: إسناده حسن.
258 - وعن أبي هريرة: «أنه توضأ فغسل وجهه فأسبغ الوضوء، ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد، ثم غسل يده اليسرى حتى أشرع في العضد، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى حتى أشرع في الساق، ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق، ثم قال: هكذا رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ، وقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء، من استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله» رواه مسلم.
قوله: «الغر المحجلون» الغرة: بياض في جبهة الفرس، والتحجيل: بياض في يدها ورجلها، شبه النور الذي يكون على مواضع الوضوء يوم القيامة بالغرة والتحجيل.

.[1/63] باب ما جاء في تحريك الخاتم وتخليل الأصابع والدلك

259 - عن أبي رافع: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا توضأ حرّك خاتمه» رواه ابن ماجه والدارقطني بإسناد ضعيف، وعلقه البخاري عن ابن سيرين، ووصله ابن أبي شيبة.
260 - وعن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا توضأت فخلل أصابع يديك ورجليك» رواه أحمد وابن ماجه والترمذي، وحسنه البخاري، وقال الترمذي: حسن غريب.
261 - وأخرجه من حديث عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا توضأت فخلل بين الأصابع» وقال: حديث حسن صحيح.
262 - وعن المُسْتَوْرِدِ بن شداد قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا توضأ خلل أصابع رجليه بخنصره» رواه الخمسة إلا أحمد وصححه ابن القطان.
263 - وقد تقدم في باب المبالغة في الاستنشاق حديث لقيط بن صبرة بلفظ: «أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع» وهو حديث صحيح، وفي الباب عدة أحاديث.
264 - وعن عبد الله بن زيد بن عاصم: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتي بثلثي مُد، فجعل يدلك ذراعيه» رواه أحمد وصححه ابن خزيمة، وفي رواية: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ فجعل يقول هكذا يدلك».

.[1/64] باب ما جاء في مسح الرأس كله والاكتفاء ببعضه مع التكميل على العمامة

265 - عن عبد الله بن زيد «أن رسول الله مسح رأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر، يبدأ بمقدم رأسه، ثم ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه» رواه الجماعة.
266 - وعن الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ عندها ومسح برأسه، فمسح الرأس كله من فوق الشعر كل ناحية بمنصب الشعر لا يحرك الشعر عن هيئته»رواه أحمد وأبو داود، وفي لفظ: «مسح برأسه مرتين، بدأ بمؤخره، ثم بمقدمه، وبأذنيه كلتيهما ظهورهما وبطونهما» رواه أبو داود والترمذي وحسنه.
267 - وعن أنس قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ وعليه عمامة قَطَريِّه، فأدخل يده تحت العمامة فمسح مقدم رأسه ولم ينقض العمامة» رواه أبو داود، وقال الحافظ: في إسناده نظر.
268 - وعن عمرو بن أُميَّة الضَّمُري قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يمسح على عمامته وخفيه» رواه أحمد والبخاري وابن ماجه.
269 - وعن بلال قال: «مسح النبي - صلى الله عليه وسلم - على الخفين والخمار» رواه الجماعة إلا البخاري وأبا داود، وفي رواية لأحمد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «امسحوا على الخفين والخمار».
270 - وعن المغيرة بن شعبة قال: «توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومسح على الخفين والعمامة» رواه الترمذي وصححه.
271 - وعنه: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ فمسح بناصيته وعلى العمامة والخفين» أخرجه أحمد ومسلم.
272 - وعن سلمان قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يمسح على خفيه وعلى خماره» أخرجه أحمد والترمذي في العلل بإبدال مكان «الخمار» «الناصية» بإسناد فيه مجهول.
273 - وعن ثوبان قال: «بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سريّة، فأصابهم البرد، فلما قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - شكوا إليه ما أصابهم من البرد، فأمرهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين» رواه أحمد وأبو داود، وفي إسناده مقال.
274 - وعنه قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ ومسح على الخفين والخمار» رواه أحمد والحاكم والطبراني، وفي الباب عدة أحاديث.
قوله: «قطرية» بكسر القاف، وسكون الطاء، وقيل: بفتحها، هي نوع من البرد منسوبة إلى قَطَر قرية قريب من عُمَان.
قوله: «الخِمار» بكسر الخاء المعجمة، المراد به ها هنا العمامة.
قوله: «العصائب» هي العمائم، و«التساخين» الخفاف.

.[1/65] باب ما جاء في مسح الرأس مرة واحدة

275 - عن أبي حيَّة قال: «رأيت عليًّا توضأ فغسل كفيه حتى أنقاهما، ثم مضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وذراعيه ثلاثًا، ومسح برأسه مرة واحدة، ثم غسل قدميه إلى الكعبين، ثم قال: أحببت أن أريكم كيف كان طهور النبي - صلى الله عليه وسلم -» رواه الترمذي وصححه.
276 - والطبراني بلفظ: «ومسح برأسه مرة واحدة» من حديث أنس، قال الحافظ: وإسناده صالح.
277 - وعن ابن عباس: أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ.. فذكر الحديث، وفيه: «مسح برأسه وأذنيه مسحة واحدة» رواه أحمد وأبو داود، وأعله الدارقطني، وتعقبه ابن القطان فقال: ما أعله به ليس بعلة، وإنه إما صحيح أو حسن.
278 - وعن عثمان: «أنه توضأ مثل ذلك، وقال: هكذا رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ» متفق عليه، وقد تقدم.
وقد وردت أحاديث تدل على تثليث مسح الرأس، قال في "فتح الباري": قد روى أبو داود من وجهين صحح أحدهما ابن خزيمة وغيره في حديث عثمان تثليث مسح الرأس والزيادة من الثقة مقبولة. انتهى. وأما صاحب "الهدي النبوي" فقرر عدم مشروعية تثليث مسح الرأس، وقال: الصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكرر مسح رأسه ولم يصح عنه خلافه البتَّة، وحديث عثمان الذي رواه أبو داود أنه مسح رأسه ثلاثًا، قال أبو داود: أحاديث عثمان الصحاح تدل على أن مسح الرأس مرة.
279 - وأخرج النسائي من حديث عبد الله بن زيد في صفة وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفيه: «ومسح رأسه مرتين» وإسناده صحيح، وكذا أخرجه البيهقي.
280 - وأخرجه أبو داود من حديث الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ وصححه الحاكم، وأخرجه الترمذي أيضًا، وقال: حديث حسن.