فصل: باب إن العلماء ورثة الأنبياء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العلل المتناهية في الأحاديث الواهية



.أَما حديث أبي سعيد:

- فَأَنبَأَنا به مُحَمد بن عَبدِ الباقِي، قال: أَنبأنا أَبُو عَبدِ الله القُضاعِيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو مُسلِمٍ مُحَمد بن أَحمد بنِ عَلِي الكاتِبُ، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن يَحيَى الأَصفَهانِيُّ، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن مُحَمد بنِ زَكَرِيا الأَصبَهانِيُّ، قال: حَدَّثنا إِسماعِيلُ بن عَمرٍو البَجَلِيُّ، قال: حَدَّثنا مِسعَرُ، عَن عَطِيَّةَ العَوفِيِّ، عَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «طَلَبُ العِلمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسلِمٍ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذِهِ الأحاديث كُلُّها لا يَثبُتُ.
أَما حديث عَلِي:
فَفِي طَرِيقِهِ الأَوَّلِ: السَمَرقَندِيُّ، يُحَدِّثُ بِالمَناكير، ومُحَمد بن أَيُّوبَ، وجَعفَرُ بن مُحَمد هُما فِي غايَةِ الضَّعفِ.
وَفِي الطَّرِيقِ الثانِي: الخُوارَزمِيُّ.
قال الدارقُطني: مَترُوكٌ.
وفِي الطَّرِيقِ الثالِثِ: عَبادُ بن يَعقُوب.
قال ابن حبانَ: يَروِي المَناكِيرَ عَن المَشاهير فاستَحَقَّ التَّركَ، وعِيسَى بن عَبدِ الله، ضَعيفٌ.
أَما حديث ابنِ مَسعُودٍ:
فَفِيهِ عُثمانُ بن عَبدِ الرَّحمَن، ولا يُحتَجُّ به، وهُزَيلٌ، غَيرُ مَعرُوفٍ وما يَروِيهِ غيرَهُ.
أَما حديث ابنِ عُمر:
فَفِي طَرِيقِهِ الأَوَّلِ: مُحَمد بن عَبدِ المَلِك.
قال أَحمد: قَد رَأَيتُهُ وكان يَضَعُ الحديث ويَكذِبُ.
وقال ابن حِبَّان: لا يَحِلُّ ذِكرُهُ فِي الكُتُبِ إِلاَّ عَلَى جِهَةِ القَدحِ فِيهِ.
وَفِي الطَّرِيقِ الثانِي: أَحمد بن إِبراهِيم بنِ مُوسَى.
قال ابن حبانَ: يَروِي عَن مالِكٍ ما لَم يُحَدِّث به قَطُّ، قال: وهَذا الحديث لا أَصلَ لَهُ مِن حديث ابنِ عُمر، ولا مِن حديث نافِعٍ، ولا مِن حديث مالِكٍ.
وفِي الطَّرِيقِ الثالِثِ: مُحَمد بن أَبِي حُمَيدٍ.
قال يَحيَى: لَيسَ بِشيءٍ.
وقال ابن حِبَّان: لا يُحتَجُّ به.
وفِي الطَّرِيقِ الرابِعِ: لَيثُ بن أَبِي سليمٍ.
قال أَبُو زُرعَةَ: لا أَشتَغِلُ به.
وقال ابن حِبَّان: كان فِي آخِرِ عُمرِهِ قَدِ اختَلَطَ وكان يَقلِبُ الأَسانِيدَ ويَرفَعُ المَراسِيلَ، تَرَكَهُ ابن مَهدِيٍّ، ويَحيَى، وأَحمد.
وَأَما حديث ابنِ عَباسٍ: فَعائِذُ بن أَيُّوبَ، مَجهُولٌ.
وعَبد الله بن عَبدِ العَزِيزِ:
فَقال ابن الجُنَيدِ: لا يُساوِي فِلسًا.
وأَما حديث جابِرٍ:
فَفِيهِ مُحَمد بن عَبدِ المَلِك، وقَد ذَكَرناهُ آنِفًا، وعَباسُ بن الوَلِيدِ مَطعُونٌ فِيهِ.
وَأَما حديث أَنَسٍ:
فَفِي الطَّرِيقِ الأَوَّلِ: المثنَى بن دِينارٍ.
قال العُقَيلِيُّ: فِي حديثهِ نَظَرٌ.
وَفِي الطَّرِيقِ الثالِثِ: عَبد الله بن خِراشٍ.
قال أَبُو زُرعَةَ: لَيسَ بِشيءٍ.
وَفِي الطَّرِيقِ الرابِعِ: مُوسَى بن داوُدَ، وهو مَجهُولٌ.
وفِي الطَّرِيقِ الخامِسِ: عُثمانُ بن عَبدِ الرَّحمَن.
قال يَحيَى: كان يَكذِبُ.
وقال ابن حِبَّان: كان يَروِي عَن الثِّقاتِ المَوضُوعاتِ.
وفِيهِ كَثِيرُ بن شنظِيرٍ.
قال يَحيَى: لَيسَ بِشيءٍ.
وفِيهِ حَفصُ بن سُلَيمانَ.
قال أَحمد: هو مَترُوكُ الحديث.
وفِيهِ إِسماعِيلُ بن عُمر، وإِسماعِيلُ بن عَياشٍ، وكِلاهُما ضَعيفٌ.
وفِي الطَّرِيقِ السادِسِ: سُليمان بن قَرمٍ.
قال يَحيَى: لَيسَ بِشيءٍ.
وفِي الطَّرِيقِ السابِعِ: حَسانُ بن سِياهٍ، ضَعَّفَهُ الدارقُطني.
وفِي الطَّرِيقِ الثامِنِ: زِيادُ بن مَيمُونٍ.
قال يَزِيدُ بن هارُونَ: كان كَذابًا.
وقال يَحيَى: لا يُساوِي قَلِيلا ولا كَثِيرًا.
وفِي الطَّرِيقِ التاسِعِ: أَحمد بن الصَّلتِ.
قال الدارقُطني: كان يَضَعُ الحديث، قال: ولا يَصِحُّ لأَبِي حَنِيفَةَ سَماعٌ مِن أَنَسٍ ولا رُؤيَةٌ لَم يَلقَ أَبُو حَنِيفَةَ أَحَدًا مِنَ الصَّحابَةَ.
وفِي الطَّرِيقِ العاشِرِ: عِمرانُ بن عَبدِ الله، وقَد ضَعَّفُوهُ.
وفِي الطَّرِيقِ الحادِي عَشَرَ: مَعانُ بن رِفاعَةَ، ضَعَّفَهُ يَحيَى.
وقال ابن حِبَّان: يَستَحِقُّ التَّركَ.
وفِيهِ مُحَمد بن سُلَيمانَ.
قال أَبُو حاتِمٍ الرازِيُّ: هو مُنكر الحديث.
وفِي الطَّرِيقِ الثِّانُي عشرِ: سُليمان بن كِرانٍ، قَدَحَ فِيهِ ابن عَدِيٍّ، وضَعَّفَهُ أَبُو حاتِمٍ الرازِيُّ، وفِيهِ أَبُو النَّضرِ، وهو مَجهُولٌ.
وَفِي الطَّرِيقِ الثالِثَ عَشَرَ: مُسلِمٌ المَلاَئِيُّ.
قال الفلاسُ: مُنكر الحديث جِدًّا.
وقال يَحيَى: لا شَيءٌ.
وفِيهِ حُسامُ بن مِصَكٍّ.
قال يَحيَى: لَيسَ حديثهُ بِشيءٍ.
وفِيهِ ابن عَياشٍ، وقَد سَبَقَ جَرحٌ فِيهِ.
وفِيهِ عَبد الوَهابِ بن الضَّحاكِ.
وقال أَبُو حاتِمٍ الرازِيُّ: كان يَكذِبُ.
وفِي الطَّرِيقِ الرابِعَ عَشرَ: الخبائِرِيُّ.
قال الرازِيُّ: مَترُوكُ الحديث.
وَأَما حديث أَبِي سَعِيدٍ:
فَفِي إِسنادِهِ إِسماعِيلُ بن عَمرٍو، قَد ضَعَّفَهُ الرازِيُّ، والدارقُطني، وابن عَدِيٍّ.
وفِيهِ عَطِيَّةُ وكُلُّهُم ضَعَّفَهُ.
وقال ابن حِبَّان: لا يَحِلُّ كَتبُ حديثهِ إِلاَّ عَلَى التَّعَجُّبِ.
وقال أَحمد بن حَنبَلٍ: لا يَثبُتُ عِندَنا فِي هَذا الباب شَيءٌ.

.باب ثواب الماشي في طلب العلم:

- أَخبرنا إِسماعِيلُ بن أَحمد السَمَرقَندِيُّ، قال: أَخبرنا إِسماعِيلُ بن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: أَخبرنا أَبُو أَحمد ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا جَعفَرُ بن عَلِي بنِ بَنانٍ، قال: حَدَّثنا سَعِيدُ بن عُفَيرٍ، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن سَعِيدٍ الشامِيُّ، عَن أَبيَنَ بنِ سُفيان، عَن ضِرارِ بنِ عَمرٍو، عَن الحَسَنِ، عَن عمرانَ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن خَرَجَ يَطلُبُ بابا مِنَ العِلمِ، لِيَنفَعَ به نَفسَهُ ويُعلمَ غَيرَهُ، كَتَبَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى بِكُلِّ خُطوَةٍ يَخطُوها عِبادَةَ أَلفِ سَنَةٍ وقِيامَها وصِيامَها وحَفَّتهُ المَلائِكَةُ بِأَجنِحَتِها وصَلَّى عَلَيهِ طَيرُ السَّماءِ وحِيتانُ البَحرِ ودَوابُّ البَرِّ ويُنَزَّلُ مِنَ السَّماءِ مَنازِلَ سَبعِينَ شَهِيدًا».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا الحديث لا يَصِحُّ.
قال البُخاريّ: أَبيَنُ لا يكتبُ حديثه.
قال يَحيَى: وضِرارٌ لَيسَ بِشيءٍ، ولا يكتبُ حديثه.
قال الدارقُطني: مَترُوكٌ.

.باب فضل العلم على العبادة:

فيه: عن حذيفه، وابن عباس، وأبي هريرة.

.فَأَما حديث حُذَيفَةَ، قال:

- حَدَّثنا مُحَمد بن عَبدِ المَلِك، قال: أَخبرنا ابن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: حَدَّثنا ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن الحُسَينِ البُخاريّ، قال: حَدَّثنا عَبادُ بن يَعقُوب، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن عَبدِ القُدُّوسِ، عَن الأَعمش، عَن مُطَرِّفٍ، عَن حُذَيفَةَ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَضلُ العِلمِ خَيرٌ مِن فَضلِ العِبادَةِ، وخَيرُ دِينِكُمُ الوَرَعُ».

.وأَما حديث ابنِ عَباسٍ:

- أَخبرنا أَبُو مَنصُور القَزازُ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكر بن ثابتٍ، قال: أَخبَرَ أَبُو طاهِرٍ أَحمد بن مُحَمد بنِ الخَفافِ، قال: أَخبرنا عَبد الله بن القاسِمِ بنِ سَهلٍ الفَقِيهُ، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن زِيادٍ، قال: حَدَّثنا مُعَلَّى بن مَهدِيٍّ، وحَدَّثَنا أَبُو مَنصُور ابن خَيرُونَ، قال: حَدَّثنا إِسماعِيلُ بن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: أَخبرنا ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن عَبدِ الله بنِ سالِمٍ، قال: حَدَّثنا أَبِي، قال: حَدَّثنا أَبُو عَبدِ الرَّحمَن المُقرِئُ، قالاَ: حَدَّثنا سَوارُ بن مُصعَبٍ، عَن لَيثٍ، عَن طاوُوسٍ، عَن ابنِ عَباسٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «العِلمُ أَفضَلُ العِبادَةِ، ومَلاكُ الدِّينِ الوَرَعُ».

.أَما حديث أَبِي هُرَيرَةَ:

- فَأَنبَأَنا مُحَمد بن ناصِرٍ، قال: أَنبأنا أَبُو غالِبٍ مُحَمد بن الحَسَنَ، قال: حَدَّثنا البَرقانِيُّ، قال: حَدَّثنا الدارقُطني، قال: حَدَّثنا عَبد الباقِي بن قانِعٍ، قال: حَدَّثنا عَبد الرَّحمَن بن قُرَيشٍ، قال: حَدَّثنا مالِكُ بن وابِضٍ، قال: حَدَّثنا أَبُو مُطِيعٍ، عَن الأَعمش، عَن أَبِي صالِحٍ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، عَن النَّبِيِّ صَلى الله عَليه وسَلمَ، أَنَّهُ قال: «فَضلُ العِلمِ خَيرٌ مِن فَضلِ العِبادَةِ ووَجهُ الدِّينِ الوَرَعُ».
قال المُصَنِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ عَن رَسُولِ الله صَلى الله عَليه وسَلمَ، فَفِي حديث حُذَيفَةَ، عَبد الله بن عَبدِ القُدُّوسِ.
قال يَحيَى: لَيسَ بِشيءٍ.
وَأَما حديث ابنِ عَباسٍ:
فَإِنَّ لَيثَ بنَ أَبِي سليمٍ، ضَعيفٌ، تَرَكَهُ يَحيَى القَطانُ، ويَحيَى بن مَعِينٍ، وابن مَهدِيٍّ، وأَحمد.
وأَما سَوارُ بن مُصعَبٍ:
فَقال أَحمد، ويَحيَى، والنَّسائِي: مَترُوكٌ.
وَأَما حديث أَبِي هُرَيرَةَ:
فَقال أَحمد: لا يَنبَغِي أَن يُروَى عَن أَبِي مُطِيعٍ شَيءٌ.
وقال يَحيَى: لَيسَ بِشيءٍ.
وَقال أَبُو داوُدَ: تَرَكُوا حديثه.
وَقَد رُوِيَ مِن حديث سَعدِ بنِ أَبِي وقاصٍ، ومِن حديث ثَوبانَ.
قال الدارقُطني: ولا يَصِحُّ مِنها شَيءٌ، والصَّحِيحُ أَنَّهُ مِن قَولِ مُطَرِّفِ بنِ الشِّخِّيرِ.

.باب فضل العالم على العابد:

- أَنبأنا أَبُو مَنصُور ابن خَيرُونَ، قال: أَنبَأَنا الجَوهَرِيُّ، عَن الدارَقُطنِيِّ، عَن أَبِي حاتم ابنِ حبانَ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن المُسَيِّبِ، قال: حَدَّثنا زَكَرِيا بن يَحيَى الضَّرِيرُ، قال: حَدَّثنا سُليمان بن سُفيان، قال: حَدَّثنا سَلاَّم الطَّوِيلُ، عَن زَيد العَمِّيِّ، عَن جَعفر، عَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَضلُ العالِمِ عَلَى العابِدِ كَفَضلِي عَلَى أُمَّتِي».
قال المُصَنِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ، وسَلاَّم الطَّوِيلُ مُجمَعٌ عَلَى تَضعِيفِهِ.
قال النَّسائِي، والدارقُطني: هو مَكذُوبٌ.
حديث آخَرُ:
- أَخبرنا القَزازُ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكر بن ثابتٍ، قال: حَدَّثنا أَبُو عَبدِ الله ابن الحُسَينِ بنِ مُحَمد بنِ عَلِي البزرِيُّ، قال: حَدَّثَنِي أَبُو الفَتحِ مُحَمد بن الحُسَينِ الأَزدِيُّ، قال: حَدَّثَنِي أَبُو طَلحَةَ الوَساوِسِيُّ، قال: حَدَّثنا نَصرُ بن عَلِي الجَهضَمِيُّ، قال: حَدَّثنا يَزِيدُ بن هارُونَ، عَن العَوامِ بنِ حَوشَبَ، عَن سُلَيمانَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَنَسِ بنِ مالِكٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَضلُ العالِمِ عَلَى غَيرِهِ كَفَضلِ النَّبِيِّ عَلَى أُمَّتِهِ».
قال المُصَنِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ.
قال يَحيَى بن مَعِينٍ: سُليمان بن أَبِي سَلَمَةَ لَيسَ بِشيءٍ.
وقال النَّسائِي: مَترُوكُ الحديث.
وأَما البزرِيُّ: فَكَذابٌ.
قال أَبُو بَكرٍ الخَطِيبُ: قال لِي أَبُو الفَتحِ المِصرِيُّ: لَم أَكتِب بِبَغدادَ عَمَّن أُطلِقَ عَلَيهِ الكَذِبُ مِنَ المَشايِخِ غَيرَ أَربَعَةٍ مِنهُمُ البزرِيُّ.

.باب إن العلماء ورثة الأنبياء:

- أَخبرنا عَبد الرَّحمَن بن مُحَمد، قال: حَدَّثنا أَحمد بن عَلِي بنِ ثابتٍ، قال: أَخبرنا القاضِي أَبُو العَلاَءِ الواسِطِيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو العَباسِ أَحمد بن مُحَمد بنِ حامِدٍ البَلخِيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو إِسحاقَ إِبراهيم بن مُحَمد بنِ عَبدِ الله البَغدادِيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو يُوسُفَ يَعقُوب بن إِسحاقَ البَصرِيُّ، قال: حَدَّثنا الضَّحاكُ بن حَجوَةَ، قال: حَدَّثنا الفِريابِيُّ، قال: حَدَّثنا سُفيان الثَّورِيُّ، عَن مُحَمد بنِ المُنكَدِرِ، عَن جابِرِ بنِ عَبدِ الله، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَكرِمُوا العُلَماءَ فَإِنَّهُم ورَثَةُ الأَنبِياءِ فَمَن أَكرَمَهُم فَقَد أَكرَمَ اللَّهَ ورَسُولَهُ».
قال المُصَنِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ.
قال ابن عَدِيٍّ: الضَّحاكُ بن حَجوَةَ مُنكر الحديث عَن الثِّقاتِ رِواياتُهُ مَناكِيرُ إِما مَتنًا وإِما إِسنادًا.
وقال ابن حِبَّان: لا يَجُوزُ الاحتِجاجُ به، وقَد رَوَى العُلَماءُ ورَثَةُ الأَنبِياءِ بِأَسانِيدَ صالِحَةٍ.
حديث آخَرُ:
- أَخبرنا عَبد الرَّحمَن بن مُحَمد، قال: حَدَّثنا أَبُو بَكرٍ أَحمد بن عَلِي الخَطِيبُ، قال: أَخبرنا القاضِي أَبُو العَباسِ أَحمد بن مُحَمد البَسطامِيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو مُحَمد عَبد الله بن مُحَمد بنِ عَلِي بنِ زِيادٍ المُعَدَّلُ، قال: حَدَّثنا إِبراهيم بن أَحمد بنِ عَبدِ الله بنِ جَبَلَةَ الهَرَوِيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو مُصعَبٍ أَحمد بن أَبِي بَكرٍ المَدَنِيُّ، قال: حَدَّثنا مالِكُ بن أَنَسٍ، عَن نافِعٍ، عَن ابنِ عُمر، أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «حَمَلَةُ العِلمِ فِي الدُّنيا خُلَفاءُ الأَنبِياءِ، وفِي الآخِرَةِ مِنَ الشُّهَداءِ».
قال الخَطِيبُ: هَذا مُنكَرٌ جِدًّا لَم أَكتُبهُ إِلاَّ عَن البَسطامِيِّ بِهَذا الإِسنادِ ولَيسَ بِثابِتٍ.

.باب وزن حبر العلماء بدم الشهداء:

ففيه: عن ابن عمر، وابن عمرو، والنعمان بن بشير.

.فأما حديث ابن عمر:

- أَخبرنا عَبد الرَّحمَن بن مُحَمد، قال: أَخبرنا أَحمد بن عَلِي بنِ ثابتٍ، قال: أَخبَرَنِي الحَسن بن أَبِي طالِبٍ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكرٍ مُحَمد بن جَعفَرِ بنِ العَباسِ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن الحَسَنِ العَسكَرِيُّ، قال: حَدَّثنا العَباسُ بن يَزِيدَ البَحرانِيُّ، قال: حَدَّثنا إِسماعِيلُ ابن عُلَيَّةَ، قال: حَدَّثنا أَيُّوبُ، عَن نافِعٍ، عَن ابنِ عُمر، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «وُزِنَ حِبرُ العُلَماءِ بِدَمِ الشُّهَداءِ فَرَجَحَ عَلَيهِم».
قال المُصَنِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.
قال الخَطِيبُ: رِجالُهُ كُلُّهُم ثِقاتٌ غَيرُ مُحَمد بنَ الحَسَنِ، ونَراهُ مِما صَنَعَت يَداهُ.

.أَما حديث ابنِ عَمرٍو:

- أَخبرنا ابن ناصِرٍ، قال: حَدَّثنا نَصرُ بن أَحمد، قال: حَدَّثنا أَبُو الحَسَنِ بن رِزقَوَيهِ، قال: حَدَّثنا عُثمانُ بن أَحمد الدَّقاقُ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن أَحمد بنِ المُهتَدِي، قال: حَدَّثنا أَبُو عَبدِ الرَّحمَن الزارِعُ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن يَزِيدَ الواسِطِيُّ، عَن عَبدِ الرَّحمَن بنِ زِيادِ بن أَنْعُم الأَفرِيقِيِّ، عَن عَبدِ الله بنِ يَزِيدَ الحُبُلِيِّ، عَن عَبدِ الله بنِ عَمرِو بنَ العاصِ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَو وُزِنَ مِدادُ العُلَماءِ عَلَى دَمِ الشُّهَداءِ لَرَجَحَ مِدادُ العُلَماءِ عَلَى دَمِ الشُّهَداءِ».
قال المُصَنِّفُ: وهَذا لا يَصِحُّ.
قال أَحمد بن حَنبَلٍ: مُحَمد بن يَزِيدَ الواسِطِيُّ لا يَروِي عَن عَبدِ الرَّحمَن بنِ زِيادٍ شَيئًا.
وقال ابن حِبَّان: يَروِي المَوضُوعاتِ عَن الثِّقاتِ.

.وأَما حديث النُّعمانِ:

- فَأخبرنا ابنِ ناصِرٍ، قال: أَخبرنا مُحَمد بن إِبراهِيم، قال: أَخبرنا مُحَمد بن الفَضلِ، قال: أَخبرنا ابن مَردَوَيهِ، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن إِبراهِيم الجُرجانِيُّ، قال: حَدَّثنا إِبراهيم بن يَومَردَ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن بَهرامَ، قال: حَدَّثنا سَهلُ بن عَبدِ الكَرِيمِ، عَن يَعقُوب القُمِّيِّ، عَن هارُونَ بنِ عَنتَرَةَ، عَن الشَّعبِيِّ، قال: خَطَبَنا النُّعمانُ بن بَشِيرٍ، فَقال: سَمِعتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يُوزَنُ مِدادُ العُلَماءِ مَعَ دَمِ الشُّهَداءِ، يَرجُحُ مِدادُ العُلَماءِ عَلَى دَمِ الشُّهَداءِ».
قال المُصَنِّفُ: هَذا لا يَصِحُّ.
أَما هارُونُ بن عَنتَرَةَ، فَقال ابن حبانَ: لا يَجُوزُ الاحتِجاجُ به يَروِي المَناكِيرَ الَّتِي يَسبِقُ إِلَى القَلبِ أَنَّهُ المتعمد لَها، ويَعقُوب القُمِّيُّ ضَعيفٌ.

.باب في النية في طلب العلم:

- أَخبرنا الكَرُوخِيُّ، قال: أَخبرنا أَبُو عامِرٍ الأَزدِيُّ، وأَبُو بَكرٍ الغُورَجِيُّ، قالاَ: أَخبرنا الجِراحِيُّ، قال: حَدَّثنا المَحبُوبِيُّ، قال: حَدَّثنا التِّرمِذِيُّ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن المِقدامِ العِجلِيُّ، قال: حَدَّثنا أُمَيَّةُ بن خالِدٍ، قال: حَدَّثنا إِسحاقُ بن يَحيَى بنِ طَلحَةَ، قال: حَدَّثَنِي ابن كَعبِ بنِ مالِكٍ، عَن أَبِيه، قال: سَمِعتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَن طَلَبَ العِلمَ لِيُجارِي به العُلَماءَ أَو لِيُمارِي به السُّفَهاءَ، أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيهِ أَدخَلَهُ اللَّهُ النارَ».
قال المُصَنِّفُ: لا يُعرَفُ هَذا إِلاَّ مِن حديث إِسحاقَ.
قال يَحيَى بن سَعِيدٍ: هو شِبهُ لا شَيءٍ.
وقال يَحيَى بن مَعِينٍ: لَيسَ بِشيءٍ، لا يَكتُبُ حديثه.
وقال أَحمد، والنَّسائِي: مَترُوكُ الحديث.

.باب بركة المعيشة لطالب العلم:

- أَنبَأَنا عَبد الوَهابِ بن المُبارَكِ، قال: أَخبرنا ابن بِكرانَ، قال: حَدَّثنا العُتَيقِيُّ، قال: حَدَّثنا يُوسُفُ بن أَحمد، قال: حَدَّثنا العُقَيلِيُّ، قال: حَدَّثنا يَحيَى بن عُثمانَ بنِ صالِحٍ، قال: حَدَّثنا إِسماعِيلُ بن إِسحاقَ الأَنصارِيُّ، قال: حَدَّثنا مِسعَرُ بن كِدامٍ، عَن عَطِيَّةَ، عَن أَبِي سَعِيدِ الخُدرِيِّ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن غَدا يَطلُبُ العِلمَ صَلَّت عَلَيهِ المَلاَئِكَةُ، وبُورِكَ لَهُ فِي مَعِيشَتِهِ، ولَم يَنقُص مِن رِزقِهِ، وكان مُبارَكًا عَلَيهِ».
قال العُقَيلِيُّ: هَذا حديث باطِلٌ لَيسَ لَهُ أَصلٌ مِن حديث مِسعَرٍ ولا غَيرِهِ.

.باب العلم علمان:

- أَخبرنا عَبد الرَّحمَن بن مُحَمد القَزازُ، قال: أَخبرنا أَحمد بن عَلِي بنِ ثابتٍ، قال: أَخبرنا مُحَمد بن عُمر بنِ بُكَيرٍ النَّجارُ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن إِسماعِيل بنِ العَباسِ، قال: حَدَّثنا أَبُو عَمرٍو أَحمد بن الفَضلِ بنِ سَهلٍ القاضِي، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن سَعِيدٍ أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، قال: حَدَّثنا يَحيَى بن يَمانٍ، عَن هِشامٍ، عَن الحَسَنِ، عَن جابِرٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «العِلمُ عِلمانِ: فَعِلمٌ فِي القَلبِ فَذاكَ العِلمُ النافِعُ، وعِلمٌ اللِّسانِ فَتِلكَ حُجَّةُ الله عَلَى ابنِ آدَمَ».
حديث آخَرُ:
- أَخبرنا ابن ناصِرٍ، قال: أَخبرنا أبو سَهل مُحَمد بن إِبراهِيم، قال: أَخبرنا أَبُو الفَضلِ القُرَشِيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو بَكرِ بن مَردَوَيهِ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن مُحَمد بنِ عاصِمٍ، قال: حَدَّثنا عِمرانُ بن عَبدِ الرَّحِيمِ، قال: حَدَّثنا أَبُو الصَّلتِ الهَرَوِيُّ، قال: حَدَّثنا يُوسُفُ بن عَطِيَّةَ، قال: حَدَّثنا قَتادَةُ، عَن الحَسَنِ، عَن أَنَسِ بنِ مالِكٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «العلمُ عِلمانِ: علمُ اللِّسانِ، وعِلمُ القَلبِ فَذاكَ العِلمُ النافِعُ، وعِلمُ اللِّسانِ حُجَّةٌ عَلَى ابنِ آدَمَ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ.
وفِي الطَّرِيقِ الأَوَّلِ: يَحيَى بن يَمانٍ.
قال أَحمد: لَيسَ بِحُجَّةٍ فِي الحديث.
وَقال أَبُو داوُدَ: يُخطِئُ فِي الأحاديث ويَقلبُها.
وَفِي الطَّرِيقِ الثانِي: أَبُو الصَّلتِ، وهو كَذابٌ بِإِجماعِهِم.
حديث آخَرُ:
- أَخبرنا عَبد الحَقِّ بن عَبدِ الخالِقِ، قال: أَنبَأَنا المُبارَكُ بن عَبدِ الجَبارِ، قال: أَخبرنا الحُسَينُ بن عَلِي الطَّناجِيرِيّ، قال: أَخبرنا أَبُو حَفصِ بن شاهِينَ، قال: حَدَّثنا عَلِيُّ بن مُحَمد بنِ جَعفر العَسكَرِيُّ، قال: حَدَّثَنِي دارِمُ بن قُبَيصَةَ بنِ نَهشَلٍ، قال: سَمِعتُ يَحيَى بنَ عَبدِ الله بنِ حُسَينٍ، عَن يَحيَى بنِ زَيدِ بنِ عَلِي، عَن أَبِيه، عَن جَدِّهِ، عَن الحَسَنِ بنِ عَلِي، عَن أَبِيه، عَن جَدِّهِ، عَن الحَسَنِ بنِ عَلِي، عَن عَلِي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلى الله عَليه وسَلمَ، أَنَّهُ قال: «عِلمُ الباطِنِ سِرٌّ مِن سِرِّ الله عَزَّ وجَلَّ، وحُكمٌ مِن حُكمِ الله يَقذِفُهُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ فِي قُلُوبِ مَن يَشاءُ مِن أَولِيائِهِ».
قال المُصَنِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ عَن رَسُولِ الله صَلى الله عَليه وسَلمَ، وعامَّةُ رُواتِهِ لا يُعرَفُونَ.

.باب أخذ الأجرة على التعليم:

- رَوَى أَبُو عُبَيدَةَ بن الفَضلِ، عَن مالِكِ بنِ سَعِيدٍ، عَن ثَورِ بنِ يَزِيدَ، عَن عَبدِ الرَّحمَن بنِ سَلمٍ، عَن عَطِيَّةَ بنِ قَيسٍ، عَن أُبَيِّ بنِ كَعبٍ، قال: «عَلَّمتُ رَجُلا سُوَرةً مِنَ القُرآنِ فَأَهدَى إِلَيَّ قَوسًا، فَسَأَلتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، فَقال: إِن قَبِلتَها تَتَقَلَّدُ مِنها مِنَ النارِ».
قال المُصَنِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ، وأَبُو عُبَيدَةَ، وعَبد الرَّحمَن بن سَلمٍ ضَعِيفانِ.
حديث آخَرُ:
- أَخبرنا ابن الحُصَينِ، قال: حَدَّثنا ابن المُذهِبِ، قال: أَخبرنا أَحمد بن جَعفر، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن أَحمد، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قال: حَدَّثنا وكِيعٌ، قال: حَدَّثنا المُغِيرَةُ بن زِيادٍ المَوصِلِيُّ، عَن عُبادَةَ بنِ نُسَيٍّ، عَن الأَسوَدِ بنِ ثَعلَبَةَ، عَن عُبادَةَ بنِ الصامِتِ، قال: «كُنتُ أُعَلِّمُ ناسًا مِن أَهلِ الصُّفَّةِ الكِتابَةَ والقُرآنَ فَأَهدَى إِلَيَّ رَجُلٌ مِنهُم قَوسًا، فَقُلتُ: أَرمِي عَنها فِي سَبِيلِ الله ولَيسَت لِي بِمالٍ، فَقال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: أَرَدتَ أَن يُطَوِّقَكَ اللَّهُ طَوقًا مِن نارٍ فاقبَلها».
قال المُصَنِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.
قال أَحمد بن حَنبَلٍ: المُغِيرَةُ بن زِيادٍ ضَعِيفُ الحديث يُحَدِّثُ بِأحاديث مَناكِيرَ، وكُلُّ حديث رَفَعَهُ فَهو مُنكَرٌ.

.باب أن العلم بالتعلم:

- أَنبأنا ابن ناصِرٍ، قال: أَخبرنا أَبُو غالِبٍ الباقِلانِيُّ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكرٍ البَرقانِيُّ، قال: حَدَّثنا الدارقُطني، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن مُحَمد بنِ سَعِيدٍ، قال: حَدَّثنا يَعقُوب بن إِسحاقَ، قال: حَدَّثنا صالِحُ بن رُزَيقٍ، قال: حَدَّثنا ابن مُجالِدِ بنِ سَعِيدٍ، عَن عَبدِ المَلِك بنِ عُمَيرٍ، عَن رَجاءِ بنِ حَيوَةَ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّما العِلمُ بِالتَّعَلُّمِ والحِلمُ بِالتَّحَلُّمِ، ومَن يَبتَغِي الخَيرَ يُعطَهُ، ومَن يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ».
قال المُصَنِّفُ: ابن مُجالِدٍ اسمُهُ إِسماعِيلُ.
قال السَّعدِيُّ: لَيسَ مَحمُودًا.
وقال الدارقُطني: وقَد روي مِن حديث أَبِي الدَّرداءِ مَوقُوفًا، وهو المَحفُوظُ.

.باب الأمر بتقييد العلم بالكتابة:

فيه: عن أنس، وعبد الله بن عمرو.

.فأما حديث أنس:

- فَأَنبَأَنا مُحَمد بن عَبدِ المَلِك، قال: أَنبَأَنا أَحمد بن عَلِي بنِ ثابتٍ، قال: حَدَّثنا القاضِي أَبُو بَكرٍ مُحَمد بن عُمر الداوُدِيُّ، قال: أَخبرنا عُمر بن أَحمد بنِ عُثمانَ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن نَصرِ بنِ القاسِمِ الفَرائِضِيُّ، وابن صاعِدٍ، قالاَ: حَدَّثنا لُوَينٌ، قال: حَدَّثنا عَبد الحَمِيدِ بن سُلَيمانَ، عَن ابنِ المُثَنَّى، عَن عَمِّهِ ثُمامَةَ، عَن أَنَسٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «قَيِّدُوا العِلمَ بِالكِتابَةِ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ، تَفرَّدَ بِرِوايَتِهِ مَرفُوعًا عَبد الحَمِيدِ.
قال يَحيَى بن مَعِينٍ، وأَبُو داوُدَ: لَيسَ بِثِقَةٍ.
وقال الدارقُطني: ضَعِيفُ الحديث، قال: ووَهِمَ ابن المُثَنَّى فِي رَفعِهِ، قال: والصَّوابُ عَن ثُمامَةَ أَنَّ أَنَسًا كان يَقُولُ ذَلِكَ لِبَنِيهِ ولا يَرفَعُهُ.

.وأَما حديث عَبد اللهِ بن عمرو، فله ثلاثة طرق:

الطَّرِيقُ الأَوَّلُ:
- أَنبَأَنا به مُحَمد بن عَبدِ المَلِك، قال: أَنبَأَنا أَحمد بن عَلِي بنِ ثابتٍ، قال: حَدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمد بن مُوسَى الصَّيرَفِيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو العَباسِ مُحَمد بن يَعقُوب الأَصَمُّ، قال: حَدَّثنا العَباسُ بن مُحَمد الدُّورِيُّ، قال: حَدَّثنا سُرَيجُ بن النُّعمانِ، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن مُؤَمِّلٍ، عَن ابنِ أَبِي مُلَيكَةَ، عَن عَبدِ الله بنِ عَمرٍو، قال: «قُلتُ: يا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، أُقَيِّدُ العِلمَ؟ قال: نَعَم».
الطَّرِيقُ الثانِي:
- أَنبَأَنا مُحَمد بن عَبدِ المَلِك، قال: حَدَّثنا أَبُو بَكرٍ الخَطِيبُ، قال: حَدَّثنا الحَسن بن أَبِي بَكرٍ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن عَبدِ الله الشافِعِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن بِشرِ بنِ مَطَرٍ، قال: حَدَّثنا سَعِيدُ بن سُلَيمانَ، عَن عَبدِ الله بنِ مُؤَمِّلٍ، عَن ابنِ جُرَيجٍ، عَن عَطاءٍ، عَن عَبدِ الله بنِ عَمرٍو، قال: «قُلتُ: يا رَسُولَ الله، أُقَيِّدُ العِلمَ؟ قال: نَعَم، قال: وما تَقيِيدُهُ؟ قال: الكِتابَةُ».
الطَّرِيقُ الثالِثِ:
- أَنبَأَنا مُحَمد بن عَبدِ المَلِك، قال: أَخبرنا أَبُو مُحَمد الجَوهَرِيُّ، عَن أَبِي الحَسَنِ الدارقُطني، قال: حَدَّثنا أَحمد بن عَمارٍ، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن أَيُّوبَ، قال: حَدَّثنا إِسماعِيلُ بن يَحيَى، قال: حَدَّثنا ابن أَبِي ذِئبٍ، عَن عَمرِو بنِ شُعَيبٍ، عَن أَبِيه، عَن جَدِّهِ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «قَيِّدُوا العِلمَ بِالكِتابِ».
قال الدارقُطني: تَفرَّدَ به إِسماعِيلُ بن يَحيَى، عَن ابنِ أَبِي ذِئبٍ.
قال المُصَنِّفُ: هَذِهِ الطُّرُقُ كُلُّها لا يَصِحُّ.
أما الطَّرِيقانِ الأَوَّلاَنِ: فَفِيهِما عَبد الله بن مُؤَمِّلٍ.
قال أَحمد: أحاديثهُ مَناكِيرُ.
وقال يَحيَى بن مَعِينٍ: ضَعيفٌ.
وقال أَبُو حاتم ابن حبانَ: لا يَجُوزُ الاحتِجاجُ بِخَبَرِهِ إِذا انفَرَدَ.
وأَما الطَّرِيقُ الثالِثُ: فَفِيهِ إِسماعِيلُ بن يَحيَى.
قال ابن عَدِيٍّ: يُحَدِّثُ عَن الثِّقاتِ بِالبَواطِيلِ.
وقال ابن حِبَّان: يَروِي المَوضُوعاتِ عَن الثِّقاتِ، وما لا أَصلَ لَهُ عَن الأَثباتِ، لا يَحِلُّ الرِّوايَةُ عَنهُ بِحالٍ.
وقال الدارقُطني: كَذابٌ مَترُوكٌ.

.باب ثواب من رفع قرطاسا من الأرض فيه {بسم الله الرحمن الرحيم}:

فيه: عن علي عليه السلام، وأنس، وأبي هريرة.

.أَما حديث علي رضي الله عنه، فله طريقان:

الطَّرِيقُ الأَوَّلُ:
- أَخبرنا مُحَمد بن ناصِرٍ، قال: أَخبرنا المُبارَكُ بن عَبدِ الجَبارِ، قال: أَخبرنا عَبد العَزِيزِ بن عَلِي الأَزَجِيُّ، قال: حَدَّثنا المُفِيدُ، قال: حَدَّثنا عَن سُلَيمانَ بنِ عمرانَ، عَن حَفصِ بنِ غياثٍ، عَن أَبِيه، عَن جَدِّهِ، عَن عَلِي بنِ أَبِي طالِبٍ، قال: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ما مِن كِتابٍ يُلقَى بِمَضيَعَةٍ مِنَ الأَرضِ، فِيهِ اسمٌ مِن أَسماءِ الله إِلاَّ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيهِ سَبعِينَ أَلفَ مَلَكٍ يَحُفُّونَهُ بِأَجنِحَتِهِم، ويُقَدِّسُونَهُ حَتَّى يَبعَثَ اللَّهُ إِلَيهِ ولِيًّا مِن أَولِيائِهِ، يَرفَعُهُ مِنَ الأَرضِ، فَمَن رَفَعَ كِتابًا مِنَ الأَرضِ فِيهِ اسمٌ مِن أَسماءِ الله رَفَعَ اللَّهُ اسمَهُ فِي عِلِّيِّينَ، وحَطَّ عَن والِدَيهِ، يَعنِي العَذابَ وإِن كانا مِنَ المُشرِكِينَ».
الطَّرِيقُ الثانِي:
- أَخبرنا عَلِيُّ بن أَحمد المُوَحِّدُ، قال: حَدَّثنا هَنادُ بن إِبراهِيم النَّسَفِيُّ، قال: حَدَّثنا عَلِيُّ بن يُوسُفَ بنِ يَعقُوب الطَّبَرِيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو أَحمد عَبد الله بن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا القاسِمُ بن مَهدِيٍّ، قال: حَدَّثنا زُهَير بن عَبادٍ الرَّواسِيُّ، قال: حَدَّثَنِي الجَراحُ بن مَلِيحٍ أَبُو وكِيعٍ، عَن سُلَيمانَ بنِ عمرانَ الكُوفِيِّ، عَن حَفصِ بنِ غياثٍ الكُوفِيِّ، عَن أَبِيه غياثٍ، عَن جَدِّهِ طَلقٍ، عَن عَلِي بنِ أَبِي طالِبٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِن كِتابٍ يُلقَى بِمَضيَعَةٍ مِنَ الأَرضِ، فِيهِ اسمٌ مِن أَسماءِ الله، إِلاَّ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيهِ سَبعِينَ أَلفَ مَلَكٍ يَحُفُّونَهُ بِأَجنِحَتِهِم، فَيُقَدِّسُونَهُ حَتَّى يَبعَثَ اللَّهُ إِلَيهِ ولِيًّا مِن أَولِيائِهِ فَيَرفَعُهُ مِنَ الأَرضِ، ومَن رَفَعَ كِتابًا فِيهِ اسمُ الله رَفَعَهُ اللَّهُ فِي عِلِّيِّينَ وخَفَّفَ عَن أَبَوَيهِ العَذابَ وإِن كانا مُشرِكَينِ».

.وأَما حديث أَنَسٍ:

- فَأَخبرنا إِسماعِيلُ بن أَحمد، وعَبد الرَّحمَن بن المُبارَكِ، ويَحيَى بن عَلِي، قالُوا: حَدَّثنا أَبُو مُحَمد الصَّرِيفِينِيُّ، قال: حَدَّثنا عُمر بن إِبراهِيم الكِنانِيُّ، قال: وأَخبرنا عَبد الرَّحمَن بن مُحَمد القَزازُ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن عَلِي بنِ ثابتٍ، قال: أَخبرنا مُحَمد بن مُحَمد بنِ المُظَفَّرِ الدَّقاقُ، قال: أَخبرنا عَلِيُّ بن عُمر الخُتلِيُ، قال: أَخبرنا أَحمد بن القاسِمِ بنِ نَصرٍ، قال: حَدَّثنا أَبُو سالِمٍ الرَّواسُ، واسمُهُ العَلاَءُ بن مَسلَمَةَ، قال: حَدَّثنا أَبُو حَفصٍ العَبدِيُّ، واسمُهُ عُمر بن حَفصٍ، عَن أَبانَ، عَن أَنَسٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن رَفَعَ قِرطاسًا مِنَ الأَرضِ فِيهِ بِسمِ الله الرَّحمَن الرَّحِيمِ إِجلالا لِلَّهِ أَن يُداسَ كُتِبَ عِندَ الله مِنَ الصِّدِّيقِينَ وخُفِّفَ عَن والِدَيهِ وإِن كانا مُشرِكَينِ».

.أما حديث أَبِي هُرَيرَةَ:

- أَنبأنا أَبُو القاسِمِ الحَرِيرِيُّ، عَن أَبِي طالِبٍ العُشارِيِّ، قال: حَدَّثنا الدارقُطني، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن القاسِمِ، قال: حَدَّثنا سُليمان بن الرَّبيع، قال: حَدَّثنا هَمامُ بن مُسلِمٍ، قال: حَدَّثنا عُمر بن عَبدِ الله بنِ أَبِي خَثعَمٍ، عَن يَحيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَن رَفَعَ كِتابًا عَن الطَّرِيقِ فَجَعَلَهُ فِيما لا يُوطَأُ تَعظِيمًا لاسمِ الله عَزَّ وجَلَّ خَفَّفَ اللَّهُ عَنهُ وعَن والِدَيهِ العَذابَ وإِن كانا مُشرِكَينِ».
قال المُصَنِّفُ: لَيسَ فِي هَذِهِ الأحاديث ما يَصِحُّ عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.
أَما حديث عَلِي عَلَيهِ السَّلامُ:
فَفِي الطَّرِيقِ الأَوَّلِ: المُفِيدُ، لَيسَ بِشيءٍ، ولَم يَسنِدهُ إِلَى شَيخٍ مَعرُوفٍ.
قال ابن عَدِيٍّ: وهَذا مَتنٌ لا يَصِحُّ عَن عَلِي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ.
وأَما الطَّرِيقُ الثانِي: فَفِيهِ غَياثُ، وقَد كَذَّبُوهُ.
وفِيهِ: الجَراحُ أَبُو وكِيعٍ.
قال يَحيَى: كان وضاعًا لِلحديث.
وقال الدارقُطني: لَيسَ بِشيءٍ.
وَأَما طَرِيقُ أَنَسٍ: فَفِيهِ العَلاَءُ بن مَسلَمَةَ.
قال ابن حبانَ: يَروِي المَوضُوعاتِ، والمَقلُوباتِ عَن الثِّقاتِ، لا يَحِلُّ الاحتِجاجُ به.
وقال أَبُو الفَتحِ الأَزدِيُّ: كان العَلاَءُ رَجُلَ سُوءٍ لا يُبالِي ما رَوَى، لا يَحِلُّ لِمَن عَرَفَهُ أَن يَروِي عَنهُ.
وفِيهِ: أَبُو حَفصٍ العَبدِيُّ.
قال أَحمد: حَرقنا حديثه.
وقال يَحيَى: لَيسَ بِشيءٍ.
وَأَما حديث أَبِي هُرَيرَةَ:
فَقال الدارقُطني: تَفرَّدَ به سُليمان، عَن هَمامٍ، قال: وسُليمان، ضَعيفٌ غَيَّرَ أَسماءَ مَشائِخٍ ورَوَى عَنهُم مَناكِيرَ.
قال ابن حبانَ: وهَمامٌ يَسرِقُ الحديث ويَروِي عَن الثِّقاتِ ما لَيسَ مِن حديثهِم فَبَطُلَ الاحتِجاجُ به.

.باب تتريب الكتاب:

فيه: عن جابر، وابن عباس، وأبي هريرة، ويزيد أَبُو الحجاج.

.فأما حديث جابر:

فله أَربعة طرق:
الطَّرِيقُ الأَوَّلُ:
- أَخبرنا يَحيَى بن عَلِي المَدِينِيُّ، قال: حَدَّثنا جابِرُ بن ياسِينَ، وعَبد العَزِيزِ بن عَلِي الأَنماطِيُّ وأَخبرنا سَعِيدُ بن أَحمد بنِ البَناء، قال: حَدَّثنا ابن السَّرِيِّ، قالُوا: حَدَّثنا المُخلِصُ، قال: حَدَّثنا البَغَوِيُّ، قال: حَدَّثنا عَمارُ بن نَصرٍ، قال: حَدَّثنا بَقِيَّةُ، عَن عُمر بنِ أَبِي عُمر، عَن أَبِي الزُّبَيرِ، عَن جابِرٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَرِّبُوا الكِتابَ فَإِنَّ التُّرابَ مُبارَكٌ».
الطَّرِيقُ الثانِي:
- أَخبرنا مُحَمد بن عَبدِ المَلِك، قال: حَدَّثنا مَسعَدَةُ، قال: حَدَّثنا حَمزَةُ، قال: حَدَّثنا أَبُو أَحمد ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا ابن قُتَيبَةِ، قال: حَدَّثنا كَثِيرُ بن عُبَيد، قال: حَدَّثنا بَقِيَّةُ، عَن عُمر بنِ أَبِي عُمر الكَلاَعِيِّ، عَن أَبِي الزُّبَيرِ، عَن جابِرٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذا كَتَبَ أَحَدُكُم كِتابًا فَليُتَرِّبهُ، فَإِنَّ التُّرابَ مُبارَكٌ وهو أَنجَحُ لِلحاجَةِ».
الطَّرِيقُ الثالِثُ:
- أَنبَأَنا عَبد الوَهابِ بن المُبارَكِ، قال: أَخبرنا مُحَمد بن المُظَفَّرِ، قال: حَدَّثنا أَبُو الحَسَنِ العُتَيقِيُّ، قال: حَدَّثنا يُوسُفُ بن الدَّخِيلِ، قال: حَدَّثنا أَبُو جَعفر العُقَيلِيُّ، قال: أَخبرنا يَحيَى بن عُثمانِ، قال: حَدَّثنا عَلِيُّ بن مَعبَدِ بنِ شَدادٍ، قال: حَدَّثنا خالِدُ بن حبانَ الرَّقِّيُّ، عَن حَمزَةَ بنِ أَبِي حَمزَةَ، عَن أَبِي الزُّبَيرِ، عَن جابِرٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَرِّبُوا الكِتابَ، فَإِنَّهُ أَعظَمُ لِلبَرَكَةِ وأَنجَحُ لِلحاجَةِ».
الطَّرِيقُ الرابِعِ:
- أَخبرنا الكَرُوخِيُّ، قال: أَخبرنا أَبُو عامِرٍ الأَزدِيُّ، وأَبُو بَكرٍ الغُورَجِيُّ، قالاَ: أَخبرنا الجِراحِيُّ، قال: حَدَّثنا المَحبُوبِيُّ، قال: حَدَّثنا التِّرمِذِيُّ، قال: حَدَّثنا مَحمُودُ بن غَيلاَنَ، قال: حَدَّثنا شَبابةُ، عَن حَمزَةَ، عَن أَبِي الزُّبَيرِ، عَن جابِرٍ، أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذا كَتَبَ أَحَدُكُم كِتابًا فَليُترِبهُ فَإِنَّهُ أَنجَحُ لِلحاجَةِ».

.وأَما حديث ابنِ عَباسٍ:

- فَأخبرنا إِسماعِيلُ بن أَحمد، قال: أَخبرنا إِسماعِيلُ بن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: حَدَّثنا أَبُو أَحمد ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن الحَسَنِ بنِ قُتَيبة، قال: حَدَّثنا هِشامُ بن خالِدٍ، قال: حَدَّثنا بَقِيَّةُ، عَن ابنِ جُرَيجٍ، عَن عَطاءٍ، عَن ابنِ عَباسٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَرِّبُوا الكِتابَ واسحُوهُ مِن أَسفَلِهِ، فَإِنَّهُ أَنجَحُ لِلحاجَةِ».

.أَما حديث أبي هريرة:

فله طريقان:
الطَّرِيقُ الأَوَّلُ:
- أَخبرنا إِسماعِيلُ بن أَحمد، قال: حَدَّثنا إِسماعِيلُ بن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: أَخبرنا أَبُو أَحمد ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا الحُسَينُ بن إِسماعِيل المَوصِلِيُّ، قال: حَدَّثنا سُليمان بن عَبدِ الحَمِيدِ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن إِسماعِيل، قال: حَدَّثنا ابن حُمَيرٍ، عَن ابنِ عَياشٍ، عَن مُحَمد بنِ عَمرٍو، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذا كَتَبَ أَحَدُكُم فَليُتَرِّبهُ فَإِنَّهُ أَنجَحُ لِلحاجَةِ».
الطَّرِيقُ الثانِي:
- رَوَى إِسحاقُ بن نجيحٍ، عَن يَحيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن أَبِي سَلَّمَةَ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «تَرِّبُوا الكِتابَ واسحَوهُ مِن أَسفَلِهِ فَإِنَّهُ أَنجَحُ لِلحاجَةِ».

.وأَما حديث يَزِيدَ:

- أَخبرنا مُحَمد بن ناصِرٍ، قال: حَدَّثنا المُبارَكُ بن عَبدِ الجَبارِ، قال: أَخبرنا مُحَمد بن عَبدِ الواحِدِ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكرِ بن شاذانَ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن مُحَمد بنِ المُغَلِّسِ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن مَنِيعٍ، قال: حَدَّثنا عَبادُ بن عَبادٍ، عَن هِشامِ بنِ زِيادٍ، عَن الحَجاجِ بنِ يَزِيدَ، عَن أَبِيه، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَرِّبُوا الكِتابَ فَإِنَّهُ أنجَحُ لَهُ».
قال المُؤَلِّفُ: لَيسَ فِي هَذِهِ الأحاديث ما يَصِحُّ عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.
أَما حديث جابِرٍ: فَفِي الطَّرِيقِ الأَوَّلِ والثانِي: بَقِيَّةُ، وكان مَدَلِّسًا يَروِي عَن الضُّعَفاءِ، والمَجاهِيلِ، رَواهُ عَن عُمر بنِ أَبِي عُمر وهو مَجهُولٌ.
وأَما الطَّرِيقُ الثالِثُ والرابِعُ: فَفِيهِما حَمزَةُ بن أَبِي حَمزَةَ النَّصِيبِيُّ.
قال يَحيَى: لا يُساوِي فِلسًا.
وقال النَّسائِي، والدارقُطني: متروك الحديث.
وقال ابن عَدِيٍّ: يَضَعُ الحديث.
وأَما حديث ابنِ عَباسٍ:
فَرَواهُ بَقِيَّةُ، عَنَ ابنِ جُرَيجٍ.
قال ابن حبانَ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ قَد سَمِعَهُ مِن رَجُلٍ ضَعِيفٍ، عَن ابنِ جُرَيجٍ فَيُدَلِّسُ ويَذكُرُ ابنَ جُرَيجٍ، قال: والحديث مَوضُوعٌ.
وأَما حديث أَبِي هُرَيرَةَ:
فَفِي الطَّرِيقِ الأَوَّلِ: إِسماعِيلُ بن عَياشٍ.
قال ابن حبانَ: لا يُحتَجُّ به.
وفِي الثانِي: إِسحاقُ بن نجيحٍ.
قال ابن حبانَ: كان رَجُلا يَضَعُ الحديث صَراحًا.
وقال يَحيَى: لَيسَ بِشيءٍ.
قال أَبُو جَعفر العُقَيلِيُّ: ولا يَحفَظُ هَذا الحديث بِإِسنادِ جَيِّدٍ.
أَخبَرنا المبارك بن أحمد الأنصاري، قال: أَخبَرنا عَبد اللهِ بن أحمد السمرقندي، قال: حَدَّثنا أَبُو بكر الخطيب، قال: أَخبَرنا علي بن أحمد بن محمد الرزاز، قال: حدثنا أَبُو بكر أحمد بن عبد الرحمن الدقاق، قال: حدثني أَبُو عيسى بن قطن السمسار، قال: حدثني عبد الوهاب الحجبي، قال: كنت في مجلس بعض المحدثين ويحيى بن مَعِين إِلى جنبي فكتبت صفحا فذهبت لأتربه فقال لي: لاَ تفعل، فإن الأَرض تسرع إليه، فقلت له الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أتربوا الكتاب فإن التراب مبارك وهو أنجح للحاجة»، قال: ذاك إسناده لاَ يساوي فلسا.

.باب الاستزادة من العلم:

- أَخبرنا أَبُو مَنصُور القَزازُ، قال: أَخبرنا أَحمد بن عَلِي بنِ ثابتٍ، قال: حَدَّثنا أَبُو نُعَيمٍ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن إِبراهِيم الغَزِّيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو مُسلِمٍ الكَجِّيُّ، قال: حَدَّثنا مِسوَرُ بن عِيسَى، قال: حَدَّثنا قاسِمُ بن يَحيَى، قال: حَدَّثنا ياسِينُ الزَّياتُ، عَن أَبِي الزُّبَيرِ، عَن جابِرٍ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ مِن مَعادِنِ التَّقوَى تَعَلُّمُكَ إِلَى ما قَد عَلِمتَ عِلمَ ما لَم تَعلَم، والنَّقصُ فِيما قَد عَلِمتَ قِلَّةَ الزِّيادَةِ فِيهِ، وإِنَّما يَزهَدُ الرَّجُلُ فِي عِلمِ ما لَم يَعلَم قِلَّةَ الانتِفاعِ بِما قَد عَلِمَ».
قال المُصَنِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ، والمُتَّهَمُ به ياسِينُ.
قال يَحيَى: لَيسَ حديثهُ بِشيءٍ.
وقال النَّسائِي: مَترُوكُ الحديث.

.باب بيان أن طالب العلم لاَ يشبع منه:

فيه: عن ابن مسعود، وابن عباس، وأنس.

.فَأَما حديث ابنِ مَسعُودٍ:

- أَخبرنا ابن ناصِرٍ، قال: حَدَّثنا نَصرُ بن أَحمد، قال: أَخبرنا ابن رِزقَوَيهِ، قال: حَدَّثنا مَكرَمُ بن أَحمد القاضِي، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن سُلَيمانَ الواسِطِيُّ، قال: حَدَّثنا عَمرُو بن عُونٍ، قال: حَدَّثنا أَبُو بَكرٍ الداهِرِيُّ، عَن إِسماعِيل بنِ أَبِي خالِدٍ، عَن زَيدِ بنِ وهبٍ، عَن عَبدِ الله بنِ مَسعُودٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنهُومانِ لا يَشبَعانِ، طالِبُ عِلمٍ، وطالِبُ دُنيا».