فصل: (4) كتاب الجنائز

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار



.[3/310] باب الصلاة عند الزلازل والآيات وما يقول عند هبوب الرياح

2089 - عن ابن عباس: «أنه صلى في زلزلة ست ركعات وأربع سجدات، وقال: هكذا صلاة الآيات» رواه البيهقي.
2090 - وذكر الشافعي عن علي مثله دون آخره.
2091 - وعنه قال: «ما هبت ريح قط إلا جثى النبي - صلى الله عليه وسلم - على ركبته، وقال: اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابًا» رواه الشافعي والطبراني وفيه: «اللهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحًا».
2092 - وعن عائشة: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا عصفت الريح قال: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، وقال: «كان إذا رأى الريح».
2093 - وعن أبي بن كعب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقالوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها، وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها، وشر ما أمرت به» أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح.
2094 - عن أبي هريرة قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الريح من روح الله، وروح الله يأتي بالرحمة، ويأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها واسألوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها» أخرجه أبو داود والحاكم والبخاري في الأدب وأخرجه النسائي وابن ماجه وسكت عنه أبو داود والمنذري.
2095 - وعن ابن عمر: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك» أخرجه الترمذي وغَرَّبه، وعزاه في الجامع الصغير إلى أحمد والحاكم والترمذي.
2096 - وعن عائشة: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى شيئًا في أفق السماء ترك العمل وإن كان في صلاة خفف ثم يقول: اللهم إني أعوذ بك من شرها، فإن مطر قال: اللهم صيبًا هنيئًا» أخرجه أبو داود وابن ماجه وسكت عنه أبو داود والمنذري.

.[3/311] باب صلاة الاستسقاء

2097 - عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لم ينقص قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين، وشدة المؤنة، وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا» رواه ابن ماجه في كتاب الزهد مطولًا بإسناد ضعيف.
2098 - وعن عائشة قالت: «شكا الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يومًا يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر فكبر وحمد الله عز وجل، ثم قال: إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم، وقد أمركم عز وجل أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة:1-4] لا إله إلا الله يفعل الله ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغًا إلى حين، ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه، ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين فأنشأ الله تعالى سحابة فرعدت وبرقت وأمطرت بإذن الله تعالى فلم يأت سجدة حتى سالت السيول فلما رأى سرعتهم إلى الكِنّ ضحك حتى بدت نواجذه، فقال: أشهد أن الله على كل شيء قدير، وأني عبد الله ورسوله» رواه أبو داود وقال غريب وإسناده جيد، وأخرجه ابن حبان والحاكم وأبو عوانة وصححه ابن السكن.
قوله: «إبان زمانه» بكسر الهمزة بعدها موحدة مشددة، أي حينه.
قوله: «الكن» بكسر الكاف وتشديد النون أي البيوت.

.[3/312] باب صفة صلاة الاستسقاء وجوازها قبل الخطبة وبعدها

2099 - عن أبي هريرة قال: «خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يستسقي فصلى بنا ركعتين بلا أذان ولا إقامة، ثم خطبنا ودعا الله عز وجل وحول وجهه نحو القبلة رافعًا يديه ثم قلب رداءه فجعل الأيمن على الأيسر والأيسر على الأيمن» رواه أحمد وابن ماجه، قال في "التلخيص": حديث أبي هريرة «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى الاستسقاء فصلى ركعتين ثم خطب» رواه أحمد وابن ماجه وأبو عوانة والبيهقي أتم من هذا قال البيهقي: تفرد به النعمان بن راشد، وقال في الخلافيات: رواته ثقات، انتهى.
2100 - وعن عبد الله بن زيد قال: «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المصلى فاستسقى وحول رداءه حتى استقبل القبلة وبدأ بالصلاة قبل الخطبة ثم استقبل القبلة فدعا» رواه أحمد.
2101 - ولابن قتيبة من حديث أنس نحوه.
2102 - وعنه قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم خرج يستسقي قال: فحول إلى الناس ظهره واستقبل القبلة يدعو ثم حوّل رداءه ثم صلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة» رواه أحمد والبخاري وأبو داود والنسائي. ورواه مسلم ولم يذكر الجهر بالقراءة.
2103 - وقد تقدم في حديث عائشة ذكر الخطبة قبل الصلاة.
2104 - وعن ابن عباس قال: «خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - متواضعًا متبذلًا متخشعًا مترسِّلًا متضرعًا، فصلى ركعتين كما يصلي في العيد ثم يخطب خطبتكم هذه» رواه الخمسة وصححه الترمذي أبو عوانة وابن حبان، وفي رواية: «حتى أتى المصلى فرقى المنبر ولم يخطب كخطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير ثم صلى ركعتين» رواه أبو داود والنسائي والترمذي وصححه، ولم يذكر الترمذي «رقى المنبر» وأخرج الحديث الحاكم والدارقطني والبيهقي.
قوله: «متبذلًا» أي لابس ثياب البذلة تاركًا لثياب الزينة تواضعًا، «متخشعًا»: مظهر الخشوع، «متضرعًا» أي مظهر للضراعة وهي التذلل.

.[3/313] باب الاستسقاء بذوي الصلاح والاستغفار ورفع الأيدي بالدعاء وذكر أدعية مأثورة

2105 - عن أنس: «أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس ابن عبد المطلب، وقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون» رواه البخاري ودليل الاستغفار قوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [نوح:10-11].
2106 - وعنه قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، فكان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه» متفق عليه ولمسلم: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استسقى فأشار بظهر كفه إلى السماء» وقد وردت أحاديث في رفع اليدين عند الدعاء في غير الاستسقاء فيحمل النهي في حديث أنس على الرفع البالغ الذي يرى منه بياض الإبط.
2107 - وعنه قال: «جاء أعرابي يوم الجمعة فقال يا رسول الله! هلكت الماشية وهكلت العيال وهلك الناس، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه يدعو ورفع الناس أيديهم معه يدعون قال: فما خرجنا من المسجد حتى مطرنا» مختصر من البخاري.
2108 - وعن ابن عباس قال: «جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! قد جئتك من عند قوم ما يتردد لهم راع ولا يخطر لهم فحل، فصعد النبي - صلى الله عليه وسلم - المنبر فحمد الله ثم قال: اللهم اسقنا غيثًا مُغيثًا مُريئًا مُرِيعًا طبقًا غدقًا عاجلًا غير رائث، ثم نزل، فما يأتيه أحد من وجهة من الوجوه إلا قالوا قد أحيينا» رواه ابن ماجه ورجاله ثقات، وأخرجه أبو عوانة وسكت عنه في "التلخيص".
2109 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استسقى قال: اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحيي بلدك» رواه أبو داود متصلًا، ورواه مالك مرسلًا، ورجحه أبو حاتم.
2110 - وعن سعد: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعاء في الاستسقاء: اللهم جللنا سحابًا كثيفًا قصيفًا دلوقًا ضحوكًا تمطرنا منه رذاذًا قططًا سجلًا، ياذا الجلال والإكرام» رواه أبو عوانة في "صحيحه".
قوله: «مغيثًا» بضم الميم وكسر الغين المعجمة بعدها تحتية ساكنة ثم مثلثة، هو المنقذ من الشدة. و«مريئًا»: بالهمز هو المحمود العاقبة المنمى للحيوان، و«مريعًا» بضم الميم وفتحها وكسر الراء بعدها تحتية ساكنة وعين مهملة من المراعة وهي الخصب ويروى مربعًا بالباء الموحدة، أي منبتًا للربيع. وقوله: «طبقًا» أي عامًا، و«الغدق» الكثير، و«الرائث» المبطي، «وأحيينا» أمطرنا.
قوله: «جللنا» بالجيم من التجليل، أي تعميم الأرض، «وكثيفًا» بالكاف بعدها مثلثة ثم تحتية، أي متكاثفًا، متراكمًا «وقصيفًا» بالقاف المفتوحة والصاد المهملة فمثناة تحتية بعدها فاء، هو ما كان رعده شديد الصوت وهو من أمارة المطر، «ودلوقًا» بفتح الدال المهملة وضم اللام وسكون الواو بعدها قاف، يقال خيل دلوق، أي مندفعة شديدة الدفعة، ويقال: دلق السيل على القوم أي هجم، «وضحوك» بزنة فعول، أي ذات برق، و«الرذاذ»: المطر الخفيف المستمر، و«القطط»: فوق الرذاذ، و«سجلًا»: كثير الانصباب.

.[3/314] باب تحويل الإمام والناس أرديتهم في الدعاء وصفته ووقته

2111 - عن عبد الله بن زيد قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - حين استسقى أطال وأكثر المسألة قال: ثم تحول إلى القبلة وحول رداءه فقلبه ظهرًا لبطن وحول الناس معه» رواه أحمد قال في الإلمام: إسناده على شرط الشيخين، انتهى. وفي رواية: «خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا يستسقي فحول رداءه وجعل عطافه الأيمن على عاتقه الأيسر، وجعل عطافه الأيسر على عاتقه الأيمن، ثم دعا الله عز وجل» رواه أبو داود وفي رواية: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استسقى وعليه خميصة سوداء، فأراد أن يأخذ أسفلها فيجعله أعلاها فثقلت عليه فقلبها الأيمن على الأيسر والأيسر على الأيمن» رواه أحمد وأبو داود ورجال أبي داود رجال الصحيح وأصله في الصحيح.
2112 - وقد تقدم تحويل الرداء في حديث عبد الله بن زيد في الصحيح.

.[3/315] باب ما يقول وما يصنع إذا رأى المطر وما يقول إذا كثر جدًا

2113 - عن عائشة قالت: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى المطر قال: اللهم صيبًا نافعًا» رواه أحمد والبخاري.
2114 - وعن أنس قال: «أصابنا ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطر قال: فحسر ثوبه حتى أصابه من المطر فقلنا: لم صنعت هذا؟ قال: لأنه حديث عهد بربه» رواه أحمد ومسلم وأبو داود.
2115 - وعن المطلب بن حَنْطَب: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند المطر اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق، اللهم على الظراب ومنابت الشجر، اللهم حوالينا ولا علينا» رواه الشافعي في مسنده مرسلًا.
2116 - وعن شريك بن عبد الله بن عمر عن أنس: «أن رجلًا دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان نحو دار القضاء ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يخطب، فاستقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا ثم قال: يا رسول الله: هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغثنا، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه ثم قال: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، قال: فلا والله ما رأينا الشمس سبتًا، قال: ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يخطب، فاستقبله قائمًا، فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها، قال: فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب، وبطون الأودية ومنابت الشجر، قال: فانقلعت وخرجنا نمشي في الشمس، قال شريك: فسألت أنسًا أهو الرجل الأول؟ فقال: لا أدري» متفق عليه، وفي رواية لهما: «فقام ذلك الأعرابي أو غيره» وفي رواية للبخاري: «فأتى الرجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» وللحديث ألفاظ وروايات غير هذه.
«الظراب»: الجبل الصغير كما في "مختصر النهاية".

.[3/316] باب ما جاء أن البهائم تستسقي

2117 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «خرج نبي من الأنبياء يستسقي فرأى نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء، تقول: اللهم إنا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن سقياك، فقال: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم» رواه أحمد والدارقطني، وصححه الحاكم، وفي لفظ لأحمد: «خرج سليمان عليه السلام».

.[4] كتاب الجنائز

.[4/1] باب حب لقاء الله والمبادرة بالعمل الصالح

2118 - عن عائشة قالت: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله، كره الله لقاءه، فقلت: يا رسول الله! أكراهية الموت فكلنا نكره الموت؟ قال: ليس ذاك، ولكن المؤمن إذا بشر بوجه الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله فكره الله لقاءه» رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
2119 - وعن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «تحفة المؤمن الموت» رواه الطبراني بإسناد جيد.
2120 - وعن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بادروا بالأعمال سبعًا، هل تنتظرون إلا فقرًا مُنسيًا، أو غنىً مُطغيا، أو مرضًا مفسدًا، أو هرمًا مفندًا، أو موتًا مجهزًا، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة والساعة أدهى وأمر» رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب، وأخرجه الحاكم.

.[4/2] باب ما جاء في الإكثار من ذكر الموت والنهي عن تمنّيه لضر نزل به وما جاء أن المؤمن من يموت بعرق الجبين

2121 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أكثروا ذكر هاذم اللذات الموت» رواه أحمد والترمذي وحسَّنه والنسائي وابن ماجه، وصححه ابن حبان والحاكم وابن السكن وأعله الدارقطني بالإرسال.
2122 - وعن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يتمنينَّ أحدكم الموت لضرِّ نزل به، فإن كان لا بد متمنيًا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني ما كانت الوفاة خيرًا لي» متفق عليه.
2123 - وعن خبّاب: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا أو نهى أن نتمنى الموت» رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
2124 - وعن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يتمنينَّ أحدكم الموت إما محسنًا فلعلَّه يزداد، وإما مسيئًا فلعله يستعتب» رواه البخاري والنسائي. ولمسلم: «لا يتمنينّ أحدكم الموت، ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات انقطع أمله، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا».
2125 - وعن بريدة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «المؤمن من يموت بعرق الجبين» رواه الخمسة إلا أحمد وابن ماجه وصححه ابن حبان وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

.[4/3] باب عيادة المريض

2126 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس» متفق عليه.
2127 - وعن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في مخرفة الجنة حتى يرجع» رواه أحمد ومسلم والترمذي.
2128 - وعن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا عاد المسلم أخاه مشى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإن كان غداة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن كان مساءً صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح» رواه أحمد وابن ماجه وللترمذي وأبي داود ونحوه لفظ أبي داود عن على قال: «ما من رجل يعود مريضًا ممسيًا إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي، وكان له خريف في الجنة» وقال أبو داود: أسند هذا عن علي من غير وجه صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، انتهى. وقال الترمذي: إنه حسن غريب، وقال المنذري: رواه ابن حبان في "صحيحه" مرفوعًا ولفظه: «ما من مسلم يعود مسلمًا، إلا بعث الله له سبعين ألف ملك يصلون عليه في أي ساعات النهار حتى يصبح» ورواه الحاكم مرفوعًا بنحو الترمذي وقال: صحيح على شرطهما.
2129 - وعن زيد بن أرقم قال: «عادني النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجع كان بعيني» رواه أحمد وأبو داود والبخاري في "الأدب المفرد" وصححه الحاكم.
2130 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا جاء الرجل يعود مريضًا، فليقل: اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوًّا، أو يمشي لك إلى جنازة» رواه أبو داود وقال: قال ابن السرح: إلى صلاة، وسكت عنه أبو داود والمنذري.
2131 - وعن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من عاد مريضًا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه الله عز وجل من ذلك المرض» أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه، والنسائي وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري.
2132 - وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته، أو قال: على يده فسأله كيف هو، وتمام تحياتكم بينكم المصافحة» أخرجه الترمذي، وقال: إسناده ليس بذلك، وذكر السيوطي الحديث في تعقباته، وقال: أخرجه أحمد والترمذي والبيهقي في "الشعب" وذكر له شواهد.
2133 - ثم قال: وقد روي من حديث عائشة أخرجه أبو يعلى بسند رجاله موثقون.
2134 - وفي حديث عائشة بنت سعد بن مالك أن أباها قال: «جاءني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودني ووضع يده على جبهتي، ثم مسح صدري وبطني، وقال: اللهم اشف سعدًا، واتمم له هجرته» أخرجه أبو داود وفي رواية للبخاري: «ثم وضع يده على جبهتي، ثم مسح وجهي وبطني».
2135 - وعن أبي سعيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا دخلتم على مريض فنفسوا له من أجله، فإن ذلك يطيب نفسه» أخرجه الترمذي وضعفه.

.[4/4] باب عيادة أهل الكتاب

2136 - عن أنس: «أن غلامًا من اليهود كان يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فمرض، فأتاه يعوده وعرض عليه الإسلام فأسلم» وفي رواية: «فأتاه يعوده فقعد عند رأسه، فقال له: أسلم فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم، فأسلم فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار» أخرجه البخاري وأبو داود وفي رواية لأحمد: «أن غلامًا يهوديًا كان يضع للنبي - صلى الله عليه وسلم - وضوءه ويناوله نعليه فمرض» فذكر الحديث.

.[4/5] باب ما جاء فيمن كان آخر قوله لا إله إلا الله وتلقين المحتضر وتوجيهه القبلة وتغميض الميت والقراءة عنده

2137 - عن معاذ قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من كان آخر قوله لا إله إلا الله دخل الجنة» رواه أحمد وأبو داود والحاكم وفي إسناده صالح بن أبي عريب، قال في "التلخيص": وأعله بن القطان لصالح بن أبي عريب وأنه لا يعرف، وتعقب بأنه رواه عنه جماعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "الخلاصة": قال الحاكم: صحيح الإسناد، وخالف ابن القطان فأعله بما هو غلط منه كما أوضحته في الأصل.
2138 - وعن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة» أخرجه مسلم والبخاري في باب اللباس.
2139 - وفي "الترغيب والترهيب" من حديث أبي سعيد وأبي هريرة مرفوعًا: «من قال لا إله إلا الله في مرضه ثم مات لم تطعمه النار» رواه الترمذي وحسنه، والنسائي وابن ماجه وابن حبان في "صحيحه".
2140 - وعن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله» رواه الجماعة إلا البخاري.
2141 - وعن عبيد الله بن عمير وكانت له صحبة: «أن رجلًا قال: يا رسول الله! ما الكبائر؟ قال هي تسع: الشرك، والسحر، وقتل النفس، وأكل الربا وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات، وعقوق الوالدين، واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياءً وأمواتًا» رواه أبو داود والنسائي والحاكم في إسناده أيوب بن عقبة وهو ضعيف، وقد اختلف عليه فيه.
2142 - قال في "التلخيص": واستدل له أيضًا بما رواه الحاكم والبيهقي عن قتادة: «أن البراء بن معرور أوصى أن يوجه القبلة إذا احتضر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أصاب الفطرة».
2143 - وحديث البراء بن عازب: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن» وفيه: «فإن مت مت على الفطرة» رواه أحمد والبخاري وقد تقدم في الوضوء.
2144 - وعن شداد بن أوس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا حضرتكم موتاكم فأغمضوا البصر، فإن البصر يتبع الروح، وقولوا خيرًا فإنه يؤمن على ما قال أهل الميت» رواه أحمد وابن ماجه والحاكم والطبراني في "الأوسط" والبزار، وفي إسناده قَزَعَة بن سويد بفتح القاف والزاي والعين، قال أبو حاتم: محله الصدق ليس بذاك القوي.
2145 - وعن أم سلمة قالت: «دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه، ثم قال: إن الروح إذا قبض أتبعه البصر فصاح ناس من أهله، فقال: لا تدعوا إلا بخير، فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون، ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، وافسح له في قبره ونوِّر له فيه، واخلفه في عقبه» رواه مسلم.
2146 - وعن معقل بن يسار قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اقرءوا يس على موتاكم» رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد ولفظه: «يس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم» والحديث أخرجه النسائي وابن حبان وصححه والحاكم وصححه، وأعله ابن القطان بالاضطراب وغيره، وضعفه الدارقطني.