فصل: (38/10) باب ما جاء في الشعر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار



.[38/10] باب ما جاء في الشعر

6116 - عن أُبي بن كعب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن من الشعر حكمة» رواه البخاري وأبو داود.
6117 - وأخرجه الترمذي من حديث ابن مسعود.
6118 - ومن حديث ابن عباس بلفظ: «إن من الشعر حكمًا» وقال حديث حسن صحيح، ولأبي داود من حديث ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن من البيان سحرًا، وإن من الشعر حكمًا».
6119 - وأخرج البخاري من حديث ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن من البيان لسحرًا».
6120 - وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرًا» أخرجاه.
6121 - وعن عمرو بن الشريد عن أبيه قال: «ردفت النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا فقال: هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت؟ قلت: نعم، قال: هيه فأنشدته بيتًا، فقال: هيه، فأنشدته بيتًا، فقال: هيه، فأنشدته بيتًا، فقال: هيه حتى أنشدته مائة بيت» أخرجه مسلم.
6122 - وعن جابر بن سمرة قال: «جالست النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من مائة مرة، فكان أصحابه يتناشدون الشعر ويتذاكرون أشياء من أمر الجاهلية وهو ساكت وربما تبسم معهم» رواه الترمذي وقال: حديث صحيح غريب، وقد تقدم في أبواب المساجد.
6123 - وعن عبد الله بن عمرو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه، كما تتخلل البقرة» رواه الترمذي وحسنه وأخرجه أبو داود.

.[38/11] باب النهي عن الحسد

6124 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب» رواه أبو داود.
6125 - وابن ماجه والبيهقي من حديث أنس.
6126 - وعنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره، ثلاث مرات بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» رواه مسلم وللبخاري نحوه.
6127 - وعنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد» رواه ابن حبان في "صحيحه".
6128 - وعن ضمرة بن ثعلبة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا» رواه الطبراني ورواته ثقات.
قوله: «الحسد» هو تمني زوال نعمة المحسود وانتقالها إلى الحاسد.

.[38/12] باب لا حسد إلا في اثنتين

6129 - عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها الناس» أخرجاه.
6130 - وعن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب، فقام به آناء الليل والنهار، ورجل أعطاه الله مالًا فتصدق به آناء الليل والنهار» أخرجاه.
6131 - وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل والنهار فسمعه جار له، فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثلما يعمل، ورجل آتاه الله مالًا فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثلما عمل» رواه البخاري، وقد حمل الحسد هنا على الغبطة وهي تمني مثلما للمحسود كما هو الظاهر من قوله: «ليتني أوتيت مثلما أوتي فلان».

.[38/13] باب تحريم الرياء والكبر

6132 - عن محمود بن لبيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء» رواه أحمد بسندٍ حسن، وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"، وقال المنذري أخرجه أحمد بإسناد جيد.
6133 - وعن معاذ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اليسير من الريا شرك» رواه ابن ماجه والحاكم وصححه وهو كما قال.
6134 - وعن أبي هريرة قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «قال الله أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك فيه غيري تركته وشركه» رواه مسلم، ولابن ماجة: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك فيه فأنا بريء منه وهو للذي أشرك» وإسناده صحيح وصححه ابن خزيمة
6135 - وعن أبي أمامة قال: «جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! أرأيت رجلًا غزى يلتمس الأجر والذكر، ما له؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا شيء له إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا وابتغي به وجه الله» رواه أبو داود والنسائي بإسناد جيد.
6136 - وعن أبي هريرة قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن أول الناس يوم القيامة رجل يقضى عليه: رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال: ما عملت فيها؟ فقال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت ليقال فلان جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار» رواه مسلم، وفيه مثل ذلك في العالم والمتصدق وقارئ القرآن، وقد تقدم في كتاب الجهاد.
6137 - وعن عياض بن حمار قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد» رواه مسلم وأبو داود.
6138 - وعن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من مات وهو بريء من الكبر والغلول والدَّين دخل الجنة» رواه الترمذي واللفظ له، وأخرجه النسائي وابن حبان في "صحيحه" والحاكم وقال: صحيح على شرطهما.
6139 - وعن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يقول الله عز وجل: العز إزاري والكبرياء ردائي، فمن نازعني من واحد منهما عذبته» رواه مسلم.
6140 - وابن حبان في "صحيحه" من حديث أبي هريرة وحده.
6141 - وعن جارية بن وهب قال: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر» أخرجاه.
6142 - وعن عبد الله بن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنًا، قال: إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر حق، وغمط الناس» رواه مسلم والترمذي، وفي رواية لمسلم والترمذي: «لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبر» وأخرج هذه الرواية أبو داود، وقال الترمذي: قال بعض أهل العلم في تفسير هذا الحديث لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان: إنما معناه لا يخلد في النار، وهكذا روي عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان» وقد فسر غير واحد هذه الآية: {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} [آل عمران:192] قالوا: من تخلده في النار فقد أخزيته. انتهى بلفظه.
6143 - وعن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال «يقولون لي: فيَّ التيه، ولقد ركبت الحمار، ولبست الشملة، وقد حلبت الشاة، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من فعل هذا فليس فيه من الكبر شيء» رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب.
قوله: «جريء» بفتح الجيم، أي: شجاع.
قوله: «عتل» العتل بضم العين، والتاء وتشديد اللام هو الغليظ الجافي و«الجواظ» بفتح الجيم، وتشديد الواو المعجمة هو الجموح المنوع، وقيل الضخم المختال في مشيته.
قوله: «بطر» بفتح الباء الموحدة والطاء االمهملة هو دفعه ورده «وغمط الناس» بالغين المعجمة وسكون الميم والطاء المهملة هو احتقارهم، وازدراؤهم، وفي الترمذي «غمص الناس» آخره صاد مهملة.

.[38/14] باب النهي عن الافتخار بالأنساب

6144 - عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم في جهنم أو ليكونوا أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرا بأنفه، إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي، الناس بنو آدم وآدم خلق من تراب» رواه أبو داود والترمذي واللفظ له، وقال: حديث حسن.
6145 - وعن عقبة بن عامر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن أنسابكم هذه ليست بسباب على أحد، وإنما أنتم ولد آدم ليس لأحد فضل على أحد إلا بالدين، أو عمل صالح» رواه أحمد والبيهقي كلاهما من رواية ابن لهيعة.
6146 - وعن أبي ذر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: «انظر فإنك لست بخير من أحمر، وأسود إلا أن تفضله بتقوى» رواه أحمد، قال المنذري: ورواته ثقات، وقد أعل بالانقطاع.
قوله: «الجعل» بالجيم دويبة أرضية «تدهده» أي تدحرج وزنًا ومعنًا، و«العبية» بضم العين المهملة، وكسرها، وتشديد الباء الموحدة وكسرها بعدها مثناة تحتية مشددة هو الكبر والفخر والنخوة.

.[38/15] باب ما جاء من التشديد في الكذب وخلف الوعد

6147 - عن الحسن بن علي قال: حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة» رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

6148 - وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا» أخرجاه ورواه أبو داود والترمذي وصححه واللفظ له.
6149 - وعن أبي أمامة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب، وإن كان مازحًا» رواه البيهقي، قال المنذري: بإسناد حسن، وأخرجه الترمذي وحسنه.
6150 - وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم، ويلٌ له ثم ويلٌ له» قال في "بلوغ المرام": أخرجه الثلاثة وإسناده قوي. انتهى. وقال الترمذي حديث حسن.
6151 - وعن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «رأيت الليلة رجلين أتياني فقالا الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يكذب الكذبة تحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به إلى يوم القيامة» رواه البخاري هكذا مختصرًا في كتاب الأدب من "صحيحه"، وقدمه بطوله في ترك الصلاة.
6152 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان» أخرجاه وزاد مسلم في رواية: «وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم».
6153 - وعن عبد الله بن عمرو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منها كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر» أخرجاه.
6154 - وعن سعد بن أبي وقاص أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب» رواه البزار وأبو يعلى ورواته رواة الصحيح، وذكر الدارقطني في العلل مرفوعًا، وقال: الموقوف أشبه بالصواب.
6155 - وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" من حديث ابن عمر بلفظ «يطبع المؤمن على كل خلق ليس الخيانة والكذب».
6156 - وعن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا أيها الناس ما حملكم أن تتايعوا على الكذب كتتايع الفراش في النار الكذب كله على ابن آدم حرام إلا في ثلاث خصال: رجل كذب على امرأته ليرضيها، ورجل كذب في الحرب فإن الحرب خدعة، ورجل كذب بين المسلمين ليصلح بينهم» رواه الترمذي وقال: حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث ابن خثيم. انتهى، والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وفيما ذكر كفاية لمن له من الله بعض هداية، وحديث أسماء قد تقدم في جواز الكذب في الحرب في كتاب الجهاد.
6157 - وعن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تماري أحدًا ولا تمازحه، ولا تعده موعدًا فتخلفه» رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب.

.[38/16] باب ما جاء في ذي الوجهين

6158 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون خيار الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهة، وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه» أخرجاه.
6159 - وعن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار» رواه أبو داود وابن حبان في "صحيحه".
6160 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن من شر الناس عند الله يوم القيامة ذا الوجهين» رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
6161 - وعنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أخبركم بخيركم من شركم؟ فقال رجل: بلى يا رسول الله أخبرنا بخيرنا من شرنا، قال: خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره» رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح وأخرجه أحمد وابن حبان في "صحيحه".

.[38/17] باب النهي عن التهاجر

6162 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقاطعوا ولا تدابروا، ولا تباغضوا ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث» رواه مالك والبخاري وأبو داود ومسلم مختصرًا، ورواه الطبراني وزاد فيه: «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام».
6163 - وعن أبي أيوب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» أخرجاه.
6164 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، من هجر فوق ثلاثٍ فمات دخل النار» رواه أبو داود والنسائي، قال المنذري: على شرط البخاري ومسلم.
6165 - وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «تعرض الأعمال في كل إثنين، وخميس فيغفر الله لكل امرئٍ لا يشرك بالله شيئًا إلا امرئٍ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: اتركوا هذين حتى يصطلحاء» رواه مسلم.

.[38/18] باب ما جاء في المدح

6166 - عن أبي بكرة قال: «أثنى رجل على رجل عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ويلك قطعت عنق صاحبك ثلاثًا، ثم قال: من كان منكم مادحًا أخاه لا محالة، فليقل: أحسب فلانًا ولا يزكي على الله أحدًا أحسبه كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك منه» أخرجاه وأبو داود وأحمد.
6167 - وعن أبي موسى «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلًا يثني على رجلٍ ويطريه في المدحة فقال: أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل» أخرجاه.
6168 - وعن عبد الله بن سخبرة، قال: «قام رجل يثني على بعض الخلفاء فجعل المقداد يحثي عليه التراب، فقال له: ما شأنك؟ فقال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نحثو في وجوه المداحين التراب» وفي رواية من حديث المقداد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب» رواه مسلم، وأخرج الترمذي الرواية الأولى، وقال: حسن صحيح ولأبي داود نحوه.
6169 - وعن أبي هريرة قال: «أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نحثو في أفواه المداحين التراب» رواه الترمذي، وقال حديث غريب.

.[38/19] باب ما جاء في الغضب

6170 - عن أبي هريرة قال: «يا رسول الله! أوصني، قال: لا تغضب، فردّد مرارًا قال: لا تغضب» رواه البخاري.
6171 - وعن حميد بن عبد الرحمن عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قال رجل: يا رسول الله! أوصني، قال: لا تغضب، قال: ففكرت حين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال، فإذا الغضب يجمع الشر كله» رواه أحمد برجالٍ محتج بهم في الصحيح.
6172 - وعن ابن عمرو «أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يباعدني من غضب الله؟ قال: لا تغضب» رواه أحمد وابن حبان في "صحيحه" إلا أنه قال: «ما يمنعني».
6173 - وعن أبي الدرداء قال: «قال رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: دلني على عملٍ يدخلني الجنة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تغضب ولك الجنة» رواه الطبراني بإسنادين أحدهما صحيح.
6174 - وعن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» أخرجاه.
6175 - وعن سليمان بن صرد قال: «استب رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه، فنظر إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» أخرجاه.
6176 - وعن ابن عباس «في قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [المؤمنون:96] قال: الصبر عند الغضب، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا عصمهم الله وخضع لهم عدوهم» رواه البخاري تعليقًا.
6177 - وعن أنس قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كفّ غضبه كفّ الله عذابه» أخرجه الطبراني في "الأوسط".
6178 - وله شاهد من حديث ابن عمر عند ابن أبي الدنيا، قاله في "بلوغ المرام".

.[38/20] باب ما جاء في الظلم والتشديد فيه

6179 - عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الظلم ظلمات يوم القيامة» أخرجاه.
6180 - وعن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإنه كان أهلك من كان قبلكم» رواه مسلم.
6181 - وعن أبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا» رواه مسلم من حديث طويل وسيأتي قريبًا بطوله.
6182 - وعن معقل بن يسار يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما من عبدٍ يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة» أخرجاه.
6183 - وعن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه» رواه مسلم.
6184 - وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من جرّد ظهر مسلم بغير حق لقي الله، وهو عليه غضبان» رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بإسناد جيد.
6185 - وعن هشام بن حكيم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس في الدنيا» رواه مسلم.
6186 - وعن أبي موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته» أخرجاه والترمذي.

.[38/21] باب تجنب مواقف الظلم

6187 - عن خرشة بن الحارث وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يشهد أحدكم قتيلًا لعله أن يكون مظلومًا فيصيبه السخط» رواه أحمد واللفظ له، والطبراني وقال: «فعسى أن يقتل مظلومًا فينزل السخط عليه فيصيبه معهم» ورجالهما رجال الصحيح إلا ابن لهيعة.
6188 - وعن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يقفن أحدكم موقفًا يقتل فيه رجل ظلمًا، فإن اللعنة تنزل على من حضر حين لم يدفعوا عنه ولا يقفن أحدكم موقفًا يضرب فيه رجل ظلمًا، فإن اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه» رواه الطبراني والبيهقي بإسناد حسن.

.[38/22] باب في قبول دعوة المظلوم

6189 - عن ابن عباس «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث معاذًا إلى اليمن وقال له: اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» أخرجاه.
6190 - وعن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويقول الرب تعالى: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين» رواه أحمد والترمذي وحسنه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.
6191 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرًا ففجوره على نفسه» رواه أحمد، قال المنذري: بإسناد حسن.