فصل: النوع الثامن والثلاثون: معرفة ما ورد بوجهين بحيث إذا قرأه الألثغ لا يعاب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المزهر في علوم اللغة ***


النوع السادس والثلاثون‏:‏ معرفة الآباء والأمهات والأبناء والبنات والأخوة والأخوات والأذواء والذوات

قد ألّف في هذا النوع جماعة؛ فمن المتقدمين أبو العباس محمد بن الحسن الأحول‏.‏

قال أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش‏:‏ ولا أعلم أحداً سبقَه إلى تأليف هذا الكتاب، وكتابُه خاصّ بالإربعة الأول، وألّف بابن السكيّت كتاب المثنى والمكنى والمبني والموخى، وما ضمّ إليه، فذكر في المكنى الآباء والأمهات والأبناء والبنات والأذواء والذوات؛ ولابن الأثير كتابٌ سمّاه المرصّع، وقد لخصتُه قديماً دون الأذواء والذوات في تأليف لطيف سميّته المنى في الكُنَى، وفي النوع ستة فصول‏:‏

الفصل الأول في الآباء

قال أبو العباس‏:‏ تقولُ العرب‏:‏ هذه نارُ أبي حُباجِبَ؛ وذكر خالد بن كلثوم أن أبا حُباحب رجلٌ بخيل كان يُخْفى نارَه خوفَ الأضياف؛ فضُربت به الأمثال‏.‏

وقال أبو عمر الجرمي‏:‏ هي النارُ التي لا يُنْتفع بها لشيءٍ مثل التي تخرج من حوافر الخيل‏.‏

وقال أبو الحسن عليّ بن سليمان الأخفش‏:‏ حدثت عن الأصمعي أنه كان يقول‏:‏ الحُباحب وأبو حُباحب‏:‏ دوّيبة تظهر ليلاً صغيرة تطير يخيّل إليك أنها نار‏.‏

قال الجرمي‏:‏ أبو جُخادِب‏:‏ الحرباء أو دابةً تشبهه‏.‏

قال أبو العباس‏:‏ وأبو ضَوْطَرى، وأبو حُباحب، وأبو جُخادب‏:‏ سبٌّ يُسَبُّ به الرجل، وأبو دِراص، وأبو لَيْلى لَمن يُحمّق، وإنما قالوا للمضعّف أبو ليلى، يريدون أنه أبو امرأة، وكذلك أبو دِراص، والِدَّرْص‏:‏ الفأرة؛ فكأنهم قالوا له‏:‏ أبو فأرة‏.‏

قال أبو العباس‏:‏ وأبو الحِسْل وأبو الحُصين فاشيةٌ عندهم، فالأوّل للّضبِّ، والحِسل ولده، وأبو الحصَيْن‏:‏ الثعلب، وأبو جَعْدة وأبو جُعادة‏:‏ الذئب، قال الشاعر‏:‏

هي الخمرُ حقّا وتُكْنَى الطِّلا *** كما الذئبُ يُكنَى أبا جَعْدَه

وأبو دِراس اسم للفرج مأخوذ من الدَّرْس وهو الحَيْض، وأبو البيت‏:‏ ربُّ البيت وصاحبُه، وأبو مَثْواك‏:‏ الذي تَنزل عليه، وأبو مالك‏:‏ السَّغب، وأبو مالك أيضاً‏:‏ الهرم، وأبو بَراقش‏:‏ طائر فيه ألوان يتلّون ريشه في النهار عدّة ألوان، ويقال للرجل الكذّاب‏:‏ أبو بنات غَيْرٍ وهو الباطل والزُّور، وأبو دُخْنة‏:‏ طائر‏.‏ وأبو عَمْرة‏:‏ الفقْر وسوء الحال، وأبو عَمْرة‏:‏ الجوع، وقيل لأعرابي‏:‏ أتعرف أبا عَمْرة‏؟‏ فقا‏:‏ كيف لا أعرفه وهو مُترُبِّع في كَبدي، وأبو مَرْحَب‏:‏ الظِّلّ، وبيت أبي دثار‏:‏ الكلة، وأبو سَلْمان‏:‏ ضَرْبٌ من الجِعْلان‏.‏

وقال أبو عبيدة‏:‏ العرب تكنى الأبخر، أبا الذَّباب، وأبا المِرْ قال‏:‏ الغراب، قال الشاعر‏:‏

إنّ الغُراب وكان يمشي مشية *** فيما مضى من سالف الأحوال

حَسَد القطاة فرامَ يمشي مَشْيها *** فأصابه ضَرْب من العُقَّال

فأضلّ مشيتها وأخطأ مَشْيَه *** فلذاك كَنّوه أبا المِرقال

وقال ابن السكيت في المَكْنِي‏:‏ أبو سَعْد‏:‏ الهرَم، وأبو حُباحِب‏:‏ ما خرج من الحجرِ من النار إذا قرَعه حافِر أو صكَّه حجَر آخر، وأبو عَسْلة وأبو مَذْقَة‏:‏ الذئب، وأبو الحِنْبِص‏:‏ الثعلب، ويقال للرجل إذا افتضَّ المرأة هو أبو عُذْرها، ويقال للرجل إذا استنبط الشيء‏:‏ ما أنت بأبي عُذْره، أي قد سُبِقتَ إليه، ويقال للخبر‏:‏ أبو جابر، وأبو قَيْس‏:‏ مكيال، ويقال للأبيض‏:‏ أبو الجَوْن‏:‏ وللأسود‏:‏ أبو البَيْضاء، وأبو خَدْرة‏:‏ طائر بالحجاز‏.‏

وفي شرح المقامات للأنباري‏:‏ قال أصحاب اللغة‏:‏ أبو زَيد‏:‏ كناية عن الكِبرَ، قال الشاعر‏:‏

أعارَ أبو زيد يميني سلاحَه *** وبعضُ سلاح المرء للمرء كآلم

وفي ديوان الأدب للفارابي‏:‏ أبو الحارث‏:‏ كُنْية الأسد، وأبو عاصمٍ‏:‏ كُنية السّويق‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ أبو فِراس‏:‏ كُنية الأسد، وأبو قُبَيس‏:‏ جبل بمكة‏.‏

وفي أمالي ثعلب‏:‏ وأبو جُخاديّ، وأبو جُخادِب‏:‏ ضَرْبٌ من الجراد‏.‏

وفي المرصّع لابن الأثير‏:‏ أبو الأبَد‏:‏ النسر، وأبو الأبرد، وأبو الأسود، وأبو جَلْعَد، وأبو جَهْل، وأبو خّطار، وأبو رَقاش‏:‏ النمر‏.‏

وأبو الأبطال، وأبو جرو، وأبو الأخياس، وأبو التأمور، وأبو الجَراء، وأبو حَفْص، وأبو الخدر، وأبو رزاح، وأبو الزَّعفران، وأبو شِبل، وأبو ليث، وأبو لبد، وأبو الغَريف، وأبو محراب، وأبو محطّم، وأبو النحس، وأبو الوليد، وأبو الهَيْصم، وأبو العباس‏:‏ الأسد‏.‏

وأبو الأبيض‏:‏ الّلبن‏.‏

وأبو الأثقال‏:‏ وأبو الأشحج‏:‏ البَغْل‏.‏

وأبو الأخبار، وأبو روح‏:‏ الهُدْهُد‏.‏ وأبو الأخذ، الباشق‏.‏ وأبو الأخْضَر‏:‏ الريَّاحين‏.‏ وأبو الأخطل‏:‏ البِرْذَون‏.‏ وأبو الأشعث‏:‏ البازي‏.‏ وأبو الأشيم، وأبو حُسبان‏:‏ العقاب‏.‏ وأبو الأصفر‏:‏ الخَبِيص، وأبو أيّوب‏:‏ الجَمَل، وأبو بحر‏:‏ السَّرطان، وأبو بَحير‏:‏ التَّيْس، وأبو الحِنبِص‏:‏ الثَّعْلب، وأبو البختري‏:‏ الحيّة، وأبو برائل، وأبو حمّاد‏:‏ الدّيك، وأبو بُريد‏:‏ العَقعَق‏.‏ وأبو ثقيف‏:‏ الخلّ‏.‏ وأبو ثمامة‏:‏ الذِّئب‏.‏ وأبو ثقل‏:‏ الضَّبُع، وأبو جاعرة‏:‏ الغداف من الغِرْبان، وأبو الجَرّاح، وأبو حدر، وأبو زاجر‏:‏ الغُراب، وأبو جعفر، وأبو حكيم‏:‏ الذُّباب، وأبو الجلاّح، وأبو جُهينة، وأبو حُميد‏:‏ الدّب‏.‏ وأبو الجيش‏:‏ الشَّاهين‏.‏ وأبو جميل‏:‏ فَرْجُ المرأة‏.‏ وأبو حاتم‏:‏ الكلب والغراب‏.‏ وأبو الحجّاج‏:‏ العُقاب والفِيل‏.‏ وأبو الحرماز‏.‏ وأبو دَغْفَل‏:‏ الفيل‏.‏ وأبو الحُسن‏:‏ الطَّاووس‏.‏ وأبو الحسين‏:‏ الغَزَال‏.‏ وأبو الحكم، وأبو رافع‏:‏ ابنُ عِرْس‏.‏ وأبو حيّان‏:‏ الفَهْد‏.‏ وأبو خالد الكلب والثعلب‏.‏ وأبو خبيب‏:‏ القِرد‏.‏ وأبو خداش‏:‏ السِّنَّور والأرنب، وأبو دُلَف‏:‏ الخِنْزير، وأبو راشد‏:‏ القِرْد، وأبو زُرعة‏:‏ الخِنزير والثور، وأبو زفير‏:‏ الأوز، وأبو زَكَريّ‏:‏ القمري، وأبو زِياد، وأبو صابِر‏:‏ الحِمار، وأبو شُجاع، وأبو طالِب‏:‏ الفَرَس‏.‏ وأبو طامِر، وأبو عدي‏:‏ البُرْغُوث‏.‏ وأبو عاصِم‏:‏ الزُّنبور، وأبو العرمض‏:‏ الجاموس‏.‏ وأبو عِكْرِمة‏:‏ الحمام‏.‏ وأبو العَوّام‏:‏ السَّمَك‏.‏ وأبو نُعيم‏:‏ الكرْكيّ، وأبو يعقوب‏:‏ العُصْفور، وأبو يوسف‏:‏ طَيْر‏.‏

الفصل الثاني في الأمهات

قال في الجمهرة‏:‏ قال أبو عُثمان الأشنانداني سمعت الأخفش يقول‏:‏ كل شيء انضمت إليّه أشياء فهو أمٌّ لها وأم الرأس‏:‏ الجلدة التي تحت الدماغ، وبذلك سمي رئيس القوم أمَّاً لهم، قال الشنفرى- يعني تأبط شرَّاً‏:‏

وأُمّ عيالٍ قد شهدْتُ تَقُوتُهم *** إذا أطعمتهم أحترت وأقلّت

وذلك أنه كان يقوتُ عليهم الزاد في غزوهم لئلا ينفذ، وأمُّ مَثْوى الرَّجل‏:‏ صاحبةُ منزله الذي ينزله، قال الراجز‏:‏

وأمُّ مَثْوَاي تُدَرِّي لِمَّتي *** وتَغْمِزُ القَنْفاء ذات الفَرْوةِ

وأمّ الدّماغ‏:‏ مجتمعه، وأم النجوم‏:‏ المجرَّة، هكذا جاء في شعر ذي الرمة، لأنها مجتمع النجوم، وأمّ الكتاب‏:‏ سورة الحمد، لأنه يُبتدأ بها في المصاحف، وفي كلّ صلاة، وأم القُرى‏:‏ مكة، لأنها توسطت الأرض قال ابن خالويه‏:‏ ويقال لها أم رحم‏.‏

وفي الغريب المصنف‏:‏ أم حُبَين‏:‏ دابة قدر كفّ الإنسان، وتسمى حُبينة، وجمعها أمهات حبين، قال أبو زيد‏:‏ أم حُبَين، وكذا بناتُ آوى، وسَوَامَّ أبرص وأشباهها لا يثّنى الجزء الثاني ولا يجمع، لأنه مضاف إلى اسمٍ معروف، وأم الهِنْبِر‏:‏ الأتان، والهِنْبِر هو الجَحْش‏.‏

وفي أمالي ثعلب يقال‏:‏ ما أَََمُّكَ وأَمُّ الباطل، أي ما أنت والباطل‏.‏

وقال أبو العباس الأحول‏:‏ أمُّ القرآن‏:‏ كلُّ آيةٍ محكمة من آيات الشرائع والفرائض والأحكام، وأمُّ الكتاب‏:‏ اللَّوْح المحفوظ في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وعنده أمُّ الكتاب‏}‏، وأمُّ كلِّ ناحية‏:‏ أعظمُ بلدة وأكثرها أهلاً، وأم خُراسان‏:‏ مَرْو، وأم حِلْس‏:‏ الأتان‏.‏ وأم اللُّهَيْم، وأمُّ الدُّهَيْم‏:‏ المنّية‏.‏ وكذا أمُّ قَشْعَم‏.‏ ويقال جاء بأم الرُّبَيْق على أرَيق‏.‏ وأم نآد، وأم قَشْعَم، وأم أدْراص، وأم فأْر‏:‏ الداهية، وأم الرُّبَيق، وأم اللُّهيم، وأم الرقون، وأم جُندَب، وأم البليل، وأم الرَّقوب، وأم خَشّافٍ، وأم خَنْشَفِير، وأم حَبَوْكَرى، وأم مِعْير، وأم الربيس‏.‏ كلُّ هذه أسماء الدَّواهي‏.‏ وأم الرأس أعلى الهامة‏.‏ وأم الدماغ‏:‏ الجلدة التي تحوي الدماغ‏.‏ وأم البيت وأم المنزل‏:‏ زوجة الرجل، وأمّ عَوْف‏:‏ الجَرَادة، قال أبو عطاء السَّندي‏:‏

فما صَفْرَاء تُكْنَى أُمَّ عَوْفٍ *** كأنَّ رُجَيْلَتَيهَا مِنْجَلانِ

وأم حَنِين‏:‏ الخمر، وأم الهِنْبِر في لغة فَزَارة‏:‏ الضّبع، وهي تكنى أم رعال بالراء، وأم رُعْم وأم خِنَّور، وأمّ عَامرٍ، وأمّ عَمْرو، وأمّ عِتَاب، وأم الطَّريق، وأم خَنُّوْر‏:‏ الداهية، ويقال لمصر أم خَنُّور لرفاغتها وخصبها، وأمُّ جابر‏:‏ إِيادٌ ويقال بنو أسد وقيل إنما سموا بذلك لأنهم زارعون، وجابر‏:‏ اسم الخبز، وأم أوعال‏:‏ هضبة، ويقال للاسْتِ‏:‏ أم سُوَيد وأم عزمل، وأم عِزْم، وأمّ الطريق‏:‏ مُعْظمه ووَسطه، وأمّ جُنْدَب‏:‏ الظُّلْم، تقول‏:‏ وقع القومُ في أمّ جُنْدَب إذا ظلموا، وركبوا أمّ جندب، والدنيا يقال لها أمّ دَفْر، وأم دَرْزٍ، وأمّ القِرْدان من الخيل والإبل‏:‏ الوطيئة التي من وراء الخفّ والحافر دون الثُّنَّة، وأمّ الهَدِير‏:‏ الشّقشقة، وأمّ مِرزَم‏:‏ ريح الشّمال الباردة، وأمّ مِلْذَم بالذال، والدال خطأ‏:‏ الحمّى، قال أبو الحسن الأخفش‏:‏ عامّة الناس يقولونه بالدال، ولم أسمعه بالذال إلا من أبي العباس، ولستُ أُنكر هذا ولا هذا، وأُمّ كَلْبة، وأمّ الهِبْرِزِيّ أيضاً‏:‏ الحُمَّى، ويقال للعقرب أم عِرْيَط، وأم الظباء‏:‏ الفلاة ويقال لها أيضاً أم عُبيد، وأمُ حُمَارش‏:‏ دابّة تكون في الماء لها قوائم كثيرة، وأم التَّنَائف‏:‏ أشد التّنائف وهي الصحارى، وأم الرمح‏:‏ لواؤه وما لفّ عليه، وأم الطّعام من الإنسان‏:‏ المعدة، ومن الطائر القانصة، وأمّ صَبَّار‏:‏ هضبة معروفة‏.‏

وفي صحاح الجوهري‏:‏ أمّ رَاشِد‏:‏ كنية الفأرة، وأم حَفْصة‏:‏ الدّجاجة، وأم أدْرَاص‏:‏ اليَرْبوع، وولد اليَرْبوع يقال له الدِّرص، والجمع أدراص‏.‏

وقال ابن السكيت في المكنى‏:‏ أم خُرمان‏:‏ بركة بطريق حاجّ البصرة، وأم حَبَوْ كَرَى‏:‏ أرض ببلاد بني قشير، ويقال وقعوا في أمّ حَبَوْكر إذا ضلّوا، وجاء بأم حَبَوْكَر يعني الداهية، ويقال‏:‏ وقعوا في أم أَدْرَاصٍ مُضَلِّلة إذا وقعوا في أرض مضللة، ويقال للدنيا‏:‏ أم خَنُّور، وأم شَملة، وأم شملة أيضاً‏:‏ الشمال الباردة، وأم الصَّدَى‏:‏ رميمة صغيرة تكون في جوف الدماغ، وأمِ جِرْذان‏:‏ نخلة بالمدينة، ويقال للضبع‏:‏ أم رشْم؛ لأنها ترسم الطريق لا تفارقه، ويقال وقعوا في أم خِنَّوْر إذا وقعوا في خصْب ولِين من العيش، وأم عُوَيف‏:‏ دابة صغيرة مخضرَّة لها أربعة أجنحة وهي أيضاً أم عَوْف‏.‏

وقال الهلالي أمّ النجوم‏:‏ الثريا‏.‏

وقال أبو عبيدة‏:‏ أم قَشْعَم‏:‏ العنكبوت، وأم غِرس‏:‏ ركيّة، وأم نخل‏:‏ جبل‏.‏

وفي المرصع‏:‏ أم إحدى وعشرين‏:‏ الدجاجة، وأم الأشعث‏:‏ الشاة وأم الأسود‏:‏ الخنفساء، وأم تَوْبة‏:‏ النملة، وأم تَوْلَب‏:‏ الأتان، وأم ثلاثين‏:‏ النعامة، وأم حَفْصَة‏:‏ الدّجاجة والبطة والرَّخمة، وأم خِدَاش‏:‏ الهِرَّة، وأم خِشَف‏:‏ الظبية، وأم شِبل‏:‏ اللبوة، وأم طِلْحَة‏:‏ القملة، وأم عافية وأم عثمان‏:‏ الحيّة، وأم عيسى‏:‏ الزرافة، وأم يَعْفور‏:‏ الكلْبة‏.‏

الفصل الثالث في الأبناء

قال في الجمهرة قال الأصمعي‏:‏ ابن جَمير‏:‏ الليلُ المُظْلم، وابنُ ثَمير، الليل المُقْمر، وابنا سَمير‏:‏ الليل والنهار، قال‏:‏

وإني لَمِن عَبْسٍ وإن قال قائلٌ *** على رغمهم ما أثْمر ابنُ ثَمير

ويروى‏:‏ ما أسمر ابنُ سَمير، أي ما أمكن فيه من السَّمَر، وقال آخر‏:‏

ولا غَرْو إلا في عجوزٍ طرقتها *** على فاقةٍ في ظُلْمَةِ ابن جَمير

وفي نفيسات الأيام والليالي للفرّاء قال المفضل‏:‏ آخرُ يومٍ في الشهر يسمى ابنَ جمير، قال كعب بن زهير‏:‏

إذا أغار فلم يحلى بطائِلةٍ *** في لَيَلةِ ابنِ جَمير ساوَر الفُطُما

يعني ذئباً‏.‏ قال ابنُ دريد‏:‏ وابن قِترَة‏:‏ حيّة دقيقة، قال ابنُ السكيت‏:‏ قال الأصمعي‏:‏ سألت أبا مهدي ما ابنُ قِترة‏؟‏ فقال‏:‏ بكْرُ الأفعى، والعرب تقول‏:‏

دعيت بابنِ قِتره *** محدداً كالإبره

وقال ابن السكيت في الكنى والمبنى ابن ذُكاء‏:‏ الصُّبْح، وذُكاء هي الشمس، وابن جَلا‏:‏ الرّجل المنكشفُ الأمر البارزُه الذي ليس به خَفاء، وأصله الصُّبح، ويقال‏:‏ أنا من هذا الأمر فالج بن خلاوة، أي أنا مُتَخَلّي بريء منه، ويقال للخُبْز‏:‏ جابر بن حَبَّة، ويقال‏:‏ هو ابنُ بعْثُطها، أي العالم بها وبُعْثُط كلِّ شيء وسطه، وابنا مِلاَّط‏:‏ العضُدان، والمِلاطان‏:‏ الإبطان وابنا دُخان‏:‏ غنىّ وباهلة، وابنا طِمِرّ‏:‏ جبلان، وابنا شَمَام‏:‏ جبلان، وابنا عِيَان‏:‏ خط يخط في الأرض عرضاً يخط فيه خطوط طولاً بعضها أطول من بعض يزجر بها فيقال يا ابنا عِيان، أسْرِعا البيان، وابن دَأْية‏:‏ الغراب، ويقال‏:‏ إنه لابن أحْذارٍ‏:‏ إذا كان حِذراً، وابنُ أقْوَال‏:‏ إذا كان جَيّدَ القول كلمانياً، وابنُ أَوْبَر ضَرْبٌ من الكَمْأة، وابن ثَأْداء‏:‏ ابن الأمة، وابن ثَأْطاء أي إِنه رخْو كالحمْأَة، وابنُ ماء‏:‏ طائر يكونُ بالماء وهو نكِرة، وكذلك ابن أَوبر، وابن بَسِيل‏:‏ قرية بالشام ويقال للرجل إذا لِيم‏:‏ ابنُ تُرْنَى وابنُ فَرَتْنا، ويقال له إذا شُيّم وصُغِّرَ به‏:‏ يابن سْتِها، وابن عمل‏:‏ صاحب العمل الجاد فيه، ويقال هو ابنُ بَجْدَتِها إذا كان عالماً بالأمر، ويقال ابنُ مَدينة أي عالم بها، وقيل معناه‏:‏ ابن أَمة، وابن دخن‏:‏ جبل، ويقال‏:‏ إنه لابن إحدَاها إذا كان قويَّاً على الأمر عالماً به، وابنُ لَيل إذا كان صاحبَ سِرّ قوياً عليه، ويقال‏:‏ لقيتُ فلانًا صَلمَعَة بن قَلْمَعة أي ليس معه قليل ولا كثير، وتركه صَلْمَعة ابن قَلْعَمة إِذا أخذ كلَّ شيء عنده، ويقال‏:‏ كيف وجدتَ ابنَ أنْسِك أَي صاحبك، وابن شَنَّة‏:‏ الحِمار الأهلي، لأنه لا يزال يحملُ الشَّنَّة وهي القِرْبة الخلقة، وابن زاذان، وابن طاب‏:‏ عِذْق بالمدينة، ويقال أيضاً عِذْق بن حُبَيْق وحُبَين ويقال بنات زاذان الطوال الآذان، وابن أَحْقَب‏:‏ الحِمار الوحشي، وبنات أَحْقَب مثله، وابن السَّبيل‏:‏ الغريب، وابن مِقْرَض‏:‏ دُويّبة أَصْغر من الفأرة‏.‏

قال أبو عبيدة يُقال للهلال ابنٌ مِلاط، ويقال‏:‏ نِعْمَ ابنُ اللَّيلةِ فلان، يعني الليلة التي وُلِد فيها، ويقال للعبد‏:‏ ابن يوأَم‏.‏ انتهى‏.‏

وفي المرصع‏:‏ ابن الأرض‏:‏ الذئب والغراب، وابن برّة‏:‏ الخبز، وابن بَقيع‏:‏ الكلب، وابن بُهْلُل‏:‏ الباطل، وابن جَفْنَة‏:‏ العِنب، وابن دلام‏:‏ الحمار، وابن صَعْدَة‏:‏ الحمار الوحشي، وابن عِرْس‏:‏ دُويَّبة معروفة، وابن القارِيَّة‏:‏ فرخ الحمام‏.‏

وفي الغريب المصنف‏:‏ ابن النّعامة‏:‏ عِرق في الرجل، قال الفراء سمعته منهم، وقال الأصمعي في قوله‏:‏

وابنُ النَّعامةِ يوم ذلك مَرْكَبي

هو اسم فرس‏.‏

وقال غيره‏:‏ ابنا سُبات‏:‏ الليل والنهار قال ابن أحمر‏:‏

فكنَّا وهم كابنَيْ سُباتٍ تَفَرَّقا

وفي نوادر أبي زيد قال أبو حاتم‏:‏ يقال‏:‏ ابنُ أرض‏:‏ أي غريب، كما قالوا‏:‏ ابنُ سبيل‏.‏

وفي الصحاح يقال‏:‏ هو ابنُ بُعْثُطها للعالم بالشيء، كما يقال‏:‏ هو ابن بَجْدَتها، وتقول العرب‏:‏ فلا ساقط ابن ماقِط ابن لاَقط تَتَسابّ بذلك فالساقط عبدُ الماقط، والماقِط عبدُ اللاَّقط واللاقط عبْدٌ معتق‏.‏ قال الجوهري‏:‏ نقلتُه من كتابٍ من غير سماع‏.‏

وفي كتاب الأيام والليالي للفراء‏:‏ يقال للهلال بنُ مِلاط، قال‏:‏ وابن ملاط متجاف أدفق يعني الهلال قبل أن يتمّ، ويقال له أيضاً ابن مزنة قال الشاعر‏:‏

كأنّ ابنَ مُزْنَتِها لائحاً *** فَسِيطٌ لدى الأُفْق من خِنْصِر

والفَسيط‏:‏ قلامة الظفر‏.‏

وفي كتاب ليس لابن خالويه فلان ابن خَفا وُلِد ليلاً، وابن جَلا وُلد نهاراً‏.‏

وفي الجمهرة يقال هو الضلال ابن الالإل والتَّلال، والضلال ابن فهلل وتهلل أي أنه ضال‏.‏

وفي المجمل‏:‏ ابن هَرْمة‏:‏ آخر ولد الرجل‏.‏

فائدة- قال في الصحاح‏:‏ ابنُ عِرس، وابنُ آوى، وابن مَخاض، وابن لَبون، وابن ماءٍ يُجمع على بناتِ عِرس، وبنات آوى، وبنات محاض، وبنات لَبون، وبنات ماء‏.‏

وحكى الأخفش بناتُ عِرس، وبنو عِرس، وبنات نَعْش وبنو نَعْش‏.‏

وفي نوادر اليزيدي يقال ابنُ آوى وأبناء آوى، وبنو آوى وبنات آوى‏.‏ إن كن ذكْراناً وابن أوْبر، وبنات أوْبر، وبنو أوْبر، وهو كمء صغير مزغب‏.‏

وقال ثعلب في أماليه‏:‏ ابن عِرْس، وابنُ نَعْش، وابن آوى، وابن قِترة، وابن تُمَّرَة، وابن أوْبر هؤلاء الأحرف واحدُهن مذكّر وجماعتهن مؤنّثة لأنهن لَسْنَ من جمع الناس، إذا قلت ثلاث أو أربع أو خمس قلتَها بالتاء‏.‏

وقال القالي في المقصور‏:‏ ما لا يُعْرَف ذكورُه من إناثه يُحمل على اللفظ يقال للذكر والأنثى‏:‏ هذا ابنُ عِرس، وهذا ابن قِترة، وهذا ابن دَأْية، فإذا جمعتَ على هذا النحو قلت‏:‏ بنات عِرس، وبنات قِترة، وبنات دَأْية، للذّكور والإناث؛ وكلُّ جمع من غير الإنس والجن والشياطين والملائكة يقال فيه بنات‏.‏ انتهى‏.‏

الفصل الرابع في البنات

قال ابن السكيت‏:‏ بنات بَخْر وبنات مَخْر‏:‏ سحائب يجئن قُبُلَ الصيف مُنْتَصِبات رقاق، ويقال إحدى بناتِ طَبَق، يضرب مثلاً للدَّاهية ويرون أن أصلها الحيّة، ويقال للداهية بنتُ طَبَق، وأمُّ طَبق، وبنات طَبار وطَمار‏:‏ الدواهي‏.‏

قال الثعالبي في فقه اللغة‏:‏ ابن طَبَق وبنت طَبَقٍ‏:‏ حيّة صفراء تخرج من السلَحفاة، والهرهر وهو أسود سالخ ينام ستة أيام ويستيقظ في السابع فلا ينفخ على شيء إلا أهلكه قبل أن يتحرّك‏.‏

قال ابن السكيت ويقال للسياط‏:‏ بناتُ بَحْنَة، وبحْنة‏:‏ نَخْلَةٌ بالمدينة طويلة السَّعف، وبنات النّقا، دوابّ صغار تكونُ في الرمل، وبناتُ غَيْرٍ‏:‏ الكذب، ويقال‏:‏ إني لأعرف هذا ببنات ألْبُب، ويقال أحبك ببنات قلبي، وبنات بئْس، وبنات أوْدَك وبنات مِعْيَر، وبنات طَبق‏:‏ الدواهي، وبنات الدَّم‏:‏ ضَرْبٌ من النبت أحمر، وبناتُ الليل‏:‏ الأحلام، وبناتُ الصدْر‏:‏ الهموم، وبنات الأرض‏:‏ مواضع تخفى وتحتجب بلحوف، وبنات صَعْدَة‏:‏ الحُمُر الأهلية، وبنات الأخْدَري‏:‏ ضَرْب من حُمُر الوحش، وبنات شَحَّاج‏:‏ البغال، وبنات صِهَال‏:‏ الخيل، وبنات الجمل‏:‏ الإبل، وبنات المِعَى‏:‏ المصارين، وبنات أمرّ‏:‏ المصارين، وبنات فِراض المَرْخ‏:‏ النيران التي تخْرج من الزّناد، وبنات نَعْش‏:‏ سبعة كواكب‏.‏

وبناتُ الطريق‏:‏ الطرق الصغار تتشَعّب من معظم الطريق، وبنات أسفع‏:‏ المعزى، وكذا بنات يَعْرَة، وبنات خورة‏:‏ الضأن، وبنات سيل‏:‏ الضباب‏.‏

ويقالُ للنساء‏:‏ بناتُ نَقَرى؛ لأنهن ينقِّرْن عن الشيء ويعِبْنَه، وقالت امرأة لزوجها‏:‏ مرّ بي على بنات نظَرَى ولا تمرّ بي على بنات نَقَرى، أي مر بي على رجالٍ يَنْظرون إليّ ولا تمر بي على نسلء يعبنني، ويقال‏:‏ لقيت منه بنات بَرْح وبني برح‏:‏ أي مشقة، وما كلّمتُه بنت شَفَة أي بكلمةٍ، ومثله صَمّي ابنةَ الجبل، يقال ذلك عند الأمر يُستفظع، ويزعمون أنهم أرادوا بابنة الجبل‏:‏ الصَّدى، وبنت المطر‏:‏ دويّبة حمراء تظهر عند المطر وإذا نَضَّ الثرَى ماتت، وبنت نُخَيْلة‏:‏ التمرة، وبنت أرض‏:‏ نبتٌ ينبت في الربيع وفي الصيف، ويقال‏:‏ ضَرَبه ضَرْبة بنْتَ اقْعُدِي وقُومي أي ضرباً شديداً، وبنت شَحْم‏:‏ السمينة، انتهى ما أوردَه ابن السكيت‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ بنات نَعْش الكُبْرَى‏:‏ سبعة كواكب، أربعة منها نَعْش وثلاثة بنات نعش، وكذلك بنات نَعْش الصغرى، وقد جاء في الشعر بنو نَعْش، أنشد أبو عبيد‏:‏

تَمَزَّزْتها والدِّيكُ يَدْعو صَباحَه *** إذا ما بَنُو نَعْشٍ دَنَوْا فَتَصَوَّبوا

وفي المرصع‏:‏ بنت أدْحى النعامة، وبنتُ الأرض وبنتُ الجبل‏:‏ الحصاة، وبنت أوْدَك‏:‏ الحيّة، وبنت البيد‏:‏ النّاقة، وبنت تَنُّور‏:‏ الخُبْزَة، وبنت ثاوي‏:‏ أحجار الجبل، وبنت الحصير‏:‏ جِنس من البقّ منتن الريح، وبنت دَجْلة‏:‏ السَّمَك، وبنت الدُّروز‏:‏ القمل، وبنت الدَّواهي‏:‏ الحيّة، وبنت السَّير‏:‏ الإبل، وبنت الرَّمْل‏:‏ البقرة الوحشية، وبنت الهَيْقِ‏:‏ النعام‏:‏ وبنت يَعْرَة‏:‏ المِعْزى‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ بنتُ طَبَقٍ‏:‏ سلحفاة، ومنه قيل للداهية إحدى بنات طَبَق، وتزعمُ العربُ أنها تبيض تسعاً وتسعين بيضة كلّها سلاحف وتبيض بيضة تَنقُفُ عن أسود‏.‏

وفي نوادر ابن الأعرابي تقول العرب‏:‏ ضَرَبه ضَرْبةَ ابنةِ اقْعُدِي وقُومي، يعني ضَرْبَ أمَةٍ لقعودها وقيامها في خدمة أهلها ومواليها‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ بُنَيَّات الطَّرِيق هي الطُّرُق الصغار، تنشعب من الجادّة، وهي الترّهات، والبنات‏:‏ التماثيل الصِّغار التي تلعبُ بها الجواري‏.‏

وفي حديث عائشة‏:‏ كنت ألعب مع الجواري بالبنات‏.‏ وذُكِر لرُؤبة رجل فقال‏:‏ كان إحدى بنات مساجد اللّه، كأنه جعلَهُ حَصاة من حَصَى المَسْجِد‏.‏

وفي المجمل لابن فارس‏:‏ بَحْنَة اسم امرأةٍ نُسِبت إليها نَخْلات كن عند بيتها، وكانت تقول هنّ بناتي، فقيل لها بناتُ بَحْنَة‏.‏

فائدة- في نوادر أبي زيد يقال للخبز‏:‏ جابر بن حَبّةَ جعلوا آخره اسماً معرفة، وقالوا للتمرة‏:‏ بنت نُخَيلة اسمين معرفين‏.‏

فائدة- قال ابن درَسْتويه في شرح الفصيح‏:‏ البنوّة أصلها الياء، من بنيت؛ لأن الابن مبني من الأبوين، والابن يستعار في كلّ شيء صغير، فيقول الشيخ للشابّ الأجنبي منه يا بنيّ، ويسمِّي الملكُ رعيّته بالأبناء، وكذلك الأنبياء في بني إسرائيل كانوا يسمُّون أمممَهم أبناءهم، والحكماء والعلماء يسمُون المتعلمين منهم أبناءهم، ويقال أيضاً لطالبي العلم أبْناء العلم، ونحو ذلك كذلك، وقد يُكْنَى بالابنِ كما يُكْنَى بالأب في بعض الأشياء لمعنى الصاحب كقولهم‏:‏ ابن عِرْس، وابن تمرة، وابن ماء، وبنت وردان، وبنات نَعْش، على الاستعارة والتشبيه‏.‏

الفصل الخامس في الإخوة

قال ابن السكيت باب المواخي يقال‏:‏ تركته أخا الخير، أي هو بخير، وتركته أخا الشرّ، أي هو بشرّ‏.‏

قال الأصمعي‏:‏ وقول امرئ القيس‏:‏

عَشِيّةَ جاوزْنا حَماةَ وسَيْرُنا *** أخو الجهد، لا يلوي على مَن تَعذَّرا

أي وسَيْرُنا جاهِد‏.‏

وقال بعض الصحابة للنبيّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا أكلمك إلا أخا السِّرار، ويقال‏:‏ تركتُه أخا الفِراش، أي مريضاً، وهو أخو رَغائب، إذا كان يرغب العطاء، وتركته أخا الموت‏:‏ أي تركته بالموت، وتركته أخا سَقم‏:‏ أي سَقيماً‏.‏ انتهى‏.‏

وقال ابن درستويه في شرح الفصيح‏:‏ الأخ‏:‏ الشقيق؛ وبه يسمى الصَّديق والرفيق والصاحب على التقريب، حتى إنه ليقال في السلع ونحوها إذا اشتبهت في الصورة أو في الجَوْدة أو القِيمة، قالوا‏:‏ هذا أخو هذا، وكذلك يسمي النحويون الواو والياء أخوين وأختين، وكذلك الضمّة والكسرة، وقد سمَّى أبو الأسود الدؤلي نبيذ الزبيب أخا الخمر فقال‏:‏

فإن لا يَكُنْهَا أو تَكُنْه فإنه *** أخوها غَذَتْه أُمُّه بِلِبانها

وتقول العرب‏:‏ يا أخا الخير، ويا أخا الجُودِ، ونحو ذلك يعني صاحبه، ومنه قول اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏واذْكُرْ أخا عادٍ‏}‏‏.‏

وقال ابن خالويه في شرح الدريدية‏:‏ العرب تقول‏:‏ ألْفَى من زيد أخا الموت، أي الموت‏.‏

الفصل السادس في الأذواء والذوات

قال ابن السكيّت في كتاب المثنى وما ضم إليه‏:‏ باب ذا يقال‏:‏ ضربه حتى ألقى ذا بْطنِه، أي حتى سلَح، ويقال للمرأة وضعت ذا بَطْنها، أي وضعت حَمْلها، وطَيِّئ تقول‏:‏ هو ذو قال ذاك‏:‏ أي هو الذي قال ذاك‏.‏

وقال الأصعمي‏:‏ حدثنا أبو هلال الراسبي عن أبي زيد المديني قال قال لي ابن عمر‏:‏ يكونُ قبل الساعة دجّالون ذو صهْري هذا منهم، يعني المختار، أي بيني وبينه صهر، وأنشد لأوس‏:‏

وذو بَقَرٍ من صُنْع يَثْرب مُقفلٌ ***

قوله ذو بَقر، أي تُرس يعمل من جلد بقرة، ويقال‏:‏ ما فلان بذي طعم إذا لم يكُنْ له عقلٌ ولا نَفْس‏.‏ ومثله‏:‏ الذئب مغبوط بذي بَطْنه، أي بما في بطْنه، يُضْرَبُ للّذي يُغْبَط بما ليس عنده‏.‏

ثم قال ابن السكيت باب البديهة يقال‏:‏ لقيتهُ أولَ ذات يَدِين أي لقيتُه أول شيء، ويقال‏:‏ أفعل ذاك أول ذاتِ يدين، أي أفعله قبل كل شيء، ويقال‏:‏ لقيته ذات العُوَيم أي من عام أول، وربما كانت أربع سنين وخمساً، ولقيته ذات الزُّمَين قبل ذلك، ويقال‏:‏ لقيته ذات صبحة، أي بكرة، ولا يقال‏:‏ ذات غبقة، ويقال‏:‏ إني لألْقَى فلاناً ذات مِرَار، أي أحياناً المرَّة بعد المرَّة، ولقيته ذات العِشاء‏:‏ أي مع غَيْبوبة الشمس، وذات العَرَاقي‏:‏ الدَّاهِية؛ وذات الدّخول‏:‏ هضبة في بلاد بني سليم، وذات الجَنْب‏:‏ داءٌ يأخذ في الجنب، وذات أوعال‏:‏ جبل، وذات الرفاة‏:‏ هَضَبة حَمْراء في بلاد بني نصر، وذات المداق‏:‏ صحراء في بلاد بني أسد حذاء الأجفر وذات المزاهير هضاب حمر ببلاد بني بكر، وذات آرَام‏:‏ أُكَيْمَةَ دون الحوأب لبني أبي بكر، وذات فِرقين بالهضب هضب القليب هي لبني سليم، وذات العراقيب‏:‏ صخرة في بلاد عمرو بن تميم، وذات الشميط‏:‏ رملة في بلاد بني تميم، وذات أرحاء‏:‏ قارة يقطع منها الأرحاء بين السلهمين، وكلَّمْتُه فما ردّ عليّ ذات شَفَةٍ أي كلِمَة، هذا ما ذكره ابن السكيت‏.‏

وفي الغريب المصنف‏:‏ يقال‏:‏ لقيتُه ذاتَ يومٍ، وذات ليلةٍ، وذات العُوَيم، وذات الزُّمَيْن، ولقيتُه ذا غَبُوق، وذا صَبُوح، ولم أسمعه بغير تاء إلا في هذين الحرفين‏.‏

وفي الصحاح تقول‏:‏ لقيته ذاتَ يومٍ، وذات ليلةٍ، وذات غَداة، وذات العِشاء، وذات مرّة، وذات الزُّمَيْن، وذات العُويم، وذا صباحٍ، وذا مساء، وذا صَبُوحٍ، وذا غَبوق، فهذه الأربعة بغير هاء، وإنما سمع في هذه الأوقات، ولم يقولوا ذات شهر، ولا ذات سَنةٍ‏.‏

وقد عقد له ابن دريد في الوشِاح باباً للأذواء من الناس، ذكر فيه خَلْفاً منهم‏:‏ ذو النّون‏:‏ يونس النبيّ عليه السلام، ذو الكِفْل، نبي عليه السلام، ذو القَرْنين‏:‏ الإسكندر، مَلِك، ذو الخِلال‏:‏ أبو بكر الصدِّيق، ذو النُّورَين‏:‏ عثمان بن عفان، ذو الجَناحين‏:‏ جَعفر بن أبي طالب‏.‏ ذو مسحة‏:‏ جرير بن عبد اللّه البجلي، ذو المخصرة‏:‏ عبد اللّه بن أنيس الأنصاري، ذو الشهادتين‏:‏ خزيمة بن ثابت، ذو اليدين- قال‏:‏ وهو الذي يقال له ذو الشمالين، وهو صاحب الحديث في السّهو، ذو الجَوْشن الضبابي واسمه شرحبيل، ذو القُرُوح‏:‏ امرؤ القيس بن حُجْر، ذو الشمالين‏:‏ عمرو بن عبد عمرو استشهد يوم بدر، ذو يَزَن‏:‏ جدّ سيف بن ذي يَزَن، قاتل الحبشة، ذو الخرق الطهوي‏:‏ دينار بن هلال، ذو الكلب‏:‏ عمرو بن معاوية، في خلق آخرين‏.‏

ومما يلحق بما ذكره ابن السكيت في الذوات قوله تعالى‏:‏ ‏{‏عَلِيمٌ بذَاتِ الصُّدور‏}‏ أي ببواطنها وخفاياها، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وأصْلِحوا ذَاتَ بَيْنِكم‏}‏ قال الزجاج الأزهري‏:‏ أي حقيقة وصلكم، وقال ثعلب‏:‏ أي الحالة التي بينكم، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وتَوَدُّونَ أنَّ غيرَ ذاتِ الشَّوكة تكونُ لَكُم‏}‏، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏تَزَاوَرُ عن كَهْفِهمْ ذَاتَ اليَمِينِ وإذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمال‏}‏ أراد الجهة، ويقال‏:‏ قلَّتْ ذاتُ يَدِه‏.‏

قال الأزهري‏:‏ ذات هنا اسمٌ لما مَلَكت يداه كأنها تقع على الأموال، قال‏:‏ ويقال عرفه من ذاتِ نفسه، كأنه يعني سريرته المضمرة، وفي الحديث‏:‏ «لا يفقه الرجل كلَّ الفقه حتى يحدِّث الناس في ذات اللّه»، وقال خبيب‏:‏

وذلك في ذاتِ الإله وإن يشأ *** يبارك على أوصال شلو ممزَّع

وفي الصحاح‏:‏ قال الأخفش في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وأصْلحِوا ذاتَ بَينِكم‏}‏ إنما أنَّثُوا ذات لأنَّ بعض الأشياء قد يوضع له اسم مؤنث، ولبعضها اسم مذكر، كما قالوا‏:‏ دار، وحائط، أنَّثوا الدار، وذكَّروا الحائط‏.‏

وفي المجمل‏:‏ ذوو الآكال‏:‏ سادة الأحياء الذين يأخذون المرباع وغيره، وذات الخنادع‏:‏ الداهية، وذو طلوح‏:‏ موضع‏.‏

وقال الخليل‏:‏ لقيته أول ذي ظلمة، قال‏:‏ وهو أول شيء سَدَّ بصرَك في الرؤية، ولا يشتق منها فعل‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ ذو عَلَق‏:‏ اسم جَبل، وذات عِرْق‏:‏ موضع بالبادية، وذات ودْقَين‏:‏ الداهية، أي ذات وجهين‏:‏ كأنها جاءت من وجهين، وذات الرَّواعد‏:‏ وقولهم‏:‏ جاء بذات الرعد والصليل، يعني بها الحرب‏.‏

والأسد ذو زوائد‏:‏ يعني بها أظفاره وأنيابه وزئيره وصَوْلَته، وذات الدّبْر‏:‏ اسم ثنية، وقد صحَّفه الأصمعي فقال‏:‏ ذات الدير، وذو المطارة‏:‏ جبل، وقولهم‏:‏ ما أنت بذي عُذْرة هذا الكلام، أي لست بأوّل من اقتضَّه، ورجلٌ ذو بَدَوات، أي يبدو له آراء، وقولهم السلطان‏:‏ ذو عَدَوان وذو بَدَوان بالتحريك فيهما، أي ذو جَوْر‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ الحية ذو الزَّبيبَتَين التي لها نقطتان سوداوان فوق عينيها، وذو العُقّال‏:‏ فَرَسٌ معروف كان من جياد خيل العرب‏.‏

وفي المجمل يقال للروم‏:‏ ذوات القُرُون، والمراد قرون شعورهم، وكانوا يُطَوّلون ذلك ليُعْرَفوا به، ويقال للأسد‏:‏ ذو اللبدة لأن قطيفته تتلبَّد عليه لكثرة الدماء، ويقال‏:‏ خرقاء ذات نِيقة يُضْرَب للجاهل بالأمر الذي يدَّعي المعرفةَ به، ويقال‏:‏ رجل ذُو نِيْرَيْن إذا كانت شدته ضعفَ شدة صاحبه، ويقال‏:‏ إنه لذو هَزَرات وذو كَسَرات، إذا كان يُغْبَن في كل شيء، ويقال‏:‏ ذهب بذِي هِلِّيان، أي حيثُ لا يُدْرَى‏.‏

وفي المحكم‏:‏ ذو السفْقَتيْن‏:‏ ذباب عظيم يلزم الدوابّ والبقر‏.‏

وفي الجمهرة والمحكم ذو بَقرة‏:‏ موضع، وذو بَقَر‏:‏ تُرْس يُتَّخذ من جلود البقر‏.‏

وفي المقصور والممدود للأندلسي‏:‏ ذو حمى‏:‏ موضع‏.‏

وفي مختصر العين‏:‏ ذو الطُّفْيَتَيْنِ شبّه الخطين على ظهره بطفيتين، والطُّفْيَة‏:‏ خُوصَة المقل‏.‏

وقال التبريزي في تهذيبه‏:‏ تقول العرب‏:‏ لا بذِي تَسْلَم ما كان كذا، وللاثنين لا بذي تَسْلَمان، وللجمع لا بذِي تَسْلمون، وللمؤنث لا بذِي تَسْلَمين، وللجمع لا بذي تَسْلَمْن، والتأويلُ لا واللّه الذي يسلمك، أو لا وسلامَتِك، أو لا والذي يسلّمك ما كان كذا‏.‏

وفي القاموس‏:‏ ذو كشاء‏:‏ موضع، وذو الشمراخ‏:‏ فرس مالك بن عون البصري، وذات الجلاميد‏:‏ موضع‏.‏

وقال ابن خالويه في شرح الدريدية قال ابن دُرَيد‏:‏ قد سمّى بعض الشعراء الليل ذا الطرتين، لحمرة أوله وآخره، وقال أيضاً‏:‏ الصواب في قول الكميت‏:‏

ولا أعْنِي بذلك أسْفَلِيكُمْ *** ولكنِّي عَنِيت به الذَّوينا

أن يجعل الذوين هاهنا الملوك‏:‏ ذُو رُعَين وذو فائِش وذو كلاع ملوك حِمير، وهم الأذواء، وأما قول العرب اذهب بذي تَسْلَم معناه‏:‏ اللّه يسلمك فلا يثني ولا يجمع‏.‏ قال‏:‏ وقد يكون ذا بمعنى كي عند الأخفش، وبمعنى الذي عند غيره، وهذا حرف غريب، قال عديّ بن زيد‏:‏

فإن يذكر النعمان سَعْيي وسعيهم *** يكن خطة يكفي ويسعى بعمال

فعُدت كذا نجح يرجّى نُصُوره *** ببين فلا يبعد كذي الخلق البالي

قال الأخفش‏:‏ كذا نجح معناه كي ينجح، ولكن رفع ما بعده‏.‏ وقال غيره كالذي ينجح، فأما ذو بمعنى الذي في لغة طيئ نحو‏:‏

وبئْري ذو حَفَرْتُ وذو طَوَيْتُ

فإنه يكون في جميع في جميع الأحوال ولا يثنّى ولا يجمع ولا يؤنث‏.‏ انتهى‏.‏

فائدة- قال ابن درستويه في شرح الفصيح‏:‏ إنما سُمّيت الداهية العظيمة‏:‏ ذات العَرَاقي، أي هي لعظمها وثقلها تحتاج إلى عَرَاقٍ عدّة، والعَراقي جمع عَرْقُوَة الدار، وقيل الصليب نفسه يسمى عَرْقُوَة، وقد يسمى طرف الخشبة نفسها عَرْقُوة‏.‏

فائدة- قال في الصحاح‏:‏ في ذي القَعدة وذي الحِجة، ذوات القعدة وذوات الحجة، ولم يقولوا ذوُو على واحدة‏.‏

النوع السابع والثلاثون‏:‏ معرفة ما ورد بوجهين بحيث يؤمن فيه التصحيف

كالذي ورد بالباء والتاء، أو بالباء والثاء، أو بالتاء والثاء، أو بالباء والنون، أو بالتاء والنون، أو بالثاء والنون، أو بالجيم والحاء، أو بالجيم والخاء، أو بالحاء والخاء، أو بالدال والذال، أو بالراء والزاي، أو بالسين والشين، أو بالصاد والضاد، أو بالطاء والظاء، أو بالعين والغين، أو بالفاء والقاف، أو بالكاف واللام، أو بالراء والواو، وقد رأيتُ من عدّة سنين في هذا النوع مؤلّفاً في مجلد لم يُكتب عليه اسمُ مؤلفه، ولا هو عندي، الآن حالَ تأليف هذا الكتاب، ورأيتُ لصاحب القاموس تأليفاً سماه تحبير الموشين فيما يقال بالسين والشين، ولم يحضر عندي الآن، فأعْملت فِكري في استخراج أمثلةٍ ذلك من كتب اللغة، والأصلُ في هذا النوع ما أورده أبو يعقوب بن السكيت في كتاب الإبدال عن أبي عمرو قال‏:‏ أنشدت يزيد بن مِزْيد عَدوفاً، فقال‏:‏ صحّفت يا أبا عمرو قال‏:‏ فقلت لم أصحف؛ لغتكم عذوف، ولغة غيركم عدوف‏.‏ وهذا نوع مهمّ يجب الاعتناءُ به لأن به يندفع ادِّعاء التصحيف على أئمة أجِلاّء‏.‏

واعلم أن هذا النوع، والنوعَ الذي بعده من جملة باب الإبدال وأفردتهما لما امتازا به من الفائدة‏.‏

ذكر ما ورد بالباء والتاء‏:‏ في نوادر ابن الأعرابي‏:‏ رجل صُلْب وصَلْت بمعنى واحد‏.‏

ذكر ما ورد بالباء والثاء‏:‏ قال ابنُ خالويه في شرح الدريدية‏:‏ البَرَى‏:‏ التراب، والثَّرى بالثاء‏:‏ التراب أيضاً، يقال‏:‏ بفي زيد البَرَى وبِفيه الثَّرى‏.‏

وفي ديوان الأدب للفارابي وفقه اللغة للثعالبي‏:‏ الدَّبْر والدَّثر‏:‏ المال الكثير‏.‏

وفي الغريب المصنف‏:‏ ألْببت بالمكان إلباباً وألْثَثْت به إلثاثاً‏:‏ إذا أقمتَ به فلم تبرحه‏.‏

وفي ديوان الأدب‏:‏ الكَرْثُ مثل الكَرْب، قال الأصمعي‏:‏ يقال‏:‏ كَرَبني وأكْرَثني، ولا يقال كَرَثني‏.‏

وفي تهذيب التبريزي‏:‏ أرضٌ رَغاث ورَغاب‏:‏ لا تَسِيل إلاَّ من مَطَرٍ كثير‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ الأغْثَر قريب من الأغْبر‏.‏

ذكر ما ورد بالتاء والثاء‏:‏ قال في الجمهرة‏:‏ رجل كَنْتَح بالتاء والثاء جميعاً‏:‏ وهو الأحمق، والخَتْلة بالتاء والثاء‏:‏ أسْفل البَطْن، وتُكْمَة بالتاء والثاء‏:‏ اسم امرأة، وهي بنت مُرّ أخت تميم ابن مُرّة، والكُتَّاب والكُثَّاب بالتاء والثاء‏:‏ سَهْمٌ صغير يتعلم به الصِّبيان الرَّمْي، وتَخَّ العَجين والطِّين‏:‏ كَثُرَ ماؤه ولانَ، وقالوا‏:‏ نخَّ أيضاً بالثاء، والأُولى أعلى‏.‏

وفي أمالي ثعلب‏:‏ الأكثم‏:‏ الشبعان، ويقال‏:‏ أكْتَم بالتاء أيضاً، والمرأة كَثْماء‏.‏

وفي فقه اللغة للثعالبي‏:‏ يقال لمن نبتت أسنانه بعد السقوط مُثَّغِر بالتاء والثاء معاً، عن أبي عمرو، والهَتْهَتَة والهَثْهَثةُ بالتاء والثاء‏:‏ حِكاية التواءِ اللسان عند الكلام‏.‏

وفي المحكم‏:‏ الثَّقْثَقة‏:‏ الإسراع، وقد حُكيت بتاءين‏.‏

وفي المجمل‏:‏ يقال لَثَأَتْ به أمه‏:‏ إذا ولدته سهلاً، وقد سمعتُه بالتاء أيضاً، واسَتَوْتَن المالُ‏:‏ سمن، وبالثاء أيضاً‏.‏

وفي المرصّع لابن الأثير‏:‏ يُقال للباطل ابن تُهْلَل وابن ثُهْلل‏.‏

وفي تذكرة ابن مكتوم‏:‏ التويّ‏:‏ المقِيم، وبالثاء المثلثة أعرف‏.‏

ذكر ما ورد بالباء والنون‏:‏ في الغريب المصنف‏:‏ بهَزته ونهَزته‏:‏ إذا دفعتُه وضربته، وبَخَع لي فلان بحقِّي ونَخَع، والباءُ أكثر، إذا أقرّ بالحق‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ يقال بَخَّسَ المخُّ بالباء‏:‏ أي نقص ولم يبق إلا في السُّلامَى والعَيْن، ونَخّس بالنون مثله‏.‏

وقال غيره‏:‏ روي هذا الحرف بالباء والنون‏.‏

وفي تهذيب التبريزي يقال‏:‏ الذَّان والذَّاب‏:‏ للعيب، قال قيس بن الخطيم في قصيدة نونية‏:‏

ردَدْنا الكتيبةَ مَفْلولةً *** بها أفْنُها وبها ذَانُها

وقال كِناز الجَرْميّ في قصيدة بائية‏:‏

ردَدْنا الكتيبةَ مفلولةً *** بها أفْنُها وبها ذَابُها

وفي المجمل‏:‏ القَبْس الأصل، وهو القَنْس أيضاً، ذكر ما ورد بالتاء والنون‏:‏ في ديوان الأدب‏:‏ كَنَف بالنون‏:‏ أي عَدَل، ويقال بالتاء‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ تَغَرَت القدر تَتْغَر لغة في نَغِرت تَنْغَر‏:‏ إذا غلت‏.‏

وفي المجمل‏:‏ جرح نَغَّار وتَغَّار‏:‏ سال منه الدم‏.‏

ذكر ما ورد بالثاء والنون‏:‏ في الجمهرة‏:‏ ثَجَّ الجرْحُ بالمثلثة ونجَّ بالنون‏:‏ سال دمه‏.‏

وفي الغريب المصنف‏:‏ قال الكسائي‏:‏ ثَمْغَة الجَبل‏:‏ أعلاه بالثاء‏.‏

وقال الفراء‏:‏ الذي سمعته أنا نَمْغَة الجبل، بالنون‏.‏

قال ابنُ فارس‏:‏ يقال بالوجهين‏:‏ والثاء أجود‏.‏

وفيه قال أبو عمرو‏:‏ وتَلَبَّنْت في الأمر تلبناً تَلَبَّنت‏.‏

ذكر ما ورد بالباء والياء‏:‏ قال ثعلب في أماليه‏:‏ يقال هم على تُرتُبة، وترتية أكثر، أي على طريقة‏.‏

وفي الصحاح أبو زيد‏:‏ يَصَّص الجِرْوُ، وبَصَّص، أي فتح عينيه، وطِحْرِية مثل طِحْربة بالباء والياء جميعاً‏.‏

وقال، اليَعُور‏:‏ الشاةُ التي تبولُ على حالبها وتبعر وتُفْسِد اللّبن، وهذا الحرفُ هكذا جاء، وسمعت أبا الغوث يقول‏:‏ هو البَعور بالباء، يجعله مأخوذاً من البَعْر والبول‏.‏

ذِكر ما ورد بالثاء والياء‏:‏ في الصحاح‏:‏ بعضهم يقول لذي الثُّدَيَّة ذو اليُدَيّة وهو المقتول بنهروان من الخوارج‏.‏

ذكر ما ورد بالجيم والحاء‏:‏ قال ابن السكيت في الإبدال يقال‏:‏ تركتُ فلاناً يَحُوس بني فلان ويَجُوسهم، أي يَدُوسهم ويطلب فيهم، وأجمَّ الأمر وأحَمَّ‏:‏ إذا حان وقته، ورجل مُجارَف ومُحارَف‏:‏ أي محروم، وهم يُجْلِبون عليه ويُحلِبون عليه في معنى واحد‏:‏ أي يعينون‏.‏ انتهى‏.‏

وفي الجمهرة يقال‏:‏ جفأت به الأرض بالجيم، وحفأت بالحاء‏:‏ ضربت به‏.‏

والسَّرِيحة والسريجة أثر في السهم، وجَأْجَأَ بغَنَمِه جيجاء وحَأْحَأ بها حِيحاء‏:‏ إذا دعاها لِتشرَب الماء‏.‏ والجَلْجَلة بالجيم والحلحلة بالحاء‏:‏ التحريك‏.‏

وفي الغريب المنصف‏:‏ أخذ فلان الشيء بجَذامِيره وحَذاميره‏:‏ إذا أخذه كلّه فلم يَدَعْ منه شيئاً‏.‏

وفيه‏:‏ قال الأصمعي‏:‏ جَاضَ يجيض بالجيم والضاد معجمة، وحاص يحيص بالحاء والصاد مهملتين بمعنى واحد‏:‏ إذا عَدَل عن الطريق‏.‏

في ديوان الأدب‏:‏ الحَرَنْفَش‏:‏ العظيم الجَنْبَين، يُروَى بالجيم والحاء والخاء‏.‏

وفي أمالي القالي‏:‏ النَّافجة والنافحة‏:‏ أول كل ريح تبدأ بشدّة‏.‏

وفي الصحاح حكي عن الخليل‏:‏ الجَوّاس الحوّاس‏.‏

وقال القالي‏:‏ حدثني أبو بكر بن دريد، حدثني أبو عبد اللّه محمد بن الحسين قال حدثنا المازني قال سمعت أبا سوّار الغنوي يقرأ‏:‏ ‏"‏ فَحَاسُوا خِلال الدِّيار ‏"‏‏.‏

فقلت‏:‏ إنما هو جَاسُوا، فقال‏:‏ جَاسوا وحَاسوا بمعنى واحد‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ نُباج الكلب ونبيجه لغة في النباح والنبيح، ورَحم جذّاء وحَذَّاء بالجيم والحاء، إذا لم تُوصَل‏.‏ وفي رجْل فلان فُلُوح، أي شُقوق، وبالجيم أيضاً‏.‏

وفي تهذيب التبريزي‏:‏ النَّفيجة بالجيم والحاء‏:‏ القَوْس‏.‏

ذكر ما ورد بالجيم والخاء‏:‏ في أمالي القالي‏:‏ السَّبْح بالجيم، والسَّبخ بالخاء‏:‏ الأصل‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ قال الأصمعي‏:‏ جَلَع ثوبه وخَلعه بمعنى‏.‏

وفيه‏:‏ عجين أنْبجان‏:‏ أي مدرِك منتفخ، وهذا الحرف في بعض الكتب بالخاء معجمة، وسماعي بالجيم عن أبي سعيد وأبي الغوث وغيرهما‏.‏

وفيه‏:‏ رجل ذو نَفْخ بالخاء وذو نَفْج بالجيم، أي صاحب فَخْر وكبر‏.‏

وفيه‏:‏ الجوار مثل الخُوَار، وهو الصياح‏.‏

وفي فقه اللغة‏:‏ الخَزْلُ والجزْل بالخاء والجيم‏:‏ قطع اللحم‏.‏

ذكر ما ورد بالحاء والخاء‏:‏ قال ابن السكيت في الإبدال‏:‏ الحَشِيّ والخَشِيّ‏:‏ اليابس‏.‏ وحبَجَ وخَبَج‏:‏ خرج منه ريح، وخَمصَ الجُرْح يَخْمُص خُمُوصاً، وحَمَص يَحْمُص حُموصاً، وانْخَمَص انْخِماصاً، وانْحَمَص انْحِماصاً‏:‏ إذ ذهب ورَمُه، والمحْسُول والمخْسُول‏:‏ المرذول، وقد حَسلْتُه وخَسَلْتُه، والجُحادي والجُخادي‏:‏ الضَّخْم، وطُحْرُور وطُخْرُور‏:‏ السَّحابة‏.‏ وشرب حتى اطمَحَرَّ واطمَخَرَّ‏:‏ أي امتَلأ، ودَرْبحَ ودَرْبخَ إذا حَنَى ظَهْره‏.‏ وهو يتَحَوَّفَ مالي ويتَخَوَّفه‏:‏ أي يَنْقُصُه ويأخذُ من أطرافه‏.‏

وقرئ‏:‏ ‏{‏إنَّ لك في النهارِ سبْحاً طويلاً‏}‏ وسَبْخاً، قال الفراء‏:‏ معناهما واحد، أي فَراغاً‏.‏ انتهى‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ رجلٌ محْرَنْشِم ومُخْرَنْشِم بالحاءِ والخاء‏:‏ إذا ضمر وهَزُل‏.‏

ورجل حُثارم بالحاء والخاء‏:‏ غليظ الشفة‏.‏ وفَحْفح النائم وفحَّ‏:‏ إذا نفخ في نومه بالحاء والخاء‏.‏ ولَحَّتْ عينه بالحاء ولخت بالخاء‏:‏ كَثُر دَمْعُها وغَلُظَت أجفانها‏.‏ والحفحفة بالحاء والخفخفة بالخاء‏:‏ صوت الضبع‏:‏ ويقال‏:‏ ما يملك خَرْبَسِيساً بالحاء والخاء أي ما يملك شيئاً‏.‏ ورجل طَمَحْرِير بالحاء والخاء‏:‏ عظيمُ البَطن‏.‏ وناقة حنْدَلِس وخَنْدَلِس بالحاء والخاء فيهما‏:‏ كثيرةُ اللَّحْم‏.‏

وقال الأصمعي قال أعرابي‏:‏ مَتَخْت الخمسة الأعقد بالخاء المعجمة والحاء أيضاً‏:‏ يعني خمسين سنة‏.‏

وقال ابن خالويه في شرح الدريدية‏:‏ الأحْيص والحَيْصاء بالحاء والخاء‏:‏ الذي إحدى عينيه أصغر من الأخرى، وهو الحَيص والخَيص‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ حَبَجه بالعصا‏:‏ ضربه بها، مثل خَبَجَه،‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ يقولون فاحَ الطيب وفاخَ بمعنًى، لُغتان فصيحتان، ويقولون‏:‏ حبقة حَبقة بالحاء والخاء جميعاً وبفتح الباء وكَسْرها‏:‏ إذا صغَّروا إلى الرجل نفسَه‏.‏ ورجل حَنْثل وخَنْثَل بالحاء والخاء‏:‏ إذا كان ضعيفاً‏.‏ وعجوز جِحْرِط وجِخْرط بالحاء والخاء‏:‏ هَرِمة‏.‏ وضرب طِلَحْف وطِلَخْف بالحاء والخاء‏:‏ شديد مُتتابع‏.‏ ويقال أيضاً‏:‏ طَلَحْف وطَلَخْف‏.‏ ودَحْمَرْتُ القِرْبة ودَخْمَرْتُها بالحاء والخاء‏:‏ إذا ملأتها، والخَذْلَمة‏:‏ السُّرعْة‏:‏ مرّ يُخَذْلِم خَذْلمَة بالحاء والخاء، وكلب مُحْرَنْفِش ومُخْرنْفش‏:‏ إذا تنفَّش للقتال‏.‏

وفي الغريب المصنف‏:‏ مَسخْتُ الناقةَ بالخاء معجمة وبالحاء جميعاً‏:‏ إذا هزلتها وأدْبرتها‏.‏

وفي فقه اللغة للثعالبي‏:‏ قال أبو سعيد السيرافي‏:‏ تقول العرب‏:‏ سمعت للجراد حَتْرَشَة وخَتْرَشة‏:‏ وهو صوت أكله‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ حَرَشه حَرْشاً بالحاء والخاء جميعاً‏:‏ أي خَدَشه، والمحراش بالحاء والخاء‏:‏ المحجن‏.‏

وفي المحكم‏:‏ الرِّمَخ‏:‏ البلح، واحدته رِمَخَة والحاء لغة، والنُّخامة بالحاء لغة في النُّخامة‏.‏

ذكر ما ورد بالدال والذال‏:‏ قال أبو عبيد في الغريب المصنف في باب عقد له‏:‏ خَرْدَلْت اللحم وخرذلتُه‏:‏ قطعته، وادْرَعفَّت الإبل واذْرَعفَّت‏:‏ مضت على وجوهها‏.‏ واقدحرّ واقذحرّ‏.‏ وما ذُقْتُ عَدُوفاً، ولا عَذوفاً‏:‏ أي مأكولاً، ورجل مِدْل ومِذْل‏:‏ وهو الخفيّ الشخص القليل اللحم‏.‏ انتهى‏.‏

وفي الإبدال لابن السكيت‏:‏ الدَّحْدَاحُ والذَّحْذَاح‏:‏ القصار، الواحدة دَحْداحةٌ وذَحْذاحةٌ‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ بَلْذَم الفرس‏:‏ صَدْره، ويقال بالدال أيضاً‏.‏ ودَحْمَلْتُ الشيء بالدال والذال، والذالُ أعْلى‏:‏ دَحْرَجْتُه على الأرض‏.‏ ودفَفْتُ على الجريح بالدال والذال لغتان معروفتان، والدالُّ الأصل‏:‏ أجْهَزْتُ عليه‏.‏ والخُنْدُع‏:‏ الخسيس، ويقال بالذال أيضاً‏.‏ وغَمَيْدَر‏:‏ مُتَنَعِّم بالدال والذال‏.‏ وقِنْدَحْر‏:‏ وقِنْذَحْر‏:‏ المتعرّضُ للناس‏.‏ وحِرْدَوْن دابَّة أو سَبُع بالدال والذال‏.‏

وفي ديوان الأدب‏:‏ مَرَد الخبز ومَرذَه‏:‏ مَرَثَه‏.‏

وقال ابن خالويه‏:‏ بَغْداد بالدال والذال‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ بالدال، فأما بالذال فخطأ‏.‏

وفي الغريب المصنف عن أبي عمرو‏:‏ أتتنا قاذِية من الناس، وهم القليل، وجمعها قواذ، قال أبو عبيد‏:‏ والمحفوظُ عندنا بالدال‏.‏

وقال أبو العباس الأحول‏:‏ يقال للحمّى أُمُّ مِلْذَم بالذال، وقال غيره بالدال‏.‏

قال علي بن سليمان الأخفش‏:‏ ولست أنكر هذا ولا هذا‏.‏

وفي فقه اللغة للثعالبي‏:‏ الدَّألان بالدال والذال‏:‏ مِشْيَةٌ في نشاط وخفّة، ومنها سُمِّي الذئب ذُؤَالة‏.‏

وقال أبو عمرو الشيباني في نوادره‏:‏ الذَّأَلان والدَّأَلان بالذال والدال‏.‏

يقال‏:‏ مرَّ يَذْأَل ويَدْأل في معنى واحد‏.‏ وأجدعته وأجذعته‏:‏ قطعت أنفه‏.‏

وفي أمالي ثعلب‏:‏ المُجَدَّع‏:‏ المقطَّع الأنف، والمجذَّعُ مثله، ونُمْرُوذ بالذال، وأهل البصرة يقولون نُمْرُود بالدال‏.‏

وفي كتاب الأيام والليالي للفراء‏:‏ يقال‏:‏ مضى ذَُهْل من الليل ودَهْل بالذال والدال‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ جَدَعْته وأجدعته‏:‏ سجنتُه وبالذال أيضاً، وتمدَّحت خَواصِرُ الماشية‏:‏ اتسعت شِبعاً بالدال والذال جميعاً‏.‏ ورجل مُنَجَّدٌ بالدال والذال جميعاً أي مُجَرَّب‏.‏ والمقْذَحرُّ‏:‏ المتهيِّئ للشر بالذال والدال جميعاً‏.‏

ورجل هُدَرَة‏:‏ ساقِط وهو بالدال في هذا الموضع أجود منه بالذال‏.‏

وفي شرح المعلقات للنحاس يقال‏:‏ جدّه يجُدّه‏:‏ إذا قطَعه، ويقال‏:‏ جذّه بالذال معجمة إذا قطعه أيضاً‏.‏

وفي شرح أدب الكاتب للزجاجي‏:‏ الغَذَويّ بالذال والدال معاً، عن الليث‏:‏ أن يباع البعير أو غيره بما يضرب هذا الفحلُ في عامه‏.‏

وفي فقه اللغة‏:‏ الخَرْدلة بالدال والذال‏:‏ القَطْع قِطَعاً‏.‏

وفي المقصور والممدود للقالي‏:‏ الجادِل‏:‏ الخَشِب الذي قد قَوي على بعض المَشْي، وهو بالذال المعجمة قليل، ويقال‏:‏ جادل وجادن بالدال غير معجمة وهو الكثير الذي عليه أكثرُ العرب‏.‏

وفي المجمل‏:‏ جَذَف الرجل‏:‏ أسرع بالدال والذال، والهيْدَبَى بالدال والذال‏:‏ جِنْسٌ من مَشيِ الخيل‏.‏

ومما ورد بالدال والراء‏:‏

قال القالي‏:‏ عُكْدَة اللسان وعُكْرَتَه‏:‏ أصله ومُعظمه‏.‏ ودَجَن بالمكان ورَجَن‏:‏ ثبت وأقام فهو دَاجِن ورَاجِن‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ الصُّمارِخ‏:‏ الخالصُ من كل شيء، ويروى عن أبي عمرو‏:‏ الصُّمادِح بالدال، وما دَهَم يميدهم لغة في مارهَم من الميرة‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ الرَّجانة والدَّجانة‏:‏ الإبلُ التي يحمل عليها المتاعُ من منزل إلى منزل‏.‏

ومما ورد بالراء والنون‏:‏ في تهذيب التبريزي‏:‏ يقال لموضع فراخ الطير‏:‏ الوُكور والوكون، الواحد وكْر ووَكْن‏.‏

ذكر ما ورد بالراء والزاي‏.‏

في الغريب المصنف‏:‏ سيل راعِب بالراء وزَاعِب بالزاي‏:‏ يملأ الوادي‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ رجل فَيْخَر‏:‏ عظيم الذَّكر‏.‏ قال أبو حاتم بالزاي معجمة، وقال غيره بالراء‏.‏ وريح نَيْرَج‏:‏ عاصف بالراء‏.‏ قال ابن خالويه‏:‏ وبالزاي‏.‏

وفي تهذيب التبريزي يقال‏:‏ لم يعطهم بازِلةً بالزاي‏.‏ وقال ابنُ الأنباري وحدَه بالراء‏:‏ أي لم يعطهم شيئاً، وفي نوادر ابن الأعرابي‏:‏ يقال جَزَح له من ماله وجرح‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ أضزَّ الفرس على فأْس اللّجم أي أزمَّ عليه مثل أضرّ‏.‏ والعَجيز‏:‏ الذي لا يأتي النساء بالزاي والراء جميعاً‏.‏

وفي الأفعال لابن القوطية‏:‏ هرَأه البردُ هرءًا و أهْرأه‏:‏ بلغ منه، ولغةٌ فيهما بالزاي‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ يقال سمعت رِزّ القوم إذا سمعت أصواتهم، بتقديم الراء على الزاي، وسمعت زرّة القوم مثله بتقديم الزاي على الراء، ويقال‏:‏ رفّ الطائر بالراء يرفّ رَفّاً ورفيفاً، وزفّ الطائر بالزاي يزفّ زَفّاً وزفيفاً‏:‏ إذا بَسط جناحيه، وأم خِنَّوْر من كُنى الضبع، ويقال بالزاي‏.‏

ذكر ما ورد بالسين والشين‏:‏ قال ابن السكيت في الإبدال يقال‏:‏ جاحَشْتُه، وجاحَسْته‏:‏ إذا زاحَمْته‏.‏

وبعضُ العرب يقول‏:‏ للجحاش في القتال الجِحاس، وأنشد الأصمعي لرجل من بني فزارة‏:‏

والضرْبِ في يوم الوَغَى الجِحَاسِ

ويقال‏:‏ جَرْسٌ من الليل وَجَرْش‏.‏ وسَئِفَتْ أصابعه وشَئِفَتْ‏:‏ وهو تَشَقّق يكون في أصول الأظفار‏.‏ والسَّوْذَق والشَّوْذَق‏:‏ السِّوار‏.‏ وَحمِسَ الشرّ، وَحمِشَ‏:‏ إذا اشتدّ، وقد احْتَمس الدِّيكان واحْتَمشا إذا اقْتتَلا‏.‏ وعَطَس فسمَّتُّه وشمَّتُّه‏.‏ وتنسَّمْتُ منه علماً وتَنَشَّمْتُ‏.‏ وعبِس وعَبِس للسواد، وغَبِسَ الليلُ وأغبس، وغَبِش وأغْبش‏.‏ ويقال‏:‏ أتيته بسَُدْفةٍ من الليل وشُدْفة، وهو السَّدَف والشَّدَف‏.‏ وجُعْسُوس وجُعْشُوش وكلُّ ذلك إلى قلَّةٍ وقَمْأة‏.‏ ويقال هذا من جعاسيس الناس، ولا يقال في هذا بالشين‏.‏ انتهى‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ سَأْسَأْ بالحمار سيساء وشَأْشَأْ به شيشاء‏:‏ عَرض عليه الماء‏.‏

والشّوجر بالشين والسين‏:‏ الشَّجَرُ الذي يقال له الخلافُ‏.‏

وفي الغريب المصنف‏:‏ سَرِج وشَرج بالسين والشين‏:‏ إذا كَذب‏.‏

وفي التهذيب للتبريزي‏:‏ الوَارِش في الطعام، ويقال وَارس بالسين، وهو الدَّاخل على القوم وهم يأكلون ولم يُدْعَ‏.‏

وفي فقه اللغة للثعالبي‏:‏ الكَوْشلة الفَيْشَلة الضَّخْمة عن الليث، قال‏:‏ الأزهري‏:‏ الذي عرفتُه بالسين إلا أن تكون الشين فيه أيضاً لغة‏.‏

وفي القاموس‏:‏ الكَوْسَلة والكُوْسالة بالإهمال، والكَوْشلة والكَوْشالة بالإعجام‏:‏ الكَمرة الضَّخمة‏.‏

وفي نوادر أبي عمرو الشيباني‏:‏ مُشاش العظام ويقال مساس‏.‏

وفي أمالي ثعلب‏:‏ هوّش الناس وهوّسوا بالشين والسين‏:‏ إذا وقعوا في هَوْشة وهو الفساد‏.‏ وشمَّرت السفينة وسمّرتها واحد‏.‏ وانْتُسِف لونُه وانْتُشِف‏.‏ وسَنَنْتُ عليه الماء وشَنَنَتْ‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ كل داع لأحد بخير فهو مُشَمّت ومُسَمّت‏.‏ وتمر شُهْرِيز، وسُهْرِيز، وشِهْرِيز، وسِهْرِيز، بالشين والسين جميعاً‏:‏ ضربٌ من التمر‏.‏ والمحَسَّة لغة في المحَشَّة وهي الدبر‏.‏ ودَنْقَسْتُ بين القوم أي أفْسدت بالسين والشين جميعاً، والارتْعاش مثل الارتعاش والارتعاد‏.‏ وأرْعسه اللّه مثل أرعشه‏.‏ وناقة رعوس ورعوش‏:‏ يَرجُف رأسها من الكِبَر‏.‏ والنَّهْس والنَّهْش‏:‏ وهو أخْذُ اللَّحْم بمقدّم الأسنان‏.‏ قال الكُميت‏:‏

وغادَرْنا على حُجْرِ بنِ عَمْرٍو *** قَشاعِمَ يَنْتَهِشْنَ وَيَنْتَقِينا

يروى بالسين والشين جميعاً‏.‏

وفي أمالي القالي‏:‏ قال بعض اللغويين يقال‏:‏ السَّجير والشَّجير‏:‏ للصديق‏.‏

وفي تهذيب التبريزي‏:‏ تمر حَشَف وحَسف‏:‏ من حُشافة التمر أي رديئة‏.‏

وأرضٌ شحاح بالشين المعجمة وإهمال الحاءين وسخاخ بإهمال السين وإعجام الخاءين‏:‏ لا تسيل إلا من مَطرٍ كثير‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ القِشْبار من العصيّ‏:‏ الخشنة‏.‏ قال أبو سهل الهروي‏:‏ يقال لها أيضاً‏:‏ القِسْبار بسين غير معجمة‏.‏

وفي المجمل‏:‏ قال ابنُ دريد‏:‏ الهَسْم مثل الهَشم‏.‏

ذكر ما ورد بالصاد والضاد‏:‏ في الجمهرة الحَصب بالصاد‏:‏ ما أُلقي في النار من حطب وغيره‏.‏ والحَضْب بالضاد مثله وقد قرئ بالوجهين قوله تعالى‏:‏ ‏{‏حَصَبُ جَهَنّم‏}‏‏.‏

وفي أمالي ثعلب‏:‏ ما ألقيتَ في النار فهو حَصَب وَحَضْب وحَطَب، وقُصَاقِص وقُضَاقِض‏:‏ اسمان من أسماء الأسد‏.‏

وقال ابن السكيت في الإبدال يقال‏:‏ مَصْمَص إناءَه ومَضمضه إذا غسله‏.‏

وناص نَوْصاً‏.‏ وناضَ نَوْضاً‏:‏ نَجا هارِباً‏.‏ وصاف السهمُ يصيف وضافَ يضيف إذا عدل عن الهدف‏.‏ وعاد إلى صِئْصِئِه وضِئْضِئِه‏:‏ أي أصله‏.‏ وانْقاصَ وانْقاضَ بمعنى‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ المُنْقاض‏:‏ المنقض من أصله، والمُنْقاص‏:‏ المنشقّ طولاً‏.‏ ونَصْنَصَ لسانه ونَضْنضَه‏:‏ إذا حرّكه‏.‏ وتَصافّوا على الماء وتضافّوا عليه‏.‏ صَلاصِل الماء وضلاضله‏:‏ بقاياه، وقبضت قَبْضة، وقَبَصت قَبْصة؛ ويقال‏:‏ القَبْصة أصغر من القَبْضة‏.‏ وتَصَوّأ في خرئه وتضوّأ وتصوّك وتضوّك‏.‏

وفي الغريب المصنف، انْقاصت البئر وانْقاضَت‏:‏ انهارت‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ بعير صُباصِب وضُباضِب‏:‏ قويّ شديد‏.‏ وقَصْقَص الشيء وقَضقضْه‏:‏ كسره، وبه سمِّي الأسد قُصاقِصاً وقُضاقِضاً‏.‏ ورجل صِمْصِم وصُماصِم وضمْضَم وضُماضِم‏:‏ إذا كان ماضياً جَلْداً ضريّاً‏.‏

وفي ديوان الأدب‏:‏ الامتِضاض مثل الامتصاص‏.‏

وفي أمالي القالي‏:‏ قال اللحياني يقال‏:‏ إنه لَصِلُّ أصْلال، وضِلُّ أضلال‏:‏ إذا كان داهية‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ أبصع كلمة يؤكّد بها، وبعضهم يقوله‏:‏ بالضاد المعجمة، وليس بالعالي‏.‏

وفي شرح أدب الكاتب للزجاجي‏:‏ القَضْب‏:‏ القطع، ومنه سيف قاضب‏.‏

والقَصْب بالصاد غير معجمة‏:‏ القَطْع أيضاً، ومنه سُمِّي القَصّاب‏.‏

وفي المجمل‏:‏ المِخْصل‏:‏ السيف القطّاع بالصاد والضاد، لغتان‏.‏

ذكر ما ورد بالطاء والظاء‏:‏ في الغريب المصنف قال أبو عمرو‏:‏ ذهب دمُه طَلَفاً وظَلَفاً أي هدَراً، قال‏:‏ سمعته بالطاء والظاء ويقال‏:‏ طلْفاً وظلْفاً بجزم اللام‏.‏

ومن اللطائف قال التبريزي في تهذيبه‏:‏ يقال للرجل إذا سدّ باب الغار والدّار بحجارةٍ أو لَبِنٍ ليس معهما طينٌ‏:‏ قد وَظِر عليه الصخر بالظاء المعجمة والراء ووطَد عليه الصخر بالطاء والدّال المهملتين، وصيَّر عليه الصخر بالصاد المُهملة والياء المثناة من تحت مشددة، وضَبَر عليه الصخر بالضاد المعجمة والباء الموحدة مخففة‏.‏

ذكر ما ورد بالعين والغين‏:‏ وفي الجمهرة‏:‏ العَمْجَرة‏:‏ تتابُع الجَرْع، عمجر الماء عمجرة بالعين والغين، وعَفَنْشَل وغَفَنشل‏:‏ ثَقيل وَخْم‏.‏ وعَبْعَب وغَبْغَب‏:‏ صنمٌ معروف لقُضاعة ومن داناهم، وأسدٌ عَشَرَّب‏:‏ غليظ شديد‏.‏ ويقال غَشَرَّب مثل عَشَرَّب‏.‏ والضَّبَعْطَى والضَّبَغْطَى بالعين والغين مقصورتان‏:‏ كلمة يُفزَّع بها الصِّبيان، يقال‏:‏ جاء ضَبَغْطَى ويا ضَبَغْطَى خُذيه، قال الشاعر‏:‏

يُفزَّع إن فُزِّع بالضَّبَغْطَى

وهِمْيَغ قال ابنُ دريد قال أصحابنا‏:‏ بالغين المعجمة وذكره الخليل بالعين غير معجمة‏:‏ موتٌ سريع وحيٌّ، وعَنَج بعيره وغَنَجه‏:‏ إذا عَطفه‏.‏ والمَعْطُ‏:‏ المدُّ وبالغين أيضاً‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ العَلَث‏:‏ شِدّة القتال واللزوم له، يقال بالعين والغين جميعاً‏.‏

وفي الإبدال لابن السكيت‏:‏ عَلَث طعامه وغَلثه‏.‏ ولَعَنَّ لغة في لعلّ ولغنّ‏.‏ وسمعت وَعاهم ووَغاهم وهي الضَّجَّة‏.‏ ومالك عن هذا وَعْل ووَغْل في معنى لجأ‏.‏ وارمَعَلّ دَمْعه وارْمَغَلّ‏:‏ إذا قطر وتتابع‏.‏ وبَعْثَر متاعه وبَغْثَره‏.‏ ونُشِعْت به ونشغت‏:‏ أُولِعت‏.‏

وفي الغريب المصنف قد قرئ‏:‏ ‏{‏شَغَفها حُبًّا‏}‏ وشَعَفها معاً، وهو عِشْقٌ مع حرقة‏.‏

وفي المجمل‏:‏ العَلَث‏:‏ الخلط، والعَلِيث‏:‏ الحِنْطةُ يخلط بها شعير‏.‏

واعْتَلَث الزَّنْد‏:‏ إذا لم يُورِ، وفلان يَعْتَلث الزّناد إذا لم يتخيَّر مَنْكِحه‏.‏

وقضيب مُعْتَلث‏:‏ إذا لم يتخيَّر شجره‏.‏ وسقاء مَعْلوث‏:‏ مَدْبوغ بالأرَطى‏.‏

وأعْلاثُ الزَّادِ‏:‏ ما أُكِل غير مُتخَيّرٍ من شيء‏.‏ قال ويقال هذا كلّه بالغين أيضاً‏.‏

وفي تهذيب الإصلاح للتبريزي‏:‏ النَّشُوغ والنَّشُوع‏:‏ السَّعوط يقال‏:‏ نشَغْتُه ونشعتهُ‏.‏

وفي ديوان الأدب‏:‏ الوَبَّاعة والوبَّاغة‏:‏ الاسْتُ‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ النَّبّاعة‏:‏ الاسْت وبالغين المعجمة أيضاً‏.‏

وفي أمالي القالي‏:‏ المَأَص والمَعَص من الإبل البِيضُ التي قارفت الكَرْم واحدتها مَأَصة ومَعَصة، هذا قول ابنُ دريد‏.‏ فأما يعقوب واللحياني فقالا‏:‏ المغَص بالغين المعجمة‏.‏

ذكر ما ورد بالفاء والقاف‏:‏ قال ابن السكيت‏:‏ الزَّحاليف والزَّحاليق‏:‏ آثارُ تَزَلُّج الصبيان من فوق إلى أسفل‏.‏ أهل العالِية يقولون‏:‏ زُحْلوفة وزَحاليف، وبنو تميم ومن يليهم من هوازن يقولون‏:‏ زُحْلوقة وزَحاليق‏.‏

وقال في الجمهرة‏:‏ زُحْلوقة بالقاف لغةُ أهل الحجاز وزُحلوفة بالفاء لُغة أهل نجد‏.‏

قال الراجز يصف القبر‏:‏

لِمَنْ زُحْلوقة زُلُّ *** بها العينانِ تَنْهَلُّ

ينادي الآخِرُ الألّ *** ألا حُلُّوا ألا حُلوا

وفي ديوان الأدب‏:‏ القَشّ‏:‏ حَمْلُ اليَنْبوت، وهو شجرُ الخَشْخاش، ويقال بالفاء أيضاً‏.‏ والمُفَرِّشة والمُقرِّشة بالفاء والقاف‏:‏ الشَّجَّة التي تَصْدع العَظْم ولا تَهْشِم‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ نَفَز الظبي يَنْفِزُ نَفزاناً بالفاء‏:‏ أي وثب‏.‏ ونقز الظبي في عَدْوِه ينقز نقَزاً ونقزاناً بالقاف أي وثب‏.‏ وصَلْفعَ عِلاوَتهُ بالفاء والقاف جميعاً‏:‏ أي ضرب عُنُقَه‏.‏ وصَلْفع الرجل إذا أفْلس بالفاء والقاف‏.‏ والبقَار‏:‏ إصلاح النخل وتلقيحها وهو بالفاء أشهر منه بالقاف‏.‏ وفَرَعْت رأسه بالعصا بالفاء والقاف أي عَلَوْته‏.‏

وفي أمالي القالي‏:‏ القَصْم والفَصْم الكَسر، وبعضهم يُفرِّق بينهما فيقول‏:‏ القَصم‏:‏ الكسر الذي فيه بَيْنونة‏:‏ والفَصم الكسر الذي لم يَبِن‏.‏

ذكر ما ورد بالقاف والتاء‏:‏ في الصحاح‏:‏ حِمار نَهَّات أي نَهّاق‏.‏

ذكر ما ورد بالكاف واللام‏:‏ في الجمهرة‏:‏ رجل مُصْمِكّ ومُصَمْئلّ‏:‏ إذا انتفخ من غَضَب‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ زَحَك عنه وزَحل إذا تَنَحّى‏.‏

وفي المجمل‏:‏ لابن فارس‏:‏ المأْفُوك‏:‏ الضعيف الرأْي، والمأْفول باللام أيضاً‏:‏ الضعيف الرأي، وكذا المأْفون بالنون، ولعله من الإبدال‏.‏

ذكر ما ورد بالراء والواو‏:‏ في تذكرة ابن مكتوم‏:‏ الدُّودَمِس‏:‏ ضَرْبٌ من الحيّات، قاله ابن سيده‏:‏ وقال ابن خلصة‏:‏ الدُّودَمس رباعي‏:‏ وليس له في الكلام نظير‏.‏

وفي المحكم في الرباعي السين والدال‏:‏ الدُّودمس‏:‏ حيّة تَنْفخ فتَحْرِق ما أصابت‏.‏

قال ابن مكتوم‏:‏ وفات ذلك عبد الواحد اللغوي في كتاب الإبدال فلم يذكره في باب الراء والواو وهو من شرطه‏.‏

ذكر ما ورد بالنون والياء‏:‏ في الصحاح‏:‏ أصل التَّزْنيد أن تُخَلَّ أشاعِر الناقة بأخِلّة صِغار ثم تُشَدُّ بشَعَرٍ، وذلك إذا انْدحَقَتْ رَحِمها بعد الولادة عن ابن دريد بالنون والياء‏.‏

وفي تهذيب التبريزي‏:‏ يقال منشار بالنون، وميشار بالياء بلا همز، ومئشار بالهمز‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ الصَّنْدلانيّ لغة في الصَّيْدَلاني‏.‏

ومن لطيف ما يدخل في هذا الباب ما في الغريب المصنف لأبي عبيد قال‏:‏ قال الأصمعي‏:‏ أخبرني عيسى بن عمر قال أنشدني ذو الرمة‏:‏

وظاهر لها من يابس الشخت واسَتعِن *** عليها الصبا واجعلْ يديك لها سترا

ثم أنشد بعد من بائس الشخت‏.‏ فقلت له‏:‏ إنك أنشدتني من يابس الشخت‏؟‏ فقال‏:‏ اليبس من البؤس، وذلك إسناد متّصل صحيح فإن أبا عبيد سمعه من الأصمعي‏.‏

النوع الثامن والثلاثون‏:‏ معرفة ما ورد بوجهين بحيث إذا قرأه الألثغ لا يعاب

وذلك كالذي وردَ بالراء والغين، أو بالراء واللام، أو بالزاي والذال، أو بالسين والثاء، أو بالضاد والظاء، أو بالقاف والكاف، أو بالكاف والهمزة، أو باللام والنون، وأما الذي ورد بالدال والذال، أو بالسين والشين، فقد مرّ في النوع الذي قبلَه، وإن كان يدخل في هذا النوع‏.‏

والأصل في هذا النوع ما ذكره الثعالبي في فقه اللغة قال‏:‏ أنا أستظرفُ قول الليث عن الخليل‏:‏ الذُّعاق كالزُّعاق، سمعنا ذلك من بعضهم، وما ندري ألغة أم لثغة‏.‏

وقال في الصحاح‏:‏ اللَّهْس لغة في اللَّحْس أو هَهّة‏.‏

وقال‏:‏ مرس الصبيّ أصبعه يَمْرُسه لغة في مَرَثه أو لثغة‏.‏

وقال الثَّرْط مثل الثلط لغة أو لثغة وهو إلقاء البَعْر رقيقاً‏.‏ وقال‏:‏ إناء تَلِع لغة في تَرِع أو لثغة‏:‏ أي ممتلئ‏.‏

وقال‏:‏ قال الأصمعي‏:‏ لقيتُ منه عاذوراً أي شراً، وهو لغة في العاثور، أو لثغة‏.‏

وقال‏:‏ العاذر لغة في العاذِل أو لثغة‏:‏ وهو عرق يخرج منه دم الاستحاضة‏.‏

وقال‏:‏ يقال فلان من جِنْثِكَ وجنسك أي من أصْلِك، لغة أو لثغة‏.‏

وقال‏:‏ الوَطْث‏:‏ الضَّرْبُ الشديد بالرِّجل على الأرض، لغة في الوَطس أو لثغة، وقال‏:‏ قال الفراء‏:‏ كَثِير بَذير مثل بَثِير لغة أو لثغة‏.‏

وقال‏:‏ رجل شِنْظير وشِنْظِيرة‏:‏ أي سيِّئ الخلق، وربما قالوا‏:‏ شِنْذيرة بالذال المعجمة لقُرْبها من الظاء، لغة أو لثغة‏.‏

فمما ورد بالراء والغين‏:‏ في الغريب المصنف لأبي عبيد قال الفراء‏:‏ غانت نفسه، ورانت تغين وتَرِين إذا غَثَتْ‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ الرَّمَص في العين والغَمَص واحد، يقال‏:‏ غَمِصت عينه إذا كثر فيها الرَّمص من إدامة البكاء‏.‏

وفيها‏:‏ غايَةُ الخمّار‏:‏ رايتُه، قال‏:‏ وكان بعض أهل اللغة يقول‏:‏ كلُّ راية غاية‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ الغاية‏:‏ الراية‏.‏ وقال أبو عبيد في الغريب المصنف‏:‏ غَيَّيْت غايةً مثل راية وأغْييتها‏:‏ نصبتها‏.‏

وفيه‏:‏ الغادة‏:‏ المرأة الناعمة اللَّينة، والرَّادة نحوه‏.‏

وفي أمالي ثعلب‏:‏ رجل راد وغاد‏.‏

وفي مختصر العين‏:‏ الرَّمّازة الجارية الغَمَّازة‏.‏

ومما ورد بالراء واللام‏:‏ قال ابن السكيت في الإبدال‏:‏ رُثِدَت القصعة بالثَّريد ولُثِدَت‏:‏ إذا جُمع بَعضُه إلى بعض وسُوِّي‏.‏ ورَدَّم ثوبه ولدَّمه، رقعه‏.‏ وهدر الحمامُ هديراً وهدلَ هديلاً‏؟‏ وجَرَمه وجَلمَه‏:‏ قَطَعه‏.‏ والتَّرَاتِر والتَّلاتِل‏.‏ وسهم أمْرَط وأمْلط ليس له ريش‏.‏ وجذع مُتَقَطِّر ومُتَقَطِّل‏.‏ وجِلِبَّانَة وجرِبَّانة‏:‏ الصَّخَّابة السيئة الخلق‏.‏ واعْرَنْكس الشَّعْر واعْلَنْكَس‏:‏ تَرَاكم وكَثرَ أصْله‏.‏ وطِرْمِساء وطِلْمِساء‏:‏ الظلمة‏.‏ ونَثْرَة ونَثْلَة‏:‏ الدِّرْع السلسة الملبس أو الواسعة‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ ناقة عيهر وعَيْهل‏:‏ سريعة‏.‏ وقلَف الشيء‏:‏ قشره، وقرَفه أيضاً‏.‏ واعْرَنْكس الليل واعْلنْكس‏:‏ أظلم‏.‏ وكُرْدُوم وكُلْدُوم‏:‏ قصير‏.‏ وجرْسام وجِلْسَام‏:‏ الذي تُسَميِّه العامَّة‏:‏ البِرْسام‏.‏ وبعِير حَفَلْكَى وحَفَنْكَى‏:‏ ضعيف‏.‏ وجُلُبَّانَ السيف وجُرُبَّانه‏:‏ قِرابه‏.‏

وفي ديوان الأدب‏:‏ فرق الصبح لغة في فَلق‏.‏

وفي أمالي ثعلب‏:‏ الوَجَل والوَجَر واحد‏:‏ وهو الفَزَع، يقال‏:‏ رجلٌ أوْجَل أو أوْجَر وامرأة وَجِلَة ووجِرَة‏.‏ وخَلَقَ وخَرَق، واخْتَلَق واخْتَرَق سواء‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ ‏{‏وتَخْلُقُون إفكاً‏}‏‏.‏ ‏{‏وخَرَقُوا لَهُ بَنين وبناتٍ بغير علم‏}‏‏.‏ ومُسْتَطير ومُسْتَطيل واحد‏.‏ يقال‏:‏ اسْتَطار الشقّ في الحائط واستطال، وفي التنزيل‏:‏ ‏{‏كانَ شرُّه مُسْتَطيراً‏}‏‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ الطِّرْش‏:‏ الصحيفة، ويقال‏:‏ هي التي مُحِيَت ثم كُتِبت‏.‏ وكذلك الطِّلْس‏.‏ والتَّلْصيص في البُنْيان لغة في التَّرْصيص‏.‏ وانْخَرَعت كتفه لغة في انخَلَعَت‏.‏ والخراعة لغة في الخَلاَعة وهي الدَّعارة‏.‏ وعَلَق القربة لغة في عَرَق القربة، ولَمَقْتُه ببصري مثل رَمَقْتُه، وحُثارة التبن لغة في الحُثالة، وسَدَرت المرأة شعرها فانْسَدَر لغة في سَدَلَتْه فانْسَدَل‏.‏

وفي المقصور للقالي‏:‏ الخَيْزَلَى‏:‏ مِشية تَبَخْتُر، والخَيْزَرَى مثله، وكذلك الخَوْزََلَى والخَوْزَرى‏.‏

وفي كتاب الأصوات لابن السكيت‏:‏ حكي إنه لَصَرَنْقَح الصوت وصَلَنْقَح الصوت بالراء واللام‏:‏ أي صُلْبُ الصوت‏.‏

ومما ورد بالزاي والذال‏:‏ في الإبدال لابن السكّيت‏:‏ موت ذُؤَاف وزؤاف‏:‏ يعجل القتل، وزرق الطائر وذرق، وزَبَرْت الكتاب وذَبَرْتُه‏:‏ كَتبتُه‏.‏

وفي الغريب المصنف لأبي عبيد‏:‏ مرّ فلان وله أذْيَب وأحسبها تُقال بالزاي أيضاً أزْيَب‏:‏ يعني النشاط، وموت ذُعاف وزُعاف مثل زؤاف‏.‏

وفي ديوان الأدب‏:‏ الأحْوذيّ والأحْوَزِي‏:‏ الرَّاعي المشمِّر للرّعاية الضابط لما وَلَى‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ الأحْوَذَي مثل الأحْوزي‏:‏ وهو السائق الخفيف عن أبي عمرو، قال العجَّاج‏:‏

يَحُوزُهُنّ ولَهُ حُوزيُّ

وأبو عبيدة يَرويه بالذال، والمعنى واحد‏.‏

وفي أمالي ثعلب‏:‏ حَاذه يحوذُه، وحازَه يحوزه بمعنى واحد‏:‏ استَوْلَى عليه‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ يقال ذَعَطَه وزَعطه، بالذال والزاي بمعنى خَنَقه، والذَّعْذعة بالذال والزَّعزَعة بالزاي بمعنى‏:‏ وهو تحريك الرِّيح الشجرَ حركة شديدة‏.‏ والخَذْعَلة والخَزْعلة‏:‏ ضربٌ من المَشْي، قال الراجز‏:‏

ونقل رِجْلٍ من ضِعاف الأرْجُل *** متى أُرِدْ شَدََّتَهَا تُخَذْعِلُ

وروي تخَزْعِل أيضاً، ومنه قولهم‏:‏ ناقة بها خَزْعال بفتح الخاء، وليس في كلامهم فعلال من غير ذوات التضعيف غير هذا الحرف إذا كانت تنبث التراب برجليها إذا مَشَتْ‏.‏

ومما ورد بالسين والثاء‏:‏ قال ابنُ السكّيت في الإبدال‏:‏ يقال‏:‏ أتيتُه مَلْس الظَّلام ومَلْث الظلام‏:‏ أي اخْتِلاط الظلام‏.‏ والوَطْس والوَطْث‏:‏ الضَّرْب الشديد بالخُفِّ‏.‏ وناقة فاسِج وفاثِج وهي الفتيَّة الحامل‏.‏ وفُوهُ يجري سَعَابيب وثعابيب وهو أن يجري منه ماء صاف تمدّد‏.‏ وسَاخَتْ رِجلهُ في الأرض وثاخَت إذا دخلت‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ يقال جىء به من حيثك وحَيْسِك‏:‏ أي من حيث كان‏.‏

وفي ديوان الأدب‏:‏ مَرَس التَّمرَ ومَرَثه‏:‏ مَرَده‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ الجُثْمان والجُسْمان، يقال‏:‏ ما أحسنَ جُثْمان الرجل وجُسْمَانه‏:‏ أي جسده‏.‏ وارْبَسَّ أمرهم ارْبسَاسَاً لغة في ارْبَثَّ‏:‏ أي ضعف حتى تفرَّقوا، ومَرَث التمر بيده لغة في مَرَسه‏.‏

وفي فقه اللغة‏:‏ يقال عَثا الشيخ وعَسا‏.‏

لطيفة‏:‏ في الجمهرة امرأة عَثَّة بالثاء وعَشَّة بالشين المعجمة‏:‏ ضئيلة الجسم، وهذا يناسب من يلثغ في الشين سيناً وفي السين ثاء، وهذا يناسب‏:‏ مَسَحَها بالمنديل مثل مشّ، والهيْثُ‏:‏ الحركة مثل الهَيْشِ، والهَيْثَة‏:‏ الجماعة من الناس مثل الهَيْشَة‏.‏

وفي ديوان الأدب للفارابي‏:‏ رجل مَغِث أي مَرِس وهذا يناسب من يلثغ في الراء والسين معاً‏.‏

ذكر ما ورد بالضاد والظاء‏:‏ في الغريب المصنف‏:‏ فاظَت نفسُه تفيظ‏:‏ مات، وناس من بني تميم يقولون‏:‏ فاضت نفسُه تفيض‏.‏

وقال المبرد‏:‏ أخبرني التوّزي عن أبي عبيدة قال‏:‏ كلُّ العرب تقول‏:‏ فاضت نفسه بالضاد إلا بني ضَبَّة فإنهم يقولون‏:‏ فاظت نفسه بالظاء، حكاه أبو محمد البطليوسي في كتاب الفرق‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ الحُضُض ويقال الحُضَض، ويقال الحُظُظ والحُظَظ‏:‏ صَمْغ نحو الصَّبر والمرِّ وما أشبههما‏.‏

وفي كتاب الفرق للبطليوسي‏:‏ حَظِلت النَّخْلة وحضِلَت‏:‏ إذا فَسدت أصول سَعَفها، وسمعت ظَباظِب الخيل وضَباضِبَها‏:‏ أصواتها وجَلَبتها، والعظ والعض‏:‏ شدّة الحرب وشدة الزمان، ولا تستعمل الظاء في غيرها‏.‏

والأرْظُ والأَرْض‏:‏ قوائم الدابة، والأشهر فيه الضاد، والحُظُظ والحُضُض بضم الظاء والضاد وفتحهما‏:‏ الكُحْل الذي يقال له الخَوْلان، قال الراجز‏:‏

أَرْقَش ظمآن إذا عُصْرَ لَفَظْ *** أَمَرَّ من مرّ ومَقْرٍ وحُظَظْ

قال الخليل‏:‏ يُنْشد هذا البيت بظاءينَ مَنْ كانت لُغتُه فيه بالظاء، والذي لغُته بالضاد يجعله على لغته ضاداً، ويجعل الآخر ظاء لإقامة الرويّ‏.‏ ويقال للجماعة من الناس إذا خرجت في الغَزْو‏:‏ هيطَلة وهَيْضَلة والضاد أشهر‏.‏ ويقال‏:‏ ماء مَظْفوف ومَضْفوف‏:‏ إذا كثرَ عليه الناس، حكاه أبو عمرو الشيباني بالظاء وحكاه الخليل بالضاد‏.‏

ويروى أن رجلاً قال لعمرَ بن الخطاب‏:‏ ما تقولُ في رجل ظَحَّى بضَبي‏؟‏ فعجب عُمرُ ومَنْ حَضَره من قوله، فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين؛ إنها لغة- وكسر اللام، فكان عجبُهم من كسره لام لغة أشدّ من عجبهم من قَلْب الضاد ظاء والظاء ضاداً‏.‏

قلت‏:‏ هذا الأثر أخرجه القالي في أماليه قال‏:‏ حدثنا أبو عبد اللّه المقدمي قال حدثنا العباس بن محمد قال حدثنا ابن عائشة قال‏:‏ حدثنا عبد الأعلى بن أبي عثمان الأسدي عن بعض رجاله قال قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه‏:‏ يا أمير المؤمنين؛ أيُظَحَّى بضبيٍ‏؟‏ قال‏:‏ وما عليك لو قُلْتَ أيُضَحَّى بظَبي‏؟‏ قال‏:‏ إنها لغة‏.‏ قال‏:‏ انْقطع العتاب ولا يُضحَّى بشيء من الوحش‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ التَّقريظ مثل التقريض، يقال‏:‏ فلان يُقَرِّض صاحبه إذا مدحه أو ذمّه‏.‏

وقال في حرف الظاء‏:‏ قولهم‏:‏ فلان يُقَرِّضُ صاحبه تَقْرِيضاً بالضاد والظاء جميعاً عن أبي زيد‏:‏ إذا مدحه بحقٍّ أو بباطل‏.‏

ومما ورد بالقاف والكاف‏:‏ في الجمهرة‏:‏ الحَرْقلة‏:‏ ضربٌ من المشي، الحَرْكَلَة أيضاً‏.‏ ويقال‏:‏ اقْمَهَّدَ واكْمَهَّدَ إذا رعش من الضعف‏.‏ وكُلاكِل وقُلاقِل‏:‏ قصير مُجْتمع‏.‏ ورجل مُكْبَئنّ ومُقْبَئنّ‏:‏ مُتَقَبِّض‏.‏ والقِرْشَبّ والكِرْشَبّ‏:‏ المُسِنُّ‏.‏ وناقة هَكِعَة وهَقِعَة‏:‏ إذا اشْتَدّ شَبَقها وألْقت نفسها بين يدي الفحل‏.‏

وفي الغريب المصنف‏:‏ المَوْقُوم والمَوْكُوم‏:‏ الشديدُ الحُزْن، وقد وقَمَه الأمْرُ ووكَمَه‏.‏

وفي أمالي القالي يقال‏:‏ سَهكه وسَحَقه‏.‏

وفي الإبدال لابن السكّيت‏:‏ دَقَمه ودَكَمَه‏:‏ دفعه في صَدْره‏.‏ وامتقّ الظبي والسخلة ما في ضرع أمه وامتكه‏:‏ شَربه كلَّه‏.‏ وقاتَعه وكاتَعه‏:‏ قاتَله‏.‏ وعربي قُحٌّ وكحّ‏:‏ خالص‏.‏ وعَرِبيّة قُحَّة وكُحَّة‏.‏ وقُسْط وكُسْط‏:‏ الذي يُتبخَّر به، وقَشَطت عنه جلدَه وكشطت، وقريش تقرأ‏:‏ ‏{‏وإذا السَّماء كُشِطت‏}‏‏.‏ وأسد‏:‏ قُشِطت، وكذا هي في مصحف ابن مسعود‏.‏ وقَهرت الرَّجل وكَهَرته، وقرئ‏:‏ ‏"‏ فأمَّا اليَتيمَ فلا تَكْهر ‏"‏‏.‏ وقَحَط القصار وكَحَط‏.‏ وإناء قَرْبان وكَرْبان‏:‏ قَرُبَ أن يمتلئ، وعَسِقَ به وعَسِك‏:‏ لَزِمه، والأقْهَب والأكْهَب‏:‏ لونٌ إلى الغبرة‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ سَكَعَ الرجل مثل سَقَع‏.‏ والدّكّ‏:‏ الدّقّ‏.‏ والعاتِقة من القوس مثلُ العاتكة‏:‏ وهي التي قَدُمَت واحمرّت‏.‏ والدَّعْكة لغة في الدَّعْقَة‏:‏ وهي جَماعةٌ من الابل‏.‏

ومما ورد بالكاف والهمزة‏:‏ في الإبدال لابن السكّيت‏:‏ تَصَوَّك فلان في خرئه وتَضَوّك بالصاد والضاد وتَصَوَّأ وتضَوَّأ بهما وبالهمزة بدل الكاف‏.‏

وفي الغريب المصنف قال الأصمعي‏:‏ الاحتباك بالثوب‏:‏ الاحتباء به‏.‏

وفي الصحاح يقال‏:‏ أفْلَتَ وله كَصِيص وأصيص بَصِيص، قال أبو عبيد‏:‏ هو الرّعْدَة ونحوها‏.‏

ومما ورد باللام والنون‏:‏ قال ابن السكّيت في الإبدال‏:‏ هَتَلَت السماء وهَتَنَت‏.‏ وسحائب هُتُل وهُتُن‏.‏ والسُّدُولُ والسُّدون‏:‏ ما جُلِّل به الهودج من الثياب وغيرها، الكَتَل والكَتَن‏:‏ لزوق الوسَخ بالشيء‏.‏ ولُعاعة ونُعاعة‏:‏ بقل ناعم في أول ما يبدو‏.‏ وبعير رِفَلّ ورِفَنّ‏:‏ سابغُ الذَّنب‏.‏ وطَبَرْزَل وطَبَرْزَن للسكر‏.‏ ورْهَدلة ورْهَدنة‏:‏ طُوَير‏.‏ ولقيتُه أُصَيْلالاً وأُصَيلاناً‏:‏ أي عشيّاً‏.‏ والدَّحِل والدَّحِن‏:‏ الخِبّ الخبيث والغِرْيَل والغِرْيَن‏:‏ ما يبقى من الماء في الحوض أو الغَدير الذي يبقى فيه الدَّعامِيص لا يُقْدَر على شُرْبه‏.‏ والدَّمال والدَّمان‏:‏ السّرْجين، وهو شَثْل الأصابع وشثْنُها‏.‏ وكَبْل الدّلو وكبْنُه‏:‏ ما ثُني من الجلد عندَ شَفَتِه‏.‏ وحَلَك الغُراب وحَنَكه‏:‏ سواده‏.‏ وعُلوان الكتاب وعُنوانه، وقد عَلْوَنتُه وعنْوَنته‏.‏ وأبَّلْت الرجل وأبَّنْته‏:‏ إذا أثنيتُ عليه بعد موته‏.‏ وارمعلَّ الدّم وارمعَنَّ تتابع‏.‏ ويقال‏:‏ لاَبِل ولاَبِن، وإسماعيل وإسماعين، وإسرائيل وإسرائين، وجبريل وجبرين، وميكائيل وميكائين، وإسْرافيل وإسرافين، وشرَاحيل وشَرَاحين، وخامل الذكر وخامِن الذّكر، وذَلاذِل القميص وذَنَاذِنه لأسافله، والواحد ذُلْذل وذُنْذَن‏.‏

وفي الغريب المصنف عن الكسائي‏:‏ لَهَزْته ونَهَزْته‏:‏ دفعته وضربته، وأسود حالك وحانِك‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ قُلَّةُ الجبَل‏:‏ أعلاه وهي القُنّة أيضاً‏.‏ واللَّبلبة والنَّبنبة‏:‏ صوت التيس إذا نَزَا‏.‏ وجرْيال‏:‏ صبْغٌ أحمر‏.‏ ويقال جِرْيان بالنون أيضاً‏.‏

وفي أمالي القالي‏:‏ الأليل‏:‏ الأنين‏.‏

وفي المحكم لابن سيده‏:‏ يقال في الليل اللَّيْن على البدل‏.‏

خاتمة‏:‏ قال صاحب المحكم‏:‏ الألْثَغ الذي لا يستطيع أن يتكلم بالراء، وقيل هو الذي يجعل الراء في طرَف لسانه، أو يجعل الضاد ظاء، وقيل‏:‏ هو الذي يتحوّل لسانُه عن السين إلى الثاء، وقال ابن فارس في المجمل‏:‏ اللّثغة قد تكون في السين والقاف والكاف واللام والراء، وقد تكون في الشين المعجمة، فاللّثغة في السين أن تُبدَل ثاء، وفي القاف أن تُبدل طاء، وربما أُبدلت كافاً، وفي الكاف أن تُبْدَل همزة، وفي اللام أن تُبدل ياء، وربما جعلها بعضُهم كافاً‏.‏ وأما اللثغة في الراء فإنها تكون في ستَّة أحرف‏:‏ العين والغين والياء والذال واللام والظاء، وذكر أبو حاتم أنها تكون في الهمزة‏.‏ انتهى‏.‏

وقال ابن السكّيت في كتاب الأصوات‏:‏ الألثغ في الراء أن يجعل الراء في طرف لسانه وأن يجعل الصاد فاء، والأرَتّ أن يجعل اللام تاء‏.‏